الخصيتان هما عضوان بشكل بيضاوي في الجهاز التناسلي الذكري، وتوجد الخصيتان في كيس من الجلد يسمى كيس الصفن، ويتدلى كيس الصفن خارج الجسم أمام منطقة الحوض وبالقرب من أعلى الفخذين.

وتعتبر الهياكل الموجودة داخل الخصيتين من أجزاء الجسم الهامة، حيث تقوم بإنتاج وتخزين الحيوانات المنوية حتى تنضج بشكل كاف للقذف، وتقوم الخصيتين بإنتاج هرمون التستوستيرون الذكوري، وهو الهرمون المسؤول عن الشهوة الجنسية والخصوبة وتطور كتلة العضلات والعظام في الجسم.

وبالإضافة إلى المعلومات الشائعة حول الخصيتين، سوف نخبرك في هذا المقال بمجموعة من المعلومات التي قد لا تعرفها من قبل.

حجم الخصيتين

لدى معظم الرجال، تكون الخصية اليمنى أكبر قليلاً، وتتدلى الخصية اليسرى لأسفل، وهذا ليس من قبيل الصدفة، بل أن هذا يساعد في الحفاظ على درجة حرارتهما المنخفضة، إذ أن اقتراب الخصيتين يمكن أن يسبب ارتفاع درجة حرارتهما وتأثر أحدهما بالأخرى، وهو ما يؤثر على صحة الحيوانات المنوية بالسلب.

في الحالات الطبيعية، يكون حجم الخصيتين الطبيعي بطول حوالي 5 إلى 7.5 سم، وبعرض حوالي 2.5 سم، وفي حالة صغر حجمهما عن ذلك، فقد يعد مؤشر لبعض المشكلات الصحية مثل انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، قلة عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل، أو ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين لدى الرجل. أيضاً يرتبط حجم الخصيتين الصغير ببعض العوامل مثل نمط الغذاء غير الصحي والقيام ببعض العادات الخاطئة مثل التدخين وعدم الحصول على قدر كاف من النوم، كما أن تقدم العمر يسبب ضمور وانكماش الخصيتين.

تغيرات الخصيتين في المواسم

هناك سبب آخر لتقلص حجم الخصيتين، وهو انخفاض درجة حرارة الطقس، إذ يتقلص حجم كيس الصفن، وبالتالي تقترب الخصيتين من الجسم للحفاظ على درجة حرارتها وحمايتها من العوامل الجوية. أما في المواسم الأكثر دفئاً، يزداد تدلي الخصيتين لأسفل، حيث يقوم الجسم بإرسال إشارات إلى كيس الصفن للإسترخاء، ويؤثر هذا على ملمس الخصيتين أيضاً، فتصبحان أكثر ليونة، مما يحافظ على التخلص من درجات الحرارة المرتفعة التي تؤثر على صحتهما، وتصبح المنطقة أكثر برودة.

وبشكل عام، فإن درجة حرارة الخصيتين أقل بنحو 5 درجات من بقية الجسم من أجل الحفاظ على صحة وجودة الحيوانات المنوية، وتقوم العضلات الموجودة في كيس الصفن بالسيطرة على درجة حرارة الخصيتين عن طريق تحريكهما أقرب أو أبعد من الجسم حيث يصبح الهواء أكثر دفئًا أو برودة. فعلى سبيل المثال، عندما تنخفض درجة حرارة الخصيتين، يتقلص كيس الصفن ويسحبهما بالقرب من الجسم من أجل الدفء. وإذا لم يتمكنوا من تحمل الحرارة، فإن كيس الصفن يرتاح ويترك الخصيتين متدليتين.

للمزيد اقرأ: أمور تضر بصحة الحيوانات المنوية

وظائف الخصيتين

تعد الوظيفة الرئيسية للخصيتين هي القيام بإنتاج الحيوانات المنوية وتخزينها، بالإضافة إلى:

  • إنتاج هرمون التستوستيرون

إن هرمون التستوستيرون هو المسؤول عن نمو الأعضاء التناسلية لدى الرجل، وكذلك إنتاج الحيوانات المنوية، وعادة ما ينتج الأشخاص الأصحاء حوالي 1500 حيوان منوي في الثانية الواحدة، أي حوالي 90 ألف حيوان منوي كل دقيقة و5.4 مليون كل ساعة و130 مليونًا كل يوم، ويختلف الأمر من رجل لآخر، ومع تقدم الرجل في العمر، تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون الذكوري، وينخفض معها إنتاج الحيوانات المنوية وكذلك الخصوبة.

  • إنتاج الهرمونات الذكورية الأخرى التي تسمى الأندروجينات

حيث تتحكم الأندروجينات في نمو الجهاز التناسلي لدى الرجل، وكذلك تطور ملامح الجسم التي تميزه مثل الصوت وشعر الذقن، كما أن لها تأثيراً على الصحة الجنسية.

الصدمات تؤثر بقوة على الخصيتين

على عكس المبايض لدى المرأة، فإن الصدمات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الخصيتين، وتسبب الشعور بألم في الخصيتين، ويرجع هذا لأنهما أعضاء متدلية خارج الجسم، وبالتالي يصعب حمايتهما من الصدمات. بالرغم من ذلك إلا أنه هناك نظام حماية داخلي مرتبط بالأعصاب لدى الرجل، مما يجعل كيس الصفن يسحب الخصيتين بالقرب من الجسم في إذا شعر بأي خطر، حتى وإن لم يكن هذا الخطر فعلياً، إذ تنقبض العضلات بشكل تلقائي مع وجود أي مخاوف أو توتر.

عوامل تؤثر على صحة الخصيتين

يمكن أن تتسبب بعض العوامل في تأثيرات سلبية على صحة الخصيتين، وأبرزها:

درجات الحرارة المرتفعة

مثلما ذكرنا من قبل، فإن درجة الحرارة المرتفعة يمكن أن تؤثر على صحة وجودة الحيوانات المنوية، وهذا يعني أن تعريض الخصيتين للحرارة يشكل خطورة على صحتهما، ولذلك يجب على الرجل تجنب الحرارة المرتفعة في هذه المنطقة، سواء من خلال الإستحمام بماء ساخن أو الجلوس في حمام البخار الساخن، أو وضع الحاسوب المحمول على القدمين، وغيرها من العادات الخاطئة التي تسبب تدفئة هذه المنطقة.

ارتداء الملابس الضيقة

أيضاً تتسبب الملابس الداخلية الضيقة في تأثيرات سلبية على الخصيتين والحيوانات المنوية، وذلك لأن الملابس الضيقة لا تمنحهما مساحة كافية لتنظيم درجة الحرارة، ولذلك ينصح الرجل باختيار ملابس داخلية بقياس مناسب، وتجنب الملابس شديدة الضيق.

للمزيد اقرأ: خصوبة الرجل: مراحل نموها ومشكلاتها

ممارسة العادات الخاطئة

هناك ارتباط وثيق بين العادات اليومية التي يقوم بها الرجل وبين صحة الخصيتين، حيث أن كثير من العادات يمكن أن يسبب أضرار صحية بمرور الوقت، ويعتبر التدخين من أبرز هذه العادات الخاطئة، إذ يؤدي إلى صعوبة إنتاج هرمون التستوستيرون من قبل الخصيتين، ويمكن أن يسبب إصابتهما ببعض الأمراض مثل دوالي الخصيتين، وتتشكل دوالي الخصية بسبب صعوبة تدفق الدم بشكل صحيح إليها، مما يؤدي إلى توسع الأوردة وتلف الخصية وانخفاض الخصوبة لدى الرجل، ولأن التدخين يؤدي إلى صعوبة تدفق الدم إلى مختلف أجزاء الجسم ومنها الخصيتين، فيمكن أن يسبب الإصابة بهذه المشكلة الصحية، وللوقاية من هذه المشكلة، ينصح باتخاذ القرار الإقلاع عن التدخين.

ولا تقتصر العادات الخاطئة التي تؤثر على صحة الخصيتين على التدخين، بل يمكن أن تتداخل عدة عوامل لتسبب أضرار صحية عديدة، مثل عدم تناول غذاء صحي، مما يؤدي إلى السمنة وما يعقبها من أضرار صحية، ولذلك يجب الحفاظ على نمط غذائي سليم، والاهتمام بممارسة الرياضة للحفاظ على الوزن.

كما أن عدم تناول الأطعمة الصحية يمكن أن يؤثر على إنتاج الهرمونات الذكرية في الجسم، مما يؤثر على وظائف الخصيتين بالسلب.

إهمال نظافة الخصيتين

إن الاهتمام بنظافة المنطقة التناسلية لدى الرجل لا يقتصر على القضيب فحسب، بل يجب العناية بنظافة كافة الأجزاء الخاصة بهذه المنطقة ومنها الخصيتين، فهذا يساعد في تقليل فرص الإصابة بالتهاب الخصية والتهيجات الناتجة عن البكتيريا والفطريات التي يمكن أن تصيب هذه المنطقة، وخاصة أنها غير معرضة للتهوية في أغلب الأوقات، ولذلك يجب على الرجل الاهتمام بتنظيف كيس الصفن برفق باستخدام الماء البارد، واستخدام الغسول الخالي من المواد الكيميائية والعطور، والتي يمكن أن تسبب حدوث الإلتهابات، كما ينبغي التأكد من تجفيف المنطقة جيداً بمنشفة ناعمة ونظيفة، وذلك لأن الرطوبة يمكن أن تسبب تكاثر البكتيريا.

إهمال الفحص الدوري للخصيتين

إن القيام بالفحص الذاتي للخصيتين وبشكل دوري يعد ذو أهمية كبيرة لتفادي العديد من المخاطر والمشكلات التي قد تصيب الخصيتين. لذلك ينبغي على الرجل القيام بفحص الخصيتين والمنطقة التناسلية بالكامل بشكل دوري في المنزل، فهذا يساعد في اكتشاف أي تغيرات بها، سواء انتفاخات أو تورمات أو التهابات.

وفي حال وجود أي التهابات وشعور بالحكة أو ملاحظة أي تغيرات بالخصيتين، يجب الذهاب إلى الطبيب لمعرفة أسباب هذه المشكلة وعلاجها قبل تفاقمها، فقد تحتاج إلى استخدام مستحضر موضعي لعلاجها، وقد تؤشر بوجود مشكلة صحية يجب الإنتباه لها، وهو ما يحدده الطبيب بعض فحص المنطقة التناسلية والخصيتين.

للمزيد اقرأ: أسباب تورم المنطقة التناسلية

عدم استخدام الواقي الذكري

كما ينصح الواقي الذكري عند القيام بممارسة العلاقة الحميمة، فهذا يساعد على منع الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي والتي تؤثر على كيس الصفن والخصيتين.