منح الله سبحانه وتعالى العين البشرية ثلاثة أصباغ ضوئية شديدة الحساسية للألوان، وتتواجد هذه الأصباغ في مستقبلات خاصة داخل شبكية العين، ودورها نقل مقدار كلاً من الألوان الأحمر، أو الأخضر، والأزرق إلى الجهاز العصبي للتعرف على هذه الألوان.
عندما لا تتواجد هذه الصبغات بشكل كاف في العين، يصبح هناك قصور في رؤية هذه الألوان وصعوبة التمييز بينها.
عمى الالوان
عمى الألوان هو المصطلح المتداول، لكن وجود عمى ألوان كامل يعتبر من الحالات نادرة الحدوث، حيث يكون الفرد المصاب بعمى الألوان الكامل غير قادر على رؤية أي ألوان سوى في صورة الأبيض والأسود.
يعتبر عمى الألوان أكثر شيوعاً لدى الرجال من النساء، إذ أنه يصنف كحالة وراثية مرتبطة بالجنس.
تقدر الجمعية الأمريكية للبصريات أن حوالي 10% من الرجال يعانون من هذا المرض، بينما تعاني نسبة 0.5% من الإناث فقط من هذه الحالة، وعلى الرغم من أن عمى الألوان حالة وراثية، لكن في بعض الأحيان يكتسبها الفرد عندما يحدث تلف في العينين بسبب إصابة أو مرض آخر مرتبط بالرؤية، كذلك من الممكن أن تساهم الشيخوخة في ظهور حالة عمى الألوان.
للمزيد: أنواع وأشكال العدسات البصرية
تحتوي نظارات عمى الالوان على عدسات ذات مرشحات خاصة للتخلص من بعض الأطوال الموجية المعينة من الضوء، وبالتالي تكون وظيفتها مساعدة مريض عمى الألوان ليستطيع رؤية الألوان بدقة ولا يخلط فيما بينها، لا تستطيع عدسات عمى الالوان أن تعالج عمى الألوان تماماً، لكنها تمنح مريض عمى الألوان القدرة على رؤية محيطه الشخصي بشكل أكثر دقة ووضوح.
كذلك تساعد نظارات عمى الألوان الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة الوراثية في اختياراتهم ألوان ملابسهم بشكل متناسق الألوان.
اقرأ أيضاً:ارتداء النظارات هل يقلل من حدة البصر؟
أفضل أنواع عدسات عمى الألوان في عام 2020
تشمل انواع عدسات عمى الألوان في عام 2020 ما يلي:
عدسات بيلستون
تصنع هذه النظارة خصيصاً لمريض عمى الألوان الذي لا يفرق بين الأحمر والأخضر، وهذه النظارة تناسب جميع الظروف أي يمكن استخدامها داخل وخارج المنزل.
عدسات فينو
تتميز هذه النظارة بوجود إطار رياضي يناسب النشاطات الرياضية المتنوعة، وبالتالي فهي مناسبة أكثر مع الأشخاص الذين يمارسون الرياضات المختلفة.
عدسات بيلستون ذات المشبك
هذه العدسات تعتبر اختياراً رائعاً لأولئك الذين يستخدمون النظارات، إذ أن عدساتها مثبتة لتقوم بتعديل الخلط بين الألوان.
عدسات إنكروما
تعتبر من أشهر نظارات عمى الالوان، وتتميز بتوفير حلول لأكثر من مشكلة من مشاكل الرؤية، كذلك من الممكن استخدام هذه النظارات مع العدسات اللاصقة.
طورت هذه العدسات عن طريق العالم أندرو شميدر، أحد علماء الرياضيات والباحثين في جامعة كاليفورنيا قسم الفيزياء النفسية.
عدسات عمى الألوان STBJ
تستطيع هذه النظارة تقليل آثار قصور رؤية الألوان، وتتميز بقدرة استخدامها داخل وخارج المنزل.
فاعلية عدسات عمى الألوان
تعد أول أنواع عدسات عمى الالوان كانت من خلال إنكروما، وكانت مصنوعة بالأساس ليستخدمها أطباء العمليات الجراحية بالليزر، ولوحظ أنها تعطي الألوان بريقاً ولمعاناً ووضوح في الرؤية، لذلك وجد المسؤولون أن طلاء هذه العدسات يجعل الأفراد الذين لديهم عمى ألوان قادرين على التمييز بين الألوان، وتؤكد الأبحاث أن نظارات عمى الألوان تعمل ولكنها بفعالية وكفاءة مختلفة من شخص إلى آخر.
أجريت عام 2017 دراسة على عشرة أفراد مصابين بحالة عمى الألوان، وجد أن عدسات عمى الالوان من النوع إنكروما ساعدت فقط شخصين من بين العشرة أشخاص في التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر.
كذلك فإن شركة إنكروما تنوه إلى أن الأفراد الذين يعانون من عمى ألوان كامل لن تستطيع عدسات عمى الألوان مساعدتهم على تمييز الألوان، إذ أنه يجب أن يكون لدى المريض القدرة البسيطة على تمييز بعض الألوان حتى تقوم نظارات عمى الالوان بمساعدته، تمنح شركة إنكروما مدة قدرها شهرين يمكن فيها استرداد النظارة في حالة عدم فعاليتها.
تستطيع عدسات عمى الألوان إنكروما علاج حالات ضعف الرؤية وعمى الألوان لكنها تعمل بشكل فعال مع الحالات البسيطة والمتوسطة فقط، صممت معظم نظارات عمى الألوان لمساعدة من يعانون عدم القدرة على تمييز الأحمر والأخضر، وهي الحالة الأكثر شيوعاً، بينما لا تقدم معظم نظارات عمى الالوان حلاً لمن يعانون من عدم تمييز الأزرق والأصفر.
تكلفة عدسات عمى الألوان
تكلفة عدسات عمى الالوان هي أحد المعوقات التي تواجه المرضى للحصول على المساعدة من خلال ارتداء هذه النظارات، على سبيل المثال فإن شركة إنكروما أحد أقدم وأهم شركات تصنيع هذا النوع من النظارات تطرح زوج العدسات بسعر يتراوح ما بين مائتي دولاراً أمريكياً وأربعمائة دولار، وللأطفال يبدأ السعر من حوالي مائتي وسبعون دولار.
وبالنظر للخطة التأمينية فإن عدسات عمى الألوان ليست من ضمن قوائم العلاجات والأدوات التي لها نسبة في التأمين الصحي.
هل العدسات اللاصقة آمنة؟
تعتبر نظارات عمى الالوان وكذلك العدسات اللاصقة لعلاج عمى الألوان آمنة جداً للأطفال، ولكن على الرغم من ارتفاع معدلات الأمان مع استخدام النظارات والعدسات اللاصقة لعلاج عمى الألوان إلا أن هناك بعض المخاطر ليست ناتجة عن النظارات والعدسات مباشرة ولكن عن طريقة استخدامها، على سبيل المثال عدم خلع العدسات اللاصقة قبل الذهاب إلى النوم، أو عدم القيام بتنظيف العدسات بانتظام وتطهيرها بعد كل استخدام.
يبدأ العمر المناسب لارتداء العدسات اللاصقة لعلاج عمى الألوان من سن ثمان سنوات.
في تجربة أجريت على 84 طفل و85 مراهق انتهت نتائجها أن الجميع داخل التجربة من أطفال ومراهقينلم يعاني أحد منهم من ارتداء عدسات عمى الألوان، كذلك كان من ضمن نتائج التجربة الآتي:
- 85% من الأطفال ما بين سن 8 - 11 عام استخدموا العدسات بسهولة.
- 90% من أولياء الأمور وجدوا أن الأطفال نظفوا عدساتهم بسهولة.
- 80% من أولياء الأمور وجدوا ارتفاعاً في ثقة الأطفال بأنفسهم مع استخدام العدسات.
- 90% من أولياء الأمور تأكدوا أن العدسات اللاصقة علاجاً مناسباً لأطفالهم.
عدسات عمى الألوان بنظام تصحيح الألوان
يعتبر نظام تصحيح الألوان من الأنظمة الجديدة التي طورها الدكتور توماس أزمان أخصائي البصريات في ماريلاند، وتعتمد هذه الطريقة على مجموعة من الاختبارات والمرشحات الخاصة لعمل عدسات مخصصة لأطوال موجية دقيقة قادرة على تصحيح الرؤية وتحديد الفرق بين كل طول موجي لكل لون على حدة.
لذلك أصبح من الممكن تطبيق هذه المرشحات لكل شخص على حسب حالته، كذلك يمكن تطبيقها على النظارات أو العدسات اللاصقة.
اقرأ أيضاً: أمراض العيون الشائعة بين الأطفال انفوجرافيك
العلاجات البديلة لعدسات عمى الألوان
تعتبر نظارات عمى الألوان من العلاجات الحديثة، وبرغم الجدل المثار حول فاعليتها وارتفاع تكلفتها، لكنها أثمرت نتائج جيدة مقارنة بالعلاجات البديلة والتي تكاد تكون محدودة.
تعتبر كذلك العدسات اللاصقة تطويراً في علاج عمى الألوان ولمعت أسماء مؤخراً في عالم عدسات عمى الألوان مثل:
- كلورماكس.
- إكس كروم.
يساعد في العلاج من عمى الألوان أيضاً التوقف عن تناول الأدوية التي من آثارها التأثير على الرؤية مثل أدوية ضغط الدم، وعقاقير العلاجات النفسية، يبحث المتخصصون حالياً عن علاج جيني للمرض وبخاصة الذين استقبلوا المرض وراثياً من الأجداد.
تتواجد أنواع أخرى من النظارات الزجاجية رخيصة السعر، ولكنها بعدسات ملونة فقط، ولا توجد لها فائدة حقيقية في تعديل رؤية الألوان لمن يعانون حتى من عمى الألوان البسيط.