لقد أثبتت الحوامات أو طائرات الهليكوبتر (الاسعاف الجوي) فعاليتها في تأمين نقل المصابين. ذلك أن في إمكان الحوامة المجهزة تجهيزاً خاصاً أن تحل محل سيارة إسعاف أو عدة سيارات إسعاف. وتعتبر لا منافس لها كوسيلة نقل لتجنب ازدحام السير والإسراع في نقل المصاب أو المريض من مكان بعيد، أو من منطقة وعرة أو معزولة بأقصى سرعة ممكنة إلى مكان العناية الطبية، متفاديةً أغلب العوائق التي تؤخر سيارات الإسعاف التقليدية.
بالرغم من ذلك يبقى الاعتماد الأساسي قائماً على وسائل النقل البرية، حيث أن استخدام طائرة الهليكوبترقد يتعذر في حال رداءة الطقس، أو عدم تجهيزها ميكانيكياً، أو لتعذر إيجاد مكان ملائم للهبوط وغيرها من المعيقات، إضافة لذلك فإن الاعتبارات المادية تجعل استعمالها على نطاق واسع من قبل مكاتب غير حكومية أمراً مستبعداً في المستقبل القريب.
في عمليات البلديات يمكن للمدن الكبرى فقط استعمال هذه الطائرات كأداة تخدم أغراضاً مختلفة. والأمل كبير في الحصول سريعاً على حوامة للنقل الطبي عبر القوات المسلحة. وهناك ما يفوق مايتي قاعدة عسكرية عبر البلاد (الولايات المتحدة) تتمتع بحوامات مخصصة لهذا الاستعمال، وفي كثير من الأحيان يمكن الحصول عليها بالاتفاق المحلي ما بين السلطات المدنية وقائد القاعدة. ويجب إجراء هذه الاتفاقات مسبقاً حتى يعرف جميع الأشخاص المعنيين ما يفعلونه في حالة طارئة.
على وجه العموم يجب أن تتخذ السلطات المدنية التدابير اللازمة لإرسال سيارات الإسعاف المدنية في الوقت الذي تطلب فيه الحوامة، إذ أن الحوامات العسكرية قد تكون مرتبطة بمهمات أخرى، وبالإضافة إلى القواعد العسكرية العادية فإن وحدات الحرس الوطني تزيد من تجهيزها بحوامات أكثر ملاءمة.غير أن هناك تحفظاً تجاه استعمال الحوامات العسكرية لعدم استعدادها للعمل خارج ساعات الدوام. علماً أن أجهزة البحث والإنقاذ كحراس الشواطئ يبقون حوامات وملاحين جاهزين للإقلاع في أقل من خمس دقائق في جميع الأوقات. وبعض القواد الآخرين الذين يبقون ملاحين احتياطيين خارج العمل يلزمهم ما يقارب 30 دقيقة، للعودة إلى القاعدة والاستعداد للخدمة. ويجب اعتبار هذا العنصر لدى البحث في مدى فائدة استعمال حوامة عسكرية في حال من الحالات.
الميزات والسيئات للطائرات الإسعافية
أهم مميزات طائرة الهليوكبتر الإسعافية ويجعلها طريقة مثلى لنقل المصابين ما يلي:
- قدرة الحوامة على التحليق بسرعة تتراوح ما بين الصفر والحد الأقصى المستطاع، تجعلها وسيلة مثلى للعموم في حالات اضطراب الرؤية وكثافة الغيوم.
- يمكن استعمال حوامات الإسعاف عبر خطوط تجتاز مناطق المدن الكثيفة السكان؛ فالحوامة تستطيع تجنب عرقلة السير والوصول إلى مكان الحادث الذي قد يكون مغلقاً على سيارات الإسعاف.
أهم المعيقات التي تحد من استخدام طائرة الهليوكبتر الإسعافية ما يلي:
- جغرافية الأرض وتضاريسها
إن مدى تأثير الطقس في الحؤول دون عمل الحوامة متعلق بطبيعة الأرض إلى حد بعيد. فالأرض المسطحة التي لا توجد فيها عقبات تسمح بالملاحة في ظروف طقسية رديئة. وإن سقفاً مساحته 300 قدماً ورؤية على بعد ربع ميل فوق أرض مسطحة يلائمان عمل الحوامة. أما إذا كانت هناك عقبات أو هضاب وجب تأمين الرؤية الأمامية على بعد نصف ميل.
ولكن يوجد عدة ظروف تحول دون استخدام حوامة الهيليوكوبتر الإسعافية، ومنها:
- تغيرات طبيعة الأرض المفاجئة، كالتي تصادف في المناطق الجبلية تعقد عمل الحوامة ليلاً. كما تخلق الأسلاك التي تصادف عبر الأودية خطراً كبيراً في جميع الأوقات ولكن بشكل خاص في العتمة أو في ظروف اضطراب الرؤية.
- يتعذر العمل الروتيني في مناطق المدن الكثيفة البناء ولا يرغب فيه بسبب العقبات مثل محطات الهاتف على جانب الطريق وأسلاكها، والسير، والجمهور غير المنضبط في مكان الحادث التي تمثل مخاطر حقيقية خلال الهبوط الإضطراري، وكون الحوامة لا توفر وقتاً كبيراً على وسائل النقل البرية في مثل هذه المناطق. فإذا كانت سيارة الإسعاف قادرة على الوصول إلى مكان الحادث في وقت معقول أصبح بإمكانها القيام بأحسن مما تقوم به الحوامة.
اقرأ أيضاً: طرق نقل المريض والجريح
المكان المفضل لعمل الحوامات الإسعافية
تعمل في المستشفيات التي لا تتمتع بالعاملين أو بالتجهيزات اللازمة لمعالجة صدمة حادة، أو بعض الأمراض الخطرة ويجب نقل مثل هذه الحالات إلى مراكز طبية مهمة بعد إجراء العناية الأولية في المستشفيات المحلية. ويجب أن يجري هذا النقل دون تباطؤ وبالوسيلة التي تؤمن الراحة القصوى تحت إشراف فنيي الإسعاف. وإذا كان النقل يشمل بالإضافة إلى مرضى في حالة الخطر، ضحايا حادث في حالة الخطر أيضاً فإن حجم النقل قد يجعل من الحوامة في بعض الظروف وسيلة النقل الأكثر فعالية واقتصاداً.
يجب تحضير فسحة لهبوط الحوامات في المستشفيات في الوقت الذي يعمم فيه استعمال الحوامات، ووسائل الهبوط ليست باهظة الكلفة وتستلزم فسحة خالية لبناء مرآب، وفي بعض الأحيان يمكن تكييف سطح المستشفى وقد يكون هذا المكان أفضل مكان للهبوط ولكن مخاطره أكبر وإنشاؤه يكلف أكثر.
اقرأ أيضاً: سيارة الإسعاف
أهم الإجراءات التي يتم الأخذ بها أثناء هبوط الحوامة الإسعافية في الأماكن العامة
في الطريق المقسومة يمكن استخدام جزء الطريق الخالي من السيارات بسبب حادث سيارة قطع الطريق كمنطقة هبوط، وفي بعض الأحيان الأخرى قد تلزم مساعدة الشرطة أو غيرهم لإخلاء منطقة الهبوط.
ويتطلب هبوط الحوامة في جوار مكان الحادث مسافة خالية تبلغ مساحتها 150 قدماً ومسافة اقتراب خالية تبلغ بضعة مئات من الأقدام.
اقرأ أيضاً: مبادئ الإسعاف الأولي
التكاليف وكيفية تسديدها
في الوقت الحاضر تمثل الكلفة الباهظة المثبط الأول للحماس لاستعمال الحوامة في مهمات مختلفة للاسعاف الجوي، لذلك يفضل أحياناً عدم استخدام الحوامة حيث تستطيع سيارة الإسعاف القيام بالعمل بنفس السرعة والفعالية. وليصبح بالإمكان استعمال الحوامة بشكل مقتصد للنقل الطبي المستعجل، يجب أن تكون الحوامة بالضرورة آلة متعددة المهام كدورية لاستقصاء الحرائق، وللتصوير، ونقل العاملين، والتحقيقات والبحث عن المفقودين وكشف خرق قوانين الطرق أو الملاحة الجوية والبحث عن السيارات المسروقة وكدورية سير مع مراعاة أولوية نقل المصابين بأذى.
وتعدد المهمات التي يمكن للحوامة القيام بها تبرر ثمنها المتزايد، وكلما ازداد استعمالها انخفضت تكاليفها. وبالمقارنة يتضح أن حوامة صغيرة يقتنيها حاكم مدينة تكلف 40 ألف دولار سنوياً (أي 50% أكثر من سيارة إسعاف عادية)، 30 ألف دولار من الزيادة تعود لزيادة أجور العاملين المستقلة نسبياً عن عدد ساعات الطيران. لذلك فإن زيادة ساعات عمل الحوامة يجعل منها آلة أكثر فعالية من الوجهة الاقتصادية.
يمكن ضم الحوامات إلى ثلاث فئات: الفائدة، والمراقبة، والشحن. من ناحية الحجم والكلفة تكون فئة الفائدة أفضل الفئات لتكييف الحوامة للنقل الإسعافي، ويمكن استخدام حوامات أصغر للمراقبة لنقل العاملين الطبيين إلى المريض ولكن هذه الحوامات لا تتمتع بالسعة الخاصة لنقل المريض.
تجهيزات الإسعاف
يجب تجهيز وتموين الحوامة المخصصة للنقل الطبي المستعجل وتموينها ببعض المواد الأساسية بالقياس لسيارة الإسعاف. ومن بين المواد الضرورية:
- الحمالات
- لوحات العمود الفقاري
- أجهزة مجرى الهواء والتهوية الصناعية.
- التجهيزات لتنشق الأوكسجين والمص.
- تجهيزات لإنعاش القلب.
- حقن المواد بالوريد
- مواد لتثبيت كسور العظام
- مواد تضميد الجروح.
للمزيد: انسداد المجرى التنفسي
الإسعاف المتخصص- بيروت 1976