يعاني بعض الناس من آلام في الرقبة فقط أو آلام في الكتف فقط، بينما يعاني بعضاً آخر من آلام في الرقبة والكتف معاً، ويمكن تصنيف آلام الرقبة والكتف بعدة طرق مختلفة.
يعتبر الألم المتزامن في الرقبة والكتف أمر شائع، ويمكن أن يتراوح الألم من خفيف إلى شديد للغاية.
تنتج معظم آلام الرقبة والكتف عن حدوث الالتواءات والإصابات الناتجة عن ممارسة الرياضة، والإجهاد الزائد أو بسبب اتخاذ وضعية جسدية غير صحيحة لمدة من الزمن.
أسباب آلام الكتف والرقبة
إصابات الأنسجة اللينة
ينتج ألم الرقبة والكتف غالباً بسبب إصابة الأنسجة الرخوة، وتشمل الأنسجة الرخوة العضلات والأوتار والأربطة؛ حيث يستخدم هذا المصطلح لتمييزه عن الأنسجة الصلبة للعظام والغضاريف.
يمكن أن تسبب إصابات الأنسجة الرخوة العديد من أنواع الألم، بما في ذلك صداع الرأس وتشنجات العضلات.
إصابة الكفة المدورة
الكفة المدورة أو الكم الدوار، هي مجموعة من أربعة أوتار تمسك الذراع العلوي (العضد) في شفرة الكتف.
يمكن أن يحدث تمزق الكفة المدورة بسبب إصابة مباشرة مثل السقوط أو بسبب الإجهاد المتكرر بمرور الوقت، والذي قد يكون شائعاً عند الأفراد الذين يمارسون الألعاب الرياضية التي تتطلب الكثير من استخدام عضلات الذراع والكتف.
كما يمكن لتقدم العمر أو الشيخوخةأن تُسهم في زيادة خطر إصابة الكفة المدورة؛ حيث أن انخفاض إمدادات الدم قد يُبطئ من قدرة الجسم الطبيعية على إصلاح الأضرار وبالتالي تزداد احتمالية تشكّل نتوء في العظم عند المفصل؛ مما يضرّ بأوتار الكفة المدورة.
تسبّب إصابة الكفة المدورة عادة ألماً شديداً في الكتف وضعفاً فورياً في الذراع العلوي، وقد يؤدي تكرر حدوث تمزق في الكف المدورة إلى حدوث ضعف في الذراع بمرور الوقت، بالإضافة إلى الشعور بالألم عند القيام بأي من الأنشطة التي تتطلب الوصول إلى أعلى أو وراء، مثل تمشيط الشعر.
الإصابات المَصعية
الإصابة المَصعية هي حدوث تمزق في العضلات والأوتار والأربطة في الرقبة نتيجة حركة مفاجئة للعنق، والذي تحدث عادةً في تصادم مفاجئ، مثل الاصطدام المفاجئ خلال حادث سير.
تشمل الأسباب الشائعة الأخرى للتعرض لهذه الإصابة ما يلي:
- رياضات تتطلب الاحتكاك الجسدي.
- التعرض لاهتزاز شديد.
- السقوط.
- تلقي ضربة على الرأس.
قد تستغرق الأعراض 24 ساعة أو أكثر حتى تظهر وتشمل:
- تصلّب وآلام في الرقبة.
- الصداع.
- دوخة.
- عدم وضوح الرؤية.
- التعب المستمر.
معظم الناس يتعافون من الإصابات المَصعية بشكل كامل في غضون ثلاثة أشهر، ولكن بعضهم قد يعانون من آلام وصداع مُزمن لسنوات بعد الإصابة.
داء الفقار الرقبية
داء الفقار الرقبية والذي يُعرف أيضاً باسم داء الفقار العنقي، هو الاسم الذي يطلق على التلف الذي يصيب الأقراص الشوكية والمرتبط عادةً بتقدم العمر، وتعتبر حالة شائعة جداً؛ حيث تؤثر على أكثر من 85 بالمائة من الأشخاص فوق سن 60.
يتكون العمود الفقري من شرائح عظمية تعرف باسم الفقرات، وبين كل فقرة مادة لينة تعرف باسم الأقراص، ومع تقدم العمر، تفقد الأقراص محتوى الماء وتصبح أكثر صلابة، وبالتالي تقترب الفقرات من بعضهما البعض، وهذا يمكن أن يسبب تهيج في بطانة المفاصل وهي حالة تعرف باسم هشاشة عظام الرقبة.
اقرأ أيضاً: احتكاك فقرات العنق
تشمل أعراض هشاشة عظام عظام العنق آلام في الرقبة والشعور بالتصلّب، وفي الحالات الأكثر شدة يمكن أن يؤدي إلى حدوث إصابة العصب المقروص في الرقبة.
العصب المقروص
يمكن أن تسبب إصابة العصب المقروص في الرقبة ألماً يمتد باتجاه الكتف.
يُعرف العصب المقروص أيضاً باسم اعتلال الجذور العنقية أو اعتلال الجذور العصبية، وغالباً ينتج عن حدوث تغيّرات في العمود الفقري بسبب الشيخوخة أو بسبب إصابة ما.
تشمل أعراض العصب المقروص ما يلي:
- وخز أو خدر في الأصابع أو اليد.
- ضعف في عضلات الذراع أو الكتف أو اليد.
الانزلاق الغضروفي
عندما تتقلص أقراص العنق، تقترب الفقرات من بعضها البعض ويمكن أن يؤدي هذا في بعض الأحيان إلى تلف واحد أو أكثر من الأقراص، و في حال كان الجزء الداخلي الناعم للقرص يبرز من خلال الجزء الخارجي الصلب، يُطلق عليه حينذاك اسم القرص المنزلق أو الفتق.
تتضمن أعراض القرص المنزلق ما يلي:
- ألم.
- خدر.
- تنميل.
- إحساس حارق في الرقبة.
اتخاذ وضعية خاطئة للرقبة والكتف
يمكن أن يؤدي الضغط على الرقبة لفترة طويلة إلى حدوث آلام في العنق وعضلات الأكتاف.
نذكر فيما يلي بعض المواقف والأنشطة التي تساهم عادةً في حدوث آلام الرقبة والكتف:
- النوم على وسادة عالية جداً أو أكثر من وسادة.
- الشد على الأسنان في الليل أو أثناء النوم.
- الجلوس على جهاز كمبيوتر أو استعمال الهاتف بوضعية رقبة منحنية للأمام أو مائلة لأعلى.
- الحركة أو الاهتزاز المفاجئ للرقبة أثناء ممارسة التمارين.
حدوث كسر في عظم الترقوة
عظم الترقوة هي العظام المنحنية قليلاً في الجزء العلوي من الصدر والتي تمتد من شفرات الكتف إلى القفص الصدري.
تحدث غالباً الكسور في عظم الترقوة عندما يتم السقوط على ذراع ممدودة.
تشمل أعراض الترقوة المكسورة ما يلي:
- وجع شديد.
- عدم القدرة على رفع الذراع.
- الكتف المنحني أو المتدلي.
- ظهور كدمات وتورم.
الكتف المتجمد
الكتف المتجمد أو ما يُسمّى التهاب المحفظة اللاصق، وهو حالة يصبح فيها تحريك الكتف صعباً ومؤلماً بشكل متزايد. يعتبر الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 -60 عاماً ومرضى السكري هم الأكثر تعرضاً لخطر الإصابة به.
والأعراض الرئيسية للكتف المتجمد هو ألم شديد في الكتف أو أعلى الذراع.
وجود حصى في المرارة أو توسّع المرارة
يمكن أن يكون سبب الألم في الكتف الأيمن علامة على وجود حصوات تسدّ القنوات المرارية، وقد يشعر الشخص بالألم أيضاً في الظهر بين شفرات الأكتاف، وفي بعض الأحيان يظهر هذا الألم على نحو مفاجئ وحاد.
هناك أعراض أخرى أكثر شيوعاً لالتهاب المرارة، ولكن قد يشعر أو لا يشعر الشخص بهذه الأعراض إلى جانب الألم في الكتف، وتشمل هذه الأعراض:
- ألم مفاجئ في أعلى البطن الأيمن.
- ألم في وسط البطن؛ أسفل عظمة الثدي.
- الغثيان أو القيء.
الألم الرجيع
في كثير من الأحيان يتم الخلط بين آلام الرقبة والكتف؛ وذلك بسبب الارتباط الوثيق للأعصاب التي تغذي كليهما.
قد يشعر الشخص بألم في الكتف ولكن يكون مصدره الفعليّ من الرقبة والعكس صحيح، وهذا ما يُسمّى الألم الرجيع أو المنعكس.
نذكر فيما يلي بعض أعراض الألم الرجيع الذي يكون مصدره الحقيقي الرقبة وليس الكتف:
- الشعور بحرق أو ألم ووخز شبيه بالكهرباء.
- الألم الذي يمتد للكتف، والكوع، واليد.
- الألم الذي يمتد لأسفل الذراع عند تحريك الرقبة.
- الألم الذي يشعر الشخص باختفائه أو تحسّنه عند دعم رقبته بيده أو عن طريق مشدّ الرقبة.
في بعض الحالات، يمكن أن يكون ألم الرقبة المستمر من أعراض سرطان الرأس أو الرقبة، كذلك قد يكون الألم الرجيع في الكتف أحد أعراض سرطان الرئة.
وفي حالات أخرى يمكن أن تكون آلام الرقبة والكتف علامة على نوبة قلبية أو سكتة دماغية، وهذه حالات طبية خطيرة تتطلب مساعدة فورية.
نذكر فيما يلي بعض الحالات وأعراضها التي تستدعي الاتصال بالطوارئ على الفور:
النوبة القلبية
قد يكون الألم المفاجئ في الصدر أو الذراعين والذي لا مُسبب له كإصابة أو غيرها من الأسباب علامة على نوبة قلبية، كذلك يعتبر الألم والتنميل المفاجئ في الرقبة أو الظهر أو الفك من الأعراض أيضاً.
الذبحة الصدرية المستقرة
الشعور بألم في الكتفين أو الرقبة أو الظهر أو الفك من أعراض الذبحة الصدرية المستقرة، والتي تحدث عندما لا يحصل القلب على كمية كافية من الأوكسجين بسبب ضيق في الشرايين التاجية.
يكون الألم عادة في هذه الحالة في وسط الصدر، والذي يمكن أن يمتد إلى الذراع الأيسر والكتفين والعنق والظهر والفك، ويجب تشخيصه وعلاجه على الفور.
السكتة الدماغية
يمكن أن يكون ألم الرقبة أحد أعراض نوع خطير من السكتة الدماغية يُسمّى مرض الشريان السُباتي، وهذه الحالة نادرة ولكنّها واحدة من أكثر الأسباب شيوعاً للسكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً.
تشمل أعراض السكتة الدماغية ما يلي:
- تدلي أو انخفاض جانب من الوجه.
- خدر الذراع.
- صعوبة في التحدث أو التلعثم وعدم وضوح الكلام.
- مشكلة في الرؤية.
- صعوبة المشي.
لذلك إذا كنت تعتقد أنك أو أي شخص آخر مصاب بجلطة دماغية، يجب على الفور الاتصال بالإسعاف أو الذهاب إلى أقرب غرفة طوارئ.
متى يجب مراجعة الطبيب
راجع الطبيب في حال:
- أصبح نطاق الحركة الخاص بك محدود.
- المعاناة من ألم شديد.
- اعتقادك بأنك تعاني من حالة طوارئ طبية؛ قد تكون لديك تمزق عضلة أو تمزق في الأوتار، أو شيء أكثر خطورة يحتاج إلى تدخل طبي فوري.
- عند استمرار الألم أو تفاقمه أو عودته بعد تحسّن الحالة.
تشخيص آلام الرقبة والكتف
يقوم الطبيب بفحص الشخص جسدياً وأخذ التاريخ الطبي للمريض، كذلك يتم الاستفسار متى بدأ الألم وما هي الأعراض المصاحبة له، كذلك قد يشمل الفحص اختبار ضغط الذراع، واختبار مدى الحركة للرقبة أو الكتف وذلك من خلال مطالبة المريض بتحريك ذراعيه وكتفيه ورقبته.
قد يطلب الطبيب أيضاً بعد ذلك اختبارات إضافية لتشخيص المشكلة، مثل:
- تحاليل دم.
- الأشعة السينية.
- الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي.
- الرسم الكهربائي (EMG)، والذي يستخدم الأقطاب الكهربائية لقياس النشاط الكهربائي لنسيج العضلات.
- إجراء بزل قطني في حال الاشتباه في وجود التهاب.
منع آلام الرقبة والكتف
يمكن للشخص تجنّب حدوث آلام في الرقبة والكتف عن طريق تغيير بعض العادات الحركية اليومية لتجنب الإجهاد الزائد على الرقبة أو الأكتاف.
نذكر فيما بعض الأمور التي قد تساعد في تجنب آلام الرقبة والكتف:
- اتخاذ وضعية وقوف أو جلوس صحيحة.
- القيام بتمارين تمدد تريح الرقبة والأكتاف والظهر، كذلك الحذر عند ممارسة الرياضة بحيث لا تسبب توتر أو تمزق في عضلة أو وتر أو شدّ بأحد الأربطة.
- تغيير بعض العادات، مثل:
علاج آلام الرقبة والكتف
تعديلات في نمط الحياة
يتضمن العلاج بشكل عام الراحة، وتغيير في بعض الأنشطة اليومية التي قد تسبب جهداً زائداً على الرقبة والأكتاف، كذلك قد يساعد العلاج الطبيعي على تحسين قوة الكتف أو الرقبة ومرونتهم.
الأدوية
قد يصف الطبيب دواء لتخفيف الالتهاب والألم، إذا تم وصف الدواء لتخفيف الألم، يجب أن يؤخذ فقط وفقا لتوجيهات.
العملية الجراحية
في بعض الحالات قد يكون هناك حاجة لعملية جراحية لحل بعض مشاكل الكتف، ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من المرضى الذين يعانون من آلام الكتف سوف يستجيبون لطرق العلاج البسيطة مثل تغيير الأنشطة، والراحة، والتمرين، والدواء.
يمكن أن تشمل الجراحة تنظير المفصل لإزالة أنسجة متندبة أو إصلاح للأنسجة الممزقة، أو العمليات الجراحية التقليدية المفتوحة لإعادة البناء الجزء المتضرر أو استبدال الكتف.