تتوجه أنظار العالم إلى الحروب عند وقوعها ويمتلئ الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بمتابعة وبث أخبار هذه الحروب ويطغى الحديث عنها في كل مكان، وبالطبع يلفت هذا الاهتمام الكبير بالحرب نظر الأطفال وربما يتعرضون لمشاهدة بعض الصور أو الفيديوهات للقطات من الحرب أو آثارها فيبدأون بالتساؤل عما يجري، وهنا يأتي دور الآباء في التحدث مع الأطفال عن الحرب بطريقة تناسب أعمارهم مع طمأنتهم، وعدم ترك الأمر لمخيلة الطفل التي قد تشعره بأنه معرض للخطر. [1]
يتناول هذا المقال 10 نصائح للآباء حول كيفية التحدث مع الأطفال عن الحرب بطريقة صحيحة لتوضيح ما يجري دون تعريضهم للقلق والخوف.
كيفية التحدث مع الأطفال عن الحرب
يساهم التحدث مع الأطفال عن الحرب بأسلوب بسيط دون التطرق إلى تفاصيل العنف في إدراك الطفل لما يحدث حوله، وتصحيح المعلومات المغلوطة، والتخفيف من القلق الذي قد يعتريه. [2]
نوضح فيما يلي أهم 10 نصائح عند التحدث مع الأطفال عن الحرب:
اكتشاف ما يعرفه الطفل عن الحرب
تعد أول خطوة عند التحدث مع الطفل عن الحروب هو طرح بعض الأسئلة عليه لمعرفة ما وصله من أخبار ومعلومات عن الحرب سواء عبر مشاهدة التلفاز أو سماع حديث الآخرين في المدرسة أو الأماكن العامة وكذلك التعرف على مشاعره وتخيلاته عن الأمر، وتصحيح المعلومات المضللة وغير الدقيقة، والعمل على طمأنته. [3]
اختيار الوقت المناسب للحديث عن الحرب
يعد اختيار الوقت المناسب للتحدث مع الأطفال عن الحرب من أهم الأمور التي يجب مراعاتها، حيث ينصح باختيار وقت خلال النهار في لحظات هادئة أثناء مشاركته في نشاط معين، مثل المشي معًا، أو أثناء قراءة قصة، أو خلال القيام بجولة بالسيارة لإعطاء الطفل شعورًا بالأمان والتغلب على الحزن الذي قد يرتابه، مع مع تجنب الحديث عن أي موضوع يخص الحرب قبل موعد نوم الطفل. [3]
اقرأ أيضًا: كيف تحافظ على صحتك النفسية أثناء متابعة أخبار الحروب؟
التحلي بالهدوء عند التحدث عن الحرب
ينبغي على الآباء الانتباه لما يظهر عليهم من مشاعر أثناء التحدث مع الأطفال عن الحرب وعدم إبداء ردود أفعال سلبية تدل على القلق الشديد، أو الغضب المبالغ فيه، أو غير ذلك؛ إذ أن الطفل يستمد قوته وشعوره بالأمان من والديه لذا قد تؤدي مشاعر الوالدين السلبية إلى إصابة الطفل بالخوف والانزعاج. [3]
شرح أخبار الحرب بما يناسب عمر الطفل
ينبغي على الآباء عند التحدث مع الأطفال حول الحروب استخدام لغة ومصطلحات وطريقة سرد تناسب عمر الطفل ليستطيع استيعاب ما يحدث، ومن أمثلة ذلك ما يلي: [4][5]
- الأطفال الصغار في عمر ما قبل المدرسة: يتعين على الآباء في هذه المرحلة الإجابة عن تساؤلات الطفل حول الحرب بأسلوب مبسط ومختصر دون التطرق إلى التفاصيل، مع الحرص على طمأنة الطفل وإخباره بأن الحرب أو الصراع الحادث في مكان بعيد جدًا عنه وأنه في مأمن.
- الأطفال في عمر المدرسة: يمكن للآباء في هذا العمر التوسع قليلًا في التحدث مع الأطفال عن الحرب وإخبارهم بوجود أشخاص يتعرضون للأذى، ولا مانع من إطلاع الطفل على فيديوهات بسيطة توضح بعض التفاصيل عن الحرب القائمة مع مراعاة خلوها من مشاهد العنف، كما يمكن الاستعانة بخريطة للتوضيح للطفل موقع الحرب أو النزاع القائم.
- الأطفال الأكبر عمرًا: قد يطرح الطفل في هذه المرحلة الكثير من الأسئلة على والديه، وهنا ينصح بالإجابة على قدر أسئلته وتوضيح التفاصيل المطلوبة، ويمكن السماح له بقراءة بعض المقالات الإخبارية أو مشاهدة الفيديوهات التي توضح تفاصيل عن الحرب القائمة دون تعريضه لمشاهد العنف.
- المراهقين: يختلف هنا دور الآباء قليلًا فبدلًا من الاكتفاء بالرد على الأسئلة ينصح بتشجيع المراهقين على التحدث عن الأمر وطرح الأسئلة عليهم لمعرفة وجهة نظرهم عما يحدث، وتصحيح المعلومات المضللة، وإعطائهم فرصة للتعبير عن آرائهم، ومعرفة التفاصيل التي تساعدهم على إدراك ما يجري في العالم.
اقرأ أيضًا: كيف نتعامل مع أطفالنا وقت الحرب بطريقة صحيحة؟
الإجابة عن أسئلة الطفل المتكررة حول الحرب
بعد التحدث مع الأطفال عن الحرب قد يبدأ الطفل في طرح الكثير من الأسئلة، وينبغي على الآباء الإجابة عنها بما يناسب عمره، وفي حال عدم معرفة الإجابة لا بأس من الاقتراح على الطفل البحث عن الإجابة معًا ومراعاة عدم إعطائه معلومات مغلوطة. [2]
قد يستمر الطفل في طرح نفس الأسئلة مرارًا وتكرارًا ربما لعدم إدراك الموضوع بعد أو كوسيلة للاطمئنان عن مجريات الأوضاع وما إذا كانت الحرب قد انتهت، وينبغي على الآباء التحلي بالصبر والحرص على الإجابة على كافة أسئلة الطفل وطمأنته. [2]
مراقبة الطفل أثناء الحديث عن الحرب
قد يبدي بعض الأطفال الانزعاج أو القلق عند البدء في إيضاح الأمور عن الحرب أو التحدث باستفاضة، في هذه الحالة ينبغي إنهاء الحديث عن الحرب واستكمال المحادثة في وقت لاحق إذا رغب الطفل في ذلك أو عند طرحه المزيد من الأسئلة. [3]
اقرأ أيضًا: ما هي الآثار النفسية للحروب والصراعات؟
طمأنة الطفل بصفة مستمرة
ينصح بالانتباه لمشاعر الطفل ومراقبة تصرفاته التي قد تدل على قلقه وخوفه، فتكرار التعرض لأخبار الحروب من البيئة المحيطة قد ينعكس على مشاعر الطفل ويجعله في خوف دائم لاعتقاده بأن الأمر سيطاله، وربما يبدأ بالحديث عن الموت، ويزداد تشبثه بوالديه، ويواجه صعوبة في النوم وغير ذلك من السلوكيات التي تنم عن قلقه؛ لذا ينبغي على الآباء الحرص دائمًا على طمأنة الطفل وعناقه وإخباره بأنه في أمان وأن كل شيء سيكون بخير وعلى ما يرام. [2]
التحدث مع الأطفال عن السلام
يساهم تضمين الحديث عن السلام خلال التحدث مع الأطفال عن الحرب وإخبار الطفل أن هناك أناسًا طيبون يسعون إلى تحقيق السلام وتقديم المساعدة إلى المتضررين في طمأنته وشعوره بالأمان، كما يمكن تشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة التي تدعو إلى السلام بكتابة عبارات أو رسم رموز بسيطة تعبر عن السلام، ولا مانع من جعله يشارك في الحملات التي تقدم المساعدات للمتضررين فذلك يشعره بالأمان ويخفف من قلقه. [1][6]
اقرأ أيضًا: كيف نتعامل مع ضحايا الحروب من الناحية النفسية؟
الحد من التعرض لأخبار الحرب
يوصى بالحرص على عدم تعريض الأطفال خاصة الصغار منهم لمشاهدة أخبار الحروب وما تحويه من مشاهد عنف وصور وفيديوهات مزعجة، والاكتفاء بما يخبره الآباء لأطفالهم عن الحرب في صورة معلومات مبسطة ومختصرة. [1]
في المقابل قد يتعرض الأطفال الأكبر عمرًا والمراهقون للأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي وغير ذلك، وفي هذه الحالة ينبغي على الآباء إرشادهم إلى المصادر الموثوقة للإطلاع على الأخبار وتوضيح الأخبار الكاذبة أو المضللة لهم. [3]
إنهاء الحديث مع الأطفال عن الحرب بإيجابية
يجب على الآباء عند إنهاء التحدث مع الأطفال عن الحرب التأكد من عدم شعور الطفل بالضيق وعدم تركه لمخيلته ومخاوفه؛ بل ينبغي الحرص على طمأنته وإخباره بأن يشارك مشاعره ويتحدث عما يجول في خاطره؛ لفهم ما يفكر فيه الطفل ومساعدته في التغلب على أفكاره السلبية، ومن ثم العودة إلى روتين الحياة اليومي وتشجيعه على ممارسة أنشطته المحببة. [1]
اقرأ أيضًا: كيفية الحفاظ على الصحة النفسية في ظل اندلاع الحرب