يشمل سرطان القولون والمستقيم (وقد يسمى اختصاراً سرطان القولون) مختلف أنواع الخلايا السرطانية والأورام الخبيثة التي قد تبدأ وتصيب كلاً من القولون والمستقيم اللذان يعدان أحد أجزاء الأمعاء الغليظة المتواجدة في الجهاز الهضمي. ويعد سرطان القولون والمستقيم من أنواع السرطانات شائعة الحدوث. [1]

وبالرغم من أن سرطان القولون والمستقيم يعد ثاني مسبب للوفاة الناتجة عن الإصابة بالسرطان لدى كل من الرجال والنساء في الولايات المتحدة، إلا أن معدل الوفيات الناتجة عنه قد انخفض مؤخراً بسبب الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم، وإجراء الفحوصات التي قد تقلل من الإصابة به. [2]

ويناقش هذا المقال أهمية إجراء الفحوصات الدورية والكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم في تقليل خطر الإصابة به، والحد من تطور وانتشار المرض، والمضاعفات المتصلة به.

أهمية الكشف المبكر عن سرطان القولون

تكون معظم سرطانات القولون والمستقيم ناجمة عما يسمى بالزوائد اللحمية للقولون، وهي أورام حميدة ناتجة عن حدوث نمو في البطانة الداخلية للقولون أو المستقيم، وقد تتطور وتتحول بعض أنواع هذه الأورام الحميدة لتصبح أورام خبيثة بشكل بطيء بعد عدة سنوات تصل إلى 10 - 15 سنة، وقد تنتشر لتصل إلى أجزاء أخرى من القولون والمستقيم أو أجزاء أخرى من الجسم. [1] [3]

ويمكن الكشف مبكراً عن وجود هذه الزوائد من خلال إجراء الفحوصات بشكل دوري، وإزالتها قبل أن تتحول إلى أورام سرطانية. كما أن إجراء الفحوصات الدورية يتيح اكتشاف المرض خلال مراحله المبكرة، والتي يكون فيها حجم الورم السرطاني لا يزال صغيراً، ويكون العلاج أسهل ومعدلات التعافي من المرض أعلى نسبياً. [2]

اقرأ أيضاً: كيف تقي نفسك من السرطان؟

هل يمكن للأعراض الكشف عن سرطان القولون؟

لا تظهر أية أعراض على المريض عادة خلال المراحل المبكرة من سرطان القولون والمستقيم، وتبدأ الأعراض بالظهور مع تقدم السرطان. كما أن معظم الأعراض التي قد تصاحب سرطان القولون والمستقيم تعد غير محددة وخاصة بالمرض؛ وإنما تعد مشتركة مع العديد من الأمراض الأخرى التي قد تصيب الجهاز الهضمي مثل الإصابة بالعدوى بالجهاز الهضمي، أو البواسير، أو متلازمة القولون العصبي.

وبالرغم من ذلك، فإن على المريض مراجعة الطبيب لإجراء الفحص السريري، والفحوصات والتحاليل اللازمة في حال ظهور بعض الأعراض الخطيرة مثل وجود دم في البراز، أو في حال استمرار الأعراض لدى المريض لمدة طويلة. [2]

وتشمل الأعراض التي قد تظهر على المرضى المصابينبسرطان القولون والمستقيم: [2] [4]

  • الإصابة باضطرابات في الأمعاء مثل الإصابة بالإسهال أو الإمساك.
  • الشعور بعدم افراغ الأمعاء بالشكل الصحيح بعد القيام بالتغوط.
  • ظهور الدم في البراز، والذي يظهر على شكل تغير لون البراز إلى الأسود.
  • وجود نزيف في منطقة المستقيم، والذي يظهر على شكل خروج دم ذو لون أحمر زاهي.
  • مغص اوانتفاخ في منطقة البطن.
  • الشعور الدائم بالامتلاء، بالرغم من عدم تناول الطعام لفترة طويلة.
  • فقدان الوزن غير المبرر.


فحوصات الكشف عن سرطان القولون

يمكن الكشف عن سرطان القولون والمستقيم من خلال عدة فحوصات واختبارات، قد تكون إما قائمة على اختبار البراز أو فحوصات تصويرية، وتشمل الفحوصات ما يلي: [1] [4]

  • تنظير القولون (بالإنجليزية: Colonoscopy): والذي يعد أفضل اختبار للكشف عن سرطان القولون والمستقيم، كما أنه يعد الاختبار الوحيد الذي يمكن من خلاله التقليل من حدوث الإصابة بالمرض؛ وذلك من خلال الكشف عن وجود زوائد القولون والمستقيم وإزالتها قبل أن تتحول إلى أورام سرطانية.
  • التنظير السيني للأمعاء (بالإنجليزية: Sigmoidoscopy).
  • تصوير القولون المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT Colonography) أو ما يسمى أيضاً بالتنظير الافتراضي للقولون.
  • تحليل الدم الخفي في البراز (بالإنجليزية: Fecal Occult Blood Test).
  • حقنة الباريوم الشرجية (بالإنجليزية: Barium Enema X-ray).
  • اختبار الحمض النووي في البراز (بالإنجليزية: Stool DNA Test).

اقرأ أيضاً: الفحوصات المهمة للوقاية من سرطان القولون

موعد إجراء فحوصات الكشف عن سرطان القولون

توصي جمعية السرطان الأمريكية بأن يبدأ الأشخاص بإجراء فحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم في سن 45 عاماً في حال لم يكن لديهم العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، كما توصي أيضاً بمتابعة إجراء الفحوصات الدورية بشكل منتظم حتى سن 75 عاماً حتى في حال التمتع بصحة جيدة.

أما بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 76 - 85 عاماً، فيعتمد إجراؤهم لفحص سرطان القولون والمستقيم على تفضيل الشخص نفسه، ووضعه الصحي، ومتوسط ​​العمر المتوقع بأن يعيشه مستقبلاً، وتاريخ إجراء الفحص السابق. في حين أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 85 عاماً لا ينبغي عليهم إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم. [1][2]

وقد يحتاج الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم (الذين لديهم أكثر من عامل خطر للإصابة) إلى بدء إجراء فحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم قبل سن 45 عاماً، بالإضافة إلى القيام بالفحص بشكل متكرر أكثر مقارنة بباقي الأشخاص فمثلاً يفضل قيام الأشخاص المصابينبداء الأمعاء الالتهابي بالفحص كل سنة إلى 3 سنوات.

كما يحتاج معظم الأشخاص الذين قد أصيبوا بزوائد القولون والمستقيم وقاموا بإزالتها لإجراء فحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم بعد 3 سنوات من تاريخ إزالة الزوائد، أو قبل ذلك اعتماداً على نوع، وحجم، وعدد الزوائد. [1]

عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون

هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة الشخص بسرطان القولون والمستقيم، منها: [1][3]

  • إصابة الشخص بزوائد القولون والمستقيم، وذلك إما في الوقت الحالي أو خلال وقت سابق من فترة حياته.
  • إصابة الشخص مسبقاً بسرطان القولون والمستقيم.
  • إصابة الشخص حالياً أو في وقت سابق بداء الأمعاء الالتهابي والذي قد يشمل مرض التهاب القولون التقرحي، أومرض كرون.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو زوائد القولون والمستقيم.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بداء السلائل الغدي الورمي (بالإنجليزية: Adenomatous Polyps) أو متلازمة لينش (بالإنجليزية: Lynch Syndrome).
  • تلقي الشخص للعلاج الإشعاعي في منطقة البطن أو منطقة الحوض.
  • التقدم في السن، حيث يعد سرطان القولون والمستقيم أكثر شيوعاً لدى الأفراد الذين تجاوزت أعمارهم عن 50 عاماً.
  • إصابة الشخص بمرض السكري من النوع الثاني.
  • اتباع نظام غذائي غني باللحوم، والبروتين الحيواني، والدهون المشبعة، والسعرات الحرارية، أو نظام غذائي منخفض الألياف.
  • تناول الكحول بشكل مفرط.
  • التدخين.
  • زيادة الوزن أو السمنة.
  • الخمول وقلة النشاط البدني.