الجاما نايف أو سكين جاما (بالإنجليزية: Gamma knife) هي تقنية علاجية متطورة تستخدم أشعة جاما لعلاج الأطفال والبالغين. وتستخدم هذه التقنية لعلاج العديد من الأمراض والاضطرابات، مثل:
- الأورام الدماغية الصغيرة والمتوسطة.
- تشوه الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Arteriovenous malformation).
- الصرع.
- ألم العصب ثلاثي التوائم.
وبالرغم من اسم التقنية الذي يدل على استخدام السكين في الواقع لا تستخدم السكين خلال الجلسة العلاجية ولا يتم فتح جرح، بل يتم تسليط أشعة جاما بجرعة عالية ومركزة بدقة عالية على الموضع المراد علاجه دون المساس بالأنسجة المحيطة.
عادةً تجرى هذه العملية العلاجية بإشراف طبيب مختص بالأورام، وجراح أعصاب، وأخصائي فيزياء طبية معاً بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة.
فوائد تقنية الجاما نايف
يوجد العديد من الفوائد لتقنية الجاما نايف المتطورة، أهم هذه الفوائد:
- الحفاظ على الأنسجة المحيطة بالمنطقة المراد علاجها.
- لا تتضمن العملية العلاجية فتح جرح.
- لا تحتاج تخديراً كاملاً.
- يمكن للمريض مغادرة المستشفى بعد العملية المباشرة دون حاجة للبقاء فيها.
- يمكن التخطيط للعملية وإجراؤها في يوم واحد.
- يمكن تجنب المضاعفات الناتجة عن العملية الجراحية مثل النزيف والإصابة بعدوى عند استخدام الجاما نايف.
- يمكن للمريض معاودة ممارسة نشاطاته اليومية بشكل طبيعي بعد يومين أو ثلاثة.
الحالات التي يتم علاجها باستخدام تقنية الجاما نايف
بالإضافة للحالات المذكورة سابقاً، تستخدم تقنية الجاما نايف لعلاج الحالات التالية:
- ورم العصب السمعي: هو ورم حميد ينمو عادةً قريباً من الأعصاب المسؤولة عن التوازن وحاسة السمع، والتي تربط الأذن الداخلية بالدماغ.
- أورام الدماغ (الحميدة والخبيثة): وتتضمن أورام الغدة النخامية، أورام الغدة الصنوبرية، الأورام القحفية البلعومية، الأورام السحائية، الأورام الحبلية، الأورام الغضروفية، انتشار الأورام السرطانية الأخرى في الجسم إلى الدماغ، وأورام الخلايا الدبقية. اقرأ أيضاً: علامات خطيرة قد يكون سببها ورم دماغي- ورم الراس
- الارتعاشات الناتجة عن مرض باركنسون.
- قد تساعد تقنية الجام انايف على علاج الآفات الدماغية (بالإنجليزية: Brain lesions) التي يصعب الوصول إليها جراحياً.
- قد تستخدم مع طرق علاج السرطان الأخرى لعلاج الأورام السرطانية في الدماغ.
كيف يتم التحضير لعملية الجاما نايف؟
قد يحتاج المريض إلى بعض الفحوصات والتحاليل قبل إجراء العملية، ويطلب من المريض القدوم إلى المستشفى لإجرائها.
كما يتسنى للمريض أثناء الزيارة مقابلة المسؤولين عن إجراء العملية وتشغيل الجهاز، وسؤالهم عن الأمور التي يود معرفتها عن العملية. قد يطلب طبيبك الخاص من طبيب مختص بالعلاج الإشعاعي للأورام السرطانية وجراح أعصاب المشاركة والإشراف على العملية.
كما قد يجري الطبيب فحصاً سريرياً سريعاً للمريض، ويسجل التاريخ المرضي الكامل له.
يجب على المريض أن يعلم الطبيب بوضعه في الحالات التالية:
- إن كان قد أجري له عملية زراعة منظم للقلب.
- إن كان يعاني من أم الدم في الدماغ.
- إن كان يوجد في جسمه زرعة لتحفيز الأعصاب.
- إن كان يوجد في جسمه زرعة مضخة لدواء معين.
- إن كان يوجد في جسمه زرعات فولاذية.
- إن كان يجد في جسمه أي شيء فلزي بسبب التعرض لإصابة.
- إن كان يستخدم أجهزة لتقويم العمود الفقري.
- إن كان يعاني من مرض رئوي شديد.
- إن كان يعاني من الارتجاع المعدي المريئي.
- إن كان غير قادر على الاستلقاء على ظهره لمدة 30 دقيقة متواصلة.
- إن كان يعاني من رهاب الأماكن المغلقة.
الأشخاص الذين يمكن علاجهم بتقنية الجاما نايف
قبل تقرير استخدام تقنية الجاما نايف في العلاج، يقوم الطبيب بتقييم حالة المريض واستعداد جسده لتحمل هذا العلاج، فيأخذ بعين الاعتبار ما يلي:
- عمر المريض.
- حالة المريض وصحته العامة.
- موقع وحجم الاضطراب الدماغي المراد علاجه.
- العلاجات التي استخدمت مسبقاً لعلاج الحالة.
قد تستجيب بعض الحالات المرضية بشكلٍ أفضل لتقنية علاجية أخري تسمى بالسايبر نايف (بالإنجليزية: Cyber knife)، وهي تقنية تتضمن استخدام يد روبوتية لتسليط أشعة جاما على الموضع المراد علاجه. وتستخدم تقنية سايبر نايف لعلاج المناطق التي لا يمكن الوصول إليها بالعلاج الإشعاعي التقليدي، مثل الحبل الشوكي. اقرأ أيضاً: العلاج الإشعاعي للسرطان
ومن مميزات تقنية السايبر نايف قلة تعرض الأنسجة السليمة للإشعاع، مما يجعل هذه التقنية مثالية لعلاج الأطفال والنساء في عمر الإنجاب.
في حال قرر الطبيب أن حالة المريض تتطلب العلاج بتقنية الجاما نايف، يتم مناقشة حالته من قبل فريق يتكون من جراحي أعصاب، وأخصائيي علاج إشعاعي للسرطان، وأطباء، وأخصائيي علاج أعصاب بالإشعاع، وأخصائيي أورام الأعصاب، وممرضين وأخصائيي علاج إشعاعي.
كيف تجرى عملية الجاما نايف؟
في البداية يتم إدخال خط وريدي للمريض، عادةً يستخدم لتسهيل توصيل المواد التي تساعد على التصوير بالرنين المغناطيسي أو الطبقي المحوري إلى الدماغ مثل الصبغات، أو لإعطاء مهدئ للمريض للمساعدة على تهدئة أعصابه.
في بعض الأحيان يتم تخدير المريض تخديراً كاملاً، كأن يكون المريض طفلاً.
بعدها تتم العملية كالآتي:
- يثبت الجراح خوذة على رأس المريض، للتأكد من تثبيت الرأس لضمان دقة العملية.
- يعطى المريض أربعة إبر تخدير موضعي في الرأس، اثنتان في مقدمة الرأس في كل جهة، واثنتان في الخلف. تستتخدم هذه المواضع لإدخال إبر لتثبيت الخوذة في الرأس، وذلك لضمان عدم تحرك الرأس.
- بعدها يقوم المعالج الإشعاعي بأخذ مقاسات الرأس لتحديد الخطة العلاجية التي يجب اتباعها.
- يتم تصوير رأس المريض بالرنين المغناطيسي، والتصوير الطبقي المحوسب لتحديد المكان المراد علاجه، قد تأخذ هذه العملية حوالي 30 دقيقة.
- بعدها يحدد الطبيب المشرف والطاقم المساعد الخطة العلاجية للمريض على الكمبيوتر، وذلك بتحديد المنطقة المراد علاجها، والجرعة أشعة جاما، وكيفية الوصول إلى المنطقة المصابة بأكبر دقة ممكنة. خلال هذا الوقت يمكن للمريض قضاء الوقت مع عائلته أو أصدقائه في غرفته.
- بعدها يأتي جزء العلاج، حيث يتم تثبيت الخوذة في جهاز الجاما نايف لحمل رأس المريض بطريقة تضمن دقة تسليط الأشعة، ويقوم الفريق الطبي بمراقبة العملية والإشراف عليها من غرفة أخرى تحتوي على الكمبيوتر المبرمج لإجراء العملية.
- يتحرك السرير الموصول بجهاز الجاما نايف إلى داخل الجهاز ببطء وتبدأ عملية تسليط أشعة جاما على المنطقة المصابة، ولا يشعر المريض بالألم أو يسمع أي شيء أثناء العلاج، وقد تستغرق الجلسة حوالي 30 دقيقة - 4 ساعات حسب حجم الإصابة وموقعها، وعدد الجرعات التي يتلقاها المريض.
- في النهاية يتحرك السرير إلى خارج الجهاز وتتم إزالة الخوذة من قبل الفريق الطبي.