يتساءل الأهل دوماً عن عدد الكلمات التي يجب أن يكتسبها الطفل في مختلف مراحل عمره، قد يبدو هذا سؤالاً بسيطاً لكن الإجابة عنه ليست بسيطة. فتطور المفردات قد يتغير نسبياً بين الأطفال حتى لو كانوا في نفس الفئة العمرية.
وفي هذا المقال سنتعرف على تطور المفردات الطبيعي لدى الطفل حسب فئته العمرية، وكيفية زيادة تطوير المفردات لدى الطفل.
مراحل تطور المفردات لدى الطفل حسب الفئة العمرية
فيما يلي نذكر مراحل تطور المفردات لدى الطفل حسب الفئة العمرية، وعدد الكلمات التي ينبغي أن يستخدمها الطفل في كل عمر:
- عمر السنة: عادة ما ينطق الطفل كلمته الأولى في عمر السنة تقريباً، وبعض الأطفال قد ينطقوا الكلمة الأولى المنتظرة في عمر سنة ونصف.
- عمر السنة ونصف: في عمر السنة ونصف يستخدم الأطفال عادة خمسين إلى مئة كلمة تقريباً، ولا يستدعي الأمر القلق إلا إذا كان عدد الكلمات لدى الطفل أقل من خمسة عشر كلمة، هنا تكون الأم بحاجة إلى تطوير المفردات لدى الطفل.
- عمر سنتين: في عمر سنتين يكون لدى الطفل مئة إلى مئتي كلمة تعبيرية تقريباً، ولا يستدعي الأمر القلق إلا إذا كانت عدد الكلمات لدى الطفل أقل من خمسين كلمة.
- عمر الثلاث سنوات: في عمر الثلاث سنوات قد يصل عدد الكلمات التي يستطيع نطقها إلى خمسمائة كلمة.
- عمر خمس إلى سبع سنوات: في عمر خمس إلى سبع سنوات يكون لدى الطفل من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف كلمة تعبيرية.
اقرأ أيضاً: تأخر الكلام عند الاطفال
ما المقصود بكلمات الاطفال؟
من الهام جداً أن نلاحظ أنه عندما نتحدث عن الكلمات عند الأطفال يجب أن ننتبه إلى تحديد نوع الكلمات التي تؤخذ بعين الاعتبار:
- الكلمات التعبيرية، وهي عدد الكلمات التي يستخدمها الطفل عندما يتكلم.
- الكلمات الاستقبالية، وهي عدد الكلمات التي يفهمها الطفل والتي دائماً ما يكون عددها أكبر بشكل ملحوظ من الكلمات التعبيرية.
إن الأرقام المذكورة في الأعلى تمثل المفردات التعبيرية أو عدد الكلمات التي يستخدمها الطفل عامة في هذه الأعمار.
وقد ثبت أن من أساليب تطوير المفردات لدى الطفل استخدام الكلام الحواري مع الأطفال مثل التحدث عما فعلوا، أو ما رأوا، أو ما الذي يفكرون به، وهذا يجعل لدى الأطفال عدد كلمات أكبر ومعدل ذكاء أعلى بشكل ملحوظ في عمر الثلاث سنوات مقارنة بالأطفال الذين يستخدم أهاليهم الكلام المباشر أو الأوامر مثل خذ هذا، أو افعل ذاك، وتعال هنا، كما أن الفرق يلاحظ أيضاً في عمر التسع سنوات.
ما هي طرق تطوير المفردات لدى الطفل وزيادة عددها؟
تختلف طرق تطوير المفردات لدى الطفل حسب الفئة العمرية، فمثلاً:
- من عمر سنة إلى سنتين
في عمر ما بين السنة والسنتين ينصح بتطوير المفردات لدى الطفل من خلال استخدام لغة مبسطة مع الطفل للتحدث عن الأشياء التي يشاهدها الشخص أو الأنشطة التي يفعلها مع الطفل سوياً. كما ينصح بأن تروي الأم لطفلها عن يومها وأن تشجعه على مشاركتها بالتحدث عن الأشياء التي حدثت معهم.
يمكن أيضاً التقاط بعض الصور مع الطفل واستخدامها للحديث عنها حتى مع الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم سنتين.
إن التحدث عن الأشياء التي حدثت بالفعل يساعد الطفل على تعلم الحديث عن أحداث مضت أي الأشياء التي ليست أمام الطفل.
- مرحلة ما قبل المدرسة
أثناء التطور اللغوي لدى الطفل في سنوات ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، يجب أن تشجع الأم طفلها على المشاركة في الحديث عن الأشياء التي حدثت معهم.
هناك بعض النصائح التي تساعد الأم على تطوير المفردات لدى الطفل، منها:
- الإنصات بشكل جيد لإظهار الاستماع إلى الطفل وإعطائه الفرصة للتعليق على الأفكار والأحداث والإضافة عليها.
- محاولة إعادة صياغة جمل الطفل باستخدام تعابير أكثر تقدماً مثال إذا قال الطفل هل رأيت البيت الكبير؟ ممكن أن نضيف نعم رأيته ورأيت أيضاً الشجرة الضخمة قرب النهر.
- إطالة الحديث مع الطفل وتحليل الأفكار عن طريق سؤاله أسئلة مثل كيف حدث هذا، ولماذا، فهذا يعطي فرصة لتطوير المفردات لدى الطفل للتحدث عن أفكار مجردة وليس الحديث عن أشياء ملموسة فقط.
اقرأ أيضاً: قراءة القصص للأطفال
الأطفال في عمر بين سنة وسنتين ومرحلة ما قبل المدرسة يجب أن يكتسبوا الكثير لتعلم الكلمات التي تصف الأماكن، والحجم، والكمية، والملمس، والوقت، والتسلسل، والمشاعر هذه الكلمات تكون حاسمة لفهم التوجيهات، فمثلاً أن تخبر الأم الطفل تستطيع أن تأخذ قطعة البسكويت الكبيرة، وهذا يسهل على الطفل التواصل بشكل واضح، وكذلك من جانب الطفل مثال، أمي أريد ارتداء القميص الأصفر.
تعلم المفاهيم الأساسية قد يتم دون بذل مجهود في العديد من الأطفال ويكون من الممتع أن تشاهد الأم عملية التطور.
ويجب على الأم أن تبدي الانتباه لنوع الكلمات التي يستخدمها طفلها وكيف يكون قادراً على اتباع التوجيهات التي تعطيها له. قد يكون لدى كل أم بعض الأمثلة الرائعة الخاصة بها عن كيفية تعليم المفاهيم الأساسية، أو قد تجد أن طفلها بحاجة للمساعدة بعدد قليل منهم، ويمكن اغتنام اللحظات القابلة للتعلم أو إيجاد طرق ممتعة لتعليم الطفل هذه المفاهيم بشكل واضح.