كيف نستطيع ان نقي كبار السن من الوقوع والسقوط المتكرر داخل البيت؟ وهل للأمراض المزمنة التي يعاني منها المسنون شأن في ذلك؟
الوقوع او السقوط أرضاً مشكلة شائعة وخطيرة لدى كبار السن، وبخاصة عند النساء بعد سن الستين، لأنه يؤدي، عادة، الى اصابات مختلفة، مثل الكسور (وبخاصة كسر مفصل الورك) والجروح (وبخاصة جروح الرأس)، وأحيانا قد يؤدي الى الموت، إذ أشارت الدراسات إلى أن حوادث الوقوع هي السبب الخامس للوفاة في سن الشيخوخة. ويتعرض نحو 31% من كبار السن لحوادث الوقوع سنوياً، وتبلغ هذه النسبة أعلى من ذلك في المؤسسات الخاصة برعاية المسنين.
العوامل والأسباب التي تقف وراء وقوع المسنين كثيرة، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
وتأسيساً على ما سبق، أستطيع القول إن أسباب وقوع المسن قد تكون عائدة الى ظروف البيئة التي يعيش فيها هذا المسن، أو نتيجة الأمراض المزمنة او الحادة التي يصاب بها. وقد لا ينحصر سبب الوقوع في عامل واحد، بل تكون وراء سقوط المسن عوامل مشتركة عديدة، مثل: منزل غير ملائم، إضافة الى معاناة المريض من التهاب المفاصل، وهكذا ...
وقد تؤدي كثرة الوقوع الى فقدان المسن لثقته بذاته والخوف من المشي، ما يضطره إلى التزام البيت، وتجنب الخروج منه فيصاب بالاكتئاب. وقد يصل الأمر الى الامتناع عن مغادرة الفراش وبالتالي الى اصابته بالتقرحات السريرية أو بالتهاب الرئة وضمور العضلات الهيكلية...
الوقاية
وتتمثل الوقاية من حوادث الوقوع في سن الشيخوخة، بالقضاء على الأسباب المؤدية لذلك، وان أمكن علاج الحالات المرضية التي يعاني منها المسن. ومع الأسف الشديد، كثيراً ما يستخف الناس بحوادث الوقوع عند المسنين، وبخاصة حوادث السقوط المتكررة، ويهملون إبلاغ ذلك لطبيب العائلة، ما يؤدي الى نتائج لا تحمد عواقبها، أهمها الإعاقة الدائمة او الموت. ويستطيع العاملون في جهاز الصحة معرفة كبار السن المعرضين لحوادث السقوط بواسطة فحص المقدرة الوظيفية والحركية للأطراف السفلى، وقدرة المسن على الحفاظ على توازنه، وتقييم الجهاز الدوري (القلب والأوعية الدموية) وحاسة البصر والسمع ونوعية الأدوية التي يتناولها المسن.
وأفضل طريقة لتحديد المسن المعرض لخطر تكرار الوقوع هو سؤاله، أو سؤال القائمين على رعايته ان كان تعرض لحادثة سقوط في الآونة الأخيرة. ومن الحديث معهم نستطيع ان نحدد ان كان سبب تعرضه لحوادث وقوع متكررة متعلقاً بالبيئة التي يعيش فيها (البيت او محيطه)، او بحالته الصحية.
البيت والمحيط:
يجب إزالة كل الأسباب والعوامل التي تؤدي الى تعثر المسن، إضافة الى توفير ظروف أحسن وملائمة للمسن، إذ يجب توفير إضاءة كافية، علماً بأن المسن يحتاج لقوة إنارة أكثر من الشباب بمرتين، كذلك يجب أن يكون مفتاح الكهرباء الخاص بالإضاءة عند مدخل الغرفة وعلى أعلى وأسفل الدرج (السلالم)، ويمنع مد الأسلاك الكهربائية أو سلك الهاتف على أرضية الغرفة، ويفضل أن يكون السجاد ممتداً من الحائط الى الحائط، وأن لا يكون من النوع السميك. أما في حال تعذر ذلك فيجب ان نهتم ان لا تكون أطراف السجاد وزواياه مثنية، إضافة الى تصليح ورتق أي تمزق أو ثقب في السجاد (ويفضل تغيير السجاد في هذه الحالة بدلاً من تصليحه).
كذلك يجب عدم السماح للأطفال بترك العابهم وسط الطريق التي يسلكها المسن، سواء كان ذلك داخل البيت أو خارجه، لذلك يفضل (إن أمكن) تخصيص غرفة للعب الأطفال ولحفظ العابهم فيها. كذلك يجب تدريب الحيوانات الأليفة على النوم والإستلقاء فقط في الزاوية أو السلة المخصصة لذلك، ويجب تثبيت مقبض (مسكة، درابزين) على طول جانبي الدرج، مع مراعاة أن لا يزيد ارتفاع الدرجة الواحدة عن 15 سنتمتراً.
في المطبخ :
يجب أن توضع احتياجات المسن في متناول يده، بحيث لا يضطر لاستخدام السلم او الكرسي للوصول لغرضه المنشود. إضافة الى مراعاة ان تكون الكراسي في حالة جيدة ومتينة وغير متحركة (خالية من العجلات)، وأن لا تكون مصنوعة من البلاستيك.
في الحمام :
يجب تثبيت مقبض (مسكة) على أحد جوانب الحمام، إضافة الى وضع سجادة مصنوعة من المطاط على أرضية غرفة الحمام وحوض الاستحمام، وذلك لمنع انزلاق المسن، ويفضل ان لا يغلق المسن باب الحمام بالمفتاح أثناء استخدامه.
محيط البيت ومدخله والطريق المؤدية إليه:
فيجب أن تكون في حالة جيدة بحيث لا تشكل خطراً على المسن، إضافة الى توفير إنارة جيدة في المنطقة المحيطة بالبيت من الخارج.
وإضافة إلى ما تقدم يجب على المسن أن لا يستخدم أحذية ذات كعب عال (إلا في حال كون ذلك ضرورياً من الناحية الطبية) أو مصنوعة من المطاط، ويجب أن لا يكون حذاء البيت (الشحويطة) أكبر من حجم قدمه.
الحالة الصحية للمسن:
في حال ملاحظة أن المسن لا يسمع جيداً فإن هذا يستدعي التأكد من خلو القناة السمعية الخارجية لأذنه من الصملاخ (الشمع)، وفي حال سلامة القناة السمعية، يجب اخضاعه لفحص حاسة السمع في مختبر خاص بذلك، كذلك يجب إخضاع المسن لفحص دوري لحاسة البصر، وتزويده بجهاز سمع ونظارات طبية حديثة إن اقتضى الأمر. وفي حال معاناة المسن من عدم التوازن يجب عرضه على اختصاصي بأمراض الأنف والأذن والحنجرة، فقد تكون علّة في الأذن الداخلية هي المسؤولة عن ذلك، ويفضل ايضاً استشارة طبيب اختصاصي بالأمراض العصبية، فقد يكون سبب عدم التوازن عائداً الى علّة في الجهاز العصبي المركزي او الطرفي. كذلك يجب علاج الأمراض الحادة والسيطرة على الأمراض المزمنة التي يعاني منها المسن، والتي قد تشكل له خطر الوقوع. ويجب وضع مثل هكذا مرضى تحت المراقبة، وعدم تركهم لوحدهم داخل المنزل. إضافة الى قيام الطبيب باستبدال او التقليل من جرعة الأدوية والعقاقير التي تسبب للمسن الدوار وعدم التوازن.
وعلى اختصاصي العلاج الطبيعي أن يبدأ بتدريب المسن على تمارين رياضية خاصة بالتوازن.
اقرأ أيضاً:
حقائق عن المسنين يجب ان نعرفها
التقدم في السن.. المشكلات والحلول