تراود فكرة إنجاب الطفل الثاني الكثير من الأسر، خاصة بعد فطام الطفل الأول، لمنحه شقيق أو شقيقة، لكن تقع الأم في حيرة، هل هي جاهزة صحيًا ونفسيًا لتحمل مسئولية طفل آخر؟ أم أنه من الأفضل أن ينمو الأطفال في أعمار مختلفة منعًا للتنافس؟
نناقش بالمقال كيفية التخطيط للحمل الثاني، ونساعد الأم في معرفة أهم النقاط الواجب دراستها قبل اتخاذ قرار الحمل لمرة أخرى.
الحمل الثاني
يختلف الأمر من أسرة إلى أخرى في تحديد مقدار التباعد بين الأطفال، لذا ينبغي على الأم والأب التحدث معًا لاتخاذ هذا القرار، نسرد تاليًا بعض النقاط التي من شأنها مساعدة الرجل والمرأة على تحديد مدى استعدادهم النفسي، والصحي، والمالي لاستقبال طفل آخر:
- فترات المباعدة بين الأطفال: (1)(3)
- تساعد فترات التباعد المتقاربة بين الأطفال على نموهم معًا وهم أصدقاء متقاربين في السن، وتوفر في شراء متطلبات الأطفال الثنائية، والأنشطة الترفيهية، مثل لعب الأطفال.
- تمنح فترات التباعد الطويلة بين الأطفال فرصة للأم للاستمتاع بالرضيع دون تشتت الانتباه نحو طفل أكبر قليلًا يحتاج الرعاية أيضًا، كما تقلل من التنافس بين الأشقاء، خاصة في فترات ما قبل المدرسة، والمراهقة.
- ليالي طويلة أخرى من الأرق، وتغيير الحفاضات، والرعاية الدقيقة للرضيع، مما يحتاج استعداد بدني ونفسي من الأم والأب.
- الاستعداد المالي لتربية صغيرين معًا في نفس الوقت، وملائمة عناصر مثل غرف المنزل وحجم السيارة، وغيرها من التجهيزات.
- تنظيم الأوقات لرعاية الأطفال، مع مسؤوليات العمل.
- عمر المرأة من أهم العوامل الهامة لتحديد موعد الحمل الثاني، حيث تختلف خطط المرأة في العشرينات عن المرأة في أواخر الثلاثينات.
للمزيد: احتياطات الحمل بعد سن 39
لا يوجد نموذج صحيح وآخر خاطئ في النقاط السابقة، بل هي إرشادات توجيهية فقط، وتبعًا لما ينتج عن مناقشتها بين الوالدين، يتم اتخاذ قرار الحمل للمرة الثانية أو تأجيله. (1)
الوقت المناسب للطفل الثاني
يحدد الوالدان معًا الوقت المناسب للحمل الثاني، لكن من الجيد معرفة رأي الأطباء في هذه النقطة، حيث يوصي معظم الأطباء بالانتظار فترة تتراوح بين 18 و24 شهرًا قبل التخطيط للحملالثاني، مبررين ذلك بخطر ارتفاع معدل إصابة الأمهات اللاتي حملن قبل مرور 18 شهرًا على الولادة الأولى بالحالات المرضية التالية: (3)(4)
اقرأ أيضًا: أفضل فيتامينات للحامل حسب أشهر الحمل
حساب موعد الولادة التقريبي(بسيط)
تستعمل هذه الحاسبة لتحديد موعد تقريبي لتاريخ الولادة، وتعتمد في ذلك على عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية.
يتم تحديد عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية عن طريق حساب عدد الأيام المنقضية منذ أول يوم من آخر دورة شهرية، كما يمكن تحديد تاريخ الولادة المتوقع عن طريق إضافة 280 يوم (40 أسبوع) إلى تاريخ اليوم الأول من آخر دورة شهرية.
التخطيط للحمل الثاني
ينبغي الانتباه قبل حدوث الحمل الثاني إلى النظام الغذائي للأم، ونمط حياتها العام، وكذلك الظروف والبيئة المحيطة بالأم والأب معًا، حيث قد تؤثر البيئة السامة، والتدخين، وغيرها من العوامل السلبية على جودة الحيوانات المنوية، والبويضات. (2)
توصى النساء باتباع النصائح التالية أثناء التخطيط للحمل الثاني، والتي تتشابه في كثير من النقاط مع التخطيط للحمل الأول: (2)
- تناول جرعات يومية من حمض الفوليك فيما يوازي 400 ميكروغرام يوميًا، وحتى بلوغ الأسبوع 12 من الحمل، لمنع إصابة الجنين بعيوب في الدماغ أو العمود الفقري.
- تلقي التطعيمات الضرورية قبل وأثناء الحمل، مثل تطعيم الحصبة الألمانية والنكاف.
- المتابعة الدقيقة مع الطبيب حال إصابة الأم بالصرع أو السكري، لضبط جرعات الدواء، أو تغييرها، والحصول على الرعاية الكافية أثناء شهور الحمل الثاني.
- ضرورة زيارة طبيب الأمراض النفسية خاصة في حالة الإصابة باكتئاب ما بعد الحمل، أو ذهان ما بعد الولادة الأولى.
- إجراء اختبار فحص عنق الرحم قبل البدء بمحاولة الحمل.
- الوصول إلى وزن صحي للأم والأب، حيث يكون مؤشر كتلة الجسم أقل من 30.
- العمل في بيئات ملوثة مثل مصانع المبيدات الحشرية، أو التعرض للأشعة السينية قد يؤثر على مستوى الخصوبة، ويؤخر الحمل الثاني.
- مناقشة جميع أنواع الأدوية، والمكملات الغذائية وجرعاتها مع الطبيب، لتقرير الاستمرار بها أو التوقف عنها واستبدالها، حيث يوجد العديد من الأدوية الممنوعة خلال شهور الحمل.
- علاج عدوى الأمراض المنقولة جنسيًا قبل التخطيط للحمل الثاني.
- الولادة المهبلية بعد الولادة القيصرية الأولى: يمكن أن تلد الأم ولادة طبيعية حتى لو كانت ولادتها الأولى قيصرية، لكن قد ينصح الطبيب بالولادة القيصرية الثانية في الحالات الآتية:
- حدوث تمزق سابق في الرحم.
- إجراء جراحات سابقة بالرحم.
- هبوط المشيمة.
للمزيد: استعداد الحامل للولادة
ختامًا، لا يوجد نظرية للتخطيط للحمل الثاني أفضل من الأخرى، يجب أن تدرس كل أسرة ظروفها الصحية، والنفسية، والمالية ومدى ملائمة ذلك لاستقبال طفل آخر، ويوصى قبل بدء التخطيط للحمل الثاني بمناقشة تفاصيل حياة الأم والأب مع الطبيب، من ناحية التاريخ الطبي، والأدوية، والتطعيمات المطلوبة.