مع سرعة انتشار الألعاب الإلكترونية ورواجها بين فئة الأطفال والمراهقين، برزت عدة قضايا حول مخاطر هذه الألعاب وأثرها على سلوك اللاعبين. بعض هذه الألعاب أثار جدلاً حول أمن معلومات المستخدم وخرق الخصوصية. هذه المخاوف حول الألعاب الالكترونية، وخاصة التفاعلي منها، قد تكون مبررة، فلعبة "الحوت الأزرق" على سبيل المثال تم الربط بينها وبين انتحار حوالي 130 مراهق في مختلف أرجاء روسيا، بلد انطلاق اللعبة.
في حين أثارت بعض الألعاب الأخرى أثارت مخاوف المختصين حول الأثار الاجتماعية والسلوكية، بل وحتى الأمنية، مثل لعبة "بوكيمون" ولعبة "مريم". ولكن هل يمكن أن تكون هذه الشائعات دائماً صحيحة؟ أم هي مجرد خدعة تسويقية لزيادة انتشار وتحميل اللعبة؟
ما هي لعبة مريم؟
تحوم العديد من الشائعات حول لعبة "مريم" التي لاقت رواجاً في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي على وجه الخصوص. البعض وصفها ب"الحوت الأزرق" العربية، والبعض اعتبرها أداة لسرقة معلومات المستخدمين والوصول إلى حساباتهم الشخصية والبنكية، فما هي حقيقة لعبة مريم؟
تم إطلاق لعبة مريم في عام 2017 في متاجر التطبيقات الالكترونية. أثارت اللعبة جدلاً واسعاً عند صدورها، لاحتوائها على مشاهد وأجواء تتسم بالرعب و لأخذها منحاً تفاعلياً يتضمن أسئلة شخصية وسياسية موجهة للمستخدم.
لعبة مريم تبدأ بـ "هل تريد أن نصبح أصدقاء؟"
تبدأ اللعبة بطفلة تائهة عن منزلها تدعى "مريم". تطلب "مريم" من اللاعب مساعدتها في العثور على المنزل، لتبدأ لاحقاً بطرح أسئلة على اللاعب ومحاورته خلال مراحل اللعبة. تتنوع هذه الأسئلة بين الأسئلة الشخصية، مثل السؤال عن الإسم الثلاثي وعنوان المنزل، وأسئلة سياسية في بعض الأحيان. يتلقى اللاعب خلال اللعبة بعض الطلبات التي تضفي أجواء رعب وإثارة للعبة، مثل إطفاء نور الغرفة والاستماع إلى الموسيقى التصويرية. تستمر لعبة مريم حتى تصل الطفلة إلى منزلها وتطلب من اللاعب الدخول والتعرف على والدها، وسط أجواء رعب وموسيقى تصويرية مخيفة.
أجواء الرعب في لعبة مريم
لا يلاحظ اللاعب في بداية اللعبة الأجواء المرعبة التي يتم التسويق لها بشكل مثير للجدل. ربما القليل من الموسيقى التصويرية والصور المخيفة هنا وهناك لا أكثر. مع الاستمرار في اللعبة، سيتوجب عليك دفع قيمة ثلاث دولارات لإكمال اللعب. عند الدفع والاستمرار، تبدأ لعبة مريم بأخذ منحى مخيف أكثر من المعتاد، حيث يبدأ الحديث عن الأشباح، والأرواح، والوحوش البرية. يدخل اللاعب في المراحل اللاحقة في مغامرة عبر الغابة والقصر المهجور والمقبرة ويبدأ بالتفاعل مع شخصيات مختلفة.
اختراق الخصوصية والتهديدات في لعبة مريم
في مراحل متقدمة من اللعبة، يطلب من اللاعب الموافقة على اللعب بشكل متصل مع خادم اللعبة "اونلاين" حيث تتغير قواعد اللعب. قبل الشروع في إكمال اللعبة، يتلقى اللاعب تهديداً باختراق حساباته البنكية وأجهزته في حال الغش أو التلاعب من طرفه. في هذه المرحلة، يكون اللاعب قد سمح للعبة بالوصول لعنوان منزله ومعلوماته، مما يطيح بخصوصيته وأمانه. تستمر اللعبة بمشاركة عدة لاعبين يطلب منهم أداء عدة مهام لتبدأ بمشابهة لعبة الحوت الأزرق، والتي يقوم فيها اللاعبين بتنفيذ عدة مهام مريبة مثل المشي في المقابر ليلاً وإيذاء النفس. ومن الجدير بالذكر أن اللعبة تم تطويرها لتخبر اللاعب بأنها ليست "الحوت الأزرق"، وهو ما أكد عليه مطور اللعبة.
التحذيرات حول لعبة مريم
حذر العديد من المختصين في أمن المعلومات من تحميل لعبة مريم والسماح لها بالوصول إلى معلومات اللاعب الشخصية. الخطر الناجم عن الألعاب الشبيهة قد يشمل سرقة المعلومات للاستفادة منها أو اختراق خصوصية اللاعب، وهو ما نفاه مطور لعبة مريم بقوله أن معلومات اللاعب لا يتم الاحتفاظ بها من قبل اللعبة. الجدير بالذكر أن تحذيرات قد صدرت من عدة جهات أمنية وتربوية في مختلف دول الخليج مثل السعودية والإمارات حول تحميل ولعب لعبة مريم.
أضرار الألعاب الإلكترونية مثل لعبة مريم
يعود السبب في الجدل المثار حول لعبة مريم إلى الضجة التي أحدثتها ألعاب مشابهة مثل لعبة الحوت الأزرق، والتي أدت إلى حالات انتحار موثقة في بعض الدول. مع ذلك، فإن هناك أضرار أخرى خفية ترافق هذه الألعاب التي تبدو في ظاهرها شيقة وتفاعلية:
- اختراق الحسابات الشخصية والبنكية، حيث يقوم العديد من المستخدمين بتعيين معلومات شخصية كتاريخ الميلاد وأسماء أشخاص مقربين ككلمات مرور لمختلف حساباتهم. بعض هذه المعلومات يقوم اللاعب بتسريبها دون قصد للعبة عن طريق الإجابة عن أسئلة تفاعلية سليمة المقصد في ظاهرها، مما يخول الأشخاص القائمين على اللعبة بالوصول لمعلوماته.
- مشاركة معلومة هامة مثل عنوان السكن قد يعرضك للابتزاز والاعتداء الشخصي، مثلما يحصل في لعبة الحوت الأزرق التي يتم فيها تهديد اللاعب بإيذاءه أو إيذاء عائلته إن قرر الانسحاب.
- إمكانية تأثير بعض هذه البرامج على الوتر النفسي لدى الفئات العمرية الصغيرة مثل الأطفال والمراهقين، حيث تقوم بدفعهم لإيذاء النفس بطرق مدروسة مستنبطة من علم النفس. هذه الأساليب تتنوع بين تنشيط نظام المكافأة في دماغ اللاعب وتحفيزه عند إتمام مهام معينة، أو تعريضه لضغط الأقران الذي يدفعه لتنفيذ ما تطلبه اللعبة.
- التأثير على سلوك المراهقين والأطفال عند ممارسة ألعاب عنيفة ودموية.
اقرأ أيضاً: التداعيات النفسية والاجتماعية لألعاب الفيديو