يتفق الجميع على أهمية الالتزام بممارسة التمارين الرياضية وتناول الغذاء الصحي المتكامل، وخصوصاً مع تقدم العمر؛ للحفاظ على الصحة والوقاية من الاصابة بالأمراض، والحد من ظهور علامات الشيخوخة المبكرة. وقد يتناسى البعض أهمية العناية بالعقل والتمارين الذهنية على الرغم من أهميتها وتأثيرها على العقل والجسم معاً، فهناك علاقة وثيقة ومتبادلة بين صحة وسلامة العقل والجسم، فالعقل السليم في الجسم السليم.
تشير الدراسات أن الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة جسدية عالية ويهتمون ببناء أجسادهم وصحتهم، هم أشخاص يتمتعون أيضاً بلياقة ذهنية عالية، وذلك لأن الرياضة تساعد على تحسين حركة الدورة الدموية في الجسم وايصال الدم والاكسجين للدماغ.
كما أثبتت العديد من الدراسات أن تغيير الروتين السلبي باتباع النظام الغذائي الصحي، والالتزام بممارسة التمارين البدنية والذهنية، وألعاب الذكاء، والاسترخاء، لها تأثير واضح وسريع على القدرات الذهنية. حيث أن الذكاء، والفطنة، وغيرها من القدرات العقلية هي أمور غير ثابتة عند الإنسان، ويمكن تطويرها والعمل على تحسينها.
النصائح التي يمكن اتباعها للحفاظ على لياقة ذهنية عالية
اللياقة الذهنية تعني التمتع بعقل سليم وقوي، قادر على مواجهة التحديات والصعوبات بسهولة وهدوء، بعيداً عن القلق والتوتر، والاستمتاع بحياة مليئة بالتفاؤل والإيجابية.
ومن التمارين والأنشطة التي ينصح الجميع بمختلف الأعمار ممارستها والالتزام بها؛ للحفاظ على لياقتهم الذهنية أيضاً:
- الالتزام بالقراءة بشكل يومي، مما يساعد على تنشيط الذاكرة وتحفيز التفكير.
- التأمل، والاسترخاء، والتفكير الإيجابي، وهي من الأمور الهامة التي تساعد على تحسين اللياقة الذهنية، والتخلص من التوتر والطاقة السلبية من الجسم.
- الإبتعاد قدر الإمكان عن الضغط النفسي، والتركيز على إنجاز مهمة واحدة في الوقت الواحد، وذلك لأن الجسم يفرز عند التوتر مواد تؤثر سلباً على صحة الجسم والعقل.
- تعزيز الثقة بالنفس، والابتعاد عن التفكير السلبي، وانتقاد الذات.
- البحث الدائم عن ممارسة التجارب والعادات الجديدة، مثل تناول طعام جديد، أو الذهاب إلى مكان جديد، مما يساعد في تعزيز التفكير وتحسين الذاكرة.
- الاهتمام بألعاب الذكاء (بالإنجليزية: Mental Games) والأنشطة التي تساعد على تحفيز النشاط الفكري وتقوية الذاكرة والتركيز، بالإضافة الى قضاء أوقات من المتعة والمرح، مثل العاب الشطرنج والكلمات المتقاطعة. حيث أصبحت هذه التمارين والأنشطة الذهنية في وقتنا الحالي بمتناول الجميع، إذ يمكن الوصول إليها وممارستها بجميع الحالات ومختلف الأماكن عن طريق الأجهزة الإلكترونية.
ألعاب الذكاء وتأثيرها على اللياقة الذهنية
أصبحت ألعاب الذكاء في وقتنا الحالي موضوع نقاش بين مؤيدين ومعارضين، وذلك حول تأثيرها ودورها في صقل القدرات الذهنية وتطويرها.
ينصح بعض الأطباء وأصحاب الإختصاص جميع الأشخاص، وخصوصاً كبار السن بألعاب الذكاء التي تعتمد على التحدي، والمنطق، وقوة الذاكرة والتركيز، وذلك بهدف تحسين قدراتهم وحمايتهم من الإصابة بالخرف (بالإنجليزية:Dementia) أو الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer s disease).
تجدر الإشارة إلى أن بعض الأطباء يرون أن تأثير ألعاب الذكاء على العقل بشكل ايجابي قد لا يكون بالحجم الذي يصور له، بل أن هذه الألعاب هي مجرد مضيعة للوقت. وينصحون بدلاً عنها، بالتركيز على اللياقة البدنية مع الالتزام بالقراءة، والتأمل، والتفاعل مع الأشخاص؛ لإثراء التفكير وتحفيز الذاكرة.