يتم تنظيم وظائف الجسم المختلفة عن طريق الجهاز العصبي والجهاز الهرموني، ويشترك كلا النظامين في التحكم بنشاط الجهاز التناسلي الأنثوي في سلسلة أحداث شهرية منتظمة تعرف باسم الدورة الشهرية، وفي هذا المقال، سوف نعرف ما هي الهرمونات التي تنظم عمل الجهاز التناسلي عند الإناث؟
ما هو الهرمون؟
قبل أن نتحدث عن الهرمونات التي تنظم عمل الجهاز التناسلي عند الإناث، يجب أن نعرف ما هو الهرمون؟
الهرمون هو مادة كيميائية ينتجها الجسم وتدور في الدم، وتقوم الهرمونات المختلفة بتنظيم والتحكم في نشاط الخلايا أو الأعضاء المختلفة.
تشمل الهرمونات التي تنظم عمل الجهاز التناسلي عند الإناث:
- الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Gonadotropin-Releasing GnRH Hormone).
- الهرمون المنبه للجريب (بالإنجليزية: Follicle-Stimulating Hormone FSH).
- هرمون اللوتين (بالإنجليزية: Luteinizing Hormone LH).
وتقوم الهرمونات السابقة بإنتاج هرمونات في الدماغ، وهما:
- هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Oestrogen).
- هرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone).
وذلك عن طريق المبايض، والجسم الأصفر (بالإنجليزية: Corpus Luteum)، والغدد التناسلية المشيمية البشرية (بالإنجليزية: Human Chorionic Gonadotropin HCG ).
كما أن هناك هرمونات يتم إفرازها أثناء الحمل والرضاعة، وهي:
- هرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin).
- هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin).
الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية
يتم إفراز الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية عن طريق جزء من الهرمونات العصبية، حيث يتم إنتاجه من خلايا عصبية، وذلك عن طريق جزء من الدماغ يسمى الوطاء (بالإنجليزية: Hypothalamus). عندما يدور في الدم، فإنه يتسبب في إطلاق هرمونين مهمين من الغدة النخامية في جزء متخصص آخر من الدماغ، وهما:
- الهرمون المنبه للجريب: وذلك خلال النصف الأول من الدورة الشهرية.
- هرمون اللوتين: وهو الهرمون الذي يحفز إنتاج هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون، وبالتالي يؤدي إلى الإباضة، أي إطلاق بويضة ناضجة من المبيضين، كذلك يعزز نمو الجسم الأصفر.
في مرحلة الطفولة، يكون نشاط الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية منخفضاً، ويزداد تزامناً مع مرحلة البلوغ.
الهرمون المنبه للجريب
تقوم الغدة النخامية بإفراز الهرمون المنبه للجريب عن طريق الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، وذلك خلال النصف الأول من الدورة الشهرية، ويقوم بتنظيم الوظائف التالية في الجسم:
نمو الأعضاء التناسلية لدى المرأة: مثل الثدي والمهبل.
- البلوغ الجنسي: وهي المرحلة التي تنزل بها الدورة الشهرية لتصبح المرأة قادرة على الحمل والإنجاب.
- التكاثر وحدوث الحمل والإنجاب، وذلك من خلال:
- تحفيز نمو جريب المبيض الناضج.
- التحكم في إنتاج البويضات لدى المرأة.
- التحكم في إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجل.
هرمون اللوتين
يطلق عليه أيضاً اسم الهرمون المنبه لتكوين الجسم الأصفر، ويتم إنتاج هرمون اللوتين عن طريق الغدة النخامية في الدماغ، وذلك من خلال الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، ويقوم هرمون اللوتين بالوظائف التالية:
- تحفيز المبايض لإنتاج هرمون الاستروجين وهرمون البروجسترون، وبالتالي يؤدي إلى الإباضة، أي إطلاق بويضة ناضجة من المبيض، وهذا يعني أن هرمون اللوتين يلعب دوراً أساسياً في حدوث الحمل لدى المرأة لأنه السبب الرئيسي في إنتاج هرمونات الحمل.
- تعزيز نمو الجسم الأصفر: وهو الجسم الذي يقوم بإنتاج هرمون البروجسترون، وبالتالي تحفيز الرحم حتى يكون مؤهلاً لزرع بويضة ملقحة.
هرمون الاستروجين
هو هرمون تناسلي أنثوي، ينتجه المبيض بشكل أساسي لدى المرأة غير الحامل، ويقوم بالوظائف التالية:
- تطوير الخصائص الجنسية لدى المرأة.
- تعزيز نضج البويضة حتى تكون مستعدة للإخصاب.
- تعزيز نمو بطانة الرحم وزيادة الإنقباضات بعضلة الرحم.
- زيادة سمك بطانة الرحم.
- تقليل خطر الإصابة بالعدوى: وذلك من خلال خفض حموضة المهبل.
- تسهيل انتقال الحيوانات المنوية والحفاظ عليها خلال فترة التبويض، وذلك من خلال تشكيل مخاط في القناة التناسلية.
- تنظيم حركة إنتقال البويضة عن طريق قناة فالوب، وكذلك تنظيم حركة الحيوانات المنوية حتى تتمكن من اختراق الغشاء الخاص بالبويضة واكتمال التلقيح.
- الحفاظ على صحة وقوة العظام ووقايتها من التلف والهشاشة.
- الحفاظ على صحة البشرة وتحسين مرونتها ونضارتها.
ومع تقدم العمر، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين بالجسم تدريجياً، ولذلك تزداد فرص الإصابة بهشاشة العظام في مرحلة انقطاع الطمث، وتصبح البشرة أقل مرونة، كما لا تتمكن المرأة من الحمل والإنجاب.
للمزيد: كيف تحافظ المرأة على صحتها في سن اليأس؟
هرمون البروجسترون
يعرف أيضاً باسم هرمون الحمل، ويتم إنتاج هرمون البروجسترون من الجسم الأصفر في المبيض، كما يتم إنتاجه بكميات أقل من خلال الغدة الكظرية والمشيمة. وتتمثل وظائفه في:
- تحضير بطانة الرحم لاستقبال وتطوير البويضة الملقحة: وذلك خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية لدى المرأة.
وفي حالة عدم حدوث التخصيب، تنخفض مستويات هرمون البروجسترون، ويقوم الرحم بالتخلص من البطانة الخاصة به عن طريق الدورة الشهرية، وهو ما يؤكد عدم حدوث الحمل.
- تثبيط إنتاج هرمون الاستروجين بعد حدوث التبويض: ففي حالة حدوث الحمل تنخفض مستويات الاستروجين بعد انتهاء مهمته، وترتفع مستويات البروجسترون ليبدأ في القيام بدوره لتهيئة بطانة الرحم لحدوث الحمل.
ولا تقتصر وظائف هرمون البروجسترون مع بداية حدوث الحمل، بل يقوم بمجموعة من الوظائف الأخرى خلال الحمل، وهي:
- منع إنتاج البويضات، وكذلك منع حدوث التخصيب خلال مرحلة الحمل.
- تعزيز نمو وتطور الجنين.
- تعزيز قوة عضلات الحوض حتى تصبح مهيأة للولادة.
- تحفيز الأنسجة والغدد بالثدي لإنتاج الحليب الخاص بالرضاعة.
اقرأ أيضاً: التغيرات التي تصيب الثديين خلال الحمل
هرمون البرولاكتين
هرمون ببتيد موجه للغدد التناسلية تفرزه الغدة النخامية، ويحفز نمو الغدد الثديية والرضاعة عند الإناث، ويعرف أيضاً باسم هرمون الحليب.
حينما ترتفع مستويات البرولاكتين في الجسم خلال مرحلة الحمل والولادة، فسوف تنخفض مستويات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية.
يتم تنظيم مستويات البرولاكتين عن طريق هرمونات الوطاء (بالإنجليزية: Hypothalamic Hormones)، وهرمون إفراز البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin-Releasing Hormone) والهرمون المثبط للبرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin Inhibiting Hormone).
هرمون الاوكسيتوسين
تفرز الغدة النخامية الخلفية هرمون الأوكسيتوسين الذي يحفز تقلصات الرحم أثناء الولادة. لا تكون عضلات الرحم الملساء حساسة للغاية للأوكسيتوسين حتى أواخر الحمل، عندما يصل عدد مستقبلات الأوكسيتوسين في الرحم إلى ذروته، تزداد حدة الانقباضات، وذلك حتى اكتمال الولادة.
أيضاً يحفز الأوكسيتوسين تقلص الخلايا العضلية الظهارية حول الغدد الثديية المنتجة للحليب. عندما تنقبض هذه الخلايا، يتم دفع الحليب من الحويصلات الإفرازية إلى قنوات الحليب وطرده من الثدي لأسفل، مما يسهل عملية الرضاعة. يتم تحفيز إفراز الأوكسيتوسين عن طريق الرضاعة الطبيعية، مما يؤدي إلى إفراز الأوكسيتوسين في منطقة ما تحت المهاد وإطلاقه في الدورة الدموية بالغدة النخامية الخلفية.
للمزيد: فوائد الرضاعة الطبيعية