تعد الجفون والمنطقة المحيطة بالعين من المناطق التي يظهر فيها آثار تقدم العمر بوضوح لرقة الجلد فيها، فمع نقص الكولاجين تبدأ الجفون بالترهل وربما تظهر انتفاخات تحت العين وتجاعيد، ولا تقتصر تبعات هذه المشكلة على المظهر الجمالي فحسب، بل تتعدى ذلك إلى التأثير على مجال الرؤية أيضًا؛ لذا قد يلجأ الكثيرون إلى عملية شد الجفون لعلاج هذه المشكلة والحصول على مظهر جيد للعيون. [1]
يتناول هذا المقال خطوات جراحة شد الجفون ودواعي إجرائها، وكذلك التحضيرات اللازمة قبل العملية ومتى تظهر النتائج، كما سنذكر الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة.
ما هي عملية شد الجفون؟
عملية قص الجفون أو عملية شد الجفون (بالإنجليزية: Blepharoplasty) هي جراحة تجرى للتخلص من ترهل الجفون والدهون الزائدة والجيوب أسفل العين، ومن ثم شد الجلد والتخلص من التجاعيد الدقيقة؛ وذلك لاستعادة مظهر العين الطبيعي وتحسين الرؤية. [2]
قد تشمل عملية شد جفون العين الجفن العلوي أو السفلي أو كليهما، ويمكن أن تجرى مع جراحات تجميل الوجه الأخرى. [2]
دواعي إجراء عملية شد الجفون
يمكن أن يلجأ البعض إلى إجراء جراحة شد الجفون لأغراض طبية، بينما يجريها البعض الآخر لأسباب تجميلية، وتتضمن فوائد عملية شد الجفون ما يلي: [1]
- تحسين الرؤية
عادة ما يفقد الجلد مرونته تدريجيًا مع التقدم في العمر مما يؤدي إلى ترهل جلد الجفن العلوي فوق الرموش وإعاقة الرؤية، بينما يتسبب ترهل الجفن السفلي في ظهور تجاعيد، وربما تتجمع الدهون في هذه المنطقة مسببة انتفاخ الجفون. [1]
لذلك قد تجرى جراحة قص الجفون لعلاج المشاكل الآتية: [3]
- حجب جزء من مجال الرؤية خاصة من جانب العين.
- مواجهة صعوبة في ارتداء العدسات اللاصقة أو النظارات نتيجة انتفاخ وترهل الجفن العلوي أو السفلي.
- إجهاد عضلات الجبهة جراء محاولة رفع الجفون المترهلة على العين.
- تجميل مظهر الجفون
يمكن أن تجرى عملية شد الجفون بهدف التخلص من ترهل وانتفاخ الجفون بسبب التقدم في العمر وتجميل مظهرها. [2]
اقرأ أيضًا: هل سمعت مسبقاً عن تجميل العيون ومحجر العين؟
ما قبل عملية شد الجفون
يقوم الطبيب بطرح عدة أسئلة على المريض ومعرفة التاريخ الطبي وحالته الصحية العامة، وما إذا كان يعاني من أمراض مزمنة أو مشاكل في العين، أو سبق وأن خضع لجراحة في العين، وكذلك الأدوية أو المكملات الغذائية أو العشبية التي تناولها. [4]
ثم يفحص المريض ويحدد مدى حاجته لإجراء عملية شد الجفون ويناقش معه الفوائد والمخاطر المحتملة، وكذلك النتائج المتوقعة. [4]
قبل إجراء الجراحة تجرى عدة فحوصات للتأكد من ملاءمة المريض للخضوع للعملية، ومن هذه الفحوصات: [4]
- فحص العين: يجري الطبيب فحصًا شاملًا للعين مع عمل تقييم لمدى ترهل جلد الجفون وأخذ قياسات لها.
- الفحوصات والاختبارات: يتم عمل فحص بدني شامل، وكذلك إجراء بعض الاختبارات، مثل اختبارات الدم، ومخطط كهربية القلب.
يمكن أن يوصي الطبيب بتعليمات عامة استعدادًا لإجراء الجراحة، ومن أبرزها ما يلي: [3][5]
- الامتناع عن التدخين عدة أسابيع قبل موعد العملية.
- التوقف عن تناول بعض الأدوية، مثل الإيبوبروفين أو الوارفارين قبل أسبوع أو أسبوعين من موعد الجراحة.
- تناول وجبة خفيفة في اليوم السابق للعملية.
- عدم وضع مساحيق التجميل يوم الجراحة.
- التجهيز لفترة ما بعد العملية، حيث قد تتورم الجفون خلال الأيام الأولى بعد الجراحة ما قد يعوق أداء بعض المهمات، مثل الطهي أو القيادة.
كيفية إجراء عملية شد الجفون
تجرى عملية شد الجفون في العيادة الخارجية أو في المستشفى وتتم تحت تأثير التخدير الموضعي أو الكلي بناء على حالة المريض. [2]
قد تتضمن الجراحة رأب الجفن العلوي فقط أو السفلي أو كليهما، وتختلف التقنيات المتبعة في كل جراحة عن الأخرى. [2]
- عملية شد الجفون العلوية
تشمل خطوات عملية قص الجفون العلوية ما يلي: [1]
- عملية شد الجفون السفلية
تجرى هذه الجراحة لشد الجفن السفلي والتخلص من الانتفاخ تحت العين، وذلك عن طريق: [4]
عادة ما تستغرق عملية شد الجفون ساعة إلى ساعتين ويستطيع المريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم. [2]
عملية شد الجفون بالليزر
تجرى عملية شد الجفون بالليزر في الجفن العلوي من خلال عمل الشق الجراحي بالليزر بدلًا من المشرط في طيات الجفن، ومن ثم إزالة الجلد والدهون الزائدة وإغلاق الجرح بخيوط قابلة للامتصاص. بينما في الجفن السفلي يتم عمل الشق بالليزر في الناحية الداخلية للجفن والتخلص من الدهون الزائدة دون الحاجة إلى عمل غرز لإغلاق الشق. [6]
تتميز عملية قص الجفون بالليزر عن الجراحة التقليدية في عدة جوانب، أبرزها: [6][7]
- قلة تورم الجفون مقارنة بالجراحة التقليدية.
- قصر وقت الجراحة.
- قلة النزيف أثناء العملية.
- عدم الشعور بألم بعد الجراحة أو وجود ألم طفيف.
- سرعة التعافي.
- قلة حدة الندبات وعدم تكون ندبات في الجفن السفلي.
اقرأ أيضًا: تعرف على احدث تقنيات تجميل الوجه
التعافي بعد عملية شد الجفون
يوصى بعد الانتهاء من العملية والعودة إلى المنزل بأخذ قسط من الراحة بضعة أيام، وقد يصف الطبيب بعض الأدوية، مثل: [5][8]
- وضع شاش على العين حتى العودة إلى المنزل.
- مرهم مضاد حيوي للعين.
- قطرات مرطبة للعين لتقليل الشعور بالحرقة والحكة.
- مسكنات الألم الفموية، مثل الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
غالبًا ما تستغرق مدة التعافي بعد عملية رفع الجفن أسبوع إلى أسبوعين، إلا أن تمام الشفاء قد يستغرق عدة أشهر، وقد يوصي الطبيب ببعض الإرشادات التي يجب اتباعها لتعزيز التئام الجرح وتسريع الشفاء. [2][5]
تتضمن النصائح بعد عملية شد الجفون ما يلي: [3][8][9]
- عمل كمادات باردة على الجفون مدة 10 إلى 15 دقيقة كل ساعة في اليوم الأول، ثم كل بضع ساعات في اليوم التالي لتقليل التورم والكدمات.
- عمل كمادات دافئة بعد مرور 48 ساعة لتسريع عملية الشفاء.
- تجنب إمالة الرأس أو الانحناء مدة أسبوع.
- النوم على وسادة مرتفعة.
- تجنب وضع الماء على الجرح أو السباحة.
- الامتناع عن وضع المكياج أو ارتداء العدسات اللاصقة مدة أسبوعين بعد الجراحة.
- ارتداء النظارات الشمسية عند الخروج من المنزل.
- تجنب ممارسة الرياضة أو القيام بأعمال شاقة مدة 3 أسابيع.
- الامتناع عن التدخين أو شرب الكحول.
عادة ما تذوب الغرز تلقائيًا في غضون 4 إلى 7 أيام، بينما تحتاج الغرز غير القابلة للامتصاص إلى إزالتها من قبل الطبيب بعد أسبوع من الجراحة. [3]
الآثار الجانبية لعملية شد الجفون
قد تحدث بعض الآثار الجانبية بعد عملية شد الجفون ويعد ذلك جزءًا من عملية التعافي، وعادة ما تختفي تلقائيًا بمرور الوقت، ومنها: [4][9][10]
- تورم الجفون واحمرارها وصعوبة إغلاقها بالكامل.
- ظهور كدمات حول العين.
- الشعور بالألم والانزعاج وبأن الجفون مشدودة.
- الشعور بحرقة وربما رغبة في فرك الجفن.
- ضبابية الرؤية.
- الحساسية للضوء.
- جفاف العين.
- تهيج العين والتدميع.
في المقابل قد تحدث آثار جانبية تستدعي مراجعة الطبيب على الفور، مثل: [4]
- تفاقم التورم والكدمات.
- نزيف شديد لا يمكن التحكم فيه.
- الشعور بألم حاد في منطقة العين.
- احمرار حول الجرح أو خروج إفرازات صفراء أو خضراء.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
متى تظهر نتائج عملية شد الجفون؟
عادة ما يلاحظ الفرد نتائج العملية بعد عدة أسابيع من إجرائها، ولكن قد يستغرق ظهور النتائج النهائية عامًا كاملًا. [11]
يمكن أن تستمر نتائج عملية شد الجفون مدة 5 إلى 10 سنوات، إلا أنه مع المزيد من التقدم في العمر يفقد الجلد مرونته أكثر فأكثر وربما تعود الجفون إلى الترهل في بعض الحالات، الأمر الذي قد يستدعي تكرار الجراحة أو الخضوع لجراحات أخرى مثل عملية رفع الحواجب أو شد الجبهة. [1][4][9]
مخاطر عملية شد الجفون
تنطوي عملية ترهل الجفون على مضاعفات محتملة كغيرها من العمليات الجراحية، وتشمل هذه المضاعفات ما يلي: [3][5]
- عدم القدرة على إغلاق الجفن بالكامل، وقد يستدعي ذلك الخضوع لإجراء جراحي آخر.
- الإصابة بعدوى الجفن.
- ضبابية الرؤية.
- النزيف أو الجلطات الدموية.
- التصحيح الناقص إذا لم يتم إزالة الجلد المترهل بما يكفي.
- انثناء الجفن إلى الداخل أو الخارج.
- ندبات في الجفون.
- فقدان البصر.
نصيحة الطبي
تعد عملية شد الجفون من العمليات الشائعة التي تجرى لأغراض طبية أو تجميلية، ولكن ينصح قبل اتخاذ قرار إجراء الجراحة سؤال الطبيب عن كل ما يدور في خاطرك، ومناقشة فوائد ومخاطر العملية بدقة، وكذلك الاطلاع على صور لعملية قص الجفون قبل وبعد لتكوين فكرة واقعية عن نتائج الجراحة.