تكمن أهمية علاج جدري القرود والسيطرة على إصاباته في ضرورة منع انتشاره السريع بين الناس، إذ أنه يُعد من الأوبئة التي تفشّت سابقًا بين بعض المجتمعات والدول، آخرها كان في إسبانيا عام 2022، رغم أنّ أعراضه نادرًا ما تكون شديدة أو خطيرة إلا في حالات محدودة. [1][2]
فكيف يمكن علاج جدري القرود؟ وهل يمكن التعافي منه دون أخذ علاجات أو أدوية؟ تعرف على ذلك في هذا المقال.
علاج جدري القرود
تستمر فترة حضانة جدري القرود ما بين 2-4 أسابيع، ويهدف العلاج فيها إلى السيطرة على الطفح الجلدي والألم المُصاحب للعدوى، ومنع أيّ مُضاعفات خطيرة كانتقال العدوى للرئة أو القلب أو الدم، وخاصّة لدى الفئة الأكثر عُرضة للأعراض الأشدّ أو من يُحتمل معاناتهم من مضاعفات المرض؛ وهم: [2][3]
- النساء الحوامل.
- الأطفال الصغار.
- كبار السن.
- من يُعانون من ضعف المناعة عمومًا.
تقتصر الخيارات العلاجية لجدري القرود على ما يخفف نوعًا ما من أعراضه إلى حين انقضاء فترة الحضانة، إذ ليس هناك من علاج مُحدّد له، وبناءً على ذلك فإنّ ما يُصرف لحالة معينة قد يختلف عمّا يُصرف لغيرها، وفيما يأتي ذكر لأهمّ هذه الخيارات. [1][4]
العلاجات التي تصرف دون وصفة طبية
ثمة مجموعة من العلاجات التي تُصرف دون وصفة طبية، وتهدف إلى السيطرة على أعراض جدري القرود، مثل: الألم، وتقرحات الفم، والحكّة، ويُذكر من هذه العلاجات ما يأتي: [5][6]
- الباراسيتامول، الذي يُسيطر على الصداع والآلام والحمى المصاحبة لجدري القرود.
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، وتتضمن النابروكسين، والأيبوبروفين، وغيرهم، إذ تُساعد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية في تخفيف الاحمرار والورم والألم المصاحب لجدري القرود، ويؤخذ بعين الاعتبار ضرورة الالتزام بالجرعات السليمة والمناسبة لحالة المريض.
- مضادات الهيستامين، مثل السيترازين، واللوراتيدين، وغيرهم، إذ تُخفّف مضادات الهيستامين من الحكّة المصاحبة لجدري القرود، ولكن يوصى بتجنّب قيادة السيارة أو العمل على الآلات الثقيلة عند استعمال هذه الأدوية؛ لتسببها بالخمول والنعاس.
- المستحضرات الجلدية الموضعية، مثل جل الليدوكائين، ولوشن الكالامين، والمراهم أو الكريمات التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات، أو التي تحتوي على مضادات الهيستامين، وهدفها تخفيف ألم وحكّة الجلد.
- قطرات العين، مثل قطرات العين التي تحتوي على مضادات الهيستامين، ومضادات الاحتقان، والدموع الاصطناعية، إذ تٌخفّف من الأعراض المصاحبة لالتهاب الجفن أو التهاب الملتحمة في بعض حالات جدري القرود.
- مراهم وغسولات الفم، التي تحتوي على البينزوكائين، أو بيروكسيد الهيدروجين، أو الكلورهيكسيدين؛ للتخفيف من تقرحات الفم والألم المُصاحب لها.
- مضادات الإسهال، مثل لوبيراميد، وتحت ساليسيلات البزموت، التي يُمكن استعمالها في حال المعاناة من الإسهال الناجم عن جدري القرود، ويُمكن استعمال محاليل إعادة التروية التي تحتوي على الكهارل؛ في حال كان المريض يُعاني من الجفاف نتيجة الإسهال الشديد.
اقرأ أيضًا: ما هي أعراض جدري القرود؟
العلاجات التي تصرف بوصفة طبية
يجب أخذ لقاح الجدري في حال الاختلاط بأحد المُصابين بجدري القرود أو التعامل معهم، وذلك خلال 4 أيام من التعرّض لمصدر الفيروس، أو خلال أسبوعين كحدّ أقصى، وقد يُصاحب ذلك استعمال واحد أو أكثر من مضادات الفيروسات الآتية. [4][7]
تيكوفورمات
الذي يُوصف عادةً بهدف علاج الجدري لمن أوزانهم لا تقلّ عن 13 كيلوغرامًا، ويخضع للدراسة والتجريب من قبل مراكز مكافحة الأوبئة والسيطرة عليها لعلاج جدري القرود، ويُعدّ التيكوفورمات (بالإنجليزية: Tecovirimat) الخيار الأنسب في حال لم تُجدي العلاجات التي لا تصرف بوصفة طبية في السيطرة على الأعراض المصاحبة لجدري القرود.
وتتضمّن الدراسة التي تتضمّن دواء تيكوفورمات مساران مختلفان، هما: [4][7]
- دراسة استخدام تيكوفورمات لعلاج جدري القرود (بالإنجليزية STOMP Trial)، التي تهدف للمقارنة بين استجابة الحالات الشديدة من المرض مع استجابة الحالات المتوسطة عند استعمال تيكوفورمات، ويُؤخذ حينها عن طريق الفم.
- بروتوكول الوصول الموسّع لاستخدام دواء جديد قيد البحث (بالإنجليزية EA-IND Protocol)، الذي يستهدف حالات شديدة من مصابي جدري القرود، ضمن شروط معينة، ويؤخذ تيكوفورمات حينها عن طريق الفم أو عن طريق الوريد.
اقرأ أيضًا: 5 خرافات حول جدري القرود
سيدوفوفير
يمثّل أحد أنواع مضادات الفيروسات المشابهة للنيوكليوتيد، وهو عادة ما يصرف لعلاج الفيروسات المضخّمة للخلايا (CMV) أو فيورس الهربس، ورغم عدم ثبوت فعالية السيدوفوفير (بالإنجليزية: Cidofovir) تجاه فيروس جدري القرود إلا أنّه قد يُصرف بالتزامن مع تيكوفورمات للحالات الشديدة من المرض على شكل حقن وريدية. [4][7]
برينسيدوفوفير
وهو الشكل غير النشط لدواء سيدوفوفير، الذي يتميّز عنه بإمكانية استعماله لمختلف الفئات العمرية، بما يتضمّن حديثي الولادة، والنساء الحوامل والمرضعات كذلك، ويؤخذ بعين الاعتبار ضرورة تجنّب استعمالهما (السيدوفوفير والبرينسيدوفوفير) معًا في ذات الوقت.
ويوصف البرينسيدوفوفير (بالإنجليزية: Brincidofovir) لإصابات جدري القرود التي تمتلك شروط معينة، من بينها أن يُعاني المصاب من أعراض شديدة أو يُحتمل تطوّر وتفاقم المرض لديه، بالتزامن مع واحد أو أكثر ممّا يأتي: [4][7]
- لا يستطيع المصاب أو لم يتمكن من استعمال دواء تيكوفورمات.
- معاناة المصاب من أعراض جانبية شديدة لدى استعماله للتيكوفورمات، أو استعماله واستجابته الجيدة له وانتكاسه مرة أخرى بعد ذلك.
- معاناة المصاب من ضعف شديد في المناعة؛ مثل من يُعانون من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب غير المسيطر عليه، ما يتطلّب البدء باستعمال برينسيدفوفير وتيكوفورمات في آن واحد.
- المشاركة في دراسة استخدام تيكوفورمات لعلاج جدري القرود فرع العلاج المفتوح ج (Arm C).
ثلاثي الفلوريدين
يُصرف ثلاثي الفلوريدين (بالإنجليزية: Trifluridine) لحالات معينة ممن يُعانون من التهابات العين الناجمة عن الإصابة بجدري القرود، ويكون ذلك بإشراف ومتابعة أخصائي للعيون. [4]
اقرأ أيضًأ: علاقة جدري القرود والجنس
كيف تتخلص من الزكام في يوم؟ فأنا طالب ولدي غدا امتحان مهم في الكلية وأرغب في التخلص من الزكام بسرعة
التدابير العلاجية المنزلية
تضم مجموعة من الإجراءات التي تُساعد على التخفيف والتعافي من جدري القرود، بالتزامن مع استعمال العلاجات الموصوفة من قبل الطبيب، ومن هذه الإجراءات ما يأتي: [3]
- غسل اليدين باستمرار، أو تعقيمهما بشكل جيد في حال لمس التقرحات أو البثور المكشوفة.
- المضمضة بالماء والملح.
- محاولة البقاء في المنزل قدر الإمكان، أو البقاء في غرفة مخصصة للفرد في حال تواجد العائلة معه في نفس المنزل.
- لبس الكمامة وتغطية التقرحات في حال الاقتراب من الناس أو التواجد بينهم أثناء فترة حضانة المرض.
- تجنّب كشط أو حلق أو جرح البثور أو التقرحات الجلدية؛ لتفادي انتشار البثور لأماكن أُخرى في الجسم، أو عدم تعافيها بسرعة.
نصيحة الطبي
يمكنك الاستعانة بالطبيب لمعرفة أماكن انتشار جدري القرود وتجنّبها أو اتخاذ التدابير الوقائية لتجنّب الإصابة به، كما يُساعدك على تحديد الأعراض المصاحبة للمرض والتي تُشير لضرورة البدء بالعلاج المناسب وفق ما تقتضيه حالتك بالضبط.
تحدث مع طبيب معتمد عبر منصة الطبي الآن وفي أيّ وقت أو أيّ مكان؛ لتحصل على استشارة طبية من راحة منزلك.