يعاني بعض الأشخاص من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، التي عادة ما تحتاج إلى العناية المستمرة، لذلك قد يحتاج هؤلاء المرضى إلى إجراء اختبارات وظائف الرئة باستمرار، وقد يكون اختبار وظائف الرئة في المنزل هو الحل الأمثل لهؤلاء الأشخاص، إذ يعد هذا الاختبار وسيلة سهلة وفعالة لتقييم القدرة على التنفس، ويمكن إجراؤه في المنزل دون الحاجة إلى زيارة الطبيب.

سنتناول الحديث في هذا المقال عن اختبار وظائف الرئة في المنزل، وأهميته، وكذلك طريقة إجراؤه الصحيحة.

ما هو اختبار وظائف الرئة في المنزل

يتم استخدام اختبار وظائف الرئة في المنزل لتقييم أي اضطرابات في التنفس يمكن أن تحدث في أي وقت، ويتم عن طريق مقياس تدفق الذروة (بالإنجليزية: peak flow meter) أو مقياس التنفس (بالإنجليزية: spirometer).

وهو جهاز محمول باليد يعمل من خلال نفخ الهواء إلى الداخل ثم إخراجه بأقصى سرعة ممكنة إلى الخارج لقياس ما يسمى بذروة تدفق الزفير، وهي كمية الهواء التي يمكن استنشاقها وزفيرها، ويتم استخدام هذا الجهاز في بعض الحالات المرضية المزمنة، مثل الربو، لتقييم حالة الربو وتأثير المرض على قدرة الشخص على التنفس، كذلك يستخدم هذا المقياس في قياس حجم الزفير القسري في ثانية واحدة.[1]

فوائد اختبار وظائف الرئة في المنزل

يمكن أن يساعد اختبار وظائف الرئة في المنزل على مراقبة وتقييم ما يلي:[2]

  • الكشف عن مدى جودة عمل الرئتين، خاصًة في حال الإصابة بأمراض رئوية مزمنة مزمن، مثل الربو أو الانسداد الرئوي المزمن.
  • مراقبة فعالية العلاج للأشخاص المصابين بالربو وتوجيه العلاج الأمثل.
  • رصد وظائف الرئتين، وخاصة في حال التعرض المستمر للمواد الضارة التي يمكن أن تلحق الضرر بالرئتين.
  • مراقبة العلامات المبكرة لرفض الرئة، في حال تم إجراء عملية زرع رئة.

اقرأ أيضًا: أنواع الفيروسات التي تسبب غالبية أمراض الجهاز التنفسي

التحضير لاختبار وظائف الرئة في المنزل

ينصح باتباع الخطوات التالية قبل إجراء اختبار وظائف الرئة في المنزل كما يلي:[2]

  • يجب استشارة الطبيب للحصول على نوع مناسب من مقياس ذروة التدفق.
  • يتطلب استخدام هذا الجهاز اتباع التعليمات المرفقة به، ويفضل أخذ إرشادات من الطبيب قبل استخدامه في المنزل، ومراجعة الطبيب لمعرفة أي استفسار حول كيفية استخدام المقياس أو قراءة النتائج.
  • ينصح بمعرفة كم الوقت اللازم الذي يجب انتظاره قبل إجراء الاختبار في حال تناول بعض أدوية للمساعدة في التنفس، مثل أدوية الربو.
  • يجب تفادي تناول وجبة دسمة قبل الاختبار.
  • الحرص على الجلوس أو الوقوف بشكل مستقيم لمساعدة التنفس بأكبر قدر ممكن.
  • يجب استخدام نفس الموضع في كل مرة يتم في استخدام الجهاز.
  • الحرص والتركيز على بذل المجهود في النفخ بأقصى ما يمكن للحصول على نتائج دقيقة.

اقرأ أيضًا: جهاز كونتور كير لقياس السكر

خطوات إجراء اختبار وظائف الرئة في المنزل

يمكن إجراء اختبار وظائف الرئة في المنزل بطريقة صحيحة من خلال اتباع الخطوات التالية:[1]

  • إزالة أي طعام، أو علكة، أو أي لعاب زائد من الفم.
  • التحقق من مقياس تدفق الذروة للتأكد من عدم وجود عوائق أو أجسام غريبة.
  • ضبط مقياس ذروة التدفق على صفر أو أقل رقم على المقياس.
  • توصيل الفوهة بمقياس ذروة التدفق.
  • الحرص على الوقوف بشكل مستقيم وعدم التحرك طوال الاختبار، للحصول على نفس أعمق ونتائج دقيقة.
  • أخذ نفس عميق وضع قطعة الفم الخاصة بالجهاز بإحكام حول الشفتين، وتجنب وضع اللسان داخل الفوهة.
  • إخراج الزفير بقوة قدر الإمكان، باستخدام حركة تشبه الزفير، لمدة لا تزيد عن ثانية واحدة.
  • كتابة القراءة التي ظهرت على المقياس.
  • وضع الجهاز مرة أخرى إلى الصفر قبل النفخ مرة أخرى.
  • تكرار عملية النفخ والتسجيل مرتين أخريين حتى ثلاث مرات، ثم تسجيل أعلى قيمة تم الحصول عليها من المحاولات الثلاث.

اقرأ أيضًا: أهم تمارين علاج ضيق التنفس

نتائج اختبار وظائف الرئة في المنزل

يتم استخدام اختبار وظائف الرئة في المنزل، لمراقبة حالة مرضى الربو بشكل يومي، وذلك باستخدام مقياس ذروة التدفق الذي يوضح كمية الهواء التي يمكن للشخص زفيرها بشكل قوي عند بذل أقصى جهده، وبناءً على نتائج الاختبار، يمكن للشخص معرفة قياس ذروة تدفق الزفير والتأكد من أنه يتبع خطة التحكم في حالة الربو لديه.[2]

ويمكن مقارنة المستويات المختلفة الخاصة بالشخص مع المعدلات الطبيعية المتوقعة بناءً على الجنس، والعمر، والعرق، والطول، أو مع قياسات ذروة التدفق التي قام المريض بقياسها عند استقرار الحالة و شعوره بالتحسن، وبناءً على نتائج هذه المقارنة، يمكن للشخص الاستمرار على علاجه الحالي أو اتخاذ إجراءات إضافية لتحديد سبب أي تدهور في حالته.[3]

اقرأ أيضًا: كيف تتنفس بشكل صحيح

وتشمل معظم الأجهزة استخدام نظام مرمز بالألوان الأخضر، والأصفر، والأحمر، اعتمادًا على الأعراض و ذروة التدفق، كما يلي:[3]

  • المنطقة الصفراء(المنطقة التحذيرية): تشير المنطقة الصفراء إلى وجود بعض الإشارات المبكرة لتفاقم أعراض الربو، وعليه يجب تخصيص اهتمامًا إضافيًا واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي الاندفاعات الحادة، وقد يتطلب ذلك زيادة جرعة الدواء أو استخدام أجهزة تنفس مساعدة.
  • المنطقة الخضراء( المنطقة الآمنة):
  • يدل ظهور النتائج في المنطقة الخضراء أو ما يعرف بـ "المنطقة الآمنة"، على استقرار حالة الربو، ولذلك لا يلزم اتخاذ إجراءات كبيرة، ومع هذا يجب الاستمرار على تناول الأدوية الوقائية.
  • المنطقة الحمراء( منطقة الخطر): تعد المنطقة الحمراء هي المنطقة الأكثر حساسية وخطورة، إذ تشير إلى أن أعراض الربو قد تفاقمت بشكل كبير، ويجب اتخاذ إجراءات فورية للحد من التدهور، ويمكن أن تشمل هذه الإجراءات استخدام جرعات عالية من الدواء، أو استخدام جهاز تنفس اصطناعي، أو زيارة الطوارئ.

ويبقى هدف استخدام اختبار وظائف الرئة المساعدة في تحسين العلاج وتفادي الأعراض المزعجة التي قد تستدعي زيارة مكتب الطبيب أو اللجوء إلى غرفة الطوارئ.[3]

يتم استخدام ألوان الإشارة المعروفة (الأحمر والأصفر والأخضر) لتسهيل فهم الخطورة، وتقييم حالات الربو، وهذا يساعد الآباء والمرضى على فهم مستوى خطورة المرض وتحديد الإجراءات المناسبة للحفاظ على الصحة والسلامة.