يعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض المزمنة المنتشرة حول العالم، وتتعدد أنواع ارتفاع ضغط الدم، ويختلف كل نوع عن الآخر وفقاً للأسباب والعوامل المسببة، ويجب معرفة نوع ارتفاع ضغط الدم الذي يعاني منه المريض للتمكن من تحديد طرق العلاج المناسبة.

سنتناول في هذا المقال الحديث عن أنواع ارتفاع ضغط الدم، وأسباب كل نوع، وطرق العلاج. يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

ارتفاع ضغط الدم الأساسي

يعرف هذا النوع أيضًا بارتفاع ضغط الدم الأولي، ويعد هو أكثر أنواع ارتفاع ضغط الدم انتشارًا خاصة بين البالغين، لم يعرف حتى الآنسبب محدد للإصابة به، لكن يمكن أن يحدث نتيجة لمجموعة من العوامل، مثل: [1] [2]

  • العوامل الوراثية: حيث أن ارتفاع ضغط الدم الأساسي من الأمراض التي تنتقل وراثيًا من جيل لآخر.
  • النظام الغذائي غير الصحي: مثل تناول كميات كبيرة من الملح في الطعام، أو الاعتماد على أنظمة غذائية غير صحية تؤدي إلى السمنة.
  • نمط الحياة غير الصحي: إذ تؤدي بعض العادات غير الصحية التي يمارسها الشخص في حياته اليومية إلى ارتفاع ضغط الدم، مثل نقص النشاط البدني، أو التدخين، أو تعاطي الكحول، أو التعرض للضغوط النفسية، أو عدم الحفاظ على وزن صحي.
  • العمر: حيث تزداد فرص الإصابة مع تقدم العمر.

قد لا يسبب ارتفاع ضغط الدم الأساسي عادة أي أعراض، لكن يمكن أن تظهر على المريض بعض الأعراض، مثل الصداع، أو التعب والإرهاق، أو الدوخة، أو نزيف الأنف. [1]

ارتفاع ضغط الدم الثانوي

يعد ارتفاع ضغط الدم الثانوي أقل انتشارًا من ارتفاع ضغط الدم الأساسي، حيث يمثل حوالي 5 إلى 10 في المئة فقط من مرضى ارتفاع ضغط الدم بشكل عام، وهذه النسبة تكون أكثر انتشارًا بين الشباب، حيث يقدر أن حوالي 30 بالمئة من الشباب المصابين بارتفاع ضغط الدم الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 40 عامًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم الثانوي. [2]

يحدث هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم نتيجة لحالة مرضية معينة، وعادة يمكن الشفاء منه بعلاج هذه الحالة المرضية، وتشمل أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي كلًا من: [1][2]

  • تضيق الشرايين التي تمد الكلى بالدم.
  • متلازمة توقف التنفس أثناء النوم.
  • انقباض الشريان الأورطي.
  • أمراض الغدة الكظرية.
  • أمراض الغدة الدرقية.
  • اضطرابات الهرمونات.
  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل أدوية منع الحمل الفموية، والمنشطات، ومضادات الاكتئاب، وبعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل إيبوبروفين، وسودوإيفدرين.

اقرأ أيضًا: ارتفاع ضغط الدم وأسبابه

ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المنعزل

يحدث هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم عندما يكون ضغط الدم الانقباضي أكبر من 90 مليمتر زئبق، بينما يكون ضغط الدم الانبساطي في المعدل الطبيعي أقل من 90 مليمتر زئبق. [1] [2]

تزداد فرصة حدوث ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المنعزل عند كبار السن الذين يبلغون من العمر أكثر من 60 عامًا، حيث ينتج عن فقدان المرونة في الشرايين وتصلبها مع تقدم العمر، لكن يمكن أيضًا أن يحدث هذا النوع عند الشباب. [1] [2]

يعد ضغط الدم الانقباضي أكثر أهمية من ضغط الدم الانبساطي عندما يتعلق الأمر بأمراض القلب والأوعية الدموية، أي أن ارتفاع ضغط الدم الانقباضي أخطر من ارتفاع ضغط الدم الانبساطي، حيث أثبتت دراسة نشرت عام 2015 أنه عند متابعة 31 شخصًا من الأشخاص الأصغر سنًا ومتوسطي العمر من المصابين بارتفاع ضغط الدم الانقباضي المنعزل معرضون بشكل أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية، وذلك مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات طبيعية من ضغط الدم. [1] [2]

ارتفاع ضغط الدم الخبيث

يحدث ارتفاع ضغط الدم الخبيث بشكل سريع ومفاجئ، ويسبب حالة طبية طارئة، ويحتاج المريض إلى نقله إلى دور الرعاية الطبية على الفور، حيث تكون قياس ضغط الدم الانقباضي أعلى من 180 مليمتر زئبق، وقياس ضغط الدم الانبساطي من 120 إلى 130 مليمتر زئبق، وهذا الارتفاع الهائل يسبب تلف أعضاء الجسم. [1] [2] [3]

يحدث ارتفاع ضغط الدم الخبيث في حوالي 1 بالمئة فقط من الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، وتزداد فرص الإصابة عند البالغين الأصغر سنًا، والنساء اللاتي تصاب بتسمم الحمل.[1] [2]

تشمل أعراض ارتفاع ضغط الدم الخبيث كلًا من:[3]

  • خدر في الذراعين والساقين.
  • صداع.
  • ألم في الصدر.
  • رؤية ضبابية.

اقرأ أيضًا: ارتفاع الضغط المفاجئ

ارتفاع ضغط الدم المقاوم

يحدث ارتفاع ضغط الدم المقاوم عندما يصعب السيطرة على مستويات ضغط الدم حتى مع استخدام ثلاثة أنواع مختلفة من أدوية ارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك مدرات البول، ويظهر هذا النوع عند حوالي 10 بالمئة من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. [1] [2]

قد ترجع أسباب حدوث ارتفاع ضغط الدم المقاوم إلى وجود عامل وراثي، أو الإصابة بالسمنة، أو الإصابة بارتفاع ضغط الدم الثانوي دون معرفة الحالة الطبية المسببة، مثل أمراض الكلى أو داء السكري، ويمكن علاج معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم المقاوم بنجاح باستخدام أدوية متعددة، أو من خلال تحديد سبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي وعلاجه. [1] [2]

اقرأ أيضًا: معتقدات خاطئة عن ارتفاع ضغط الدم

نصيحة من الطبي

تختلف أنواع ارتفاع ضغط الدم، لكن تبقى نصيحة واحدة وهي ضرورة اتباع كافة العادات الصحية التي تحافظ على مستويات ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، للتمكن من العيش بصحة جيدة.