- يميل الناس في حالات الكوارث والحروب وتفشي الأوبئة مثل وباء فيروس الكورونا الجديد المعروف بكوفيد 19 (بالإنجليزية: Covid-19 pandemic) إلى الشعور بالخوف والذعر بسبب عدم قدرتهم على التحكم بما يحدث حولهم، و وجود العديد من الأسئلة التي تجول في خاطرهم، وقلقهم على سلامتهم وسلامة أحبتهم.
- وفي العصر الحالي أدى التطور الكبير في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى زيادة الخوف والقلق بشكل أكبر لدى الناس حيث تستمر نشرات الأخبار على مدار الساعة وتنتشر الأخبار المضللة الخاطئة و الرسائل التي تثير الهلع في قلوبهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
- للمزيد إقرأ: تأثيرات مواقع التواصل الإجتماعي على الصحة النفسية
ما تأثير الخوف على الصحة العامة لدى الإنسان؟
تشمل الآثار المحتملة للخوف المزمن على الصحة العامة ما يلي:
- خلل في الجهاز المناعي.
- خلل في نظام الغدد الصماء.
- تغير وخلل في وظائف الجهاز العصبي.
- اضطراب دورة النوم.
- اضطرابات الأكل.
- تقلب في المزاج واكتئاب.
- أفكار و وساوس قهرية.
كيف يؤثر الخوف على الجهاز المناعي؟
- يتكون جهاز المناعة من شبكة كبيرة ومعقدة من الأعضاء، والأنسجة، والخلايا، والمواد التي تصنعها والتي تساعد الجسم على مكافحة العدوى ومقاومة الأمراض.
- تقل فعالية الجهاز المناعي عند تعرض الإنسان إلى ظروف تؤدي إلى حالة من الخوف أوالقلق أوالتوتر أوالإرهاق أوالاكتئاب، و تؤثر على صحته وتزيد من احتمال إصابته بالأمراض.
أوضحت الدراسات بعض الأسباب التي تجعل للخوف تأثير سلبي على جهاز المناعة ومن أهمها:
- يؤثر الخوف على الدماغ وبالتالي يؤثر على الألياف العصبية الخارجة منه التي تؤثر على الأعضاء المؤثرة في جهاز المناعة مثل نخاع العظم والغدة الزعترية والطحال، حيث تقوم هذه الألياف بإفراز مواد تؤثر على المستقبلات الموجودة على كريات الدم البيضاء والخلايا المناعية الأخرى.
- تتأثر الغدد الصماء بحالات الخوف والقلق ويؤثر ذلك على إفرازها للهرمونات مثل الكورتيزول، والأدرينالين، والميلاتونين، هرمون النمو، و الإندورفين زيادة أو نقصاناً.
- عدم التوازن في إفراز الهرمونات وحالة الطوارئ التي يمر بها الجسم عند الشعور بالخوف أو الهلع تؤدي إلى تغيير في أعداد كريات الدم البيضاء وطريقة تنظيمها وتوزيعها وتحركها في الجسم مما يؤثر على الإستجابة المناعية لها وبالتالي على جهاز المناعة ككل.
- حالة الفوضى والطوارئ التي يعيشها الجسم أثناء حالة الخوف قد تؤدي أيضاً إلى فقدان جهاز المناعة توازنه ومرونته والسيطرة على مكوناته الذي قد يقود إلى رد فعل مناعي كبير بحيث يهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم نفسها ويؤدي إلى تكون أمراض المناعة الذاتية التي تقلل من كفاءة استجابة الجسم للعدوى والأمراض الأخرى.
- يؤثر الشعور بالخوف على سلوك الإنسان وتصرفاته حيث يجعله أكثر عرضة للقيام بسلوكيات تقلل من فعالية الجهاز المناعي مثل تناول الطعام غير الصحي الغني بالسكريات مثلا، أو اتباع عادات غذائية مضرة مثل الإفراط في تناول الطعام أو الامتناع عنه، أو اللجوء إلى تعاطي الكحول والأدوية.
- للمزيد إقرأ: هل حقا قد يهاجم جهاز المناعة جسم المصاب بفيروس الكورونا؟
هل يمكن أن يكون تأثير الخوف على جهاز المناعة أكبر لدى فئة معينة من الناس؟
- جهاز المناعة في الإنسان الذي يتمتع بصحة جيدة مرن وقادر على التأقلم مع التغييرات الكبيرة التي تحدث فيه نتيجة حالة الخوف.
- ولكن يمكن أن تتعرض مرونة الجهاز المناعي للخطر بسبب العمر والمرض، حيث مع التقدم بالعمر يصبح الجهاز المناعي أقل مرونة وقدرة على التأقلم.
- انخفاض قدرة الجهاز المناعي على الاستجابة للتحفيز هو أحد المؤشرات على فقدان المرونة ونتيجة لذلك نجد أن كبار السن أقل قدرة على الاستجابة لللقاحات واستجابات المناعة الخلوية، مما قد يسهم بدوره في الوفيات المبكرة و زيادة إحتمالية تعرضهم للإصابة بالعدوى.
- إصابة الإنسان بأمراض يمكنها أن تقلل من فعالية جهاز المناعة مثل السكري ومشاكل القلب والكلى التي تؤثر على الدورة الدموية وعلى مكونات جهاز المناعة وعلى قيامها بوظائفها مما يؤثر على مرونة جهاز المناعة وقدرته على التأفلم في حالة الخوف.
كيف يمكن أن يؤثر الخوف على إحتمالية الإصابة بفيروس الكورونا الجديد؟
- مع انتشار فيروس كورونا (بالإنجليزية: Corona) في معظم دول العالم وارتفاع أعداد الوفيات بسببه يزداد الخوف والهلع في نفوس الناس مما يؤثر سلبا على صحتهم بشكل عام وعلى جهاز المناعة لديهم بشكل خاص.
- الصحة النفسبة مهمة للحفاظ على الجهاز المناعي سليم، فكما يحتاج الشخص إلى الممارسات الوقائية مثل غسل اليدين و التباعد الإجتماعي لمنع انتقال عدوى فيروس كورونا فإنه يحتاج للحفاظ على صحته النفسية والتقليل من الهلع والخوف الذي قد يعطل عمل جهاز المناعة ويزيد احتمال إصابة الشخص بالفيروس.
- الخوف قد يؤدي إلى تعطيل عمل جهاز المناعة وبالتالي يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالفيروس ويجعل مقاومة جسده للفيروس أقل كفاءة في حال أصيب به وبالتالي يشكل خطر على نفسه وعلى الآخرين.
- في ظل وباء الكورونا لا بد أن نتذكر أن الخوف الذي يتولد لدى الأشخاص البالغين قد ينعكس على الأطفال فهم فئة حساسة تتلقط تصرفات وسلوكيات من حولها وتقلدها وأثر الخوف عليهم قد يمتد على المدى البعيد.
- أظهرت بعض الدراسات أن تعرض الأطفال لإجهاد في وقت مبكر من الحياة (بالإنجليزية: Early life stress) قد يؤدي إلى تثبيط جهاز المناعة لديهم على المدى الطويل ولذلك يجب أن نكون حذرين في ظل هذا الوباء من التصرف بخوف وهلع أمام الأطفال. للمزيد إقرأ: أطعمة تعزز المناعة لدى الطفل
- للمزيد إقرأ: الدليل الشامل حول فيروس كورونا الجديد، طرق الوقاية والعلاج لفيروس الكورونا
نصائح للسيطرة على الخوف والقلق في ظل وباء فيروس الكورونا الجديد؟
- الحد من كمية المعلومات التي يتعرض لها الشخص في ظل الوباء حيث يمكن تحديد مدة زمنية معينة للإطلاع على الأخبار أو تخصيص أيام معينة في الأسبوع لقراءة الأخبار.
- أخذ المعلومات من مصادرها الصحيحة والتركيز على الحقائق العلمية وتجنب الاستماع للإشاعات. للمزيد إقرأ: آخر تطورات فيروس كورونا
- التركيز على الأمور التي يمكن القيام بها للوقاية من الفيروس مثل غسل اليدين، والتباعد الإجتماعي.
- اتباع نمط حياة صحي عن طريق اتباع نظام غذائي صحي، والقيام بنشاط بدني لتحسين جهاز المناعة، والحرص على نيل قسط كاف من النوم.
- اشغال الوقت بالقيام بأنشطة مفيدة وممتعة تساعد الشخص على الإسترخاء والابتعاد عن القلق مثل القراءة، أو ممارسة الهوايات، أو تعلم لغة جديدة.
- للمزيد إقرأ: أغذية مفيدة لتقوية مناعة الجسم، الغذاء وفيروس كورونا الجديد
فحص الكشف عن الإكتئاب
يستعمل هذا الفحص لتحديد نسب لإحتمالية معاناة شخص ما من الإكتئاب, ويعتمد في ذلك على مدى تكرر الشعور بالاكتئاب وانعدام التلذذ خلال الأسبوعيين السابقين للفحص, وإعطاء عدد معين من النفاط لكل حالة.
يمكن تقسيم النقاط الناتجة عن هذا الفحص على شكل نسب لاحتمال معاناة الشخص من الاكتئاب كما يلي:
• صفر نقطة: أقل أو يساوي 0.6%.
• نقطة واحدة: أكثر من 0.6%.
• نقطتان: أكثر من 1.3%.
• 3 نقاط: أكثر من 5.4%.
• 4 نقاط: أكثر من 15.7%.
• 5 نقاط: أكثر من 17.9%.
• 6 نقاط: أكثر من 58.1%.
يعتبر الحصول على 3 نقاط في هذا الفحص حداً فاصلاً لتشخيص الاكتئاب، حيث أنّ الحصول على 3 نقاط أو أكثر يعني زيادة احتمالية معاناة الشخص من الاكتئاب.