تعد ظاهرة جفاف الفم من الظواهر المزعجة للمريض، وتتمثل في حاجة الشخص إلى شرب الماء والسوائل بشكل مستمر وجفاف الجلد بالمنطقة المحيطة بالفم وما ينتج عنه من ظهور تقرح أو حمو، إضافة على جفاف وتشقق الشفاه.
يحدث جفاف الفم بشكل رئيسي بسبب إفراز اللعاب بكميات قليلة نسبياً وغير كافية لترطيب الفم وتجويف الحلق، حيث يقوم اللعاب بعدة وظائف، أهمها:
- المساعدة على تذوق مختلف أنواع الأطعمة.
- المساعدة في الخطوة الأولى من تفكيك وتحليل الأطعمة في الفم.
- التخلص من بقايا الأطعمة بين الأسنان وتقليل الحموضة في التجويف الفموي للحد من تسوس الأسنان والحفاظ على صحة الفم واللثة.
- منع تكون الرائحة الكريهة للفم.
هناك عدة أسباب تؤدي إلى نقصان إفراز اللعاب وبالتالي جفاف الفم، من أهمها:
- الظروف المناخية، كارتفاع درجة حرارة الطقس وانخفاض مستويات الرطوبة في الجو (الجفاف).
- عدم شرب المياه والسوائل لفترة زمنية غير قصيرة، كما يحدث في حالة الصيام، حيث يمتنع الشخص عن شرب السوائل وتناول الأطعمة التي تمده بالترطيب اللازم لعدة ساعات.
- بعض الحالات المرضية مثل: التهاب الفم واللثة، أو التهاب الحلق المزمن، أو وجود خلل في الغدد اللعابية، أو السكري،أو ارتفاع ضغط الدم،أو فقر الدم (الأنيميا)، أو مرض الباركنسون، أو الزهايمر، أو القلق والتوتر، أو فرط التهوية، أو الاضطرابات المناعية كالروماتيزم والذئبة الحمراء، أو متلازمة شوغرن، أو الإدمان على المخدرات، أو مشاكل الكبد بسبب الإسراف في شرب الكحول.
- كأثر جانبي لتناول بعض الأدوية مثل: الأدوية المضادة للتحسس، أو مزيلات الاحتقان، أو مسكنات الألم، أو أدوية حب الشباب (مثل التريتينوين)، أو مدرات البول، أو أدوية الإسهال، أو موسعات القصبات، أو مرخيات العضل، أو أدوية مرض الباركنسون، أو الأدوية النفسية كمضادات الاكتئاب والقلق.
- أثر جانبي لبعض العلاجات التي تؤدي الي تدمير الغدد اللعابية مثل: العلاج الإشعاعي للرقبة والرأس والعلاج الكيميائي لأنواع السرطان المختلفة.
- التدخين.
يؤدي الصيام لساعات طويلة ومتواصلة، يقوم الصائم خلالها بتأدية وظائفه اليومية الاعتيادية التي تطلب كم من الطاقة يتم إنتاجها عن طريق استهلاك مخزون الجسم الغذائي والمائي، خاصة في حالة الصيام بأيام الصيف وما يصاحبها من ارتفاع في درجات الحرارة إلى زيادة التعرق وبالتالي فقدان المزيد من السوائل.
ومع استمرار ساعات الصيام، يفقد الجسم تدريجياً المزيد من الماء ، يبدأ الدماغ خلالها بإرسال إشارات تنبيه الجسم لحاجته للماء عن طريق الإحساس بالجفاف والعطش المصحوب بالشعور بالإرهاق والتعب.
ونظراً لأهمية المحافظة على منسوب المياه الطبيعي بالجسم للقيام بوظائفه المختلفة، هناك عدة نصائح تساعد على الحد من العطش وجفاف الفم أثناء الصيام، ومنها:
- شرب كمية كافية من الماء أثناء فترة الفطور الى السحور، وينصح بزيادة شرب المياه عن الأيام الطبيعية حيث أن كمية الطعام (التي تزود الجسم ب20-30% من حاجته للماء عادة ) قد تقل أثناء الصيام. وينصح بشرب الماء ذو درجة الحرارة المعتدلة (وليس البارد) على مراحل متفرقة أثناء ساعات الإفطار. ومن الجدير بالذكر أن شرب كميات كبيرة من المياه دفعة واحدة على وجبة السحور أو الفطور لا يساعد على تجنب العطش بل قد يؤدي الى عسر في الهضم. .
- تناول كمية كافية من البروتينات التي تحافظ بدورها على الكتلة العضلية للجسم وتقلل الشهية والشعور بالعطش.
- تناول كمية كافية من الخضار والفواكه الغنية بالمياه والألياف حيث أنها تبقى لفترة طويلة نسباً بالأمعاء، وبالتالي تقلل الشعور بالجوع أو العطس من أهم أنواع الفواكة والخضروات الغنية بالمياه: البطيخ، والبندورة، والخيار، والعنب.
- تجنب شرب العصائر المحلاة أو الملونة صناعياً لاحتوائها على كمية عالية من السكر، بالإضافة الى تقليل تناول الحلويات.
- التقليل من تناول الأطعمة المالحة: كالمكسرات، والمخللات، والأطعمة الجاهزة التي تزيد من حاجة الجسم للماء.
- تجنب استخدام البهارات بشكل مفرط في الأطعمة، حيث أنها تمتص الماء في الجسم وتساعد على الجفاف.
- الحد من شرب المشروبات الغازية التي تنفخ البطن وتؤدي للشعور بالتخمة وبالتالي تقلل من إمكانية شرب السوائل الأخرى.
- تقليل استهلاك المنبهات كالقهوة والشاي، لاحتوائها على مادة الكافيين الذي يحفز الكلى للإدرار البول وبالتالي خسارة المزيد من المياه.
- استخدام السواك أثناء الصيام، وذلك لفائدة الكبيرة في المحافظة على رطوبة الفم والحلق وعلى نظافة الأسنان واللثة.
- تأخير وجبة السحور قدر الأمكان وذلك للتقليل الشعور بالجوع أو العطش قدر الإمكان، والتركيز على احتوائها ما ذكر سابقاُ من أنواع الأطعمة الغنية بالماء.
- محاولة ممارسة الوظائف والأعمال في فترات الصباح المبكر أو بعد العصر، لتجنب أشعة الشمس الحارة خاصة في فصل الصيف.
اقرأ أيضا: إستراتيجية لمكافحة العطش في رمضان