ينبعث أكثر من 4000 مركب كيماوي عند إشعال سيجارة واحدة، يستنشقها المدخن بشكل مباشر وغير المدخن بشكل غير مباشر بمجرد تواجده في منطقة التدخين، ويحتوي دخان السجائر على النيكوتين، وأول أكسيد الكربون، وسيانيد الهيدروجين، والقطران والمهيجات الأخرى التي تسبب السرطان، وتؤثر هذه المواد على كل الأنسجة الموجودة في الجسم بما في ذلك الجهاز الحركي، لذا سنخبرك في هذا المقال بأثر التدخين على الجهاز الحركي من العضلات والعظام.
أثر التدخين على الجهاز الحركي
يرتبط التدخين بأمراض القلب والجهاز التنفسي وأمراض سرطانية عديدة، ولا يدرك معظم الناس أثر التدخين على الجهاز الحركي ومنها العظام والعضلات، لكن الحقيقة هي أن كل نسيج في جسم الإنسان يتأثر بالتدخين، ونتناول تالياً أهم تأثيرات التدخين على الجهاز الحركي ومنها ما يلي:
للمزيد: أدوية الإقلاع عن التدخين
أثر التدخين على العظام بشكل عام
يصل تكوين الكتلة العظمية إلى الحد الأقصى عند بلوغ عمر الـ33 سنة، ويبدأ بعدها الجسم بفقدان العظام بنسبة 0.5 % لدى النساء، وبنسبة 0.3% لدى الرجال سنوياً، أما في سن انقطاع الطمث فيتبسبب نقص هرمون الإستروجين بتزايد فقدان العظم لمكوناته الداعمة من (2-3)% لـمدة 6 إلى 10 سنوات قادمة، ويرجع معدل الخسارة بعد ذلك إلى مستواه الأساسي وبنسبة 0.5%.
يتغير المحتوى المعدني للعظام في سن الـ 65 سنة أو بعد 15 سنة من انقطاع الطمث، حيث تخسر معظم النساء نسبة 33.5% من كتلة العظام، أما الرجال فيخسرون 10% من المعادن في العظام، مما يسبب هشاشة العظام، وضعف العمود الفقري، وزيادة معدلات الكسور فيه وفي الورك والرسغ.
يؤثر التدخين على العمود الفقري بشكل كبير، إذ يسرع خسارة العظام والمواد المعدنية منها في كل من الرجال والنساء، مع العلم أن النساء النحيلات المدخنات يكن أكثر عرضة للتأثر، فالنيكوتين يؤثر على بناء العظام، كما يؤثر على امتصاص الكالسيوم من الجهاز الهضمي، وهذا يسبب هشاشة العظام عند المدخنين. [2] [3]
أثر التدخين على التحام العظام
يؤثر التدخين على معدل ونوعية التحام العظام بعد الكسور، حيث وجد انخفاض في كمية ونوعية العظام في موقع الكسر، أما من ناحية استطالة العظام فقد تبين أن غير المدخن يمكنه أن يكون 1 سم من العظام خلال شهرين، بينما المدخن يستغرق ثلاثة أشهر ليكون 1 سم من العظام مع فشل 90% من التحام العظم، كذلك تحتاج الكسور في الساق لدى المدخنين لوقت أطول كي تلتحم.
توجد عدة تفسيرات لأثر التدخين على الجهاز الحركي بهذه الصورة، إذ وجد أن النيكوتين يؤثر على النظام الخلوي فهو سام على الخلايا الليفية، ويؤثر على بناء العظام؛ لأنه يقتل خلايا العظم البانية (بالإنجليزية: Osteoblast)، ويتعارض مع الكاليستونين، وأما سيانيد الهيدروجين فإنه يتداخل مع العمليات الحيوية للخلية.
يتداخل أول أكسيد الكربون أيضاً مع نقل الأكسجين، وحسب الدراسات تبين أن مستويات الأكسجين في مكان الالتحام كانت متدنية حسب ما هو متوقع، وكان هناك انخفاض كبير في مستوى أكسجين الدم، لذا يعد إدمان التدخين سبباً رئيسياً لمنع التحام عظام العمود الفقري بعد إجراء العمليات الجراحية. [2] [3]
اقرأ أيضاً: كيف يمكنني الإقلاع عن التدخين؟
أثر التدخين على التئام الجروح
وجد أن مرضى إصابات النخاع الشوكي المشلولين الذين هم من المدخنين، لديهم أعلى معدل من التقرحات في الجلد، وتبين أن مضاعفات ما بعد الجراحة في العمليات التجميلية هي الأعلى لدى المدخنين، كما أن هناك ارتفاع في حالات الإصابة وتأخر في شفاء الجروح للمرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية في العمود الفقري، ويرجع ذلك إلى:
- تأخر وصول الأكسجين إلى الأنسجة نتيجة ضيق الأوعية الدموية بسبب التدخين، بالإضافة إلى مخاطر زيادة التهاب الجرح بعد العملية نظراً لقلة الدم الواصل للجرح مما يساعد على نمو البكتيريا.
- زيادة فرصة تشكل الجلطات في الأوعية الدموية مع قلة الأكسجين؛ بسبب الأثر السام لأول أكسيد الكربون والنيكوتين معاً.
- إطلاق الكاتيكولامينات نتيجة النيكوتين وهذا يحفز إطلاق الهرمونات التي تمنع الالتئام أو تشكل الأنسجة، وبالتالي إصلاح الجرح، فللنيكوتين تأثير على الخلايا الليفية والضامة وكلاهما ينقلان المواد اللازمة لشفاء الجرح، مع العلم أن الخلايا الليفية هي التي تصنع الكولاجين اللازم لتشكيل شكل الجرح الخارجي. [2]
حقائق علمية حول آثار التدخين على العظام والمفاصل
توجد بعض الحقائق الخاصة بأثر التدخين على الجهاز الحركي والتي أثبتها العلماء ومنها ما يلي:
- تؤدي زيادة مدة التدخين وزيادة عدد السجائر المستهلكة إلى زيادة خطر الإصابة بكسور العظام في سن الشيخوخة مثل العمود الفقري وعظم الورك ومفصل الرسغ.
- يعد كبار السن من المدخنين هم الأكثر عرضة من غير المدخنين لكسر الأطراف، وذلك بنسبة تتراوح من %30 إلى 40%.
- يستغرق شفاء الكسر لدى المدخنين وقتاً أطول من غير المدخنين.
- يحدث فقدان كبير في كثافة العظام لدى كبار السن المدخنين مقارنة بغير المدخنين.
- تتعرض النساء المدخنة لخطر انقطاع الطمث في وقت مبكر، ونتيجة لذلك يواجهن زيادة في فقدان العظام وهشاشتها.
- يؤخر التدخين تشكل عظام جديدة في حالة الكسور، ويؤخر نمو العظام في عمليات تطويل العظام.
- يزيد تدخين النساء بعد سن اليأس خطر الإصابة بكسر في عظام الفخذ، ويزيد التدخين أيضاً من خطر احتكاك المفاصل. [1] [3]
أخيراً، يوجد أثر للتدخين على الجهاز الحركي بصورة واضحة تظهر على نظام العضلات والمفاصل، حيث أن له أثراً خطيراً وقوياً على زيادة خطر تطور مرض هشاشة العظام في النساء والرجال معاً، كما أن له تأثير على شفاء العظام، بالإضافة إلى ذلك فإنه عامل خطر في تطور التهاب المفاصل الروماتزمي، واهتراء الديسك وآلام الظهر بشكل عام.
اقرأ أيضاً: ما هي التأثيرات الصحية السلبية للتدخين؟