يصنف مرض التصلب اللويحي ضمن الأمراض العصبية المزمنة التي يصاب بها العديد من الأشخاص خلال مرحلة عمرية معينة، إذ يهدد هذا المرض جميع أجزاء الجسم بشكل عام مما يؤثر سلباً على طبيعة وظائفها. ينصح دائماً باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن لتقليل شدة الأعراض المرافقة للأمراض المزمنة بشكل عام.
كما يجدر التنويه إلى أن طبيعة الغذاء لا تؤدي إلى علاج المرض بل إلى تقليل شدة أعراضه، ولذلك سنطرح ضمن هذا المقال نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي والتركيز على أهم الأطعمة التي يجب تجنب تناولها لما لها دور في تقليل شدة الأعراض المرافقة لهذا المرض.
تنجم الإصابة بمرض التصلب اللويحي (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis) نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى تلف الطبقة المغلفة للألياف العصبية الموجودة في الدماغ والنخاع الشوكي، الميلين (بالإنجليزية: Myelin)، الأمر الذي يتبلور عنه ضعف في قدرة الدماغ والخلايا العصبية في نقل الأوامر العصبية لكافة أعضاء الجسم للقيام بوظائفها الطبيعية.
تصاب النساء بمرض التصلب اللويحي بدرجة أعلى مقارنة بالرجال، كما يمكن الإصابة بمرض التصلب اللويحي خلال أي مرحلة عمرية إلا أنه تكثر الإصابة به بين عمر 20 إلى 40 عاماً.
يصاب الأشخاص المصابين بمرض التصلب اللويحي بحالات ضعف عام، وغثيان، وخدر وتنميل، واضطرابات في المزاج والعواطف، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وعدم القدرة في التحكم في حركة المثانة، واضطرابات في المشي والرؤية، ومشاكل في البلع، واضطرابات في عملية الإدراك، كما يعاني هؤلاء الأشخاص من الألم نتيجة للإصابة. يمكن أن تختفي هذه الأعراض وتعاود بالظهور كما قد تختلف شدتها بين الحين والآخر ومن شخص لآخر.
نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي
يشكل النظام الغذائي دوراً هاماً في تقليل عدد مرات الإنتكاسات، وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات مرضية نتيجة الإصابة بمرض التصلب اللويحي، وتقليل شدة الأعراض المرافقة للمرض مما ينعكس إيجاباً على طبيعة الحياة والقدرة على ممارسة الأنشطة اليومية، تظهر أهمية الغذاء الصحي من خلال دوره في تعزيز أعداد البكتيريا النافعة في المعدة، وتعزيز نسب الفيتامينات في الجسم وغيرها من الفوائد العديدة مما ينعكس بشكل إيجابي على صحة وسلامة جهاز المناعة ودوره في محاربة الأمراض.
علاوة على ذلك هنالك دراسة أجريت على 7000 شخص من مصابي التصلب اللويحي أوضحت إلى أن نظام الحياة الصحي المتبع من قبل مصابي التصلب اللويحي له دور واضح في تقليل الإكتئاب بما نسبته 50%، والتعب الشديد بما يعادل 30%، كما يلاحظ دوره في تقليل الالم بما يقارب 40% مقارنة بأولئك المصابين الذين لم يتبعون نظام حياة صحي. أدرج الأطباء وأخصائي التغذية نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي ينصح باتباعها من قبل مصابي مرض التصلب اللويحي:
تناول الأغذية الغنية بالبروبيوتيك والبريبايوتكس
يعتبر تناول الأغذية الغنية بالبروبيوتيك والبريبايوتكس إحدى نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي، لما لها دور في زيادة أعداد البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، مما يساهم في تعزيز صحة جهاز المناعة ودوره في محاربة الأمراض ومنها مرض التصلب اللويحي إضافة لدور البروبيوتك في تقليل تطورات المرض السلبية التي تتعلق بصحة الدماغ والحبل الشوكي.
وهذا ما أشارت إليه دراسة أجريت عام 2015. لذا ينصح إدخال لبن الزبادي، والكراث، والثوم، والأرضي شوكي، والهندباء، والبصل، والهليون، والشاي والحليب المخمر، ومخلل الملفوف إلى النظام الغذائي لمصابي مرض التصلب اللويحي كونها تعتبر أغذية غنية بالبروبيوتيك والبريبايوتكس.
اقرأ أيضاً: البروبيوتيك والبريبيوتيك والفرق بينهما
للمزيد: البروبيوتيك والبريبيوتيك لتعزيز المناعة
تناول الأغذية الغنية بالألياف الغذائية
يندرج تناول الأغذية الغنية بالألياف الغذائية ضمن نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي لما لها دور في تعزيز أعداد البكتيريا النافعة، والحفاظ على الحركة الطبيعية للجهاز الهضمي، وتعزيز الشعور بالشبع، مما يخفف من احتمالية زيادة الوزن والوصول لمرحلة السمنة، والحفاظ على المعدلات الطبيعية لضغط الدم وصحة القلب لما لها دور في تقليل مستويات الكوليسترول في الجسم. تصنف الخضروات والفواكه، والبقوليات، والحبوب، والأرز البني، والمكسرات إحدى أهم المصادر الغنية بالألياف.
تناول الأغذية الغنية بفيتامين دال
تتمثل إحدى نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي في تناول الأغذية الغنية في فيتامين دال كونه يساهم في الحفاظ على صحة العظام والوقاية من الإصابة بهشاشة العظام، الحالات التي يعاني منها عدد من مصابي مرض التصلب اللويحي. حيث يمكن الحصول على فيتامين دال من خلال التعرض لأوقات كافية لأشعة الشمس إضافة لتناول الأغذية الغنية بفيتامين دال مثل الأسماك، ومنتجات الألبان المدعمة، الحبوب المدعمة، صفار البيض، لبن الزبادي، والكبدة، وعصير البرتقال.
تناول الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية المتعددة غير مشبعة
يدرج تناول الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية المتعددة غير مشبعة ضمن نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي، وذلك بسبب دور هذا النوع من الأحماض الدهنية في المساهمة في الوقاية من الإصابة بمرض التصلب اللويحي. يعتبر السلمون، وسمك الاسقمري البحري، وسمك التونا، وبعض أنواع من الزيوت النباتية إحدى أهم المصادر الغنية بهذا النوع من الأحماض الدهنية.
تناول الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة
يعتبر تناول الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة إحدى أهم نصيحة من نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي، لما لها دور في الحفاظ على خلايا الجسم التي من ضمنها الخلايا العصبية وحمايتها من التلف. إذ يمكن إدخال الخضروات، والفواكة، والبقوليات، والحبوب، والأعشاب، والبهارات، والشاي ضمن النظام الغذائي للمصابين بمرض التصلب اللويحي كونها مصادر غنية بمضادات الأكسدة.
تجنب تناول الأغذية المصنعة
يدرج تجنب تناول الأغذية المصنعة ضمن نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي كونها تعتبر غنية بالدهون المشبعة، والدهون المتحولة، والزيوت المهدرجة، والسكر، والملح. إذ يؤثر تناولها سلباً على صحة الأشخاص المصابين بمرض التصلب اللويحي. كما ينصح بتجنب تناول المشروبات المحتوية على السكر، والطعام المشوي، والأجبان، ومنتجات الألبان كاملة الدسم، والزبدة، وعدم الإفراط في تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء.
للمزيد: الدهون المتحولة أو المهدرجة
تجنب شرب الكحول
يصنف تجنب شرب الكحول ضمن نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي، وذلك بسبب أن الكحول قد يؤثر سلباً على صحة المثانة الأمر الذي يعاني منه العديد من مصابي مرض التصلب اللويحي.
تناول الكافيين باعتدال
يعتبر الإعتدال في تناول الكافيين من مختلف مصادره إحدى نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي، وذلك لأن الإفراط في تناول المشروبات الغنية بالكافيين قد يؤثر سلباً على صحة المصابين بمرض التصلب اللويحي.
حساب مؤشر كتلة الجسم
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
تقليل تناول الأغذية الغنية بالغلوتين
لم تؤكد الدراسات لغاية الآن وجود علاقة مؤكدة بين تناول الغلوتين والإصابة بمرض التصلب اللويحي، إلا أنه لوحظ معاناة بعض مصابي التصلب اللويحي من الداء البطني (بالإنجليزية: Celiac Disease) مما ينجم عنه عدم قدرة الجسم على تحمل الغلوتين. ومن هنا يلجأ الأطباء في بعض الحالات إلى منع الشخص من تناول مصادر الجلوتين مثل القمح، والشعير، والذرة، والخبز، والمعجنات، وغيرها من الأطعمة المصنعة من هذه المواد كإحدى نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي.
للمزيد: الأطعمة المسموحة والأطعمة الممنوعة لمن يعاني من حساسية الغلوتين
تناول المكملات الغذائية
يعتبر تناول المكملات الغذائية مثل الفيتامينات وزيت كبد الحوت إحدى نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي، إذ ينصح بتناولها حسب ارشادات الطبيب بما يتناسب مع طبيعة الحالة. حيث أشارات دراسة استمرت لمدة عامين مكونة من 312 شخص من مصابي التصلب اللويحي أن تناول ما يقارب 10 غرامات من المكملات الغذائية الغنية بالأوميغا-3 يساهم في تخفيف من التطور السلبي للمرض مقارنة بالأشخاص المشاركين في الدراسة الذين لم يتناولون مثل هذه الأنواع من المكملات الغذائية. كما أوصت هذه الدراسة إلى ضرورة الحصول على الأوميغا-3 من مصادره الطبيعية وعدم الإعتماد على تناول المكملات الغذائية فقط لسد حاجة الجسم من الأوميغا-3.
الإقلاع عن التدخين
يرشد مصابي مرض التصلب اللويحي بالإقلاع عن التدخين وتجنب مجالسة المدخنين ضمن نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي لتقليل شدة الأعراض المرافقة له.
اقرأ أيضاً: كيف يمكنني الإقلاع عن التدخين؟
ممارسة الأنشطة الرياضية
تساهم ممارسة الأنشطة الرياضية كإحدى نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي في الحفاظ على صحة الجسم واكسابه لياقة ومرونة تساعده في محاربة الأمراض.
تناول مشروب الكاكاو
يعتبر تناول مشروب الكاكاو إحدى نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي كونه يحتوي على مادة الفلافونويد، إحدى المواد التي لها دور إيجابي في تقوية الأعصاب والحفاظ على صحتها، مما قد يساهم في تقليل الألم المرافق لمرض التصلب اللويحي.
هذا ما أشارت إليه دراسة حول فوائد الكاكاو لعلاج التصلب اللويحي المتعدد، والتي أجريت في مركز أكسفورد بروكس للتغذية والصحة في المملكة المتحدة على عينة مكونة من 40 مصاب بحيث يتم تناول كوب واحد من الكاكاو يومياً لمدة 6 أسابيع. بعدها تم تقييم الألم المرافق للتصلب اللويحي للمشاركين بالدراسة قبل، وأثناء، وبعد الدراسة إذ تبين أن هناك استجابة من قبل المصابين وبدأو يشعرون بدرجة أقل من الألم.
المحافظة على وزن طبيعي
يوجه المختصين مصابي التصلب اللويحي على المحافظة على وزن طبيعي وتجنب الوصول لمرحلة السمنةكواحدة من نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي. إذ أشارت بعض الدراسات إلى أن السمنة عند الأطفال أو عند البالغين قد تزيد من خطر الإصابة بمرض التصلب اللويحي، كما أشار المختصين إلى دور السمنة في زيادة شدة أعراض هذا المرض.
تجنب تناول الأطعمة التي تسبب الحساسية
أشارت دراسة أجريت في مستشفى في بريجهام ومستشفى النساء في بوسطن في الفترة الواقعة بين 2011-2015 على عينة مكونة من 1349 شخص من مصابي التصلب اللويحي و يعانون من الحساسية الغذائية أو البيئية. حيث خلصت هذه الدراسة أن أي نوع من أنواع الحساسية يزيد قرابة 27% من احتمالية الإصابة بهذا المرض، كما بينت الدراسة من خلال صور الرنين المغناطيسي أن وجود الحساسية بالأخص الحساسية الغذائية تزيد من التطور السلبي للمرض.
لذلك ينصح مرضى التصلب اللويحي دائماً في الإبتعاد عن تناول الأطعمة التي تسبب لهم الحساسية وذلك بسبب أن مثل هذه الأنواع قد تزيد من شدة الأعراض المرافقة للمرض.