يعد مغص الأطفال الرضع من الاضطرابات الشائعة خاصة في الثلاثة أشهر الأولى من عمره، ويعتبر مغص الأطفال الرضع أحد الأسباب الرئيسية لمراجعة طبيب الأطفال. يعتبر بعض الأطباء أنها ليست بالمشكلة الكبيرة التي تدعو للقلق أو مراجعة الطبيب، بالرغم من تأثيرها على الأم وخوفها على رضيعها.
يوجد عدة علاجات سلوكية، وغذائية، ودوائية، وتكميلية يمكن أن تلعب دور هام في علاج المغص عند الرضع. فمثلاً يعتمد النهج الغذائي على تجنب الأم المرضعة تناول حليب الأبقار، كما ظهرت تركيبات خاصة جديدة مضافة مع البروبيوتيك لتقليل الانتفاخ والانزعاج، وقد تم إيجاد حديثاً حلول جديدة من أجل علاج مغص بطن الأطفال مثل البروبيوتيك. [1,4]
نتناول في هذا المقال الحديث حول طرق علاج المغص للرضع.
يوجد عدة خيارات يمكن اللجوء إليها من أجل علاج المغص عند الرضع، وهي كالآتي:
نصائح منزلية لعلاج مغص الأطفال الرضع
يمكن أن تقوم الأم ببعض الإجراءات السهلة التي تساعد في تخفيف وعلاج مغص الرضع، وذلك باتباع النصائح التالية: [1,2,3]
- تدليك الطفل بلطف ويمكن استخدام بعض الزيوت لتسهيل عملية التدليك.
- وضع بعض الأصوات حول الطفل مثل مجفف الملابس، أو موسيقى صوت المطر، أو مروحة أو شفاط المطبخ، إذ يفضل بعض الأطفال سماع الأصوات ليشعروا بالطمأنينة، لكن في المقابل يحتاج بعض الأطفال الهدوء والسكون والظلام، لذا يجب على الأم تجربة ما يناسب طفلها.
- هز الطفل بلطف ويمكن استخدام أرجوحة للمساعدة على تهدئته، وفي حال نوم الطفل يفضل نقله إلى سريره وتجنب ابقائه في الأرجوحة.
- حمل الطفل والتجول فيه في المنزل قد يساهم في تهدئة ألم المغص عن الرضع.
- الخروج مع الطفل في نزهة فقد تساعد الطبيعة والروائح العطرية والهواء النقي في تهدئته.
- في حال كان الطفل خارج المنزل فقد يشعر بالانزعاج، لذا يمكن العودة للمنزل حتى يعود شعور الهدوء بالطمأنينة والاسترخاء.
- تجربة وضع القماط للطفل فقد يشعر بالهدوء والحاجة للنوم.
- وضع الطفل في حمام مائي دافئ فقد يساعد ذلك على الاسترخاء وعلاج المغص عند الرضع.
- ملء زجاجة بالماء الدافئ ولفها بمنشفة ووضعها على بطن الأم ووضع الطفل فوقها.
- حمل الطفل في وضع مستقيم بعد الرضاعة لمساعدته على التجشؤ لمنع الارتجاع الحمضي الذي يسبب المغص والتشنجات.
- وضع الطفل على بطنه على ساق الأم والتربيت بلطف على ظهره.
- إضافة حبوب الأرز إلى حليب الأم أو الحليب الاصطناعي لتكثيف الحليب وذلك للأطفال المصابين بالارتجاع المعدي المريئي، ويجدر التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء باستخدامه من أجل علاج مغص الأطفال حديثي الولادة.
- في حال تناول الطفل الحليب الاصطناعي يمكن تجربة تبديل نوع الحليب إذ يمكن أن لا يتناسب مع الطفل.
- وضع الطفل في غرفة مريحة ليست شديدة الحرارة ولا شديدة البرودة وتتضمن إضاءة هادئة.
- مراجعة الطبيب المختص في حال استمر الطفل بالبكاء المتواصل أو وجود التشنجات.
للمزيد: ما هي الزيوت التي ينصح باستخدامها عند تدليك الأطفال؟
أدوية لعلاج المغص عند الرضع
يمكن أن تساهم بعض الأدوية في علاج المغص عند الرضع، ومن هذه الأدوية نذكر ما يلي: [1,4]
- السيميثيكون: يساهم دواء السيميثيكون (بالإنجليزية: Simethicone) في تقليلالغازات والانتفاخ للرضع وما يرافقها من مغص وألم، إذ يساعد الطفل الرضيع على التخلص من الغازات المحتبسة في المعدة والتي غالباً ما يكون سببها ابتلاع الرضيع للهواء، ومن أجل علاج المغص للرضع، يمكن إعطاء ملعقة صغيرة بعد كل رضعة، كما يمكن إضافته إلى زجاجة الرضيع أو إعطاؤه مباشرة عن طريق الفم.
- قطرات اللاكتيز: يساعد هذا العلاج في تخفيف وعلاج مغص الأطفال الرضع الذي يصاحبه الإسهال بعد تناول الحليب، حيث يكون هذا المغص ناجماً عن نقص إنزيم اللاكتيز الذي يقوم بتكسير سكر الحليب مما يسهل هضمه في الجسم، ولا يعني بالضرورة أن نقص إنزيم اللاكتيز أنهم مصابون بعدم تحمل الحليب، إذ يمكن أن يكون مشكلة مؤقتة.
- ماء الغريب: هناك بعض العلاجات المنزلية التي يجربها الناس من أجل علاج المغص عند الرضع والتي قد تحمل مخاطر مثل ماء الغريب (بالإنجليزية: Gripe Water) وهو سائل يحتوي على أعشاب مثل البابونج والخزامى، ومكونات أخرى غير معروفة، وبما أن بعض المواد غير معروفة فلا توجد أي فائدة مثبتة علمياً له، كما أنه يتضمن بعض المخاطر لذا الأفضل تجنب استخدامه.
للمزيد: هل ماء الغريب خطير للرضع وما هي اضراره؟
حلول جديدة لعلاج مغص الأطفال
يعتبرالبروبيوتيك من ضمن حلول جديدة لعلاج مغص الرضع، حيث يحتوي البروبيوتيك على كائنات حية مختلفة مثل البكتيريا والخميرة، والتي تتواجد بصورة طبيعية في المعدة والأمعاء لتحسين عملية الهضم، لكن قد يختل توازنها في الجسم لعدة أسباب، مما يؤدي إلى نقص هذه البكتيريا في الجسم. ويعد البروبيوتيك خياراً لعلاج عدة اضطرابات متعلقة بالأمعاء، مثل القولون العصبي، والإسهال، وعدم تحمل اللاكتوز.
يتوفر البروبيوتيك في عدة أطعمة مثل اللبن، والحليب، ويضاف إلى بعض العصائر، كما يتوفر على شكل مكملات غذائية للبالغين بشكل أقراص، وكبسولات، ومساحيق، ويتوفر للأطفال على شكل سائل يعطى بالقطارة يمكن إعطاؤه من أجل علاج المغص عند الرضع.
يتوفر علاج البروبيوتيك للأطفال الرضع وهو اللاكتوباسيلس ريوتيري (بالإنجليزية: Lactobacillus Reuteri)، الذي يحسن أعراض مغص الرضع لقدرته على تحسين وظيفة الأمعاء وحركتها، مما يساهم في تنظيم عملية الإخراج وتقليل البكتيريا الإشريكية القولونية المسببة للمغص في الأمعاء.
يمكن إعطاء البروبيوتيك من أجل علاج المغض عند الرضع الذين يتغذون بالرضاعة الطبيعية، لكن لا تزال هناك أدلة غير كافية لاستخدام هذا العلاج للأطفال الذين يتغذون بالحليب الاصطناعي. [3,4,5]
للمزيد: اهم فوائد البروبيوتيك للرضع والاطفال
علاجات يجب تجنبها لعلاج المغص للرضع
توجد بعض العلاجات التي يشيع استخدامها من أجل علاج مغص الأطفال لكنها قد تشكل خطراً على حياة الطفل الرضيع، وتتضمن هذه العلاجات ما يأتي: [3]
- يسيكلوفيرين أو ديسيكلومين: يستخدم هذا الدواء لعلاج تشنجات المعدة والمغص، ولكن ليس للأطفال الرضع، إذ يمكن أن يسبب آثار جانبية للطفل مثل ضعف في العضلات، وصعوبات في التنفس، والنوبات وقد يؤدي إلى فقدان الوعي والغيبوبة عند الرضع.
- شاي اليانسون: يستخدم هذا الشاي العشبي كعلاج للمغص لكن هناك بعض الأنواع سامة لذا يتوجب الحذر من استخدام من أجل علاج المغص عند الرضع.
اقرأ أيضاً: أدوية آمنة للرضع دون استشارة الطبيب