يشتهر نبات عرق السوس بمذاقه الحلو واستخداماته الطبية العديدة عبر العصور، حيث استخدمت جذوره في طب الأعشاب، ويتم صناعة حلوى عرق السوس الشهيرة من هذا النبات. توجد عدة تساؤلات حول أمان عرق السوس للحامل وإمكانية تناوله أثناء الحمل، فهل لعرق السوس آثار ضارة على الجنين أو الأم أثناء الحمل؟ يستعرض هذا المقال آثار عرق السوس المحتملة على الجنين ونصائح حول تناول عرق السوس للحامل.
هل عرق السوس آمن أثناء الحمل؟
لا يوجد توصيات حالية بتفادي عرق السوس للحامل بشكل تام. مع ذلك، ينصح بتجنب تناول جذور عرق السوس أو استخدامها كدواء عشبي أثناء الحمل، حيث يعتقد أن مادة جليسيرزين (بالإنجليزية:Glycyrrhizin) الموجودة في عرق السوس قد تسبب آثاراً ضارة على الجنين، وتحتوي جذور عرق السوس على كميات كبيرة من هذه المادة.
كذلك توصي معاهد الصحة الوطنية الأمريكية بتجنب استهلاك مكملات جذور عرق السوس الغذائية من قبل النساء الحوامل، بالإضافة لتجنب تناول عرق السوس أثناء الرضاعة الطبيعية لعدم وجود دراسات كافية حول أمانه خلال هذه الفترة.
يوصى أيضاً بتجنب تناول كميات كبيرة من عرق السوس أثناء الحمل، وذلك بناء على نتائج دراسة فنلندية أظهرت أن عرق السوس للحامل قد يتسبب بمشاكل ذهنية لدى المواليد. ويمكن للحامل تناول المثلجات أو الحلوى بنكهة عرق السوس بكميات قليلة من حين لآخر.
للمزيد: فوائد عرق السوس للنساء
حساب موعد الولادة التقريبي(بسيط)
تستعمل هذه الحاسبة لتحديد موعد تقريبي لتاريخ الولادة، وتعتمد في ذلك على عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية.
يتم تحديد عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية عن طريق حساب عدد الأيام المنقضية منذ أول يوم من آخر دورة شهرية، كما يمكن تحديد تاريخ الولادة المتوقع عن طريق إضافة 280 يوم (40 أسبوع) إلى تاريخ اليوم الأول من آخر دورة شهرية.
كيف يؤثر عرق السوس على نمو الجنين؟
وجدت دراسة فنلندية أجريت على 400 طفل أن تناول عرق السوس أثناء الحمل قد يؤثر سلباً على نمو وتطور الجنين، ومن نتائج هذه الدراسة:
- وصلت الفتيات اللواتي تناولت أمهاتهن عرق السوس بكميات كبيرة (250 غرام أسبوعياً) أثناء الحمل لسن البلوغ بشكل أسرع من قريناتهن.
- كذلك فقد كان أداء الأطفال ممن تناولت أمهاتهم عرق السوس بكميات كبيرة أثناء الحمل أسوأ في اختبارات الذكاء والذاكرة، وذلك مقارنة بأطفال الأمهات اللواتي لم يتناولن عرق السوس أو تناولنه بكميات قليلة.
- قد يزيد عرق السوس للحامل كذلك من فرص إصابة المواليد بمتلازمة قصور الانتباه وفرط الحركة (بالإنجليزية:ADHD) وفقاً لنتائج الدراسة، حيث كان الأطفال المعرضين لعرق السوس خلال الحمل أكثر عرضة بثلاث أضعاف من أقرانهم لوجود أعراض متلازمة فرط الحركة.
- أحرزت الفتيات اللواتي تعرضن لعرق السوس بكثرة أثناء الحمل مؤشر كتلة جسم أعلى من قريناتهن، بالإضافة لطول أعلى بحوالي 2 ونصف سم ووزن أكبر ب8 كيلوغرامات تقريباً.
- في دراسة أخرى أجريت على الحيوانات، وجد أن مادة جليسيرزين الموجودة في عرق السوس قد تفاقم من تأثيرات هرمون الكورتيزول، والذي قد تسبب زيادته بكميات كبيرة أضراراً صحية.
- كذلك فإن مادة الجليسرزين تسبب ارتفاعاً في ضغط الدم وزيادة في فرص الولادة مبكرة لدى البالغين، إلا أن آثارها على الأجنة لم تثبت إلى الآن.
لذا فلا يمكن الجزم بأن عرق السوس هو السبب المباشر لهذه الآثار السلبية على الجنين مما يتطلب إجراء المزيد من الدراسات حول عرق السوس للحامل وتأثيره على الجنين.