يعد الجرب من الأمراض الجلدية التي قد تصيب مختلف الأعمار، وعادة ما يتفشى في الأماكن المزدحمة ذات مستوى النظافة المتدني مثل السجون، والملاجئ، ودور الرعاية، وكذلك البيوت ذات المستوى الاقتصادي والاجتماعي المنخفض، يحدث الجرب إثر غزو نوع من العث للجلد لتعيش وتتكاثر فيه مسببة أعراضًا مزعجة أبرزها الحكة الشديدة والطفح الجلدي. [1]

نجيب في هذا المقال عن أهم الأسئلة والاستفسارات حول كل ما يتعلق بمرض الجرب، وكيف تنتقل عدوى الجرب، وما شكله، وطرق علاجه، وكيفية التخلص منه.

ما هو مرض الجرب؟

الجرب (بالإنجليزية: Scabies) هو داء طفيلي جلدي ينجم عن غزو واختراق عث صغير (طفيل) لطبقات الجلد الخارجية يطلق عليه اسم القارمة الجربية، فيؤدي إلى ظهور طفح جلدي بارز مع حكة شديدة. [2]

يصيب الجرب مختلف الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية حيث أنه يمكن أن ينتقل من شخص لآخر، وغابًا ما ينتشر في أماكن التجمعات متدنية النظافة والتجمعات. [3]

هل الجرب معدٍ؟

يعد الجرب مرضًا شديد العدوى ينتشر بسرعة بين الأشخاص وقد يتفشى في بعض الأماكن، مثل: [1]

  • الأماكن المزدحمة.
  • الأماكن سيئة النظافة.
  • أماكن التشرد.
  • المدارس والحضانات شديدة الازدحام.
  • دور الرعاية.
  • السجون.

كيف تكون بداية الجرب؟

يحدث مرض الجرب عندما يصل العث إلى جلد الشخص عبر الاتصال المباشر بملامسة جلد شخص مصاب فترة طويلة، ومن ثم تضع أنثى عث الجرب بيضها في الأنفاق التي تحفرها في الجلد، وبعد أن ينضج البيض وتخرج اليرقات تعود للانتشار على سطح الجلد، وتنتقل من جلد المصاب إلى الأشخاص الآخرين حوله. [2][3]

تشمل طرق انتقال مرض الجرب ما يلي: [2]

  • الإمساك بيد شخص مصاب فترة طويلة.
  • الاتصال المباشر أثناء الجماع.
  • مشاركة الفراش أو المقاعد مع شخص مصاب.

تجدر الإشارة إلى أن مرض الجرب لا ينتقل عادة عبر المصافحة السريعة، حيث أن عث الجرب لا يستطيع القفز أو الطيران بل إنه يزحف ببطء شديد؛ لذا فإن انتقاله من شخص لآخر يقتصر على ملامسة الجلد للجلد بعض الوقت، ومع ذلك في بعض الحالات المصابة بنوع يسمى الجرب المتقشر قد ينتقل الجرب إلى الشخص السليم بمجرد مصافحة المصاب، إذ أن العدوى تكون شديدة في هذه الحالات ويوجد مئات من عث الجرب على جلد المصاب. [1][4]

يمكن أن يصاب الشخص بالجرب أحيانًا عبر استخدام أدوات شخص مصاب، مثل: [4]

  • المناشف.
  • أغطية الأسرة.
  • الملابس.

متى تبدأ أعراض الجرب بعد الإصابة؟

يختلف بدء ظهور أعراض الجرب بعد الإصابة به من حالة لأخرى، ففي الحالات التي تصاب بالمرض أول مرة قد تظهر الأعراض في غضون 4 إلى 8 أسابيع من الإصابة بالعدوى، بينما في الحالات التي سبق لها الإصابة بمرض الجري فعادة ما تظهر الأعراض خلال يوم إلى أربعة أيام من العدوى. [2]

كيف يكون شكل الجرب عند الإنسان؟

يتسم مرض الجرب بظهور علامات مميزة على الجسم، وتشمل ما يلي: [2][3]

  • الطفح الجلدي: يعد الطفح الجلدي من أبرز علامات الجرب يظهر في صورة طفح يتضمن بثور أو نتوءات وردية، وخطوط ومسارات رمادية اللون يختبئ فيها العث، كما يمكن أن يتسبب الجرب في ظهور بقع حمراء متقشرة.
  • الحكة الشديدة: هي أكثر أعراض الجرب شيوعًا وعادة ما تزداد سوءًا في الليل أو بعد أخذ حمام ساخن.
  • القروح: قد تؤدي الحكة الشديدة إلى تكون قرح على الجلد نتيجة خدشه.
  • القشور السميكة: قد تظهر قشور سميكة رمادية منتشرة على الجلد في حالة الإصابة بالجرب المتقشر، وهو شكل حاد من الجرب حيث يعيش مئات أو آلاف من العث على هذه القشور وتتغذى عليها.

عادةً ما يتركز الجرب في أماكن طيات الجلد لدى الكبار والأطفال والتي تظهر الأعراض فيها، مثل: [2]

  • الرسغ.
  • المرفق.
  • الإبط.
  • بين الأصابع وحول الأظافر.
  • الخصر.
  • الأرداف.
  • باطن القدم.
  • المنطقة المحيطة بحلمة الثدي.
  • الأعضاء التناسلية الذكرية مثل القضيب.

بينما في الرضع والأطفال الصغار يمكن أن يغزو الجرب المناطق الآتية أيضًا: [3]

  • فروة الرأس.
  • الوجه والرقبة.
  • راحتي اليد.
  • باطن القدم.

اقرأ أيضًا: علاج الجرب بالأعشاب والوصفات المنزلية

هل يمكن رؤية عث الجرب بالعين؟

يعد عث الجرب طفيل صغير جدًا يبلغ طوله نصف ملليمتر تقريبًا أو أقل؛ لذا لا يستطيع الشخص في معظم الأحيان رؤيته بالعين المجردة، ومع ذلك يمكن أن يظهر في الحالات الشديدة عندما يكثر عدده في صورة نقاط سوداء صغيرة جدًا على الجلد. [2][4]

هل الجرب خطير أو يهدد الحياة؟

لا يعد الجرب بشكل عام مرضًا خطيرًا أو مهددًا للحياة، ويمكن علاجه بنجاح دون أن يصل الأمر إلى حدوث مضاعفات، ومع ذلك قد تؤدي الحكة الشديدة في حالات نادرة إلى الإصابة بعدوى بكتيرية ثانوية تتطور في التقرحات الجلدية الناجمة عن الحكة، ويمكن أن تؤدي هذه العدوى إلى الإصابة بحالات صحية خطيرة، مثل: [3][5][6]

اقرأ أيضًا: الإصابة بمرض الجرب أثناء الحمل

كم يبقى عث الجرب على الجلد؟

يعيش عث الجرب تحت الجلد ويتغذى على الدم ويضع بيضه في الأنفاق التي حفرها في طبقات الجلد، وقد تتراوح مدة حياة العث في الجلد من شهر إلى شهرين، ولكن نظرًا لتكاثره واستمرار دورة حياته فإن معاناة الشخص تستمر نتيجة ظهور أجيال جديدة من العث بصفة مستمرة إذا لم يتلق الشخص العلاج المناسب ليتم القضاء على جميع بيض العث وليس فقط على عث الجرب. [3][7]

كم يوم يبقى الجرب على الملابس والأثاث؟

بالرغم من أن عث الجرب يعيش على الجلد فترات طويلة، إلا أنه بمجرد مغادرة جلد الإنسان فإنه لا يستطيع العيش على الملابس، أو المناشف، أو الأسرة والأثاث أكثر من 2 - 3 أيام فقط. [7]

كيف يمكن إزالة عث الجرب من الملابس والأثاث؟

يلزم للتخلص من عث الجرب الحرص على تنظيف المنزل بالكامل بما فيه من ملابس ومناشف وأثاث من عث الجرب والتأكد من التخلص منه، كي لا يُعدي الشخص نفسه مرة أخرى بعد العلاج. [7]

تشمل طرق التخلص من عث الجرب ما يلي: [7]

  • غسل الملابس، والمناشف، وأغطية الأسرة بالماء الساخن أو التنظيف الجاف.
  • تنظيف الأثاث بالبخار، أو استخدام المكنسة الكهربائية للتخلص من عث الجرب على المراتب، والسجاد، والأثاث، ومن ثم التخلص من محتويات كيس المكنسة بحذر.

هل يمكن أن ينتقل الجرب من الحيوان إلى الإنسان؟

قد تصاب الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب بالجرب أيضًا، ولكن تختلف فصائل عث الجرب التي تصيب الحيوان عن الإنسان. ولا يمكن أن يتكاثر هذا النوع من العث في جلد الإنسان عند انتقاله إليه من الحيوان، فقط يقتصر الأمر على ظهور بعض الأعراض على الشخص نتيجة دخول عث الجرب تحت الجلد مثل الاحمرار والحكة، إلا أن العث يموت في غضون يومين وتختفي الأعراض تلقائيًا. [8]

ما هو علاج الجرب؟

يعتمد علاج الجرب على استعمال أدوية موضعية، مثل البيرميثرين (بالإنجليزية: Permethrin) تتوفر في صورة كريم أو غسول للجسم، ويتم تطبيقها لعلاج مرض الجرب بالطريقة الآتية: [4][5]

  • الاستحمام بماء دافئ مع فرك الجلد بلطف.
  • تجفيف الجلد جيدًا.
  • وضع الدواء على الجسم بأكمله بدءًا من الرقبة وحتى باطن القدم مع ترك الوجه والرأس.
  • ترك الدواء على الجسم مدة 8 إلى 14 ساعة.
  • الاستحمام مرة أخرى وغسل الدواء جيدًا من على الجلد.

قد يصف الطبيب في بعض الحالات أدوية تؤخذ في صورة أقراص للقضاء على الجرب، وكذلك مضادات الحساسية الفموية أو الموضعية لتخفيف الحكة. [4]

جدير بالذكر أن مرض الجرب لا يختفي تلقائيًا وينبغي علاجه بمجرد اكتشافه لتجنب تفاقمه والإصابة بالمضاعفات. [4]

للمزيد: علاج الجرب: الأدوية الموضعية والفموية

متى يشعر الشخص بالتحسن بعد العلاج؟

عادة ما يبدأ المصاب في الشعور بالتحسن بعد مرور 24 ساعة من بدء العلاج، ولكن قد تستمر الحكة من 4 إلى 6 أسابيع نتيجة وجود رد فعل تحسسي من الجسم تجاه عث الجرب وفي حال لم تختفِ الحكة بعد هذه المدة ينبغي مراجعة الطبيب. [4][5]

نصيحة الطبي

يعتبر الجرب مرضًا شديد العدوى ينجم عن غزو عث الجرب للجلد ويعد الطفح الجلدي البارز والحكة الشديدة التي تزداد ليلًا من أبرز أعراضه، ينبغي على مصابي الجرب تلقي العلاج في أقرب وقت والحرص على تجنب تكرار الإصابة بالعدوى مرة أخرى عبر الاهتمام بنظافة الملابس والمناشف وأثاث المنزل للتخلص من العث المتساقط عليه أولًا بأول.