عندما يقل إفراز هرمون الغدة الدرقية في الدم، يصف الأطباء بعض الأدوية المنشطة للغدة الدرقية لمساعدتها في أداء مهمتها على النحو السليم. لكن إذا أسرف الشخص في تناول هذه الأدوية ستنشط الغدة الدرقية بصورة توحي بالإصابة بمرض فرط نشاط الغدة الدرقية بعد أن كان هناك قصور في أدائها.
يؤثر فرط نشاط الغدة الدرقية على عدة مناطق من الجسم، وينتج عنه عدة أعراض، إذا ظهرت على الشخص الذي يتناول أدوية الغدة الدرقية أي من هذه الأعراض، فعليه غالباً مراجعة الجرعات التي يتناولها؛ بحيث لا تزيد عما وصفه الطبيب.
سنتحدث في هذا المقال عن آثار تناول جرعات كبيرة من أدوية الغدة الدرقية، كما سنتحدث عن آثار ترك تناول هذه الأدوية.
ينتج عن زيادة جرعة أدوية الغدة الدرقية الآثار التالية:
زيادة جرعة أدوية الغدة الدرقية وزيادة سرعة نبضات القلب وعدم انتظامها
تؤدي زيادة سرعة نبضات القلب وعدم انتظامها إلى زيادة خطر الإصابة بأزمة قلبية، إلى جانب زيادة معدل خفقان القلب (الشعور بأن القلب يفقد قدرته على النبض لثوان)؛ مما يسبب شعوراً بعد الارتياح، ويؤدي إلى التوتر.
كما تؤدي زيادة جرعة أدوية الغدة الدرقية إلى ارتفاع ضغط الدم، ورفع نسبة الإصابة بالنوبات القلبية.
زيادة جرعة أدوية الغدة الدرقية وانفتاح الشهية
يمكن أن تتسبب الجرعة الزائدة من أدوية الغدة الدرقية في انفتاح الشهية أو الشعور بالغثيان (على حسب الجرعة المتناولة).
ويمكن للشخص أن يخسر بعض الوزن حتى مع زيادة جرعة أدوية الغدة الدرقية؛ لأن إفراز الجسم لكميات كبيرة من هرمون الغدة الدرقية يؤدي إلى ارتفاع معدل التمثيل الغذائي (الاستقلاب)، وبالتالي يحرق الجسم كمية أكبر من السعرات الحرارية ليتماشى مع هذا المعدل السريع للاستقلاب.
وفي حال لم يتناول الشخص كميات أكبر من الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية، لتحقيق توازن بين معدل الاستقلاب وكمية السعرات الحرارية المستهلكة، سيخسر الكثير من الوزن.
لكن لا ينصح أبداً باستعمال أدوية الغدة الدرقية في التخسيس؛ لأن الجرعة الفعالة منها قريبة جداً من الجرعة التي تؤدي إلى السمية.
زيادة جرعة أدوية الغدة الدرقية وأثرها على الدماغ والأعصاب
يمتد أثر ارتفاع جرعة أدوية الغدة الدرقية إلى الدماغ والأعصاب؛ بحيث يؤثر نفسياً على صحة المريض مسبباً التوتر والانزعاج، مع عدم القدرة على الراحة، والأرق.
زيادة جرعة أدوية الغدة الدرقية والصدمة
مع ارتفاع جرعة أدوية الغدة الدرقية، هناك احتمالية للإصابة بالصدمة، والأزمات القلبية، والغيبوبة، أو حتى الموت؛ وذلك بسبب ارتفاع معدل نبضات القلب وسرعة عمليات الجسم بشكل عام.
زيادة جرعة أدوية الغدة الدرقية وضعف العضلات
قد يظن البعض أن ارتفاع معدلات هرمون الغدة الدرقية في الجسم يجعل العضلات أكثر قوة، لكن الحقيقة أنها تسبب ضعفاً وإرهاقاً للعضلات نتيجة عدم قدرة الجسم على الحصول على قسط كاف من الراحة، ومن ثم تصبح العضلات أكثر توتراً، فتستهلك كل الطاقة الكيماوية الموجودة في الجسم.
زيادة جرعة أدوية الغدة الدرقية والإصابة بالحمى
مع ارتفاع جرعة أدوية الغدة الدرقية، ينتج الجسم طاقة أعلى، وترتفع درجة حرارته نتيجة ارتفاع معدل التمثيل الغذائي؛ فيشعر الشخص بالحر في الوقت الذي يشعر فيه غيره بالبرد، كما يتعرق بشدة في أوقات تكون درجة الحرارة فيها عادية، ولا يتحمل أي حرارة قريبة من جلده.
الأسباب المؤدية إلى زيادة جرعة أدوية الغدة الدرقية
بعد الحديث عن آثار زيادة جرعة أدوية الغدة الدرقية، سنتعرف على الأسباب التي قد تؤدي إلى زيادة الجرعة، وهي:
- تناول جرعة أعلى من التي تلزم لعلاج قصور الغدة الدرقية(لذا فإنه يجب مراقبة مستويات هرمون الغدة الدرقية قبل وبعد بدء العلاج).
- التغيير في النظام الغذائي، مما قد يؤدي إلى التغيير في امتصاص الدواء.
- تناول بعض المكملات الغذائية التي قد تحتوي على هرمون الغدة الدرقية.
- مرض هاشيموتو.
- الحمل.
مضاعفات الامتناع عن تناول أدوية الغدة الدرقية
أما في حال الامتناع عن تناول أدوية استبدال هرمون الغدة الدرقية بشكل منتظم، ستحدث لك بعض المشاكل أو المضاعفات كالتالي:
- تقلبات في ضغط الدم، مع ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب.
- انخفاض درجة حرارة الجسم والشعور بالبرد المستمر.
- الشعور بالتعب، وضعف العضلات، وآلام المفاصل.
- الإصابة بالاكتئاب.
- المعاناة من مشاكل في الذاكرة.
- زيادة الوزن، مع عدم القدرة على خسارة أي وزن حتى مع ممارسة التمارين الرياضية واتباع الحميات الغذائية.
- الولادة المبكرة أو ضعف الخصوبة.
- اضطرابات في الدورة الشهرية عند النساء.
- ضعف الرغبة في الجماع.
- الإمساك.
- تساقط الشعر.
- انتفاخ اليدين، والقدمين، والوجه.
- زيادة خطورة التقاط عدوى ما.
أنواع أدوية الغدة الدرقية
تقسم أدوية الغدة الدرقية إلى ثلاثة أنواع أساسية، وهي:
- أدوية استبدال هرمون الغدة الدرقية: ويهدف استعمال هذه الأدوية إلى تعديل مستويات هرمون الغدة الدرقية في الدم عند انخفاضها. ومن الأدوية المشهور استعمالها في هذا المجال ليفوثايروكسين (بالإنجليزية: Levothyroxin).
ويجب على بعض الأشخاص على وجه الخصوص مراجعة الطبيب قبل تناول هذه الأدوية، وهم: مريض القلب، أو من يعاني من عدم انتظام ضغط الدم، أو من يعاني من ارتفاع الكوليسترول، أو مريض السكري، أو المرضى الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية. - الأدوية المضادة لهرمون الغدة الدرقية: وتستعمل هذه الأدوية لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية، عن طريق الحد من كمية هرمون الغدة الدرقية الذي تفرزه الغدة الدرقية.
- اليود المشع: ويعمل على قتل خلايا الغدة الدرقية المسرطنة وغير المسرطنة.