يبدأ سرطان المعدة عادة في البطانة الداخلية للمعدة، ثم ينمو وينتشر إلى الأعضاء المجاورة، وربما إلى أماكن أخرى في الجسم في الحالات المتقدمة. يعتمد اختيار طريقة علاج سرطان المعدة على عدة عوامل، مثل نوع ومرحلة السرطان، والآثار الجانبية المحتملة، وتفضيلات المريض وصحته العامة. [1] [2]

يمكن أن تستخدم مجموعة من العلاجات معاً في كثير من الأحيان، ومع ذلك قد يصعب علاج سرطان المعدة؛ نظراً لصعوبة اكتشافه، إذ تتشابه أعراضه مع حالات طبية أخرى، وربما لا تظهر هذه الأعراض لسنوات عديدة لبطء نمو سرطانات المعدة. [3]

تعرف في هذا المقال على كيفية علاج سرطان المعدة وأنواع الجراحات والأدوية المستخدمة في علاج أورام المعدة.

مراحل سرطان المعدة

يعد تحديد مرحلة السرطان من العوامل المهمة لاختيار علاج سرطان المعدة المناسب، وتشمل مراحل سرطان المعدة ما يلي: [4]

  • المرحلة صفر: وفيها تحتوي البطانة الداخلية للمعدة على مجموعة من الخلايا غير السليمة التي قد تتحول إلى سرطان.
  • المرحلة الأولى: يكون السرطان في مرحلة مبكرة ويقتصر وجوده على بطانة المعدة.
  • المرحلة الثانية: يكون السرطان في هذه المرحلة قد انتشر إلى طبقات أعمق في جدار المعدة، وربما وصل إلى الغدد الليمفاوية القريبة.
  • المرحلة الثالثة: يكون السرطان قد انتشر في جميع طبقات المعدة، وكذلك الأعضاء الأخرى القريبة، مثل الطحال أو القولون.
  • المرحلة الرابعة: في هذه المرحلة الأخيرة يكون السرطان انتشر على نطاق واسع في أعضاء أخرى، مثل الكبد، أو الرئتين، أو المخ، ويصعب علاجه في هذه المرحلة.

علاج سرطان المعدة بالجراحة

يعد علاج سرطان المعدة بالجراحة أحد العلاجات الرئيسية لسرطان المعدة، وتختلف نوع الجراحة بناء على مدى انتشار السرطان في المعدة أو خارجها. [5]
تشمل أنواع العمليات المستخدمة في علاج مرض سرطان المعدة ما يلي: [5] [6]

  • استئصال المعدة الجزئي: غالباً ما تجرى هذه الجراحة في حالة وجود السرطان في جزء المعدة القريب من الأمعاء الدقيقة، وفيها يتم استئصال الجزء الذي يحتوي على السرطان، بالإضافة إلى بعض الأنسجة المحيطة، والعقد الليمفاوية القريبة المصابة، وربما يُستأصل الطحال أيضاً في بعض الحالات.
  • استئصال المعدة الكلي: تجرى هذه الجراحة لعلاج سرطان المعدة الذي انتشر في جزء كبير من المعدة، أو عند وجود السرطان في الجزء العلوي من المعدة بالقرب من المريء. وفيها تُستأصل المعدة بالكامل، بالإضافة إلى العقد الليمفاوية القريبة، وجزء من المريء والأمعاء الدقيقة، وكذلك الأنسجة القريبة من الورم، وقد يتم استئصال الطحال أيضاً. بعد ذلك يوصل المريء بالأمعاء الدقيقة مباشرة ليتمكن المريض من تناول الطعام.
  • تحويل مسار المعدة (فَغْر المعدة والأمعاء): تستخدم هذه الجراحة في حالة صعوبة استئصال الورم في المراحل المتقدمة؛ لتخفيف الأعراض والمضاعفات، وفيها يقوم الجراح باستئصال الجزء السفلي من المعدة، ثم وصل الجزء العلوي بجزء من الأمعاء الدقيقة؛ للسماح للطعام بالمرور.

قد يصعب استئصال الورم بالجراحة القياسية في بعض الحالات التي يسد فيها الورم المعدة؛ لذلك قد يلجأ الطبيب إلى علاج سرطان المعدة بدون جراحة باستخدام التنظير العلوي للمساعدة في منع الأعراض أو تخفيفها، مثل: [6] [7]

  • وضع دعامة داخل اللمعة: هو إجراء غير جراحي يتم فيه إدخال أنبوب رفيع قابل للتمدد بالمنظار لإبقاء الممرات مفتوحة، مثل المريء، حيث توضع دعامة في مكان التقاء المريء بالمعدة في أورام الجزء العلوي من المعدة، وفي حالة وجود الورم في الجزء السفلي من المعدة توضع الدعامة في مكان التقاء المعدة بالاثنى عشر.
  • استئصال الورم بالمنظار: يستخدم هذا الإجراء للحالات التي لا تستطيع الخضوع للجراحة، وفيه يتم إدخال منظار مع الليزر لإزالة أجزاء من الورم، ويمكن استعماله أيضاً لوقف النزيف.

استئصال الغشاء المخاطي بالمنظار

يستخدم هذا الإجراء لعلاج سرطان المعدة المبكر، حيث يتم إدخال المنظار من الفم إلى أسفل المعدة؛ لإزالة الورم من بطانة المعدة بدون جراحة. والمنظار الداخلي هو أداة رفيعة تشبه الأنبوب مزودة بضوء وكاميرا للرؤية، وتستخدم أيضاً أدوات أخرى دقيقة لإزالة الورم من بطانة الجهاز الهضمي. [5]

يستعمل التنظير الداخلي أيضاً لأخذ خزعة من الورم لفحصها، بجانب استخدامه لعلاج سرطان المعدة في بدايته. [8]

اقرأ أيضاً: أعراض مرض السرطان وعلاماته

علاج سرطان المعدة الكيميائي

يعمل العلاج الكيميائي على وقف انقسام وتكاثر الخلايا السرطانية والقضاء عليها، ويعد العلاج الأساسي في علاج سرطان المعدة المنتشر إلى أماكن بعيدة في الجسم. [3]

قد يستخدم علاج سرطان المعدة بالكيماوي أيضاً في الحالات الآتية: [3] [9]

  • قبل إجراء الجراحة لتقليص حجم الورم.
  • بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية متبقية، والمساعدة في منع عودة السرطان.
  • بالتزامن مع علاجات أخرى لزيادة فاعليتها.
  • الحالات التي لا يمكن فيها إزالة الورم جراحياً.
  • المساهمة في تخفيف أعراض السرطان المتقدم.

علاج سرطان المعدة بالإشعاع

تستخدم فيه أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، ويعد العلاج الإشعاعي غير شائع الاستخدام في علاج ورم سرطان المعدة، ومع ذلك يمكن أن يستعمل في بعض الحالات، مثل: [3] [9]

  • علاج سرطان المعدة المتقدم والمساعدة في السيطرة على أعراضه الشديدة.
  • بالتزامن مع العلاج الكيماوي للمساهمة في منع عودة السرطان.
  • قبل الجراحة للمساعدة في تقليص حجم الورم.

علاج سرطان المعدة بالعلاج المناعي

تعمل أدوية العلاج المناعي على تحفيز جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية، ويستخدم هذا العلاج في الأشخاص المصابين بسرطان المعدة المتقدم الذين تلقوا علاجين أو أكثر من العلاجات الأخرى. [6]

ومن أمثلة العلاج المناعي، مثبطات نقاط التفتيش التي تعمل على مساعدة الخلايا التائية المناعية في مهاجمة الخلايا السرطانية، مثل دواء النيفولوماب (بالإنجليزية: Nivolumab) والبيمبروليزوماب (بالإنجليزية: Pembrolizumab). [6]

اقرأ أيضاً: كيف نتجنب السرطان بالغذاء؟

علاج سرطان المعدة بالعلاج الموجه

تعمل هذه الأدوية على مهاجمة الخلايا السرطانية من خلال التعرف على بروتينات معينة تنتجها الخلايا السرطانية، ويتسم العلاج الموجه بأنه أقل ضرراً على الخلايا السليمة مقارنة بالعلاج الإشعاعي أو الكيماوي. [6]

نذكر فيما يلي أمثلة للعلاجات الموجهة التي تستخدم في علاج سرطان المعدة الخبيث: [6] [10]

  • الأجسام المضادة وحيدة النسيلة: ترتبط هذه الأدوية بهدف محدد على الخلايا السرطانية، ثم تقتلها أو تمنعها من النمو أو الانتشار. تستعمل هذه الأدوية بمفردها أو كوسيلة لتوصيل الأدوية الأخرى، أو السموم، أو المواد المشعة مباشرة إلى الخلايا السرطانية.

يستخدم التراستوزوماب (بالإنجليزية: Trastuzumab) والراموسيروماب (بالإنجليزية: Ramucirumab) كدواء لعلاج سرطان المعدة المرحلة الرابعة وكذلك أورام المعدة الخبيثة التي لا يمكن إزالتها بالجراحة أو المتكررة.

  • مثبطات التيروزين كيناز: هي أدوية ذات جزيئات صغيرة تمر عبر غشاء الخلية وتعمل داخل الخلايا السرطانية على منع إشارات البروتين التي تحتاجها الخلايا السرطانية للنمو والانقسام، كما أنها تمنع تكوين الأوعية الدموية الجديدة التي تحتاجها الأورام للنمو، ومن أمثلتها دواء الريجورافينيب (بالإنجليزية: Regorafenib).

نسبة نجاح علاج سرطان المعدة

تصل نسبة البقاء على قيد الحياة مدة 5 سنوات إلى 70% تقريباً في حالات علاج سرطان المعدة الموضعي الذي تم اكتشافه وعلاجه مبكراً قبل انتشاره إلى الغدد الليمفاوية، بينما في الحالات التي انتشر فيها السرطان في المناطق القريبة من المعدة فتبلغ 32% تقريباً، أما إذا انتشر السرطان إلى باقي الجسم فتنخفض النسبة إلى 6%. [11]

اقرأ أيضاً: طرق الوقاية من السرطان