من الممكن أن يحدث ارتفاع هرمون الحليب، أو ما يسمى بهرمون البرولاكتين، لدى كل من النساء والرجال، الأمر الذي يمكن أن يسبب عدم انتظام الدورة الشهرية أو ضعف الانتصاب لديهما، ويهدف علاج هرمون الحليب إلى استعادة المستويات الطبيعية لهذا الهرمون في الجسم وبالتالي التخلص من كل الأعراض والمشكلات الصحية المرافقة لارتفاعه.
يتناول هذا المقال الحديث حول جميع الخيارات العلاجية التي من الممكن للطبيب اللجوء إليها من أجل علاج ارتفاع هرمون الحليب عند النساء أو الرجال.
يحدث ارتفاع هرمون الحليب بشكل شائع نتيجة لوجود ورم في الغدة النخامية، والذي يعرف باسم الورم البرولاكتيني، وعادة ما يكون هذا الورم حميداً وغير سرطانياً. بالتالي يتم علاج هرمون الحليب المرتفع بهذه الحالة وبشكل أساسي من خلال علاج هذا الورم المسبب لزيادة إفراز هرمون البرولاكتين.
علاج هرمون الحليب بالادوية
تعد الأدوية التابعة لمجموعة ناهضات الدوبامين العلاج الأكثر شيوعاً لارتفاع هرمون الحليب، حيث تساعد هذه الأدوية ال على التقليل من مستويات هرمون الحليب من خلال تحفير الدماغ على إفراز الدوبامين الذي يتحكم في مستويات هرمون الحليب في الجسم، كما من الممكن أن تعمل على تقليص حجم الأورام البرولاكتينية.
ومن ناهضات الدوبامين التي يمكن أن تستخدم في علاج هرمون الحليب المرتفع هو دواء البروموكريبتين (بالإنجليزية: Bromocriptine) والذي يؤخذ بمعدل 2 - 3 مرات يومياً. كما من الممكن أن يقوم الطبيب بوصف دواء الكابيرجولين (بالإنجليزية: Cabergoline) والذي يعد علاج أحدث لورم البرولاكتين ويمتاز بأن آثاره الجانبية أكثر اعتدالاً مقارنة بدواء البروموكريبتين، كما يستخدم مرتين اسبوعاً نظراً لأنه طويل المفعول.
ولكن من الممكن أن لا يستجيب جميع المرضى للعلاج بأدوية خفض هرمون الحليب هذه، عندها يجب على الطبيب تجربة الخيارات العلاجية الأخرى.
علاج هرمون الحليب بالجراحة
يمكن للطبيب إجراء عملية جراحية أحياناً لإزالة الورم البرولاكتيني المتواجدة في الغدة النخامية والمسبب لزيادة إفراز هرمون الحليب، حيث يلجأ لهذا الخيار العلاجي في حال كانت أدوية خفض هرمون الحليب غير فعالة أو تسببت بأعراض جانبية لا يمكن للمريض تحملها. كما يمكن أحياناً إجراء هذه العملية في حال كان الورم يؤثر على نظر المريض.
ويتم إجراء هذه العملية الجراحية إما من خلال الأنف أو من خلال الجزء العلوي من الجمجمة.
اقرأ أيضاً: علاج ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال بالأعشاب
علاج هرمون الحليب بالاشعاع
في حالات نادرة، يمكن علاج هرمون الحليب المرتفع بالاشعاع، وذلك في حال كانت الأدوية أو الجراحة غير فعالتين في علاج الحالة لدى المريض. يعمل الإشعاع على تقليص حجم الورم البرولاكتيني المتواجد في الغدة النخامية.
خيارات اخرى لعلاج هرمون الحليب
إن ارتفاع هرمون الحليب قد يكون ناجماً عن أسباب أخرى وليس فقط وجود الورم البرولاكتيني في الغدة النخامية، لذا وفي هذه الحالة يجب علاج المسبب الرئيسي لهذا الارتفاع.
فمثلاً يمكن علاج ارتفاع هرمون الحليب الناجم عن وجود خمول في الغدة الدرقية من خلال وصف هرمون الغدة الدرقية الصناعي، المعروف باسم الليفوثيروكسين (بالإنجليزية: Levothyroxine)، من أجل خفض مستويات هرمون الحليب المرتفعة.
كما يجب استشارة الطبيب في حال كان استخدام بعض الأدوية هو السبب الرئيسي لحدوث ارتفاع هرمون الحليب، وذلك من أجل استبدال هذه الأدوية بأخرى لا تؤثر على مستويات هرمون الحليب.
علاج هرمون الحليب منزلياً
يمكن للمريض تجربة عدد من النصائح التي تساهم في علاج هرمون الحليب المرتفع، ومن هذه النصائح:
- الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن.
- الحفاظ على بقاء مستويات التوتر منخفضة.
- الحد من ممارسة التمارين الرياضية الكثيفة والمرهقة.
- تجنب الملابس غير المريحة في منطقة الصدر.
- تجنب القيام بالأنشطة أو ارتداء الملابس التي تزيد من إفرازات الحلمتين.
- تناول مكملات فيتامين ب 6 والفيتامين هـ.
- تناول الأغذية الغنية بالفيتامين ب 6 مثل البطاطا، والموز، والسلمون، والدجاج، والسبانخ.
- تناول مكملات الزنك والأغذية الغنية به مثل المحار، ولحم البقر، والديك الرومي، والبقوليات.
اقرأ أيضاً: علاج هرمون الحليب بالاعشاب، العسل والفيتامينات
هل يجب علاج هرمون الحليب دائماً؟
لا يشترط علاج جميع الحالات التي يحدث فيها ارتفاع هرمون الحليب، فمثلاً لا يتم علاج هرمون الحليب المرتفع في حال كان المريض لا يعاني من أية أعراض أو كانت الأعراض لديه طفيفة.
كما يرتفع هرمون الحليب بشكل طبيعي في فترة الحمل والرضاعة الطبيعية، وهذه الحالات لا تستدعي القيام بأي شيء من أجل علاج ارتفاع هرمون الحليب عند النساء.
نهاية يوجد عدد من الخيارات التي يمكن للطبيب اللجوء إليها من أجل علاج هرمون الحليب المرتفع، ولكن يجب أولاً تحديد السبب الرئيسي لحدوث هذا الارتفاع ومن ثم البدء باختيار الإجراء العلاجي المناسب.
اقرأ أيضاً: ارتفاع هرمون الحليب والحمل