مبارك، لقد أصبحت أباً! لا شك أنه أمر تختلط فيه مشاعر السعادة، والحماس، والرغبة بتقديم المزيد للعائلة، لكن بين الحين والآخر قد تنتاب الرجل بعض لحظات الشك أو حتى الذعر، وقد يبدأ بسؤال نفسه عما إذا كان جاهزاً ومستعداً لتحمل هذه المسؤولية أم لا. وكما هي الحال مع أغلب الأحداث المهمة في الحياة، فإن أول مرة هو حدث مهم قد يرافقه بعض التوتر والقلق، لكن يجب أن نتذكر أن هذه الأفكار يجب أن لا تسيطر على المشاعر، أو تحرم الشخص أن يعيش اللحظات السعيدة.

توجد الكثير من التساؤلات حول مخاوف أب لأول مرة، مثل هل الزوج يتغير بعد الولادة؟ أو زوجتي تغيرت بعد الولادة؟ أو ما هو دور الأب في تحقيق السعادة للأبناء؟ وفي هذا المقال سنجيب عن هذه التساؤلات وغيرها.

مخاوف اب لاول مرة

ما هي المخاوف التي يمكن أن تواجه الرجل، عندما يصبح أب لأول مرة؟ وما هو الشعور الذي يمكن أن ينتابه في هذه الحالات؟

فيما يلي بعض مخاوف أب لأول مرة، والتي يمكن أن تصيب معظم الرجال، ويرافقها بعض الحلول الممكنة:

  • لا يعلم ما الذي يجب أن يفعله: بالتأكيد فإن أي مرحلة جديدة يدخلها الشخص يحتار فيما قد يفعل، لكن لا داعي للقلق، لا يحتاج الأمر سوى بعض الوقت والصبر، يمكن التحدث مع الأشخاص المقربين عن الأمور التي تسبب القلق، وسيساهم ذلك في الحصول على الدعم من قبل أفراد العائلة، والأصدقاء، والمعارف.
  • عدم الرغبة بحضور الولادة: هل يفضل دخول الزوج غرفة الولادة؟ أو هل حضور الزوج عملية الولادة أمر ضروري؟ في الحقيقة فإن حضور الزوج أثناء الولادة يساعد في الوقوف بجانب الزوجة، ويخفف عنها عبء وألم الولادة، ولا داعي للقلق من احتمال حدوث شيء محرج، مثل عدم مقدرة الرجل على تحمل رؤية العملية، يمكن للزوج حضور بعض حصص الولادة التي تعطي تصوراً عما يمكن توقعه خلال عملية الولادة مع الزوجة لتسهيل تقبل فكرة الدخول معها غرفة الولادة.
  • الشكوى من عدم القدرة على تحمل جميع الأعباء المادية: يمكن وضع الأولويات، وربما قد يحتاج الأمر التنازل عن بعض الكماليات والاكتفاء بالمتطلبات الأساسية. لذا يمكن تنظيم الميزانية، وتوفير أهم احتياجات الطفل أولاً مثل السرير والمستلزمات الأخرى، ثم الانتقال شيئاً فشيئاً إلى الأمور الأخرى الأقل أهمية.
  • الخوف من القيام بتغيير الحفاظات: أهم مخاوف أب لأول مرة، إذ يبدو الأمر صعباً وربما مقززاً إلا أن أغلب عمليات تغيير الحفاظات لا تتطلب الكثير، ويجب أن يتذكر أن زوجته تقوم بذلك مراراً وتكراراً دون شكوى، وأنها سوف تقدر مساعدته لها بشكل كبير.
  • القلق من عدم معرفة مما يشكو الطفل: الأمر لا يدعو للقلق أيضاً، فلا يحتاج الأمر أن أن يكون الأب طبيباً كي يعرف أن الطفل ليس على ما يرام، في حال لاحظ ارتفاع حرارة الطفل على سبيل المثال، يجب القيام بالاتصال أو بزيارة أخصائي الأطفال، أما بالنسبة للزوجتك، ففي حال انها ليست على ما يرام هنالك الكثير من أطباء النسائية.
  • القلق من انتهاء حياته الخاصة: فقد يعتقد الأب لأول مرة أنه لن يستطيع القيام بالأمور التي كان يحب القيام بها قبل أن يصبح أباً، لكن ذلك غير صحيح. قد يحتاج الامر بعض التعديلات، لكن ليس لدرجة فقدان جميع النشاطات التي يحبها تماماً. فالأمر يحتاج إلى استراحة بين الحين والآخر من الروتين اليومي.
  • البكاء لن يتوقف: صحيح أن الأطفال الصغار يبكون دائماً حتى عندما يكونون غير جائعين، لكن في هذه الحالات يكمن دور الأب مع الطفل الرضيع تعلم كيفية إيقاف طفله عن البكاء، وتعلم طريقة التعامل معه، قد يتطلب الأمر بعض الوقت لذا عليه التحلي بالصبر.
  • فقدان بعض ساعات النوم والراحة: قد يحتاج الأب إلى قسط من الراحة لكي ينهض مبكراً للعمل عندما يقرر الطفل أن يبدأ بالبكاء في منتصف الليل، لكن يجب على الان أن يتذكر أن هذه الفترة سوف تمضي. وأن عليه التناوب مع زوجته للعناية بالطفل وتنويمه.
  • الخوف من عدم قدرته على الخروج مع الطفل لوحده: لكن يجب على الرجل العلم بأنه ربما يحتاج أو يضطر للخروج مع الطفل لوحده في وقت من الأوقات، سواءً لزيارة الطبيب، أو التنزه، أو لغيرها من الأسباب. لذا يمكنه التدرب على الخروجات البسيطة مثل التنزه في الأماكن القريبة، ثم البدء باصطحاب الطفل للتسوق.
  • الخوف من الشعور بالإهمال أو التهميش: هل يتغير الزوج بعد أول مولود؟ في بعض الأحيان قد يشعر الزوج بأنه يتم تجاهله، أو أن لا أحد يعيره اهتماماً، وأن محط الأنظار مقتصر على الزوجة والطفل، مما يؤدي إلى تغيير مزاجه أو طريقة تعامله، لكن هذا شيء طبيعي لا يسبب الإزعاج، لأنه مع مرور الوقت سوف تعود الأمور إلى مجاريها.

اقرأ أيضاً: كيف تتعامل الأسرة مع ولادة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة؟

نصائح الى الزوجين

سواء كان الرجل يحب الاعتناء بالأطفال أم لا، فإنه يحتاج إلى بعض الوقت لمساعدة زوجته للعناية بطفلهما الجدد، إذ إن الحمل لوحده قادر على إنهاكها، بالإضافة إلى أن الإرضاع يحتاج إلى الكثير من الطاقة، لذا يمكن الاطلاع على النصائح التالية، والتي تسهل الحياة وتقلل مخاوف أب لأول مرة، وكذلك الأم:

  • مساعدة الأم في كل شيء ممكن، النشاط الوحيد المقتصر على الأم هو الرضاعة الطبيعية، إذ يمكن للأب القيام بجميع المهام الأخرى، مثل تغيير الحفاظات، وتحميم الطفل، وملاعبته، مما يعطي فرصة للزوجة للاستراحة لبعض الوقت.
  • مشاركة الزوج لزوجته مسؤوليات الإرضاع، في حال استخدام الزجاجة التي تحتوي على الحليب الصناعي، الأمر الذي يعطي الزوجة فرصة للاستراحة، ويعطي الأب فرصة إنشاء روابط مع طفله.
  • المساهمة في المناوبات الليلية، خاصةً الأسابيع الأولى التي تكون حافلة بليالي خالية من النوم، يمكن مساعدة الزوجة عن طريق حمل الطفل، والقيام بتغيير الحفاظات، والقيام بالإرضاع، أو إحضار الطفل إلى الأم لكي ترضعه ثم إعادته إلى السرير.
  • الاعتذار من الزوار في الفترة الأولى بعد الولادة، فقد يرغب الكثير من الأقارب أو الأصدقاء بالزيارة بعد قدوم الضيف الجديدة للعائلة، لكن ينبغي على الأب عدم الخجل من الاعتذار عن استقبال الزوار عندما يكون الوضع غير ملائم لذلك.
  • محاولة القيام بمهمات الزوجة المنزلية، مثل الطهي، وغسل الصحون، والملابس، وغيرها من مهمات التنظيف.
  • الصبر: قد تكون العلاقة الحميمة أخر ما يخطر في بال الرجل في هذه الفترة، لكن ذلك لا يعني عزوف الزوج عن زوجته بعد الولادة، بل يجب التأكد من حالتها الصحية والاطمئنان عليها، والنزول عند رغبتها في هذه الآونة، حتى تتعافى. ولا ننسى أن المداعبة مهمة جداً في هذه الفترة حيث أن التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل تصيب المهبل بالجفاف.

اقرأ أيضاً: مراقبة وتتبع نوم الطفل

واجبات الاب تجاه ابنائه

يلعب الآباء دوراً هاماً في حياة أولادهم، ولا يمكن لأحد ملء مكان الأب، مما يعني أن مسؤولية الأب تجاه أبنائه لها تأثير في تشكيل الأطفال، وما سيكونون عليه مستقبلاً، ويمكن القول أن أهم واجبات الأب تجاه أبنائه تتلخص فيما يأتي:

  • التنمية العاطفية: الأب يعني الشعور بالأمان، الجسدي والعاطفي، لذا يتطلع الطفل إلى والده لجعله فخوراً به، مما يعزز النمو الداخلي والقوة للطفل، وفي حال كان الأب حنوناً وداعماً، فإن ذلك يزيد من النمو المعرفي والاجتماعي للطفل، ويزيد من ثقة الطفل بنفسه.
  • تحديد العلاقات مع الآخرين: يؤثر الآباء على علاقة الأبناء بالآخرين، إذ تؤثر الطريقة التي يتعامل بها الأب مع أبنائه على طريقة اختيار الأبناء لأصدقائهم.
  • الأب وبناته: يشكل الأب في حياته بناته أهمية كبيرة، إذ يكون مصدر الحب والثقة، وفي حال كان الأب قوياً وشجاعاً، فإن الفتاة تميل إلى الارتباط بشخص كوالدها قوياً وشجاعاً.
  • الأب وأبنائه: الأولاد عكس البنات، إذ يقوم الأولاد بتشكيل شخصياتهم بطريقة مشابهة لآبائهم، إذ يبدأون بتقليد سلوك الأب، لذا يجب على الآباء أن يكونوا قدوة صالحة لإنشاء جيل صالح.

اقرأ أيضاً: الدورات التحضيرية للولادة