قد ينتابنا شعور بالقلق من حين لآخر وهو رد فعل طبيعي عندما نمر بمشكلة ما، ومع ذلك فهو أمر مزعج لا سيما إذا زاد عن حده ففي هذه الحالة يمكن اللجوء إلى بعض الطرق والتقنيات التي تساعد في تخفيف القلق. تتعدد طرق علاج القلق بين أساليب طبيعية يمكن تطبيقها في المنزل دون الحاجة إلى استخدام الأدوية، وأخرى علاجية كالأدوية والعلاج النفسي لحالات القلق المستمرة أو الشديدة. [1]
يتناول هذا المقال كيفية علاج القلق النفسي بطرق طبيعية، وكذلك العلاج النفسي والدوائي.
علاج القلق في المنزل
تساهم بعض التقنيات وإجراء تعديلات على نمط الحياة في علاج القلق بدون أدوية لاسيما في الحالات الخفيفة والمتوسطة. [2]
تشمل طرق علاج القلق النفسي بدون أدوية في المنزل ما يلي: [1] [3] [4] [5]
- تجنب مثيرات القلق: يساعد تجنب الأشياء أو المواقف التي تثير القلق قدر المستطاع في الحد منه، ولكن إذا كان المحفز لا يمكن تجنبه كطبيعة بيئة العمل أو غير ذلك فيمكن تعلم تقنيات للتعامل مع القلق والتخفيف من أثره على النفس.
- ممارسة الرياضة بانتظام: لا تقتصر فوائد ممارسة الرياضة على الصحة البدنية، بل إنها تعزز الصحة النفسية أيضًا وتفيد في علاج حالات القلق والتوتر، إذ تعمل على تحسين الحالة المزاجية، كما أنها تحفز إفراز هرمون الإندورفين الذي يمنح شعورًا بالسعادة.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء: تساهم تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل الواعي في التخلص من الأفكار المزعجة ومنح شعور بالراحة، علاوة على ذلك يفيد تمرين التنفس العميق في تخفيف أعراض القلق والمساعدة على الاسترخاء، ويجرى عن طريق أخذ شهيق عميق على مدار 4 ثوان ثم إخراج الزفير ببطء على مدار 4 ثوان.
- الحصول على قدر كافٍ من النوم: يعد النوم الجيد منأهم وسائل علاج القلق، حيث يوصى بالنوم 8 ساعات كل ليلة، ويساهم وضع روتين في المساعدة على النوم في حالات الأرق الناجم عن القلق.
- اتباع نظام غذائي صحي: ينصح باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على الفواكه والخضراوات، والكربوهيدرات المعقدة، والبروتينات الخالية من الدهون، كما يوصى بالابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسكر، والمواد المصنعة أو المواد الحافظة.
- تجنب الكافيين: قد يتسبب الكافيين في زيادة القلق والتوتر؛ لذلك ينصح بتقليل تناول الكافيين قدر المستطاع أو تجنبه.
- المشاركة في الأنشطة الاجتماعية: يساهم قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء في تخفيف القلق، كما تساعد المشاركة في الأعمال والأنشطة الجماعية في تقليل الشعور بالوحدة وتحسين الحالة المزاجية.
علاج القلق بالأعشاب
يفضل البعض علاج القلق والتوتر بالأعشاب الطبيعية التي تساعد على الاسترخاء والشعور بالراحة، ولكن يوصى باستشارة الطبيب قبل استخدام هذه الأعشاب. [4]
يتضمن علاج القلق النفسي بالأعشاب ما يلي: [1] [6]
- البابونج: يعد البابونج من الطرق الفعالة في علاج القلق وعدم النوم، حيث يعمل على تهدئة الأعصاب وتخفيف القلق.
- الناردين أو حشيشة الهر: يساعد الناردين في تخفيف القلق وتحسين جودة النوم، ولكن قد تسبب الجرعات العالية منه تأثيرًا عكسيًا بزيادة القلق.
- الأشواغاندا: قد يساهم تناول مكملات مستخلص الأشواغندا في الحد من القلق، والتوتر، والاكتئاب.
يمكن أن يفيد أيضًا العلاج بالروائح العطرية في علاج القلق، ويتضمن هذا العلاج الاستنشاق المباشر لبعض الزيوت العطرية المستخلصة من النباتات الطبيعية، أو إضافتها إلى حمام دافئ، أو استعمالها في معطرات الجو. [1]
يعمل العلاج بالروائح العطرية على: [1]
- الاسترخاء وتحسين الحالة المزاجية.
- المساعدة على النوم.
- تقليل معدل ضربات القلب.
تشمل بعض أمثلة الزيوت العطرية التي تخفف القلق ما يلي: [1]
- البرغموت.
- الخزامى (اللافندر).
- الجريب فروت.
اقرأ أيضًا: استخدام الرسم لمحاربة القلق والتوتر
علاج القلق بالفيتامينات والمكملات
قد يفيد استخدام بعض المكملات الغذائية في الحد من الشعور بالقلق، ولكن ينبغي استشارة الطبيب قبل استعمالها، وعدم استخدامها عوضًا عن الأدوية الموصوفة. [6]
تشمل بعض الفيتامينات والمكملات التي قد تستخدم في علاج القلق ما يلي: [6] [7]
- فيتامين ب 12: يمكن أن يستخدم فيتامين ب 12 في علاج القلق والاكتئاب لأهميته لوظائف الجهاز العصبي.
- إل ثيانين: هو حمض أميني يوجد في الشاي الأخضر أو الأسود، ويمكن تناوله في صورة مكملات غذائية للحد من القلق والتوتر.
- أوميغا 3: يساهم الأوميغا 3 في تقليل أعراض القلق، وربما يرجع ذلك لدوره الهام في تعزيز صحة الجهاز العصبي وتطوره.
- المغنيسيوم: قد تفيد مكملات المغنيسيوم في علاج القلق الناجم عن نقص مستوى المغنيسيوم في الجسم.
اقرأ أيضًا: الأطعمة المناسبة لمحاربة التوتر والقلق
العلاج النفسي للقلق
قد تستدعي بعض حالات القلق الخضوع للعلاج النفسي، مثلالعلاج السلوكي المعرفي الذي يهدف إلى تحديد نمط التفكير غير الصحي المتسبب في القلق، ومن ثم العمل على تغيير هذه الأفكار واستبدالها بنمط تفكير إيجابي، علاوة على ذلك تفيد جلسات علاج القلق النفسي في تدريب الشخص على كيفية التعامل مع المواقف والأشياء التي تحفز مشاعر القلق لديه. [2] [8]
علاج القلق بالأدوية
يعاني بعض الأشخاص من قلق مستمر يتداخل مع الحياة اليومية، وقد يشير ذلك إلى احتمالية الإصابة باضطراب القلق، في هذه الحالة قد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية. [6]
تشمل أدوية علاج القلق المرضي ما يلي: [6] [8]
- مضادات الاكتئاب: تستخدم بعض أنواع أدوية الاكتئاب في علاج القلق، حيث تعمل على الحد من أعراضه وتحسين الحالة المزاجية.
- البنزوديازيبينات: قد يصف الطبيب البنزوديازيبينات في علاج حالات القلق النفسي الحاد، وغالبًا ما تستعمل فترة قصيرة، حيث أنها يمكن أن تسبب الإدمان.
- حاصرات بيتا: تفيد حاصرات بيتا في الحد من أعراض القلق الجسدية، مثل التعرق، والرعشة، وزيادة ضربات القلب، وغيرها.
- البوسبيرون: يستخدم دواءالبوسبيرون (بالإنجليزية: Buspirone)في علاج القلق المزمن، ويعمل على تخفيف أعراض القلق وتحسين المزاج.
جدير بالذكر أن أدوية علاج القلق لا تستخدم إلا تحت إشراف الطبيب، وينبغي على المريض الالتزام بالجرعة الموصوفة بدقة، وعدم إيقاف أي علاج دوائي للقلق فجأة، حيث قد يتسبب ذلك في حدوث أعراض انسحاب. [9]
نصيحة الطبي
تتعدد الطرق والتقنيات التي تساعد في التخلص من القلق من إجراء تعديلات على نمط الحياة، واستخدام المكملات الغذائية والعشبية، بينما تستدعي حالات القلق المزمن استشارة الطبيب للخضوع للعلاج النفسي أو استخدام الأدوية التي تخفف من أعراض القلق.
اقرأ أيضًا: أبرز الخرافات التي عليك معرفتها حول القلق