مع دخول السنة الثالثة على انتشار وباء كورونا ووفاة ما يقارب 2.3 مليون شخص بهذا الوباء، تستمر جهود العلماء بابتكار طرق للوقاية من كورونا والحد من انتشاره على أقل تقدير. ومع تنوع الكمامات المستخدمة للوقاية وكثرة أنواعها تم ابتكار كمامة اكسيد النحاس الطبية (بالإنجليزية: Copper-oxide Anti-viral Face mask) المميزة بلونها الوردي الطبيعي والحاصلة على أكثر من 30 براءة اختراع، والتي تضمن فعالية أكبر في الوقاية من الإصابة بأمراض كثيرة من ضمنها فيروس كورونا.

تصنف كمامة اكسيد النحاس ضمن الكمامات المحتوية على النحاس (بالإنجليزية: Copper inside medical face mask) التي تم تطويرها حديثاً.

تعرف في هذا المقال على مميزات كمامة اكسيد النحاس، والفرق بينها وبين الكمامة العادية.

تصميم كمامة اكسيد النحاس المميز

تتميز كمامة اكسيد النحاس باحتوائها على جزيئات أكسيد النحاس الذي يعمل معقم ومضاد للميكروبات، وتعطي جزيئات النحاس اللون الوردي المميز للكمامة. يساعد أكسيد النحاس على القضاء على ما يقارب 99.9% من الفيروسات والبكتيريا الممرضة.

تحتوي جميع الكمامات الطبية على مسامات دقيقة لتسهيل التنفس، وعادةً تحتوي الكمامات على فلتر أو منقي يمسك بذرات الغبار والجراثيم، لكن في كثير من الحالات تعبر الفيروسات والبكتيريا خلال هذه المسامات والفلتر.

تتميز كمامة اكسيد النحاس عن غيرها من الكمامات احتواء خيوط النسيج الدقيقة على جزيئات اكسيد النحاس، أي أن المسامات أيضاً تقتل الفيروسات والبكتيريا فور تلامسها مع سطح النسيج لاحتواء أطراف المسامات على أكسيد النحاس، لذلك فهي فعالة للغاية في الوقاية من الإصابة بالأمراض، مثل كورونا.

تتكون الكمامة من ثلاثة طبقات:

  • الطبقة الأولى الخارجية من الكمامة مشبعة بجزيئات أكسيد النحاس الدقيقة، وتعمل على قتل البكتيريا والفيروسات بشكل فوري في حال تلامسها مع سطح الكمامة.
  • تعمل الطبقة الثانية كفلتر أو منقي للإمساك بأية جزيئات صغيرة متبقية عبرت الطبقة الأولى، وتمنع وصولها إلى الطبقة الثالثة.
  • تعمل الطبقة الثالثة الملاصقة للأنف والفم على امتصاص الرطوبة والإمساك بأية جزيئات صغيرة وصلت إليها، كما أنها أيضاً مغمورة بأكسيد النحاس مما يضمن فعاليتها في قتل البكتيريا والفيروسات فورياً إن وصل أي منها إلى هذه الطبقة.

تعمل طبقتا الكمامة اللتان تحتويان على أكسيد النحاس على قتل البكتيريا والفيروسات والفطريات، وتمنع أية جزيئات ملوثة من العبور عبر النسيج، كما ثبت أيضاً أن لأكسيد النحاس فعالية ضد فيروس كورونا.

اقرأ أيضاً: كل ما يجب ان تعرفه عن لبس الكمامة الطبية

مميزات كمامة اكسيد النحاس

تتميز الكمامة بالعديد من الخصائص نظراً لتصميمها الفريد، نذكر فيما يلي أهم مميزات كمامة اكسيد النحاس:

  • تحمي من الرذاذ الملوث الذي يحتوي على الجراثيم ( البكتيريا والفيروسات والفطريات).
  • Type: IIR.
  • لا تسبب التهيج والحساسية للبشرة.
  • مكونة من ثلاث طبقات: تتكون الطبقة الأولى والثالثة منها من نسيج مصمم بطريقة مميزة حيث تم إشباع خيوط هذا النسيج بجزيئات أكسيد النحاس، التي تقتل الجراثيم فور التلامس مع سطح الكمامة، في حين أن الطبقة الوسطى الموجودة بين هاتين الطبقتين مكونة من قماش داخلي غير منسوج يبقي جزيئات الغبار والجراثيم عالقة في الطبقة، ويقضي عليها عن طريق تغيير البروتينات الحيوية الرئيسة وتثبيط تجميعها البيولوجي ونشاطها.
  • صممت هذه الكمامة بحيث أن خيوط النسيج مغمورة بجزيئات أكسيد النحاس، على عكس أنواع الكمامات الأخرى التي يتم رش أكسيد النحاس عليها بعد التصنيع، مما يضمن القتل الفوري لأية ميكروبات ممرضة من ضمنها فيروس كورونا.
  • ليس لها حد زمني حيث تبقى آمنة للاستخدام طالما أن النسيج سليم ولم يتمزق.
  • حائزة على موافقة مؤسسة الغذاء والدواء.
  • لا تتأثر مادة اكسيد النحاس بالرطوبة، أو التعرق، أو التنفس، أو اللعاب، لذلك فهي تحافظ على فعاليتها لمدة طويلة.
  • غير ضارة للبيئة، وقابلة لإعادة التدوير.
  • مريحة و سهولة في التنفس.
  • القضاء على مخاطر العدوى الذاتية.
  • تعقيم ذاتي.
  • قناع مزدوج حيث يمكن استخدامه على كلا الوجهين.

اقرأ أيضاً: الطريقة الصحيحة للبس الكمامة

طريقة عمل كمامة اكسيد النحاس

تعتمد طريقة عمل الكمامة على فعالية اكسيد النحاس المضادة للبكتيريا والفطريات، وفعلياً هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه المادة لأغراض طبية.

**تم تطوير النسيج المشبع بجزيئات اكسيد النحاس بغرض تغطية جروح العمليات لحمايتها من الالتهاب، وقد أجريت العديد من الدراسات حول فعالية هذا المنتج للوقاية من الالتهاب وانتشار الميكروبات.

أجريت دراسة في جامعة نورث هامبتون (بالإنجليزية: North Hampton) حول فعالية اكسيد النحاس ضد الفيروسات التي تسبب الأمراض الرئوية، وقد ثبتت فعاليته ضد هذه الفيروسات. كما ثبتت أيضاً فعاليته ضد بكتيريا الكليبسيلا الرئوية التي تسبب الالتهاب الرئوي.

اقرأ أيضاً: الكمامة القماش: هل هي فعالة؟

يعمل أكسيد النحاس بعدة طرق مختلفة على قتل البكتيريا والفيروسات، مما يجعل تطوير مناعة ضد فعاليته من قبل هذه الجراثيم صعباً.

وتعتمد طريقة عمل اكسيد النحاس في القضاء على البكتيريا على عملية الأكسدة، إذ عندما تتقارب أيونات أكسيد النحاس من الأيونات الموجودة في غشاء الخلية البكتيرية، تحدث عملية الأكسدة مما يجعل الغشاء حساساً ويسمح بمرور أيونات النحاس إلى داخل الخلية.

يعتبر النحاس ساماً داخل الخلايا الحية لذلك ينفجر غشاء الخلية البكتيرية في النهاية مؤدياً إلى موتها. ومن الجدير بالذكر أن كمامة أكسيد النحاس آمنة للاستخدام لجميع الأعمار.

اقرأ أيضاً: هل يجب على الاطفال ارتداء الكمامة في ظل فيروس كورونا؟

الفرق بين كمامة اكسيد النحاس والكمامة العادية

ازداد تلوث الكمامات العادية بفيروس كورونا (بالإنجليزية: SARS-CoV-2) والذي عادةً ما يبقى حياً على سطح الكمامة لعدة أيام، مما قد يزيد من خطر انتشار المرض.

وعلى الرغم من أن الكمامة العادية صممت بغرض الاستخدام لمرة واحدة و لمدة لا تتجاوز الثلاث ساعات حسب المواصفة الاوروبية، إلا أنها تستخدم لأكثر من مرة بشكل واسع وهذا إجراء خاطئ، كما أنه لا يتم التخلص منها بطريقة سليمة.

لكن كمامة اكسيد النحاس تعتبر أكثر فاعلية في الوقاية من انتشار وباء كورونا و متحوراته، وذلك لأن خاصيتها الفريدة في القضاء على الفيروس بمجرد التلامس معه تحافظ عليها معقمة لفترة طويلة، إذ تقضى جزيئات أكسيد النحاس الدقيقة على 99.9% من الفيروس خلال الدقيقة الأولى.

بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدامها عدة مرات دون الحاجة إلى غسلها أو تعقيمها، لذلك فهي تعتبر مناسبة وسهلة الاستخدام بشكل كبير.

اقرأ أيضاً: كيف تبقى مرتاحا وانت ترتدي الكمامة