تحصل النساء خلال فترة الحمل على الكثير من الإهتمام، في سبيل المحافظة على سلامة جنينها، ولمساعدتها في أن تكون بكامل صحتها ونشاطها خلال هذه المرحلة، لما في ذلك من أثر كبير على صحة طفلها وحمايته من التشوهات. فما إن تتأكد المرأة من حملها، حتى تبدأ بتناول الطعام الصحي، والمكملات الغذائية؛ للحصول على كامل الفيتامينات الضرورية لها، إلى جانب الإلتزام ببعض التمارين، والإبتعاد عن الإرهاق والتوتر.
ولكننا نلاحظ في المقابل، أن كل هذا الإهتمام، يصبح متمركزاً حول الطفل وراحته وتغذيته مع لحظة ولادته، دون الإكتراث لصحة الأم ومشاعرها. فنراها لا تحصل على قدر كاف من النوم، أو التغذية، وتعمل بكل طاقتها لحماية مولودها، والإعتناء به، ولكن هذا الإهمال تجاه نفسها، يعود عليها وعلى طفلها بالكثير من المشاكل الصحية والنفسية.
ففي هذه المرحلة يكون جسم المرأة بحاجة إلى العديد من الفيتامينات؛ لتكون قادرة على الإهتمام بطفلها ورعايته. بالإضافة لكون طفلها يتغذى منها عن طريق الرضاعة الطبيعية، فهو أيضاً بحاجة إلى تلك الفيتامينات والمعادن. فما هي الفيتامينات التي يجب على الأم الحرص على تناولها بعد الولادة؟ ومن أين يمكنها الحصول عليها؟ هذا ما سنقوم بتوضيحه في هذا المقال.
اقرأ أيضاً: أمور ترغبين في معرفتها بعد الولادة
فيتامينات بعد الولادة
يجب على الأم بعد الولادة أن تحرص على تناول الطعام المتزن الغني بالفيتامينات، سواء كانت تعتمد في تغذية طفلها على الرضاعة الطبيعية أو تعتمد على الحليب الصناعي. ففي حال كانت الأم ترضع طفلها الحليب الصناعي، فإن تناول الطعام الصحي يساعدها على الشفاء والتعافي، فتلتئم الجروح الناتجة عن عملية الولادة الطبيعية أو الجراحية بشكل أسرع وأفضل،ويستعيد الجسم مخزونه الطبيعي من الفيتامينات والمعادن، التي خسرها خلال فترة الحمل أو أثناء الولادة. فيصبح جسمها أكثر طاقة، وأكثر قدرة على تحمل مشاق العناية بطفلها الجديد.
أما بالنسبة للأمهات التي تقوم بإرضاع طفلها طبيعياً. فيصبح الحصول على تغذية سليمة أكثر أهمية، حيث يؤثر بشكل مباشر على الأم وطفلها في آن واحد. وهنا نعرض لكم بعض الفيتامينات والمواد الغذائية التي يجب التأكد من الحصول عليها، في فترة ما بعد الولادة تحديداً:
الحديد بعد الولادة
إن فائدة بالحديد أنه يدخل في تكوين خلايا الدم الجديدة، ويؤثرعلى وظائف الغدة الدرقية، بالإضافة إلى دوره في النمو السليم للطفل. كما ترتفع احتمالية إصابة المرأة بعد الولادة بفقر الدم، بسبب النزيف الذي يحصل أثناء الولادة، لذلك يجب تزويدها بالحديد في أقرب وقت ممكن، سواء كان من مصادره الطبيعية، أوعن طريق الإلتزام بالمكملات الغذائية.
يوجد عدد الأغذية التي تحتوي على الحديد، فيمكن الحصول على الحديد من خلال تناول اللحوم الحمراء، والدواجن، والخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر، والمحار، والكبد، والفاصولياء. كما يوجد مكملات غذائية على شكل أقراص أو كبسولات، تزود الجسم بالحديد اللازم، إذ تحتوي هذه الأقراص على شكلين من الحديد، ألا وهما الحديديك (بالإنجليزية: Ferric) والحديدوز (بالإنجليزية: Ferrous)، ويعتبر الثاني أفضل امتصاصاً في الجسم.
تختلف الجرعة الموصى بها باختلاف العمر والحالة الصحية؛ لذلك يجب استشارة الطبيب قبل البدأ بأخذ حبوب الحديد. فعلى سبيل المثال، تحتاج الأمهات المرضعات فوق عمر ال١٩، إلى ٩ مليجرام يومياً من الحديد. بينما تحتاج المرأة التي تم تشخيصها بفقر الدم، إلى ١٢٠ مليجرام يومياً.
فيتامين د بعد الولادة
تعتبر أشعة الشمس المباشرة، المصدر الرئيسي للجسم في الحصول على فيتامين د، ولكن قليلاً ما تتعرض المرأة، وخصوصاً بعد الولادة لأشعة الشمس المباشرة، فيصبح من الضروري البحث عن مصادر أخرى للحصول عليه. مع ضمان عدم تجاوز الكمية المسموحة يومياً. فقد تؤدي الزيادة في نسب فيتامين د بالجسم، إلى مشاكل في عضلة القلب، والكليتين، والأوعية الدموية.
يساعد فيتامين د في تحسين وظائف الدماغ والجهاز العصبي، ويزيد من كفاءة الجهاز المناعي، ويقلل من خطر الإصابة بالإكتئاب أو القلق. كما يزيد من امتصاص الكالسيوم في الجسم، ويساعد في عملية نمو وتطور الخلايا.
اقرأ أيضاً: نقص الفيتامين د والصحة النفسية
يمكن الحصول على فيتامين د، من تناول لحم التونة والسلمون، والكبد. بالإضافة إلى منتجات الألبان، وعصير البرتقال، وصفار البيض. ويوجد مكملات غذائية على شكل أقراص أو قطرات للأطفال، تزود الجسم بفيتامين د. أما بالنسبة للجرعة الموصى بها فقد تختلف باختلاف الحالة الصحية؛ لذلك يجب استشارة الطبيب قبل البدء بأخذ فيتامين د.
حمض الفوليك بعد الولادة
تختلف احتياجات المرأة لحمض الفوليك تبعاً لحالتها الصحية، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل البدء بتناول حبوب حمض الفوليك؛ لتحديد الجرعة اللازمة، وتوضيح أوقات تناولها.
فيتامين أ بعد الولادة
يعتبر فيتامين أ من الفيتامينات الهامة في عملية نمو الجنين، وسلامة جهاز المناعة. كما يؤدي نقصه في الجسم إلى إحداث مشاكل مختلفة في الرؤية. لذلك يجب على المرأة بعد الولادة، وخاصة نساء المناطق التي ينتشر فيها نقص هذا الفيتامين، أو سوء التغذية، تناول المكملات التي تحتوي على فيتامين أ لسلامتها وسلامة طفلها.
فيتامين ب١٢ بعد الولادة
تأتي أهمية الفيتامين ب١٢، من دوره في إنتاج الطاقة، ونمو خلايا الدم الحمراء، وتكوين الحمض النووي في الجسم. ومن الأغذية التي تحتوي على فيتامين ب١٢ الأطعمة الحيوانية، مثل لحم البقر والتونة، والمحار، والكبد. كما يوجد في منتجات الألبان والحبوب المدعمة.
كما تأتي المكملات الغذائية التي تزود الجسم بفيتامين ب١٢ على شكل حقن أو كبسولات فموية.
الأوميغا ٣ بعد الولادة
يساعد الأوميغا ٣ الدهني أو DHA على نمو الدماغ بطريقة سليمة وزيادة التركيز، كما يساعد على الرؤية الجيدة عند الأطفال. بالإضافة إلى كونه يقلل من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. ومن الأغذية التي تحتوي على DHA السلمون، والسردين، والبيض، بالإضافة إلى منتجات الألبان المختلفة.
الكولين بعد الولادة
يدخل عنصر الكولين في نمو وسلامة الدماغ، وتنشيط الذاكرة. ويمكن الحصول عليه عن طريق تناول البيض واللحوم.
الكالسيوم بعد الولادة
يجب أن تحصل المرأة بعد الولادة على ما يقارب ١٠٠٠ مليغرام من الكالسيوم يومياً، والموجود في منتجات الألبان قليلة الدسم.
البروتين بعد الولادة
يجب أن تحصل المرأة بعد الولادة، على خمس أو سبع حصص من البروتين يومياً. إذ تحتوي كل من المأكولات البحرية، والبيض واللحوم، ومنتجات الصويا، على كميات كبيرة من البروتين.
نصائح للأم بعد الولادة
- يجب على الأم التي تعاني من مشاكل صحية، أو من أنجبت توأم، أو التي تعتبر من الأشخاص النباتيين، أن تراجع الطبيب المختص؛ لتحديد المعادن والعناصر الغذائية التي تحتاجها، وتحديد الكمية التي يحتاجها جسمها.
- يجب على الأم بعد الولادة، الإلتزام بتناول الطعام الصحي والمكملات الغذائية. مع ضرورة الإبتعاد عن تناول المنبهات والأطعمة الضارة، والحرص على شرب كميات كافية من السوائل.
اقرأ أيضاً: صحة المرأة بعد الولادة
حساب موعد الولادة التقريبي(بسيط)
تستعمل هذه الحاسبة لتحديد موعد تقريبي لتاريخ الولادة، وتعتمد في ذلك على عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية.
يتم تحديد عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية عن طريق حساب عدد الأيام المنقضية منذ أول يوم من آخر دورة شهرية، كما يمكن تحديد تاريخ الولادة المتوقع عن طريق إضافة 280 يوم (40 أسبوع) إلى تاريخ اليوم الأول من آخر دورة شهرية.