تعرف الغرغرينا-Gangrene
والتي تسمى أيضا بالغنغرينا والأكال، بأنها موت أنسجة من أحد أعضاء الجسم نتيجة لعدم وصول إمداد كاف من الدم إليها، الأمر الذي يحدث نتيجة أسباب عديدة، منها التعرض لإصابة ما أو لالتهاب.
ويذكر أن هذه الحالة غالبا ما تصيب الأطراف، ومعها الأصابع، إلا أنها أيضا في بعض الأحيان قد تصيب العضلات والأعضاء الداخلية من الجسم. أن هذه الحالة تعد أكثر شيوعا لدى مصابي مرض السكري وأمراض الأوعية الدموية، من ضمنها تصلب شرايين الساق أو الذراع ومن لديهم ضعف في المناعة، ومنهم مستخدمي العلاج الكيماوي المضاد للسرطان.
*أعراضها:
تعتمد الأعراض الناجمة عن الغرغرينا على المكان المصاب والسبب المؤدي له.فإن كانت الإصابة في الجلد،فإن الأعراض تتضمن ما يلي:
-تغير لون الجلد بحيث يصبح باهتا إلى أزرق أو أسود أو بنفسجي. وتجدر الإشارة إلى أنه غالبا ما يكون أحمرا أو برونزيا إن كانت الإصابة بالقرب من سطح الجلد وليس في الجلد نفسه.
-تسرب سائل ذو رائحة كريهة من المكان المصاب.
-الشعور بألم شديد في المكان المصاب، ثم يتبع بخدران.
أما إن كانت المنطقة المصابة تقع داخل الجسم، أي ما يسمى بالغرغرينا الداخلية أو الغرغرينا الغازية، فإن الأعراض تتضمن ما يلي:
-انتفاخ الأنسجة المصابة.
-ارتفاع درجات الحرارة.
-الشعور بعدم الراحة.
ومن الجدير بالذكر أنه إن كانت الغرغرينا ناجمة عن التهاب بكتيري،ومن ثم انتشرت هذه البكتيريا في الجسم، فإنها قد تؤدي إلى الإصابة بحالة تسمى بالصدمة الإنتانية. وتتضمن أعراض هذه الحالة ما يلي:
-انخفاض ضغط الدم.
-درجات الحرارة أكثر من 38 أو أقل من 36 درجة مئوية.
-تسارع ضربات القلب.
-ضيق الأنفاس.
-الدوار.
*أسبابها:
تحدث الغرغرينا نتتيجة أحد أو كلا السببين التاليين:
-نقص إمداد الدم، فمن المعلوم أن الدم يقوم بتزويد الخلايا بالأكسجين والمواد المغذية لها، علاوة على عناصر خاصة بجهاز المناعة، منها الأجسام المضادة، وذلك للحيلولة دون الإصابة بالالتهابات. لذلك، فإن فعدم وصول كميات كافية من الدم إليها يؤدي إلى موتها، وبالتالي إلى تلف الأنسجة التي تتألف منها هذه الخلايا.
-الإصابة بالالتهاب، حيث أن استمرار الالتهاب البكتيري من دون علاج لمدة طويلة قد يؤدي إلى موت الأنسجة، ما يفضي إلى الإصابة بالغرغرينا.
*كيفية الوقاية منها:
من الممكن الوقاية من الغرغرينا باتخاذ خطوات معينة، أهمها البدء بعلاجها بشكل سريع، أي قبل أن يصبح تلف الأنسجة غير قابل للعلاج. لذلك، فيجب متابعة الإصابات والجروح متابعة دقيقة ومراجعة الطبيب في حال انتشار الاحمرار أو الانتفاخ أو خرجت سوائل منها أو تأخر التآمها عن ما هو طبيعي ومعتاد.
ويذكر أنه على مصابي مرض السكري وأمراض الأوعية الدموية القيام بتفحص أقدامهم يوميا للبحث عن وجود، أو الشك بوجود، أي إصابات أو تقرحات أو التهابات أو تغير في لون الجلد أو أي عرض مشابه آخر، وذلك للجوء الفوري للطبيب.
فضلا عن ذلك، فإن النصائح الوقائية تتضمن أيضا ما يلي:
-تجنب زيادة الوزن، ليس فقط للوقاية من الإصابة بمرض السكري، والذي يعد أحد العوامل المسببة للغرغرينا، وإنما أيضا لكون اي كيلوغرام زائد عن الوزن المثالي للجسم يضع ضغطا على الشرايين، ما يؤدي إلى التقليل من تدفق الدم، إذ أن ذلك يفضي إلى احتمالية الإصابة بالالتهابات وبطء التئآم الجروح.
-تجنب التبغ، ذلك بأنه ومنتجاته، منها السجائر، تؤذي الأوعية الدموية.
-احرص على القيام بالتدابير اللازمة لمنع الإصابة بالالتهابات. وتتضمن هذه التدابير الحرص على نظافة وجفاف أية جرح، خصوصا إن كان مفتوحا.
-كن متنبها عند انخفاض درجات الحرارة، فمن الجدير بالذكر أن التثليج، أو ما يعرف أيضا بلسعة الصقيع، قد يؤدي إلى الإصابة بالغرغرينا كونه يضعف الدورة الدموية في المنطقة المصابة. لذلك، فيجب اللجوء للطبيب في حال ملاحظة تحول لون أي منطقة من الجلد إلى اللون الباهت أو إن أصبحت صلبة أو باردة ومصابة بالخدران.
*علاجها:
يعتمد الاختيار المناسب لعلاج الغرغرينا على مكانها وسببها والصحة العامة للمصاب بها.
ويشار إلى أن علاج هذه الحالة يجب أن يباشر ويسير بأسرع وقت ممكن.
وتتضمن الأساليب العلاجية المستخدمة ما يلي:
-الجراحة، وذلك لإزالة الأنسجة المصابة لإعطاء الخلايا السليمة المجال لأن تشفى ولمنع الالتهاب، إن وجد، من الانتشار. كما وأن الطبيب قد يقوم بترميم الأوعية الدموية المصابة إن أمكن، وذلك لتحسين تدفق الدم في المنطقة المصابة وما حولها. ومن الجدير بالذكر أن الطبيب قد يقوم بعملية ترميمية للجلد بحيث يقوم بإزالة جزء من الجلد السليم، وغالبا ما يكون ذلك من منطقة تغطيها الملابس، ومن ثم يقوم بنشرها مكان الجلد المصاب. أما في الحالات الشديدة، فقد يتم بتر العضو المصاب ووضع عضو صناعي مكانه إن أمكن.
-المضادات الحيوية، وهي تستخدم إن كانت الأنسجة المصابة ملتهبة.
-السوائل والمسكنات حسب الحاجة.