يمكن استخدام الليزر بدلا من الشفرات خلال العمليات الجراحية، كما يستخدم لتسخين وتدمير أجزاء صغيرة من الجسم، أو لتفعيل الأدوية الحساسة للضوء.
يستخدم الليزر عادة في علاج السرطانات السطحية، مثل سرطانات الجلد، أو السرطانات التي تنمو على أسطح الأعضاء الداخلية، مثل المراحل الأولى من سرطان الرحم أو عنق الرحم أو القضيب أو الرئة.
أيضا يستعمل الليزر للتخفيف من بعض أعراض السرطان، مثل النزيف والانسدادات، فمثلا يستخدم الليزر لتقليص أو تدمير الأورام التي تسُد القصبات الهوائية للمريض أو المريء.
كما يستخدم للتخلص من زوائد القولون (colon polyps) أو الأورام التي تسُد القولون أو المعدة، كما قد يستخدم في علاج مراحل متقدمة من سرطان المريء أو سرطان القصبات الهوائية.
يمكن استعمال الليزر لوحده في علاج السرطان، لكن غالبا ما يستخدم مرافقا لعلاجات أخرى مثل العمليات الجراحية، أو العلاج الكيميائي، او العلاج الإشعاعي، كما يستطيع الليزر ختم نهايات الأعصاب للتقليل من الألم بعد العمليات، وختم الأوعية اللمفاوية للتقليل من الإنتفاخ وانتشار الأورام. لليزر استخدامات طبية أخرى.
أنواع الليزر المستخدم لعلاج السرطان
يسمى الليزر بناء على السائل أو الغاز أو المادة الصلبة أو الإلكترونية المستخدمة لإصدار الضوء، حيث يوجد عدد كبير من أنواع الليزر المستخدمة في المجال الطبي، وتعتبر الأنواع التالية هي الرئيسية في علاج السرطان:
ليزر ثاني أكسيد الكربون (Carbon dioxide (CO2) lasers)
يستطيع هذ النوع قطع أو تبخير (إذابة) الأنسجة مع حدوث نزيف قليل نسبيا، ويسبب أضرارا طفيفة للأنسجة العميقة والمحيطة بالورم. يستخدم هذا النوع عادة لعلاج الأورام ما قبل السرطانية، والمراحل الأولى من بعض السرطانات.
ليزر الأرجون (Argon lasers)
الأرجون هو أحد العناصر الكيميائية الموجودة في الطبيعة، ويستخدم في علاج سرطانات الجلد وبعض أنواع أورام العين، كما يستخدم أحيانا في عمليات إزالة زوائد القولون قبل تحولها إلى أورام سرطانية، كما يستخدم في العلاج الضوئي الحركي (photodynamic therapy).
يشترك ليزر ثاني أكسيد الكربون والأرجون بأنهما يؤثران على سطح الجلد أو الأعضاء دون الوصول إلى الأنسجة العميقة، لذلك غالبا ما تستعمل في علاج السرطانات السطحية.
ليزر النيوديميوم - الايتريوم - الألمنيوم - الجرانيت (Neodymium: Yttrium-Aluminum-Garnet lasers)
- يرمز لهذا الليزر اختصاراً باندياج ليزر (بالإنجليزية: Nd:YAG laser).
- يدل اسمه على العناصر الثلاث المستخدمة في اصدار الضوء بالإضافة إلى حجر الجرانيت.
- يستطيع الضوء الصادر عن هذا النوع من الليزر الوصول إلى الأنسجة العميقة على عكس النوعين السابقين.
- يستخدم عن طريق إدخاله إلى الجسم بواسطة المنظار لعلاج بعض السرطانات مثل سرطان الحلق أو المريء أو القولون.
كيف يتم علاج السرطان بالليزر؟
يمكن تقسيم علاج السرطان بالليزر إلى نوعين، هما:
تقليص وتدمير الأورام بشكل مباشر
يستخدم عادة ليزر ثاني أوكسيد الكربون وليزر اندياج في هذه التقنية، حيث يتم إيصال الليزر إلى المكان المطلوب عن طريق إدخال منظار (بالأنجليزية: Endoscope) مرن من خلال أحد فتحات الجسم مثل الفم أو الأنف أو فتحة الشرج أو المهبل ، ويتم تركيب ألياف بصرية على المنظار قادرة على نقل الضوء، ثم يتم توجيه أشعة الليزر بدقة عالية من خلال هذه الألياف على الأورام لتدميرها.
تستخدم هذه التقنية لعلاج العديد من أنواع السرطان، مثل:
- إزالة الزوائد ما قبل السرطانية من القولون والمستقيم.
- علاج بعض أنواع الأورام السرطانية وما قبل السرطانية في الجلد، بالإضافة إلى الأورام ما قبل السرطانية أو المراحل المبكرة من سرطان عنق الرحم والمناطق المجاورة له.
- علاج بعض أنواع سرطانات الرئة التي تكون قد انتشرت إلى الرئتين من جزء آخر من الجسم، بالإضافة إلى السرطانات التي قد تسبب انسدادا في المجاري التنفسية.
- في حالات معينة، قد يستخدم الليزر في علاج الأورام السرطانية الصغيرة في الرأس والرقبة.
كما يستخدم الليزر في تقنية تسمى بالعلاج الحراري الخلالي بالليزر (بالإنجليزية: Laser-induced interstitial thermotherapy)، حيث يستخدم الليزر لإصدار الحرارة لتقليص الأورام عن طريق إلحاق الضرر بالخلايا السرطانية أو قتلها، وتستخدم هذه التقنية في علاج بعض أورام الكبد.
العلاج الضوئي الحركي (Photodynamic therapy)
- تقنية العلاج الضوئي الحركي هي تقنية أخرى توظف الليزر في علاج السرطان، ويتم خلالها إدخال دواء معين، يسمى بالعامل الحساس للضوء (بالإنجليزية: Photosensitizing agent)، عن طريق حقنه.
- يتم امتصاصه من قبل خلايا في كافة أنحاء الجسم، وبعد عدة أيام تتجمع أغلب جزيئات الدواء في الورم السرطاني.
- ثم يتم تفعيل الدواء عن طريق أنواع معينة من الضوء، مثل ليزر الأرجون، مما يؤدي إلى حدوث تفاعل كيميائي بين الدواء والخلايا السرطانية يؤدي إلى موتها
- تستخدم هذه التقنية في علاج أورام المريء السرطانية وما قبل السرطانية، وبعض أنواع سرطان الرئة، وأورام الجلد ما قبل السرطانية.
- ينبغي أخذ الحذر عند تنفيذ هذه التقنية، حيث أن التوقيت مهم جدا، فينبغي تفعيل الدواء فقط عندما تتجمع أغلب جزيئاته في الورم السرطاني وتغادر الخلايا السليمة.
- قد يسبب العامل الحساس للضوء زيادة حساسية الجلد والعيون للضوء.
- ينصح المريض بالابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة والأضواء الساطعة خلال فترة العلاج، وقد تستمر هذه الأعراض حتى بعد إنتهاء العلاج لمدة 3 أشهر.
مميزات وعيوب علاج السرطان بالليزر
يمتلك الليزر فوائد وعيوب عند مقارنته بالعمليات الجراحية التقليدية، حيث تختلف كل حالة عن الأخرى بناء على مرحلة السرطان ونوعه وحالة المريض، وتتضمن ما يلي:
مميزات علاج السرطان بالليزر
- الليزر أكثر دقة من الشفرات الجراحية، حيث لا تتأثر الأنسجة المحيطة إذ أنه لا يحدث تلامس إلا مع المنطقة المحددة.
- الحرارة الناتجة عن الليزر تساعد على تعقيم حواف الأنسجة التي يتم قطعها، وبالتالي التقليل من خطر الإصابة بعدوى.
- بما أن الليزر يختم الأوعية الدموية، هنالك فرصة أقل لحدوث نزيف، أو تورم، أو ألم، أو ندب.
- وقت العملية قد يكون أقصر.
- عملية الليزر تقلل من الجروح والضرر اللاحق بالأنسجة السليمة، حيث يمكن استخدام الألياف البصرية عن طريق عمل جرح صغير دون الحاجة إلى عمل جروح كبيرة.
- وقت التعافي يكون عادة أقل.
- يمكن إجراء بعض العمليات خارج غرف العمليات والمستشفيات.
عيوب أو محددات علاج السرطان بالليزر
- عدد أقل من الأطباء والممرضين مدربين على استخدام الليزر.
- المعدات المستخدمة في عمليات الليزر ضخمة وذات تكاليف مادية باهظة مقارنة بأدوات الجراحة التقليدية، لكن التقدم التكنولوجي يساعد ببطئ على التقليل من حجم وسعر هذه المعدات.
- يجب إتخاذ إجراءات آمان صارمة أثناء إجراء هذه العمليات، فمثلا على المريض وجميع الطاقم الطبي إرتداء معدات حامية للعيون.
- أثر بعض علاجات الليزر قد لا يدوم طويلا ويحتاج إلى تكرار، كما قد لا يستطيع الليزر إزالة كل الورم مرة واحدة فتحتاج العملية إلى تكرار.
إنّ علاج السرطان بالليزر يبدو ذو مستقبل مشرق، حيث أن التقدم التكنولوجي والعلمي يساعد الأطباء على علاج أنواع أكثر من السرطان باستخدام الليزر، مثل سرطان الدماغ والبروستات وغيرها. ولكن من الجدير بالذكر أن العلاج بالليزر للسرطانات يكون في حالات محددة، غالباً ما تكون لتحسين الأعراض أن تحسين نوعية العلاج الكامل المستخدم لعلاج السرطان. ولكنها لا تحل محل العمليات والعلاج بالأشعة، أو العلاج بالكيماوي وذلك لأن لكل منها مقاصد وأهداف محددة في تدمير السرطان، أو إزالته، أو منع تكرار حدوثه.