من الطبيعي أن يشكو الطفل من التعب بعد بذل مجهود، أو عدم النوم لفترات كافية، أو عند الإصابة بمرض ما، لكن من غير الطبيعي أن يكون الخمول والكسل طيلة الوقت ودون بذل أي مجهود يستدعي ذلك. وعلى الرغم من أن الأطفال يحتاجون إلى وقت أطول من النوم من البالغين، إلا أنه في بعض الأحيان قد يصاب الطفل بكسل وخمول مفرط، مما قد يثير القلق عند الأبوين.

تعرف في هذا المقال على اسباب الخمول عند الاطفال، وأسباب قلة نشاط الطفل، بالإضافة لعلاج الخمول عند الاطفال.

اسباب الخمول عند الاطفال

ويحدث الخمول لدى الأطفال (بالإنجليزية: Narcolepsy) نتيجة العديد من الأسباب، وفيما يلي اسباب الخمول عند الاطفال:

الآثار الجانبية للأدوية

يمكن أن تتسبب بعض أنواع الأدوية بآثار جانبية عديدة منها الكسل والخمول، ومن أبرز هذه الأدوية أدوية الحساسية، إذ أنها تسبب النعاس والخمول عند الاطفال.

الحالات المرضية

بما فيها الربو والذي يرافقه ضيق في التنفس مما يؤدي إلى شعور الطفل بالتعب والخمول، وقد يكون الكسل والخمول عند الاطفال نتيجة اضطراب في خلايا الدم الحمراء والمسؤولة عن نقل المواد المغذية والأوكسجين إلى الخلايا.

كما قد يكون نتيجة قصور الغدة الدرقية وهي حالة لا تنتج فيها الغدة هرموناتها بشكل كافي مما يؤدي إلى تباطؤ عملية التمثيل الغذائي والشعور بالكسل والخمول، وعلى الرغم من أن التعب والخمول قد يكون ناتجاً عن أمراض القلب لكن بحالات نادرة، وذلك عندما يكون القلب ضعيفاً. وتتضمن الحالات المرضية أيضاً السرطان.

اضطرابات النوم

تتسبب اضطرابات النوم بالخمول لدى الطفل ومنها عدم نوم الطفل لفترات كافية أو كثرة نوم الطفل من اللازم، ومن الجدير بالذكر أن الأطفال يحتاجون لما يتراوح بين 8-10 ساعات من النوم، كما وتتضمن اضطرابات النومالاستيقاظ أثناء النوم في الفترات الليلية، أو توقف التنفس أثناء النوم.

الأمراض النفسية

قد يكون الكسل والخمول ناتجاً عن بعض الحالات النفسية كالاكتئاب والقلق، أو أن الحياة تكون صعبة على الأطفال لأي سبب كان، وعادة ما يعبر الطفل عن هذه الحالة بأن يكون متعباً ومرهقاً، وكما هو الحال لدى الأفراد البالغين قد يكون الخمول والكسل نتيجة أسباب طبيعية أي ليست مرضية كحدوث مشاكل في المدارس مع أصدقائهم، ومشاكل أخرى خلال ممارسة أنشطتهم الحياتية.

اسباب الخمول عند الاطفال الرضع

يمكن أن يصيب الكسل والخمول الأطفال حديثي الولادة أيضاً، ومن أهم اسباب الخمول عند الاطفال حديثي الولادة هو الإصابة بحالة تسمى الخدار، وهي من الحالات العصبية التي تكون مزمنة وتؤثر على قدرة الدماغ في تنظيم دورات النوم والاستيقاظ.

ويرغب الأطفال المصابون بالخدار بالرغبة في النوم خلال النهار على الرغم من نومهم الجيد خلال فترات الليل، ويمكن أن تظهر أعراض الخدار مرة واحدة وبشكل مفاجىء وقد تتطور بشكل تدريجي، لذلك فهو يعتبر من أسباب الخمول المفاجئ للرضع.

عادةً لا يتم تشخيص الخمول والكسل لدى الأطفال إلا بعد بلوغهم، ويصيب الخمول الأطفال في عمر 10-19 عاماً ويتم تشخيصه في سنوات لاحقة، وغالباً ما يتم تشخيص الكسل والخمول عند الاطفال المصابين بالكسل والخمول ما بين عمر 15-30 عام.

اقرأ أيضاً هل طفلي مصاب بالتوحد؟

أسباب فقدان الشهية والخمول عند الأطفال

قد يصاب الأطفال بفقدان الشهية أيضاً بالتزامن مع الخمول، وتعتبر هذه الأعراض مؤشراً لأمراض واضطرابات عديدة وليس مرضاً واحداً. من أهم أسباب فقدان الشهية وكثرة النوم عند الأطفال:

  • الاكتئاب أو التوتر.
  • التهاب البنكرياس الحاد.
  • فقر الدم.
  • الذئبة.
  • الديدان المعوية.
  • الإمساك.
  • بطء النمو.
  • استخدام المضادات الحيوية.
  • عدم النوم بشكل كافي.
  • عدم تناول غذاء متكامل.
  • في حالات نادرة، السرطان.

الخمول عند الاطفال حديثي الولادة

يُشار إلى أنّ الخمول قد يصيب أيضاً الأطفال حديثي الولادة، وفيها يعاني الطفل من النوم بشكل مفاجىء على الرغم من وجود رغبة قوية في البقاء مستيقظاً، وكون تشخيص الخمول والكسل لدى الأطفال حديثي الولادة يكون صعباً إلا أن الإحصائيات تشير إلى إصابة طفل من بين 100 ألف طفل بالخمول، ويمكن أن يصيب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5-6 سنوات الذكور والإناث على حد سواء، ولكن تشخيصه يكون في عمر المراهقة.

اعراض الخمول عند الاطفال

يمكن أن يتسبب الكسل والخمول أو ما يعرف بالخدار بإظهار مجموعة من الأعراض والتي من أبرزها النعاس خلال فترات النهار، وقد تكون الأعراض الأخرى خفيفة أي تستمر بالظهور على مدار سنوات، أو شديدة لتؤثر على قدرة الطفل في ممارسة أنشطته الحياتية بشكل طبيعي.

وتتضمن الأعراض الأخرى الآتي:

  • فقدان القدرة على التحكم بالعضلات: وذلك يحدث بشكل مفاجىء ويعرف بالجمدة.
  • اضطراب في النوم: فقد يستيقظ الطفل العديد من المرات خلال نومه أثناء الليل، كما يكون ذلك خلال النوم في النهار إذ أن الطفل ينام لفترات قصيرة ويستيقظ.
  • اضطراب في السلوك: من الممكن أن يمارس الطفل بعض السلوكيات وهو نائم وهذا ما يعرف بالسلوكيات التلقائية كأن يقوم بالكتابة، أو تنظيف الأسنان، ولا يتذكر الطفل ما قام به من تصرفات، كما وتتضمن مشاكل الصحة السلوكية ضعف تركيز الطفل، والاكتئاب والتعب.
  • الصداع النصفي.
  • السمنة وزيادة وزن الطفل.
  • النعاس الشديد أثناء فترات النهار.
  • الهلوسة: وهي حالات تشبه الحلم وتبدو وكأنها حقيقة وغالباً ما تحدث بالتزامن مع شلل النوم، ويمكن أن يشعر الطفل بالهلوسة أو سماعها أو رؤيتها حتى.

اقرأ أيضاً الامساك عند الاطفال

علاج الخمول عند الاطفال

من المهم قبل الخضوع للعلاج إجراء فحوصات تشخيصية لمعرفة أسباب الخمول لدى الطفل، وتتضمن هذه الإجراءات الفحص البدني الشامل وذلك للكشف عن وجود حالات مرضية، وإذا لم يتم اكتشاف أي حالة مرضية يجري الطبيب فحصاً لجودة النوم من خلال أجهزة تكشف عن وجود اضطرابات الأرق، أو اضطراب في إيقاع الساعة البيولوجية، أوانقطاع التنفس النومي.

وبالاعتماد على الفحوصات التشخيصية يضع الطبيب خطته العلاجية والتي تتضمن العديد من الخيارات، وبجميع الأحوال يتضمن علاج الخمول عند الاطفال ما يلي:

  • العلاجات السلوكية: يبدأ الطبيب بهذه العلاجات عندما يكون سبب الخمول ناتجاً عن الأرق والأسباب الأخرى التي تسبب عدم النوم لفترات كافية، بالإضافة إلى تحسين جودة النوم، ومن المهم إخبار المدرسة والمعلمين بمساعدة الأهل في العلاج السلوكي، كأخذ الطفل ما بين 1-3 قيلولات خلال اليوم، وتتضمن العلاجات السلوكية وضع جدول لتنظيم عملية النوم والاستيقاظ.
  • العلاجات الدوائية:من الممكن أن يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية ومنها الجابابنتين، والكلونازيبام وذلك للأطفال المصابين باضطرابات الحركة والتي تؤثر سلباً على النوم كمتلازمة تململ الساقين، واضطراب حركة الأطراف الدورية، وقد يصف الطبيب الأدوية المضادة للاكتئاب للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 7 سنوات.
  • الإجراءات الجراحية: قد يلجأ الطبيب إلى جراحة استئصال اللوزتين عندما يكون الخمول والكسل ناتجاً عن انقطاع التنفس النومي، ويوصي بالحفاظ على وزن صحي.
  • المكملات الغذائية: ومن أبرزها الحديد وذلك لدى المصابين باضطرابات حركة الأطراف الدورية ومتلازمة تململ الساقين، وتكون لديهم مستويات الحديد أقل من 50 نانوغرام لكل مل.