لا شك أن السيطرة على آلام المريض المزمنة أو الشديدة والوصول به إلى مرحلة التخلص من هذه الآلام بغض النظر عن مسبباتها تقع على عاتق الطبيب المعالج.
في الواقع يشيع في مجتمعنا استخدام مسكنات الالام ومضادات الالتهاب بشكل عشوائي مما يدعو إلى القلق الشديد.
في دول العالم المتقدم لا يمكن الحصول على مثل هذه العلاجات إلا عن طريق وصفات طبية محددة لفترات زمنية مدروسة وذلك لتجنب المخاطر والآثار الجانبية الناجمة عن مثل هذه الأدوية، بينما يعمل الطبيب مع مريضه على وضع خطة مناسبة لعلاج الآلام بشكل منهجي والسيطرة عليها.
يتم أيضًا التأكد من أن المريض يقوم باستشارة طبيبه عند وجود آلام معينة، حيث من الممكن أن تكون الآلام العظمية والعضلية مثلًا ناتجة عن أسباب خطيرة قد يستهين بها المريض دون أن يراجع الطبيب، أما ما نلاحظ حدوثه في بلادنا فهو أن المريض يبدأ بالتردد على الصيدليات لشراء مثل هذه العقاقير دون وصفة طبية قبل أن يكتشف لاحقًا أن السبب وراء تلك الآلام هو مرض كامن كان من الممكن علاجه بشكل فعال في مرحلة مبكرة وبالتالي تتأخر عملية التشخيص الصحيح.
الاثار الجانبية لمسكنات الالم
إن تناول المسكنات ومضادات الالتهاب قد يؤدي إلى آثار جانبية معروفة ومضاعفات خطيرة مثل:
- نزيف المعدة
- النزيف من الجهاز الهضمي
- التقرحات الهضمية
- مخاطر الفشل الكبدي أو الكلوي
- ازدياد خطورة الجلطات الدماغية والقلبية
- ارتفاع الضغط الشرياني
كما أن تناول مثل هذه الأدوية يترافق مع نسبة عالية من الدخول الطارئ للمستشفيات لأسباب كان من الممكن تجنبها لو نجح المريض في الابتعاد عن هذه الأدوية التي يبقى لها استخداماتها الطبية لكن بمجالات معينة وتحت الإشراف الطبي اللازم.
يجب الانتباه إلى أن الاستخدام المزمن لدواء الباراسيتامول الذي يميل الناس للاعتقاد أنه آمن قد يؤدي أيضًا إلى آثار سلبية على وظيفة الكبد والكلى على المدى البعيد لو استمر العلاج لمدة زمنية طويلة.
يجدر الانتباه أيضًا أنه قد ظهر في السنوات الأخيرة جيل جديد من مضادات الالتهاب وساد اعتقاد بأن هذه الأدوية ذات نسبة أقل من المضاعفات، إلا أن حقيقة الأمر هي أن هذا الجيل من العلاجات لا يقل خطورة بشكل عام عن مضادات الالتهاب الأقدم، باستثناء ما يخص مشاكل النزيف والالتهابات في جدار المعدة، لكنها تبقى ادوية ذات مستوى عال من الخطورة وينطبق عليها نفس المخاطر، بل إن بعضها تم سحبه من الأسواق في فترة التسويق نظرًا لارتباطها الواضح مع مضاعفات قلبية ووعائية.
هناك ضرورة دائمًا لاكتشاف مصدر الألم ومعالجته بالإضافة إلى ضرورة رفع كفاءة الطاقم الطبي في التعامل في مثل هذه الحالات والتحويل المناسب للطبيب المختص بما في ذلك إمكانية استشارة أخصائي الألم في بعض الحالات وإمكانية الاستفادة من وسائل بديلة للمعالجة مثل العلاج الفزيائي والطبيعي بإشراف الأخصائيين المدربين في هذا المجال.
تناول المسكنات ومضادات الالتهاب دون إشراف طبي يؤدي إلى مشاكل ومضاعفات طبية هامة؛ يجب البحث دائمًا عن مصدر الألم وتحديد مكانه بشكل نوعي تحت إشراف الطبيب المعالج. مسكنات الألم يجب ألا تعطى إلا بوصفات طبية ولفترات زمنية محدودة.