التسمم الوشيقي (بالإنجليزية: Botulism) هو حالة مرضية تحدث بسبب بكتيريا المطثيات الوشيقية (بالإنجليزية:Clostridium botulinum)، وهناك عدة أنواع من التسمم الوشيقي، يتم تقسيمها تبعًا لطريقة انتقال البكتيريا، وأبرزها ذلك الذي ينتقل عبر الجروح أو من خلال تناول طعام مجرثم بالبكتيريا المسببة للمرض. [1]

يختلف علاج التسمم الوشيقي قليلًا بحسب نوعه، وشدة تطوّر الأعراض، ومرحلة المرض، وتجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب وتلقّي العلاج فور ظهور الأعراض، فقد يؤدّ إهمال أو تأخير العلاج إلى مضاعفات صحية خطيرة، وقد تتطلّب الحالة الدخول إلى المستشفى لتلقّي الرعاية الصحية اللازمة. [1]

سيتم فيما يأتي تفصيل طرق علاج التسمم الوشيقي، وذلك اعتمادًا على سبب وشدة الحالة المرضية:



المصل المضاد للسم

مصل مضاد السموم أو مضاد الذيفان (بالإنجليزية: Antitoxin)، والذي يعرف باسم مضاد السموم سباعي التكافؤ (بالإنجليزية: Heptavalent Antitoxin) يستخدم للبالغين والأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنة، وفي بعض الحالات لأولئك الذين تقل أعمارهم عن سنة. [2][4]
يرتبط المصل بسموم البكتيريا المسببة للمرض، ويوقف تأثيرها السمي في الجسم، وبالتالي يكمن دوره في منع السم الناتج عن البكتيريا من التسبب في مزيد من الضرر في جسم المصاب، أي أنّ هذا الدواء لا يعالج الضرر الذي أحدثته البكتيريا قبل إعطائه. [2]
يحتاج أحياناً المصاب بالتسمم الوشيقي إلى البقاء في المستشفى لفترة تتراوح بين عدة أسابيع إلى عدة أشهر، قبل أن تزول الأعراض ويستعيد عافيته، وذلك اعتمادًا على شدة الأعراض ومدى الضرر الذي أحدثته البكتيريا المسببة للمرض، وفي هذه الفترة يتم إعطائه المصل المضاد للسم. [2]

تجدر الإشارة إلى أنّه في حالة التسمم الوشيقي عند الرضع يتم استخدام نوع مختلف من مضادات السموم، والذي يُعرف باسم الجلوبيولين المناعي للتسمم (BIG-IV)، ويُعطى عن طريق الوريد في المستشفى، وفي حال اشتباه إصابة الطفل بالتسمم الوشيقي، يجب إعطاءه هذا الجلوبيولين المناعي في أسرع وقتٍ ممكن، ليتعافى في فترة زمنية أقصر، إذ إنّ الأطفال الذين تتم معالجتهم به مبكرًا يتعافون بشكلٍ أسرع ويقضون وقتًا أقلّ في المستشفى، مقارنةً بالأطفال الذين لا يحصلون عليه. [3]

المضادات الحيوية

عادةً ما يقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية لعلاج التسمم الوشيقي الذي ينتقل عن طريق الجروح، ولا تُستخدم لعلاج الأشكال الأخرى، ومن أكثر المضادات الحيوية استخدامًا في علاج هذه الحالة هو البنسلين ج (Penicillin G)، والميترونيدازول (Metronidazole) أيضًا. [4]
إلى جانب استخدام المضادات الحيوية سيقوم الطبيب بتنظيف الجرح باستمرار، والعناية به بالشكل الأنسب، وقد يلجأ إلى العلاج الجراحي لإزالة مصدر البكتيريا المسببة للمرض. [2]

التنفس الاصطناعي

يمكن أن تتطور أعراض التسمم الوشيقي لتصبح شديدة، وتشمل صعوبة ومشاكل في التنفس، وقد يُصاب البعض بفشل الجهاز التنفسي في حال أدّى السم إلى شلّ العضلات المسؤولة عن التنفس في جسم الإنسان، ممّا يضطر الطبيب إلى وضع المصاب على جهاز التنفس الصناعي، إلى أن يتمكن من التعافي واستعادة قدرته على التنفس بشكل طبيعي. [2]
تجدر الإشارة إلى أنّ التعافي من الشلل الناتج عن سم هذه البكتيريا يحدث ببطء، ويستمر من بضعة أيام إلى أشهر، تبعًا لشدة الأعراض وقدرة الجسم على التعافي. [2][4]

تطهير الجهاز الهضمي

في حال تم تشخيص الإصابة بالتسمم الوشيقي عن طريق الغذاء الملوّث في وقت مبكر، يوصي الطبيب بتنظيف وتطهير الجهاز الهضمي عن طريق: [5]

  • تحفيز المريض على التقيّؤ.
  • استخدام الحقن الشرجية الملينة لتحفيز الإخراج، ممّا يسرّع طرح السموم خارج الجسم، ويخفف الضرر الذي يمكن أن تسببه.

إعادة التأهيل

تعتبر هذه الخطوة من أهم خطوات علاج التسمم الوشيقي، فخلال فترة التعافي في المستشفى، يحرص الأطباء على علاج كافة الأضرار التي تسببت بها سموم البكتيريا، وبالتالي يمكن أن يحتاج المصاب إلى أساليب علاجية لتحسين عملية البلع، والنطق، وكذلك الوظائف الأخرى التي تأثّرت بالتسمم الوشيقي. [6]

كم يستغرق التعافي من التسمم الوشيقي؟

تعتمد سرعة التعافي من التسمم الوشيقي على المرحلة التي وصل إليها المرض، فقد يحتاج المريض في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة إلى عدة أسابيع أو أشهر للتعافي الكامل، بينما قد يستغرق الأمر شهورًا أو سنوات في الحالات الشديدة. [6]

تجدر الإشارة إلى أنّ حوالي 90- 95% من حالات التسمم الوشيقي تؤول إلى التعافي بشكلٍ كامل، ولكن وفي حال لم يتم علاج المرض، يمكن أن يكون التسمم الوشيقي مهددًا للحياة. [6]

ابنتي ابتلعت صبغه تراب الذهب في النهار لم تظهر عليها اعراض الى منتصف الليل بدأت بالقيء فما الحل؟

الوقاية من التسمم الوشيقي

إنّ أفضل علاج للتسمم الوشيقي هو منع حدوثه، وتعتبر أساليب الوقاية منه سهلة، ويمكن تطبيقها بخطوات بسيطة، تشمل ما يلي: [1][6]

  • تجنّب إعطاء العسل أو شراب الذرة للأطفال الرضع ما دون 12 شهرًا.
  • الحصول على العناية الطبية المناسبة والعاجلة في حال وجود جروح ملتهبة في الجلد، وذلك لتقليل خطر الإصابة بالتسمم الوشيقي في الجروح.
  • عدم مشاركة أدوات العناية الشخصية مثل شفرات الحلاقة، المقص وغيرها، وتعقيمها عند استعمالها.
  • اتباع الأساليب المناسبة عند القيام بتعليب الطعام في المنزل، لضمان تحقيق شروط الحرارة والمستويات الحمضية للأطعمة، بحيث يمنع نمو البكتيريا المسببة للمرض.
  • الانتباه إلى وجود أي علب مفتوحة أو منتفخة من الأطعمة المعدّة تجاريًا، والتخلص منها على الفور.
  • توخي الحذر عند تناول بعض الأطعمة، خاصةً تلك التي يمكن تشكّل بيئة مناسبة لنمو البكتيريا، منها على سبيل المثال؛ البطاطس المطبوخة والملفوفة بورق الألمنيوم، ولذلك يجب الاحتفاظ بها ساخنة حتى تناولها أو تبريدها بشكل سريع.
  • غلي الأطعمة المعلبة لمدة 10 دقائق قبل استهلاكها.
  • التأكّد من طهي الأطعمة بشكل جيد قبل تناولها.

هل يوجد لقاح ضد التسمم الوشيقي؟

لا يوجد أي لقاح فعال ضد التسمم الوشيقي حتى اللحظة، ولا يشكّل الجهاز المناعي في الجسم مناعة طبيعية ضد السموم التي تطلقها البكتيريا المسببة للمرض، كما أن مضادات السموم المستخدمة في العلاج، لا يمكن استخدامها لأغراض وقائية. [7]
وتجدر الإشارة إلى أنّه تم ابتكار لقاح للتسمم الوشيقي، ولكن لم يتم اختبار تأثيره وفعاليتّه بصورة كاملة، لا سيّما أنّه من المحتمل أن يسبب آثارًا جانبية خطيرة، ولذلك لم يتم استخدامه بعد. [1]

ما هو التسمم الوشيقي؟

التسمم الوشيقي أو السُجُقي (بالإنجليزية: Botulism) هو نوع من أنواع التسمم النادرة، يعدّ حالة مرضية خطيرة ومهددة للحياة، وينتج عن طريق التعرّض للسموم التي تنتجها بكتيريا تدعى المطثيات الوشيقية (بالإنجليزية:Clostridium botulinum)، وهي نوع من أنواع البكتيريا إيجابية الغرام اللاهوائية، والتي تنمو في الأوساط التي تفتقر للأوكسجين. [1][6]
تقوم السموم الناتجة عنها بمهاجمة الجهاز العصبي والعضلات، ممّا قد يتسبب بشللها، ويمكن أن تدخل للجسم عن طريق تناول الأطعمة الملوثة بها أو من خلال ملامستها لقروح الجلد، وبالتالي هناك عدة أشكال للتسمم الوشيقي؛ المنقول بالغذاء، والتسمم الذي يصيب الرضع والتسمم الوشيقي في الجروح. [1][6]

نصيحة الطبي

غالبية حالات التسمم الوشيقي يتم الشفاء منها بناءً على التشخيص الصحيح، فضلًا عن الرعاية والعلاج المناسبين، ولكن في حال لم يتلقّ المريض الرعاية الصحية المناسبة، فقد يكون التسمم الوشيقي مهددًا للحياة، ولذلك ينصح بمراجعة الطبيب عند الشعور بأعراض التسمم الوشيقي في وقتٍ مبكر وعدم إهمال أي منها.
ويمكنك الآن الحصول على استشارة مع أحد أطباء موقع الطبي حول طرق علاج التسمم الوشيقي.