الضعف الجنسي عند الزوجين، أو عند أحدهما، لا يقتصر على فئة دون أخرى، سواء كانت فقيرة أو غنية، كما لا يقتصر على مجتمع دون آخر، وإنما يعاني منه الجميع، بنسب متفاوتة.
وبحسب أحدث البيانات، فإن نحو 152 مليون رجل في أنحاء مختلفة من العالم يعانون من الضعف الجنسي، ويتوقع أن يضاف إلى هذا العدد، في العام الجاري، 900 ألف حالة جديدة.
وهنا يجب التنويه، إلى أنه قبل العام 1992، كان يطلق على الضعف الجنسي مصطلح "العجز الجنسي"، إلى أن تقرر بأن "الضعف الجنسي" هو "تعبير طبي أكثر دقة وأقل سلبية من تعبير العجز الجنسي".
الضعف الجنسي عند الزوجة
الضعف الجنسي عند الزوجة يمكن تعريفه طبياً بأنه انعدام الشهوة أو ركودها، وهي كذلك عدم مشاطرة الزوجة زوجها اللذة. وهذا الحرمان يشكل خطراً على صحة المرأة، وهناك حوالي 50% من النساء يعانين من نقص في الرغبة أو في التفاعل في العلاقة الجنسية بشكل مستمر.
وعموماً يقول الأطباء إنه من الطبيعي أن يحدث تغير أو نقص في الرغبة الجنسية عند المرأة بين الحين والآخر، حتى بدون وجود سبب. فطبيعة المرأة الجسدية والنفسية ودورة الاستجابة الجنسية لديها تختلف كلياً عن الرجل.
ونقص الرغبة، أو البرود الجنسي، يحدث عادة كاستجابة أو كردة فعل على ظروف متعددة تؤثر في الحالة النفسية أو الجسدية، فإن كان هذا يحدث بشكل مؤقت فهنا يجب ألا يعتبر مشكلة، طالما أنه تغير مؤقت أو متقطع يحدث استجابة لضغوط أو ظروف معينة، ولكن إن استمر هذا الشعور وطال أمده ووصل إلى مرحلة يؤثر فيها على العلاقة الزوجية، فهنا يمكن أن يعتبر غير طبيعي ويجب البحث عن سببه.
وعليه يجب دوماً التأكد من عدم وجود بعض الأسباب، مثل: تناول الأدوية، ومنها حبوب منع الحمل، أو وجود مرض غدي مثل خلل الغدة الدرقية أو أي مرض آخر في الجسم. كما يجب التأكد من أن الزوج طبيعي ولا يعاني من سرعة قذف أو غير ذلك.
وفي غياب أي سبب عضوي عند الأنثى فإن أهم سبب يؤدي لفقدان الرغبة الجنسية هو السبب النفسي، فإن كانت الزوجة لا ترغب بزوجها بسبب سوء تفاهم، أو وجود مشاكل عالقة بينهما، مع عدم وجود التواصل والصراحة فإن هذا سينعكس مباشرة على العلاقة الحميمة بينهما وسيحدث البرود الجنسي.
وإن المشاعر النفسية السلبية كلها، مثل: القلق والإحباط والتوتر وغير ذلك تجعل المرأة غير راغبة بالعلاقة، وغير قادرة على التركيز أو الاسترخاء خلالها.
إن العلاقة الجنسية هي علاقة إنسانية قبل أن تكون علاقة جسدية، ولذلك فإن التواصل النفسي والتواصل الوجداني خلال النهار، بل اليوم كله هو أمر مهم جداً وأساسي ويجب الاهتمام به ويجب أن يسبق العلاقة.
وعلى المرأة أن تكون واعية ومثقفة في هذه الأمور، وأن تكون ملمة بما هو واقعي وصحيح وعلمي، فلا تقارن نفسها بما تسمعه من الصديقات والجارات، أو بما تشاهده في الأفلام والمسلسلات أو تقرأه على الانترنت (وأغلبه إن لم يكن كله مبالغ فيه وغير صحيح ولا يحدث في الواقع)، لأن هذا سيشوش تفكيرها، وسيرفع من نسبة توقعاتها من العلاقة الزوجية، ومن أداء زوجها، وبالتالي يجعلها غير راضية حتى لو كان الأمر طبيعياً، وسيصيبها الفتور نحو زوجها، لاعتقادها بأنها لا تصل إلى ما سمعت عنه؛ لذا يجب الحذر كل الحذر من المبالغات والمغالطات التي يتم الترويج لها في بعض الوسائل والمواقع.
وينصح الأطباء عادة بأن يحدث تواصل مستمر بين الزوجين، باللجوء إلى وسائل للتواصل الجسدي بينهما، خارج نطاق العلاقة الجنسية. مثلاً يمكن عن طريق عمل المساج مثلاً من قبل أحد الطرفين للطرف الآخر في جو مريح وتوقيت مناسب، والتعرف أكثر على أفكار بعضهما البعض، وعلى أكثر المناطق إثارة لكل منهما، فهذا يزيد التواصل الفكري والجسدي، ويزيل الخجل والحرج ويشعر الطرفين بالراحة والاسترخاء.
كما ينصحون دوماً بالحوار الصريح بين الزوجين لمعرفة ما يفضله كل منهما بشأن العلاقة، حتى من ناحية التوقيت، فقد يكون التوقيت الذي يختاره الزوج غير مناسب للزوجة، أو قد تكون الزوجة مثلاً تخاف من حدوث الحمل فتكره العلاقة كلياً، أو قد يكون كثرة تكرار العلاقة والقيام بها بشكل سريع مع عدم قضاء وقت كاف في المداعبات والتحضير يضع عبئاً على الزوجة، ويسبب لها الملل والفتور، ويشعرها بأن العلاقة هي واجب وليس شراكة.
وينصحون كذلك بكسر الروتين المعتاد بين الزوجين فمثلاً يمكن تغيير وقت الجماع إلى الصباح بدل الليل، أو تغيير المكان، وكذلك تغيير الوضعية.. كل هذه الأمور تغير في الروتين وتحسن الاستجابة والتفاعل عند الطرفين.
لا يوجد أدوية تزيد في الرغبة الجنسية عند النساء، خصوصاً لمن كانت في سن النشاط التناسلي أي لم تبلغ سن انقطاع الدورة.. ففي جسمها من الهرمونات ما يكفي، والهرمونات لن تحل المشكلة وكل ما يروج له هو مركبات تجارية غير خاضعة للدراسات، ولا ينصح بها، فأضرارها مؤكدة ومنافعها غير موجودة.
للمزيد اقرأ: تأثير الأدوية على الصحة الجنسية
أسباب الضعف الجنسي عند الزوجة
يأتي في مقدمة الأسباب تضيق الفرج وافتقاره إلى العمق، وهذا يجعل الفعل الجسدي مستحيلاً أو مؤلماً، ويسبب البرود. ويلي ذلك كون البظر صغيراً جداً أو بعيداً عن مدخل الفرج، ما يجعل الزوجة ضعيفة الشهوة ويكون البظر أحيانا مغطى بغشاء مخاطي كثيف يجعله عديم الإحساس، ومن العوامل الأخرى التي تقود إلى الضعف الجنسي عند الزوجة هي الأمراض التي تصاب بها أجهزة الزوجة الجنسية وتجعل المصابة تتبرم بالفعل الجسدي لأنه يسبب لها آلاماً لا تطاق وهذا التبرم كثيراً ما ينقلب ببرودة قد تستمر بعد زوال المرض.
علاج الضعف الجنسي عند الزوجة
وقبل شرح وسائل العلاج، يجب أن نستعرض أنواع البرودة الجنسية وهي:
- الاشمئزاز من الفعل أو من الزوج نفسه.
- الخوف من الفعل، لأنه يسبب ألماً أو مخافة أنه يؤدي إلى الحمل أو المرض.
- ارتباك الزوج وجهله بأساليب الملاطفة والاعداد للفعل الجسدي.
- البرودة الناجمة عن انحطاط عام ناتج من المرض أو الاجهاد أو من الحزن والهموم.
- عدم الشعور باللذة خلال الفعل أو الشعور بلذة غامضة.
أما العلاج فإنه يختلف باختلاف المسبب، وينصح الأطباء برفع معنويات الزوجة عموماً، وذلك بإزالة بواعث الغم والقلق والاجهاد ومن المستحسن العناية بغذاء الزوجة وعلى الزوج أن يوفر لها الجو المعنوي الملائم بتصرفاته.
الضعف الجنسي عند الزوج
ما تقدم يتعلق بالضعف الجنسي عند الزوجة، أما الضعف الجنسي عند الزوج فهو عدم القدرة على تحقيق أو مواصلة انتصاب العضو الذكري بصورة كافية لإنجاز الجماع بالقدر الذي يحقق وصول النشوة للزوجين.
وكي يقول الأطباء إن ذلك ضعفاً جنسياً ناجم عن خلل في عملية الانتصاب، يجب أن يحدث هذا الخلل لمدة لا تقل عن ثلاثة شهور. والضعف الجنسي، الناجم عن خلل عملية الانتصاب هو حالة شائعة، يمكن أن تتطور درجة شدته، وغالباً ما يكون قابلاً للعلاج.
أسباب الضعف الجنسي عند الزوج
هناك أسباب عديدة وراء الضعف الجنسي عند الرجل شخصها الأطباء منها:
أسباب تتعلق بالجهاز التناسلي
- عدم وجود الخصيتين منذ الولادة علماً بأن خصية واحدة سليمة كافية لانتاج العدد الكافي من الحيوانات المنوية والهرمونات الذكرية.
- الأمراض التي تصيب الخصيتين قبل البلوغ مثل: مرض النكاف، والزهري.
- اصابات الخصية.
أسباب تتعلق بالعضو الذكري
- اصابته بمرض خلقي.
- تضخمه في بعض حالات مرض الزهري والمرض الحبيبي اللمفاوي التناسلي.
أسباب تتعلق بمجرى البول
- اصابات وتليف، وأحياناً ضيق مجرى البول.
- وجود فتحة مجرى للبول جانبية أو خلفية.
أسباب تتعلق بكيس الخصية
حدوث تضخم في كيس الخصية بسبب تجمع السوائل أو الدم، كما هي الحال بالقيلة المائية، وبعض الأمراض الجنسية أو الإصابات.
أسباب بالجهاز العصبي المركزي
- إصابات العمود الفقري.
- مرض الزهري، ومرض سل العمود الفقري، وسرطان العمود الفقري.
أسباب بالغدد
- مرض السكري المزمن.
- أمراض الخصيتين أو حدوث تلييف بهما.
أسباب أخرى للضعف الجنسي
- المشروبات الكحولية.
- العقاقير، مثل المخدرات والمهدئات.
- فقر الدم الشديد .
- الإسراف في ممارسة العادة السرية.
أسباب مؤقتة للضعف الجنسي نتيجة عوامل طارئة
- الإجهاد الجسمي أو النفسي والجنسي.
- سرعة الإنزال (القذف).
- احتقان والتهابات البروستاتا المزمنة.
- أمراض البواسير والنواسير الشرجية.
- الحميات: مثل مرض الأنفلونزا والملاريا والتيفويد.
- الإسراف في التدخين.
عوامل نفسية
- نقص في الرغبة الجنسية.
- الشذوذ الجنسي.
الضعف الجنسي في شهر العسل
يحدث ليلة الدخلة، أو بعد أيام، إما أن يكون نتيجة للإرهاق الجسمي أو النفسي، أو الخوف من الفشل وهذه عادة تكون مرحلة عارضة لا تلبث أن تزول.
ويجب ملاحظة ما يلي عند علاج الضعف الجنسي:
- مراجعة الطبيب المختص، وعدم تناول الأدوية والهرمونات المنشطة إذ قد تأتي هذه بمردود عكسي، وتزيد من تعقيد الأمور وعندئذ يصعب العلاج وتكون الحال، كمن يضرب الحصان المجهد لحثه على سرعة الجري وتكون النتيجة أن يتهاوى ويسقط.
- الامتناع عن تناول الكحول نهائياً.
- الامتناع عن تعاطي المخدرات والحبوب المهدئة.
- تناول الأطعمة ذات القيمة الغذائية والامتناع أو الإقلال من القهوة والشاي والتوابل والتدخين.
- ممارسة الرياضة، لأن الحياة الروتينية الرتيبة قد تؤدي إلى الملل وكذلك إلى احتقان الجهاز التناسلي خصوصاً البروستاتا.
- معالجة التهابات البروستاتا المزمن، إذا أثبتت الفحوصات والتحاليل المخبرية وجودها.
- الامتناع عن الجماع لفترة أسبوعين، ثم المعاودة دون الإفراط أو التفريط.
سرعة القذف
إذا حدث الإنزال خلال ثلاث دقائق أو أقل من بدء المعاشرة الجنسية وتكرر ذلك فإن الشخص مصاب بسرعة القذف، وفي بعض الحالات يحدث الإنزال قبل البدء بالمعاشرة الجنسية وقد تسبب هذه مشاكل نفسية واجتماعية لكلا الزوجين.
أسباب سرعة القذف كما يراها أطباء الاختصاص
عوامل نفسية
- القلق والتوتر خصوصاً بين الشباب متدفقي الحيوية، وبدون ثقافة جنسية فقد يحدث الإنزال عند ملامسة الجهاز التناسلي للزوجة وهذه الحالة تكون عادة عابرة إذ لا تلبث الأمور أن تعود إلى الوضع الطبيعي.
- كذلك بين حديثي الزواج أثناء شهر العسل، خصوصاً، عندما يكون الزوج صغير السن وقلقاً. وتؤدي هذه إلى حالة مؤقتة من الإنزال المبكر.
- بعد الانقطاع الطويل عن الاتصال الجنسي، خصوصاً بين المغتربين.
- الخوف من العدوى بالأمراض الجنسية التناسلية، وبخاصة عند الاتصال غير المشروع.
أمراض الجهاز التناسلي
- احتقان غدة البروستاتة والالتهابات المزمنة.
- الحساسية الزائدة بالحشفة.
ينصح الأطباء بملاحظة ما يلي عند علاج سرعة الإنزال:
- مراجعة الطبيب المختص لتحديد الأسباب ومن ثم معالجتها.
- عدم استعمال الأدوية دون استشارة الطبيب.
وهنا طريقة ينصح بها الأطباء قد تساعد في علاج سرعة القذف والتحكم بعملية الإنزال وهي: عند الشعور بالرغبة في الإنزال الضغط بالإبهام على مقدمة العضو من الأمام إلى الخلف بينما تكون أصابع السبابة والوسطى أسفل العضو ويستمر بالضغط حتى تزول الرغبة في الإنزال وأثناء هذه الفترة يشغل تفكيره في أي موضوع آخر بعيداً عن العملية الجنسية.
وعليه تكرار هذه العملية مرات عدة قد تحتاج إلى الصبر والمثابرة وبعدها من الممكن جداً أن يتمكن الشخص من التحكم بالإنزال في الوقت الذي يحدده.
عدم التبول قبل الجماع بفترة طويلة، لأن الإحساس بإمتلاء البول يتعارض مع الشهوة ويؤخرها.
تأخر القذف
وهو عدم نزول السائل المنوي عند القذف.
أسباب تأخر القذف
- بعد استئصال غدة البروستاتا أو عنق المثانة البولية حيث ينزل المني مباشرة في هذه الحالات في المثانة البولية ويختلط مع البول.
- تلف المركز العصبي للإنزال، وهو في الظهر عند الفقرات الظهرية العاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة والفقرة الأولى العصعصية.
- بعد قطع العصب السمبثاوي الظهري عند علاج بعض حالات ارتفاع الضغط الدموي.
- استئصال بعض الأعصاب الظهرية في حالات سرطان المثانة والقولون.
- أمراض الخصية قبل البلوغ مثل مرض الزهري والنكاف.
- عدم نضوج غدة البروستاتا والحويصلة المنوية حيث لا يمكنها إفراز السائل المنوي.
- التهابات البروستاتا والحويصلة المنوية المزمنة والتي قد تنتهي إلى تليفهما.
- في بعض الحالات (ويقصد بها غير المختنين) حيث تنتفخ الحشفة ويلتصق الجلد بمقدمة العضو ويمنع نزل المني.
- ضيق بمجرى البول.
- عوامل نفسية.
- العقاقير، مثل: المهدئات وبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم.
اقرأ أيضاً: لماذا يحدث قلق الأداء الجنسي وكيف يمكن التغلب عليه
نزول دم مع المني
يرجع السبب وراء نزول دم مع المني إلى:
- احتقان أو التهاب البروستاتا أو الحويصلة المنوية.
- التهاب مجاري البول الخفية.
- سرطان مجاري البول.
- بلهارسيا البروستاتا أو الحويصلة المنوية.
- تلوث مهبل الزوجة عند الجماع.
- أمراض الدم مثل: الهيموفيليا والبيربرا.
- ارتفاع ضغط الدم.
- إصابات أو جروح في الجهاز البولي التناسلي.
- الإسراف في العادة السرية أو الإجهاد الجنسي.
- في بعض الحالات لا يمكن تحديد السبب المباشر لنزول الدم في المني.