سرطان القولون هو نوع من السرطان يبدأ في القولون أو المستقيم، وعادة ما يبدأ بنمو كتل غير طبيعية في القولون تسمى السلائل التي قد تتحول مع مرور الوقت إلى سرطان. يعتمد علاج سرطان القولون على عدة عوامل فردية، مثل حجم وموقع الورم، ومرحلة السرطان، والصحة العامة للمريض. [1] [2]
يتناول هذا المقال كيفية علاج سرطان القولون بالجراحة والعلاج الكيماوي، والتقنيات الجديدة المستخدمة في العلاج، وكذلك نسبة شفاء سرطان القولون.
علاج سرطان القولون بالجراحة
يعد علاج سرطان القولون جراحياً هو العلاج الأكثر شيوعاً لجميع مراحل سرطان القولون، وفيه يتم استئصال الورم إذا لم يكن متصلاً بجدار القولون، أو استئصال جزء من القولون المصاب، أو القولون بأكمله. [3] [4]
تتضمن عمليات علاج سرطان القولون ما يلي:
الاستئصال الموضعي
يجرى الاستئصال الموضعي لعلاج سرطان القولون في بدايته عن طريق تنظير القولون دون الحاجة إلى عمل شق في البطن، حيث يتم إدخال منظار وأداة عبر المستقيم إلى القولون؛ لاستئصال السلائل وبعض الأنسجة. [4]
استئصال القولون بالمنظار
يجرى استئصال الجزء المصاب من القولون باستعمال المنظار عن طريق إجراء شق صغير في البطن وإدخال المنظار وأدوات جراحية أخرى لاستئصال جزء القولون المصاب. يتميز علاج سرطان القولون بالمنظار بأنه إجراء طفيف التوغل مقارنة بالجراحة المفتوحة كما يتسم بسرعة التعافي بعد العملية. [4] [5]
استئصال القولون الجزئي أو الكلي
يتم في هذه الجراحة استئصال جزء القولون المصاب مع جزء من القولون السليم والعقد الليمفاوية بالجراحة المفتوحة، ثم يعاد توصيل طرفي الأمعاء السليمة (المفاغرة)، وقد تستدعي بعض الحالات النادرة استئصال القولون بأكمله. [4]
فغر القولون
فغر القولون هي عملية إجراء فتحة في جدار البطن (فغرة) بعد استئصال الجزء المصاب من القولون؛ لتوصيل القولون بهذه الفتحة لتسهيل إخراج الفضلات في كيس مثبت بإحكام خارج الجسم، قد يكون فغر القولون مؤقتاً للسماح بتعافي المستقيم، ولكن في الحالات النادرة التي تستدعي استئصال المستقيم أيضاً يكون الفغر دائماً. [3]
كذلك قد يلجأ الجراح لهذا الإجراء في الحالات التي تستدعي التدخل العاجل لإزالة الورم الذي يسد القولون. [4]
الاستئصال بالترددات الراديوية أو العلاج بالتبريد
تستخدم هذه الإجراءات في الحالات التي يتعذر فيها الخضوع للجراحة، أو لعلاج سرطان القولون المنتشر في الكبد أو الرئة. [5]
يتضمن الاستئصال بالترددات الراديوية استخدام أقطاب كهربائية دقيقة لقتل الخلايا السرطانية عن طريق إدخال المسبار مباشرة من خلال الجلد تحت تخدير موضعي، أو عن طريق عمل شق في البطن تحت التخدير العام، بينما ينطوي العلاج بالتبريد على استخدام أداة لتجميد وتدمير الأنسجة السرطانية. [3]
اقرأ أيضاً: الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم
علاج سرطان القولون بالكيماوي
يعمل العلاج الكيماوي لسرطان القولون على تدمير الخلايا السرطانية أو إعاقة نموها، وعادة ما يستخدم في علاج سرطان القولون المرحلة الثالثة أو الرابعة. [6]
تتضمن دواعي استعمال العلاج الكيميائي لعلاج سرطان القولون الخبيث ما يلي: [6]
- قبل الجراحة: يمكن أن يستعمل مزيج من العلاج الكيميائي والإشعاعي؛ للمساعدة في تقليص حجم الورم قبل الجراحة، وتعد هذه الطريقة أكثر شيوعاً في علاج سرطان المستقيم.
- بعد الجراحة: قد يستخدم العلاج الكيميائي في علاج سرطان القولون بعد الجراحة لتدمير الخلايا السرطانية المتبقية، والمساهمة في منع انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتقليل خطر تكرار الإصابة بالسرطان.
قد يستخدم العلاج الكيميائي أيضاً في علاج سرطان القولون المرحلة الرابعة؛ لتقليص الأورام المنتشرة في الجسم. [4]
ومن أمثلة الأدوية الكيماوية المستخدمة في العلاج ما يلي: [7]
- الفلورويوراسيل (بالإنجليزية: Fluorouracil).
- الكابسيتابين (بالإنجليزية: Capecitabine).
- الإرينوتيكان (بالإنجليزية: Irinotecan).
- الأوكساليبلاتن (بالإنجليزية: Oxaliplatin).
علاج سرطان القولون بالإشعاع
يستخدم العلاج الاشعاعي لقتل الخلايا السرطانية أو منعها من النمو أشعة سينية عالية الطاقة أو أنواع أخرى من الإشعاع، وتشمل أنواعه: [3]
- العلاج الإشعاعي الخارجي: يتم تسليط الإشعاع على المنطقة المصابة من خلال جهاز خارج الجسم.
- العلاج الإشعاعي الداخلي: يستخدم فيه مادة مشعة موضوعة في إبر، أو حبيبات، أو قسطرة توضع مباشرة في الورم أو بالقرب منه؛ لتوصيل جرعات عالية من الإشعاع إلى المنطقة المصابة.
يستخدم العلاج الإشعاعي قبل جراحات الاستئصال أو بعدها، ولعلاج الألم والانسداد في الحالات المتقدمة، وكذلك علاج نزيف سرطان القولون والمستقيم؛ إذ يعمل على تقليص الأورام المسببة لهذه المشاكل. [8]
اقرأ أيضاً: الفحوصات المهمة للوقاية من سرطان القولون
علاج سرطان القولون الموجه
عادة ما يستخدم العلاج الموجه في علاج سرطان القولون والمستقيم المتقدم والذي انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. [8]
تكمن فكرة عمل هذا العلاج في وقف تكوين الأوعية الدموية اللازمة لتغذية ونمو الخلايا السرطانية، أو استهداف البروتين اللازم لنمو وتكاثر السرطان؛ لذلك يتميز هذا العلاج بقلة آثاره الجانبية مقارنة بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي. [8]
يتميز العلاج الموجه بأنه يعطي نتائج مماثلة في علاج سرطان القولون عند كبار السن والمرضى الأصغر سناً. [5]
تشمل خيارات الأدوية التي تستخدم لعلاج سرطان القولون المتقدم أو النقيلي عن طريق تثبيط تكوين الأوعية الدموية الجديدة ما يلي: [5]
- البيفاسيزوماب (بالإنجليزية: Bevacizumab).
- الريغورافينيب (بالإنجليزية: Regorafenib).
- زيف-أفليبيرسيبت (بالإنجليزية: Ziv-aflibercept).
- الراموسيروماب (بالإنجليزية: Ramucirumab).
تتضمن مثبطات مستقبلات عامل نمو البشرة ما يلي:
- الستوكسيماب (بالإنجليزية: Cetuximab).
- البانيتوموماب (بالإنجليزية: Panitumumab).
علاج سرطان القولون بالعلاج المناعي
يعد العلاج المناعي من طرق علاج سرطان القولون الجديدة، إذ يعمل على تحفيز جهاز المناعة للتعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها. [5]
يمكن استخدام هذه الأدوية لعلاج الحالات التي يتعذر فيها إزالة السرطان عن طريق الجراحة، أو في حالة السرطان المتكرر أو المنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. [5]
تعد مثبطات نقاط التفتيش من أنواع العلاج المناعي المستخدمة في علاج سرطان القولون، ومنها: [5]
- البمبروليزوماب (بالإنجليزية: Pembrolizumab): يستخدم البيمبوليزوماب لعلاج السرطان المنتشر والذي يتعذر علاجه بالجراحة.
- النيفولوماب (بالإنجليزية: Nivolumab): يستعمل دواء النيفولوماب بمفرده أو مع الإيبيليموماب (بالإنجليزية: Ipilimumab) لعلاج سرطان القولون لدى الأطفال من عمر 12 عاماً أو أكثر الذين يعانون من سرطان القولون والمستقيم النقيلي الذي نما وانتشر بعد بالعلاج الكيميائي.
- التادوستارليماب (بالإنجليزية: Dostarlimab): يستخدم لعلاج سرطان القولون والمستقيم المتكرر أو المنتشر.
علاج سرطان القولون بالأعشاب
قد يكون هناك أعشاب تساعد في علاج سرطان القولون، إذ أظهرت دراسات تجريبية أن الزنجبيل ومكوناته النشطة الجنجرول-6 والشوجول-6 تتسم بتأثيرات مضادة لبعض أنواع سرطانات الجهاز الهضمي، مثل سرطان القولون والمستقيم، وسرطان المعدة، وكذلك سرطان الكبد والبنكرياس.
يعود نشاط الزنجبيل المضاد للسرطان إلى قدرته على تعديل العديد من جزيئات الإشارة وغيرها من البروتينات المنظمة لنمو الخلايا. [9]
ولكن تجدر الإشارة إلى أن معظم الخصائص المعروفة لمكونات الزنجبيل تعتمد فقط على الدراسات المختبرية والحيوية، باستثناء بعض الدراسات السريرية التي أجريت على البشر؛ لذلك مازال هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات على البشر؛ لإثبات فعاليته كعامل مضاد للسرطان. [9]
نسبة نجاح علاج سرطان القولون
تعتمد نسبة الشفاء من سرطان القولون على مرحلة السرطان ومدى انتشاره، فقد يصل معدل البقاء على قيد الحياة مدة 5 سنوات إلى 91% إذا اكتشف السرطان مبكراً في مراحله الأولى، بينما يكون 74% في المرحلة الثانية والثالثة، وينخفض إلى 14% في المرحلة الأخيرة. [7]
اقرأ أيضاً: طرق الوقاية من السرطان