يعد الصداع العنقودي من أنواع الصداع الحاد، حيث يعاني الأشخاص المصابون به من نوبات حادة من الصداع على مدار 24 ساعة، وتحدث غالبًا في الليل، ويمكن علاج الصداع العنقودي من خلال العديد من الطرق الطبية كالأدوية، كذلك تساعد بعض الطرق الطبيعية في المنزل على تخفيف حدة النوبات.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن أفضل طرق علاج الصداع العنقودي وأكثرها فعالية.
علاج الصداع العنقودي بالأدوية
يمكن استخدام بعض العلاجات والأدوية للمساعدة على تخفيف الألم عند بدء نوبة الصداع العنقودي، وتشمل هذه الأدوية ما يلي:[2] [4]
- بخاخات الأنف: يمكن الحصول على بخاخات الأنف التي تحتوي على كريم موضعي، مثل كريم الكابسيسين، والتي يمكن استخدامها بدون وصفة طبية، وتستخدم هذه البخاخات كمسكن لآلام الصداع العنقودي من خلال وضعها برفق داخل الأنف باستخدام قطعة قطن، ومع ذلك قد يكون كريم الكابسيسين له فعالية محدودة مقارنة بالعلاجات المنزلية الأخرى.
- حقن سوماتريبتان: وهو من المسكنات القوية التي تعمل على تخفيف نوبات الصداع العنقودي المؤلمة، ويمكن استخدامها حتى مرتين في اليوم.
- بعض الأدوية الوقائية: وتستخدم هذه الأدوية لمنع النوبات فور ظهورها، ومنها حاصرات قنوات الكالسيوم مثل فيراباميل، والستيرويدات القشرية، و كربونات الليثيوم.
علاج الصداع العنقودي بالمكملات الغذائية
يمكن أن يساعد استخدام المكملات الغذائية التي لا تتطلب وصفة طبية على التخفيف من نوبات الصداع العنقودي المؤلمة، ومن أبرز هذه المكملات ما يلي:
- مكملات الميلاتونين: الميلاتونين هو هرمون يعمل على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ، وعادة ما يكون لدى الأشخاص المصابون بالصداع العنقودي من مستويات قليلة من الميلاتونين مقارنة بنسبته الطبيعية في الشخص العادي، لذا قد يساعد تناول مكملات بجرعة 10 إلى 25 مليجرام قبل النوم على التقليل من نوبات الصداع العنقودي، لكن قد لا تكون مكملات الميلاتونين ذات تأثير كبير على الحالات التي تعاني من الصداع العنقودي المزمن.[1]
- الثيامين: يعرف الثيامين أيضًا باسم فيتامين B1، وهو أحد فيتامينات ب الأساسية التي تساعد على الحصول على الطاقة اللازمة للجسم من خلال الطعام، ويمكن الحصول على الثيامين بشكل طبيعي من خلال تناول بعض الأطعمة، ويتم امتصاصه بواسطة الأمعاء الدقيقة وتخزينه بشكل أساسي في الكبد، ولكن بكميات قليلة جداً، لذا لابد من تضمينه في النظام الغذائي بصورة مستمرة. وقد وجد أن أحد عوامل الخطر لنقص الثيامين هو الصداع، كذلك قد يسبب الألم الناتج عن الصداع في إصابة الشخص بالغثيان، مما يدفع الشخص إلى تجنب تناول الطعام، والذي يؤثر بدوره على كمية الثيامين الضرورية للجسم، ولضمان الحصول على كميات كافية من الثيامين في النظام الغذائي، ويمكن تناول بعض الأطعمة، مثل المكسرات، والعدس، ولحم البقر الذي يتغذى على الأعشاب والخضروات، مثل الخضروات الورقية العضوية، والبنجر، والبطاطس.[3]
- مكملات الماغنسيوم: يتزامن وجود مستويات منخفضة من الماغنسيوم مع الإصابة بنوبات الصداع بشكل متكرر، لذلك يمكن أن يساعد تناول مكملات المغنيسيوم أو تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من المغنيسيوم على تخفيف نوبات الصداع المؤلمة، ولكن ينصح باستشارة الطبيب المختص قبل تناول مكملات المغنيسيوم وتضمينها في النظام الغذائي.[1]
اقرأ أيضًا: علاج حالات الصداع الشديد
علاج الصداع العنقودي بالجراحة
يمكن أن يحتاج المريض إلى التدخل الجراحي في بعض حالات الصداع العنقودي الشديدة، للتي لا تستجيب للعلاجات الوقائية والأدوية، وتشمل هذه الجراجات ما يلي:[4] [5]
- إحصار العصب: تتم هذه العملية من خلال حظر مجموعة من الأعصاب في مؤخرة الرأس عن طريق حقن محلول يحتوي على مخدر، و كورتيكوستيرويد، وعادة ما يشعر المريض براحة فورية بعد إجراء هذه العملية.
- جراحة تحفيز العقدة: يتضمن هذا الإجراء زرع مجموعة من الأقطاب الكهربائية المتخصصة جراحيًا على العقدة، وهي منطقة في الدماغ تشارك في معالجة الألم، ويتم تنشيط هذه الأقطاب الكهربائية من قبل المرضى عن طريق جهاز تحكم محمول باليد عند الشعور بنوبة الصداع.
- تحفيز العصب المبهم في الجلد: وهي طريقة جديدة في العلاج، تتم من خلال استخدام تيارات كهربائية منخفضة الجهد لتحفيز العصب المبهم الذي يبدأ في جذع الدماغ ويمر عبر الرقبة، وتساعد هذه الجراحة على تخفيف الألم المصاحب لنوبة الصداع وتقليل نوبات عدد الصداع العنقودي.
علاج الصداع العنقودي بالمنزل
يتم استخدام بعض العلاجات الطبية، مثل الأدوية المسكنة لعلاج الصداع العنقودي في العديد من الحالات، لذلك قد يلجأ بعض الأشخاص إلى العلاجات الطبيعية التي قد تساعد على تخفيف الألم، وتقليل نوبات الصداع، ومع ذلك لا توجد دراسات كافية تؤكد فعالية العلاجات الطبيعية لعلاج الصداع العنقودي بشكل مؤكد، وقد يشمل علاج الصداعالعنقوديبالمنزل ما يلي:[1][2] [4]
- تقنيات التنفس العميق : قد تساعد تقنيات التنفس العميق على إدخال كمية إضافية من الأكسجين إلى مجرى الدم، والتي قد تساعد على تهدئة الجسم، والمساعدة على التحكم في الألم، لذا يمكن استخدامها جنبًا إلى جنب مع الأدوية الخاصة المستخدمة بنوبة الصداع للحصول على نتائج أفضل.
- التمارين الرياضية: تعد ممارسة الرياضة من الطرق الفعالة في علاج الصداع العنقودي، إذ تساعد اللياقة البدنية اليومية على تحسين الدورة الدموية للجسم والدماغ، والذي بدوره يساعد على تقليل التوتر الذي قد يسبب الصداع.
- تمارين اليوجا: تجمع اليوجا بين تقنيات التنفس والتمدد، والتي تعمل على تقليل شدة وعدد نوبات الصداع، وللحصول على نتائج سريعة، ينصح بالقيام باليوجا لمدة خمس جلسات في الأسبوع لمدة 60 دقيقة لكل جلسة.
اقرأ أيضًا: التدليك لعلاج الصداع
علاج الصداع العنقودي بالأعشاب
قد يساعد استخدام بعض الأعشاب الطبيعية في التخفيف من حدة الصداع العنقودي المؤلم، ومن أبرز هذه الأعشاب ما يلي:
بذور زهرة هاواي الخشبية
يمكن استخدام بذور زهرة هاواي الخشبية لصنع دواء مسكن لتخفيف آلام الصداع العنقودي، حيث تحتوي هذه البذور على تأثيرات مخدرة، قد يساعد في وقف ألم نوبة الصداع العنقودي.[3]
كذلك ذكر في أحد تقارير مجلة الأدوية النفسية، تأثير بذور هذه الزهرة في التخفيف من أعراض الصداع العنقودي، ومع ذلك قد يكون هناك الحاجة إلى إجراء مزيد من البحث حول مدى فعالية ومأمونية استخدام هذه الزهرة كمخدر في علاج الصداع العنقودي بالأعشاب.[3]
اقرأ أيضًا: علاج الصداع النصفي بالأعشاب
بسيلوسيبين
يوجد مركب البسيلوسيبين في بعض أنواع الفطر، والذي غالبًا ما يطلق عليه اسم الفطر السحري، وذلك لقدرته العلاجية على تخفيف الصداع العنقودي، ومع ذلك الأبحاث ما زالت مستمرة حول فعالية هذا الفطر في علاج الصداع. [3]
مستخلص الكودزو
يعد الكودزو أحد النباتات العشبية التي يتم استخدام جذورها، وأوراقها، وزهورها في صنع العلاجات العشبية التقليدية لبعض الأمراض، مثل إدمان الكحول، واضطراب المعدة، والدوخة، والقيء، والصداع.[3]
كذلك يمكن الحصول على مستخلص الكودزو المتاح بدون وصفة طبية في معظم الصيدليات العشبية ومخازن الأدوية، للتخفيف من أعراض الصداع العنقودي.[3]
وينصح باستشارة الطبيب ومناقشة الأعراض وخيارات العلاج المناسبة لكل حالة مرضية، للحصول على خطة علاج مناسبة، كذلك يجب استشارة الطبيب قبل استخدام الأعشاب أو المكملات الغذائية، وذلك لمعرفة الآثار الجانبية لهذه المكملات والأعشاب وإمكانية تداخلها مع الأدوية أو العلاجات الأخرى.[2]
اقرأ أيضًا: علاج الصداع بالزيوت الطبيعية
طرق الوقاية من الصداع العنقودي
قد يساعد اتباع بعض التغييرات في نمط الحياة على تقليل التعرض لنوبات الصداع العنقودي المؤلمة، وتشمل:[2]
- اتباع جدول نوم ثابت: قد يساعد اتباع جدول نوم ثابت على تحسين إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، وبالتالي الحصول على نوم كاف، مما يؤدي إلى تقليل عدد نوبات الصداع العنقودي المؤلمة.
- تجنب التدخين: يعد المدخنون أكثر عرضة للإصابة بالصداع العنقودي مقارنة بغير المدخنين.
- ممارسة التمارين الرياضية: قد تساعد ممارسة التمارين الرياضية على تنشيط الدورة الدموية للجسم والعقل، مما يقلل التوتر، وبالتالي الحصول على نوم أفضل.