عادة ما تهتم ربة المنزل بترتيب منزلها وتزينه بقطع الأثاث المناسبة، وبالصور واللوحات المتميزة، وبخاصة في الغرف التي تستقبل فيه ضيفاتها، دون أن تعير الاهتمام المطلوب بمطبخها أو دورة المياه، اللذين يزخران بالكائنات الممرضة، الأمر الذي
يتطلب بذل المزيد من الجهد كي يكون منزلها صحياً ونظيفاً وآمناً.
هنا عرض لأبرز الأماكن التي تحمل أكبر قدر من المهددات الصحية في منازلنا، وأهم الإرشادات والحلول التي تعين الأسر على الحفاظ على صحة وأمان منازلها.
المطبخ
يجذب المطبخ جميع أفراد الأسرة، فهو مطعم مصغر، ويعتبر مركزاً ترفيهياً وغرفة أسرية، لكنه في الوقت ذاته يعد من أكثر مواقع الإشكالات الصحية في المنزل. ويرى خبراء الصحة أن كل سطح، في المطبخ، يعتبر مركز جذب للبكتيريا، والفيروسات،
والجراثيم، والصراصير والحشرات الأخرى.
وهنا أبرز المواد التي تعتبر خطرة صحياً في المطبخ والإرشادات الصحية لاستعمالها:
* الإسفنجات وفوط وأقمشة التنظيف:
يرى الخبراء أن قطعة الإسفنج الصغيرة التي تنظف بها أواني الطهي، يمكنها حمل الأخماج وآلاف الفيروسات والجراثيم ومسببات الأمراض التي تنقلها الأغذية، إذا لم تنظف أو تحفظ بطريقة سليمة.
وهنالك شيئان يمكن لربة البيت فعلهما:
- ضعي الإسفنجة في غسالة الأطباق وشغّلي أسطوانة التجفيف.
- بلليها وضعيها في الميكرويف لكي تتعقم، وتذكري أنها ستكون ساخنة للغاية، ولذلك احذري عندما تخرجيها.
ويقول خبراء الصحة إن أقمشة وفوط تنظيف وتجفيف الأطباق يمكنها أيضاً احتضان الميكروبات والجراثيم، حتى إذا كانت تستخدم لتجفيف الأطباق المغسولة فقط. وينصح الخبراء بغسلها باستمرار بغسالة الملابس باستخدام "السايكل" الساخن.
* لوح التقطيع:
ينصح الخبراء بعدم تقطيع الخضراوات والفواكه في لوح التقطيع نفسه الذي يستخدم لتقطيع اللحوم، إلا إذا تم تنظيفه تماماً بين دورات التقطيع. ويرى الخبراء أن الحفاظ على فصل اللحوم عن الخضراوات يمنع انتقال التلوث ويحول دون الانتقال المحتمل
للسالمونيلا والإي كولاي والبكتيريات الأخرى.
ولكي تشعري بأمان أكبر وراحة بال أكثر، احتفظي بلوحي تقطيع، أحدهما للحوم وآخر للفواكه والخضراوات وأي شيء آخر.
* "كاونترات" المطبخ:
ينصح الخبراء بإبقاء كل "الكاونترات" نظيفة ومعقمة بعد الفراغ من الطهي. ومن شأن هذه الخطوة أن تسهم في إزالة بكتيريا الطعام مثل "كامبيلوباكتر"، التي تعتبر من أسباب الإسهال الشائعة، وتحول دون اختلاط الحشرات والصراصير بفضلات الطعام.
ويرى الخبراء أن هذه الحشرات المنزلية يمكنها حمل عدد كبير من الجراثيم والميكروبات، ويمكنها أيضاً إثارة الربو (الأزمة) والحساسيات.
ولمنع نقل الحشرات للعدوى يجب غسل الأطباق وأواني المطبخ مباشرة بعد الفراغ من الأكل، وحفظ الطعام في أوعية مغلقة بإحكام، ووضع القمامة وفضلات الطعام في حاوية مغطاة.
غرفة النوم :
يقول الخبراء إن أسرة النوم تحتوي على غبار وعثة غبار، ويمكن أن تحتوي على شعر وقشور من حيوانات أيضاً. وهي تشكل إضافة سلبية للتهوية السيئة ويمكنها أن تثير الحساسية "لمن يعانون منها ومن لا يعانونها أيضاً"، لأن عثة الغبار تنتج الفضلات
وتضع بيضاً. فإذا أضفنا الشعر والجلد الميت والفطريات فسوف نحصل على توليفة مثيرة جداً للحساسية والتهيج.
وللتخلص من هذه المساوئ يجب غسل كل الشراشف مرة في الأسبوع بالماء الساخن (أكثر من 55 درجة مئوية) للقضاء على عثة الغبار، ونفض المراتب والوسادات (يمكنك استخدام المكنسة الكهربائية بانتظام) .
دورة المياه :
مقعد المرحاض قد يكون من المهددات الصحية المحتملة في دورة المياه. وبالطبع تسعى الأسر للحفاظ على نظافة حوض الغسيل والمقعد، لكنها قد لا تهتم كثيراً بنظافة مقبض الجارور، ويرى الخبراء أن الفيروسة العجلية والمكورة المعوية وحشرات مؤذية
أخرى يمكنها العيش في هذا المقبض. والمكورة المعوية يمكنها أن تسبب التهاب المعدة والأمعاء، فيما تعتبر الفيروسة العجلية من أكثر مسببات الإسهال لدى الأطفال.
وللتخلص من الفيروسة يجب تطهير ملحقات المرحاض (خصوصاً مقبض الجارور) بمعقم تحتوي ديباجته على مواد مميتة لهذه الفيروسة العجلية والمكورة المعوية.
* من الأرض للسقف:
الأخماج والأوساخ يمكنها العيش في دورة المياه، وبذلك تكون سبباً في عدد من المشكلات الصحية التي تتراوح بين تهيج وإدماع العيون ونوبات الربو (الأزمة) عند أشخاص معينين. وثمة خطر آخر كامن في دورة المياه، (ومن المحتمل في جميع أرجاء
المنزل) وهي الفطريات الشعروية. فهذه الفطريات تسبب مرض القوباء الحلقية الجلدي (الثعلبة)، والتهاب القدم الفطري، وهي يمكن أن تنتقل من قدم لقدم عبر الأرضيات (البلاط).
لذلك، على ربة البيت أن تستخدم مطهراً مصمماً لإزالة الأخماج والعث والفطريات. وبعد الاستحمام، عليها مسح الحوض أو جدران الدش والستارة بمنشفة أو ممسحة بلاستيكية، علماً أن بعض ستائر حوض الاستحمام يمكن غسلها في غسالة الملابس.
وعليها وضع المناديل الورقية وأنسجة التنظيف في مكانها بعد الفراغ من استخدامها، ولا تتركها في الأرض أو على سطح "الكاونتر". وعليها رمي المحارم المتسخة بعيداً، وافرغ سلة أو صندوق المهملات يومياً. إن "الفيروسة الأنفية، وهي المسبب الرئيس
لنزلات البرد الشائعة، تنتشر بسهولة حينما يلمس الناس الأسطح الملوثة ثم يلمسون أعينهم وأنوفهم، أو فمهم. وهذه الفيروسات والميكروبات الأخرى يمكنها العيش في الأسطح والمحارم والريموت كونترول والهواتف.. إلخ" لأيام عدة.
مقابض الأبواب
يقول خبراء الصحة إن هذه المقابض "وأغلبية الأسطح في منزلك" تحمل مكورات عنقودية (المكورات العنقودية هي بكتيريا شائعة) في الغالب لا تشكل تهديداً، لكنها قد تصبح مؤذية إذا دخلت إلى فمك وعينيك أو إذا دخلت في جروح أو خدوش، كما يمكنها
أن تسبب طيفاً واسعاً من المشكلات الصحية.
وعليه يجب تنظيفها جيداً باستخدام منظف مضاد للبكتيريا سيتكفل بإبعاد جراثيم المكورات العنقودية والميكروبات المؤذية.
الجدران
ينصح الخبراء بالتركيز على نوع الصبغ أو الدهان، وذلك لأن الأصباغ تحتوي على مركبات عضوية متطايرة، تعتبر مصدراً كبيراً لتلوث الهواء في الأماكن المغلقة. ويقول الخبراء إن هذه الكيماويات، التي توجد أيضاً في مواد التنجيد والأنسجة، وفي مواد بناء
أخرى، يمكنها أن تسبب مشكلات عدة لها علاقة بالصحة.
ويرى الخبراء أن أصباغ المنازل القديمة تحتاج إلى اهتمام أكبر لأن هذه الأصباغ قد تحتوي على عنصر الرصاص (صناعة الأصباغ والدهانات التي تعتمد على عنصر الرصاص، ممنوعة منذ العام 1987).
وينصح الخبراء بتقليل التعرض لهذه الأبخرة السامة باختيار الأصباغ التي تحتوي على نسبة ضئيلة من المركبات العضوية المتطايرة، أو باختيار الأصباع اللبنية milk paints، أو دهانات محلول الكلس المبيضة. وفي المنازل القديمة إذا أردت التأكد من
تواجد عنصر الرصاص في الجدران، ينصحك الخبراء بإحضار خبير في هذا المجال أو شراء جهاز لفحص عنصر الرصاص، فإذا تبين لك أن دهانات جدران منزلك تحتوي على عنصر الرصاص، أبحث عن المواد المزيلة للرصاص في السوق، أو استأجر
خبيراً مختصاً لإزالة الرصاص.
السجاد
كثير من السجادات ومواد اللصق والحشو والتنجيد اللازمة للتركيب، تبعث نفس المركبات العضوية المتطايرة التي تفرزها الدهانات. وبعض الأشخاص يشعرون بأعراض مشابهة لأعراض الزكام بعد تركيب سجاد جديد. والبعض يشكو من حساسية وتهيج في
العيون، والأنف والحنجرة.
ولتجنب المشكلات الصحية، ضع السجادة الجديدة، قبل فرشها ووضعها داخل المنزل أو المكتب، في مكان مفتوح إذا كان ذلك ممكناً. وبعد وضعها في مكانها، احرص دائماً على فتح الأبواب والنوافذ واستخدام المراوح لإتاحة أكبر مقدار ممكن من التهوية الجيدة.
واحرص على اختيار سجاد ولوازم تلبي المقاييس والمعايير المقبولة للتهوية الجيدة في الأماكن المغلقة. وعند وضع السجاد والأبسطة في مواضعها المخصصة لها، احرص دائماً على تهويتها ونفض الغبار عنها، لتخفيف وتفادي المشكلات الصحية المرتبطة
بأمراض الحساسية والتي تنجم من الغبار والوبر ومخلفات الحشرات والعثث. ولتعزيز تهوية الغرفة، افتح النوافذ على نحو دوري، لاسيما بعد تركيب ووضع سجاد جديد، أو دهان جديد على الجدران. ولإزالة أي نمط من المركبات العضوية المتطايرة المنقولة
عبر الهواء، احرص على استخدام منقي هواء أو أشتال وزراعات منزلية لتنقية السموم من الجو.