تعزى الإصابة بسكر الأطفال إلى عجز البنكرياس عن إفراز هرمون الأنسولين، أو إلى عدم قدرة الجسم على استخدام الانسولين المنصع بالطريقة الصحيحة.
وتعود أهمية الأنسولين إلى كونه الهرمون الوحيد القادر على مساعدة الجلوكوز للدخول إلى الخلايا وإنتاج الطاقة اللازمة للجسم.
تستدعي اصابة طفل بالعائلة بمرض السكري إلى حالة من الاضطراب العام، نظراً لعدم معرفة بعض الآباء والأمهات بالطريقة الصحيحة التي يجب عليهم اتباعها في التعامل مع طفل مريض السكر.
ولكن الأمر بسيط إذا تم ادراك جميع جوانبه والالتزام بها، ويعتبر مرض السكري من الامراض المزمنة التي يجب للمريض ومن حوله التعايش مع سكري اطفاللضمان الحصول على حياة طبيعية مع بعض الاحتياطات والالتزامات.
ومن أهم هذه الجوانب والتي تؤثر تأثيراً مباشراً على صحة الطفل، وحالته العامة من خلال تأثيرها على مستويات السكر بالدم، هي الحمية الغذائية التي يتبعها المريض، فمثلاً إن تناول كميات كبيرة من السكر تعمل على رفع مستويات سكر الدم وبالتالي حدوث مضاعفات مثل الغثيان أو فقدان الوعي، وغيرها من المضاعفات التي قد تكون خطيرة.
أما تجويع الجسم وعدم الحصول على كميات كافية من الطعام، أيضاً يؤدي إلى هبوط سكر الدم وبالتالي قد يصل الامر إلى الدخول بغيبوبة، أو أمراض العين أو ارتفاع ضفط الدم وغيرها.
للمزيد من المعلومات:
سكري الأطفال خطر يهدد استقرار وحياة أسره بأكملها
الحمية الغذائية المناسبة لمرضى سكر الاطفال
علاج سكري الأطفال يرتكز على ثلاثة محاور أساسية هي الأنسولين والطعام والرياضة
للحصول على مستويات سكر طبيعية في الدم:
إن تغذية مرضى سكري الأطفال (سكري النوع الأول) أمر في غاية الأهمية، حيث أن الإحتياجات الغذائية يجب أن تتناسب مع احتياجات الأنسولين وذلك تجنباً لإرتفاع مستوى السكر أو إنخفاضه عن الحد الطبيعي.
والحمية الغذائية المتبعه يجب أن تكون صحية ومتوازنة وكافية لنموه جسمياً وعقلياً وصحياً ونفسياً، وغنية بجميع العناصر الغذائية الأساسية لنمو الأطفال بكميات محددة بحسب العمر والجنس والوزن والنشاط الحركي ويتم تحديد هذه الكميات من قبل الطبيب أو أخصائي التغذية.
الحمية الغذائية الصحية لطفل مصاب السكري يجب أن تقسم مصادر السعرات الحرارية كالآتي:
- 10-20% بروتينات، ويجب اختيار مصادر البروتينات الصحية مثل الدجاج منزوع الجلد والدهن، السمك، والقليل من الدهون الحمراء منزوعة الدهون، والحليب قليل الدسم.
- من 25-30% دهون، يجب تجنب الاطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة، والدهون المتحولة.
- من 50-60% كاربوهيدرات.
الكربوهيدرات وسكري الاطفال
تعد الكربوهيدرات (النشويات) من أهم العناصر التي يجب مراعاتها عند إتباع نظام غذائي صحي لمرضى سكري الأطفال، لأنه 50% من السعرات الحرارية التي يحتاجها طفل السكري يحصل عليها من الكربوهيدرات.
إن حساب الكربوهيدرات هو أحد أساليب تنظيم الوجبات المتناولة من قبل مرضى السكري كونها الأكثر تأثيراً على مستويات سكر الدم.
وتوصل الباحثون إلى تحديد قياس للكربوهيدرات وهي أن كل حصة واحدة أو وحدة كربوهيدرات واحدة= 15 غرام من الكربوهيدرات.
مثال:
إذا كانت طفلة عمرها 8 سنوات تعاني من سكري الأطفال فهي تحتاج تقريباً إلى 1800 سعرة حرارية يومياً وبما أن الكربوهيدرات تشكل 50% من السعرات الحرارية فإن (1800×50%= 900)، إذاً فالطفلة تحتاج إلى 900 سعرة حرارية من الكربوهيدرات.
وبما أن الجرام الواحد من الكربوهيدرات يعطي 4 كيلو كالوري من الطاقة فإن (900÷4 =225) جرام أي يمكن إعطاء الطفلة التي تحتاج إلى 1800 سعرة حرارية يومياً حوالي 225 جرام كربوهيدرات يومياً.
وبما أن وحدة كربوهيدرات واحدة تعادل 15 جراممن الكربوهيدرات فإن (225÷15= 15) فبالتالي تستطيع الطفله تناول 15 وحدة من وحدات الكربوهيدرات.
لذلك من المهم جداً معرفة طريقة حساب الكربوهيدرات بالجرامات أو بالبدائل للتحكم بنسبة السكري والتي تختلف من طفل لآخر حسب العمر والجنس والطول والحالة الصحية.
تالياً أهم المجموعات الغذائية التي تعادل ما يقارب 15 غرام من الكربوهيدرات والتي من خلالها يمكن اختيار وحدات الكربوهيدرات المناسبة حسب الرغبة.
مجموعة الخبز والنشويات:
كل بديل من هذه المجموعة يحتوي على 15 غرام كربوهيدرات و80 سعرة حرارية:
- 30 جرام خبز أو ما يعادل نصف رغيف خبز صغير
- 2/1 كوب كورن فليكس
- 3/1 كوب أرز
- 2/1 كوب ذرة
- 1 بطاطا مسلوقة صغيرة الحجم
- 3/1 كوب حمص
- 2/1 كوب معكرونة مطبوخة
- 3/1 كوب بازيلاء وغيرها من البقوليات
مجموعة الفواكه:
كل بديل من هذه المجموعة يحتوي على 15 غرام كربوهيدرات و60 سعر حراري:
- 1 تفاحة
- 1 حبة كيوي متوسطة الحجم
- 15 حبة عنب
- 2/1 موزة كبيرة الحجم أو 1 موزة صغيرة.
- 1 حبة برتقال متوسطة الحجم
- 1 حبة اجاص
- 1 حبة دراق
- 12 حبة كرز
- 2/1 مانجا
- 2 حبة تين
- 3 حبة مشمش
مجموعة الحليب:
كل بديل من هذه المجموعة يحتوي على 12 غرام كربوهيدرات و120 سعرة حرارية:
- 1 كوب حليب كامل الدسم
- 1 كوب لبن
لم يتم ذكر مجموعة اللحوم ومجموعة الخضار ومجموعة الدهون كونها لا تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات ولها تأثير بسيط على الجلوكوز في الدم.
ومن الضروري الحصول على جداول وحدات الكربوهيدرات لإختيار البدائل والأطعمة المفضلة لطفلك.
ويفضل إستخدام أدوات قياس دقيقة لتسهل عملية التوزين كاستعمال كوب قياس مرقّم وميزان رقمي صغير وملاعق طعام مناسبة تساعد في قياس ووزن الحصص والوحدات المطلوبة وضرورة مراعاة أن الكربوهيدرات لا تتساوى بأنواعها المختلفة في قدرتها على رفع مستوى السكر في الدم وهذا ما يعرف بمفهوم معامل الجلوكوز (Glycemic Index) وهو عبارة عن قدرة المادة الغذائية على رفع سكر الدم بالمقارنة مع قدرة الجلوكوز على ذلك.
فمثلاً glycemic index لفول الصويا والفول السوداني منخفــض (10-19%) بينما glycemic index للجزر والبطاطا والكورن فليكس والعسل مرتفع (80-90%).
نصائح لتغذية مرضى سكر الأطفال
- ضرورة فحص مستوى السكر بإستمرار ويومياً وبمعدل 4-7 مرات لمراقبة إرتفاعه وهبوطه ولتحديد جرعة الأنسولين المناسبة ولتتبع سير الأمور بشكل أفضل.
- ضرورة حساب كمية الكربوهيدرات المتناولة يومياً ومراجعة أخصائي التغذية لتزويدكم بالنشرات والجداول الخاصة بوحدات الكربوهيدرات وتزويد طفلكم بالحمية الغذائية المناسبة لمرضى سكري الأطفال بحيث تتناسب مع العمر والطول والجنس والوضع الصحي.
- ضرورة ممارسة الرياضة بإستمرار لتجنب السمنة وكذلك الرياضة تساعد على استعمال الأنسولين بشكل أسرع وتقلل من إحتياجات الجسم للأنسولين مع مراعاة تناول حصة كربوهيدرات أو أكثر قبل ممارسة الرياضة لتجنب هبوط السكر.
- غذاء مرضى سكري الأطفال يجب أن يكون متكاملاً ومتنوعاً بحيث يحتوي على جميع المجموعات الغذائية الضرورية من الحبوب والنشويات، واللحوم، والفواكه، والخضراوات، والحليب والدهون لسد إحتياجات الجسم الضرورية.
- يفضل تناول 3 وجبات رئيسية و2-3 وجبات خفيفة خلال النهار.
- التقليل من تناول الأغذية الغنية بالدهون والمقالي واستبدالها بالأصناف القليلة الدسم فمثلاً التركيز على إعطاء الدجاج منزوع الجلد، وإختيار اللحوم الخالية من الدهون، مثل اللحم البقري والتركيز على تناول الأسماك بمعدل مرتين أسبوعياً، ومراعاة تناولها مشوية بدلاً من مقلية واختيار الحليب والألبان والأجبان قليلة الدسم.
- ضرورة شرب الماء والسوائل بإستمرار وخاصة عند وجود إرتفاع شديد في نسبة السكر ومراعاة تجنب العصائر المحلاة والمشروبات الغازية.
- عندما يكون الطفل مضطراً لتناول طعامه خارج المنزل يجب معرفة كيفية إختيار الطعام المناسب ومعرفة طريقة تحضيره والمكونات الغذائية التي استعملت في تحضيره، وذلك لتحديد جرعة الأنسولين المناسبة تماشياً مع وجبة الطعام وكمية الكربوهيدرات الموجودة فيها مع محاولة قدر الإمكان تقليل عدد مرات تناول الطعام خارج المنزل.
- الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف وخاصة الخضار والحبوب الكاملة كونها غنية بالفيتامينات والمعادن وتعطي الشعور بالشبع.
- تناول فيتامين D بإستمرار كونه يعتبر من أهم الفيتامينات الضرورية والمفيدة لمرضى سكري الأطفال.
- الإكثار من تناول الأطعمة التي لا تحتوي على كربوهيدرات أو التي تحتوي على نسبة قليلة من الكربوهيدرات، لأن تأثيرها على نسبة السكر.
- مراعاة أن يكون النظام الغذائي المتبع يحتوي على كمية قليلة من الأطعمة ذات المحتوى العالي من الكربوهيدرات مثل الخبز الأبيض، الأرز، المعكرونة، البطاطا كونها تحتوي على سكريات سهلة الهضم تؤدي إلى إرتفاع مستوى السكر في الدم بسرعة.
- يمكن لأطفال السكري تناول الحلويات والشوكولاته ولكن بكميات قليلة جداً ومن الأفضل قياس معدل السكر في الدم بعد تناول الحلوى من أجل ضبط جرعة الأنسولين لها إذا لزم الأمر.
- محاولة التنوع في الوجبات وعدم الحرمان حتى لا يمل الطفل ويدفعه ذلك لتناول طعام أخر في الخفاء قد يضره أو يدفعه لطلب طعام مفضل له من اصدقائه في المدرسة.
- قراءة بطاقة البيان والملصق الغذائي الموجود على أغلفة المنتجات الغذائية والمأكولات الجاهزة لمعرفة محتواها من الكربوهيدرات مع مراعاة أن مصطلح خالي من السكر التي نراها على العديد من المنتجات الغذائية لا تعني أنه خالي من الكربوهيدرات.
- بعد فتح علبة الأنسولين يفضل حفظه في درجة حرارة غرفة لا تتجاوز 25 درجة مئوية، ويفضل استخدامه خلال شهر وحفظه بعيداً عن اشعة الشمس ومراعاة كتابة التاريخ على العلبة عند فتحها ويفضل استخدام ابرة جديدة في كل مرة، وتغير مكان حقن الأنسولين بإستمرار بين البطن والجزء العلوي من الذراعين والساقين.
- ضرورة إخبار إدارة المدرسة والمعلمين عن حالة الطفل وعن إصابته بسكري الأطفال لأخذ الإجراءات الوقائية اللازمة في حالة حدوث غيبوبة إرتفاع السكر أو غيبوبة هبوط السكر.
- تزويد طفل السكري بحقيبة يدوية صغيرة خاصة به يأخذها معه دائماً أينما يذهب ليضع بداخلها جهاز فحص السكر، وإبر الأنسولين، ونوع حلوى أو شوكولاته أو عصير محلى أو كبسولات خاصة لرفع السكر في حالة هبوط السكر، وبطاقة شخصية عليها إسم الطفل وتشخيص مرضه ورقم هاتف الوالدين للإتصال معهم عند الضرورة.
- من هنا نرى دور الأهل في إحكام المراقبة وتنظيم الحياة اليومية للطفل بالشكل الذي يشعره بانه لا يختلف في شيء عن ابناء جيله ومراعاة الحالة النفسية له ليعيش حياة سعيدة مليئة بالحنان .
- وعلى الأهل أن يكونوا قدوه لطفلهم وهذا يتطلب منهم أن يتناولوا طعاماً صحياً مثل طفلهم لمراعاة مشاعره ونفسيته لأنه من الصعب أن يرى الطفل أن أهله يأكلون ما يحلو لهم من طعام وحلوى وهو كأنه معاقب يتناول الخضار والحبوب الكاملة ولكن إذا كان طعام الأهل صحي ولذيذ فسيأكل هو الطعام الصحي ويسعد به .
- وضرورة معرفة أن حمية مرضى السكري يمكن اتباعها للأصحاء أيضاً حيث أنها الأكثر صحة وفائدة.
للمزيد من المعلومات: