تبرز تقنيات مختلفة لتحسين الصحة وتخفيف الألم في عالم الطب التكميلي والبديل. وأحد هذه التقنيات المميزة هي الحجامة الجافة. تعتبر الحجامة الجافة إجراءً طبيًا قديمًا يستند إلى تاريخ طويل من الاستخدام في مختلف الثقافات والحضارات.
وتستخدم هذه التقنية لمجموعة متنوعة من الأغراض الصحية، بدءًا من تحسين تدفق الدم وانتهاءً بتخفيف الألم وتحسين الصحة العامة.
يلقي هذا المقال نظرة عامة على مفهوم الحجامة الجافة وفوائدها المحتملة، مما يتيح للقارئ فهمًا أفضل لهذا العلاج، وكيف يمكن أن يؤثر إيجابًا على الصحة.
ما هي الحجامة الجافة؟
تعتمد التقنية المعروفة باسم الحجامة وهي واحدة من الأساليب المستخدمة للعلاج في عالم الطب التكميلي على استخدام كؤوس طبية تُوضع على الجلد بأساليب مختلفة، وتختلف الخطوات والطريقة العامة لوضعها باختلاف الأسلوب المعتمد في الحجامة، وفي الحجامة الجافة، يتم تسخين الكؤوس من الداخل قبل وضعها على الجلد. حيث يُمكن تحقيق ذلك بإشعال كرة قطنية مشربة بالكحول داخل الكوب لخلق فراغ بداخله. [1]
وباستخدام الطرق الحديثة، يعمل جهاز شفط لسحب الهواء من الكؤوس، مما يؤدي إلى رفع الجلد داخلها بتأثير الفراغ وفرق الضغط، وتتيح هذه الطريقة الفريدة استهداف مناطق محددة من الجسم لأغراض مختلفة، مثل تحسين تدفق الدم وتخفيف الألم وغيرها. [1]
اقرأ المزيد: الطب التكميلي عامل مساعد لعلاج الكثير من الأمراض
كيف تعمل الحجامة الجافة؟
تعتمد فعالية الحجامة الجافة على عدة نظريات قد تفسر آلية عملها. تشير بعضها إلى أنه من خلال تغيير الضغط وخلق ضغط سلبي باتجاه الجلد، يمكن للحجامة جذب الجلد والأنسجة الواقعة أسفله نحو مركز الكوب من خلال تأثير الشفط.
ويُعتقد أن سحب الجلد للخارج بهذه الطريقة يزيد تدفق الدم المحلي للمنطقة أسفله، ويعزز شفاء الأنسجة، ويقلل من الألم فيها، كما يخفف الالتصاقات في الأنسجة الرابطة أسفل تلك المنطقة. ومع ذلك، لا تزال العديد من آلية العمل لهذه التقنية العلاجية غير مفهومة حتى الآن. [2]
ما الحالات الصحية التي يمكن أن تعالجها الحجامة الجافة؟
تُعد الحجامة الجافة إحدى التقنيات الطبية التي تمتاز بتنوع استخداماتها، حيث تظهر فعاليتها في تخفيف العديد من الحالات الصحية وعلاجها. يتسم استخدامها بالقدرة على تخفيف آلام العضلات والألم الناجم عنها بشكل ملحوظ.
وبفضل إمكانية وضع الأكواب على نقاط ضغط رئيسية في الجسم، يمكن أن تكون الحجامة الجافة فعالة في علاج الكثير من المشاكل، وتشمل القائمة الواسعة للحالات التي يمكن معالجتها بواسطة الحجامة الجافة ما يلي: [3]
- آلام أسفل الظهر.
- آلام العصب في الرقبة.
- آلام الرقبة والكتف.
- الصداع والشقيقة.
- آلام الركبة.
- حالات الحروق.
- السعال وصعوبة التنفس.
- حب الشباب.
- التهاب المفاصل.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض السكري.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- الربو.
ويجدر بالذكر أنه بالرغم من أن هذه الحالات تمثل جزءًا من الاستخدامات المحتملة للحجامة الجافة، إلا أنه يتطلب عمل المزيد من الدراسات والأبحاث لتقييم فعاليتها الحقيقية في معالجة هذه الحالات.
اقرأ أيضًا: التبرّع بالدم والحجامة للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية
ما هي الفوائد الصحية للحجامة الجافة؟
يمكن أن توفر الحجامة الجافة العديد من الفوائد الصحية المحتملة، وعلى سبيل المثال، يمكن أن تساهم جلسات الحجامة في: [1]
- تعزيز الراحة والاسترخاء العام للجسم.
- تقليل الألم وتسكينه في مختلف مناطق الجسم..
- تحسين الدورة الدموية في الجسم
- تقليل التهابات الأنسجة والمفاصل.
- التخلص من السموم والفضلات الضارة من الجسم.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين عن طريق خفض مستويات الكوليسترول في الدم.
- تحفيز الجهاز العصبي في الجسم.
- زيادة إنتاج كريات الدم الحمراء في الجسم، مما يعزز وظيفة الدم ونقل الأكسجين.
ما هي الأعراض الجانبية للحجامة الجافة؟
يمكن أن تظهر بعض الأعراض الجانبية البسيطة بعد جلسة الحجامة الجافة كغيرها من أعراض الحجامة، منها ظهور تصبغات أو كدمات على الجلد حيث تم وضع الأكواب، وهذا أمر طبيعي بسبب استخدام الشد والشفط على الجلد، كما وقد يحدث أيضًا تهيج طفيف في الجلد خاصة إذا كانت البشرة حساسة، وغالبًا ما يختفي هذا التهيج في يومين. [1] [3]
يشعر بعض المرضى بالدوار أثناء أو بعد الحجامة نتيجة لتغيرات في ضغط الدم، ولكن هذه الدوخة عادة ما تكون طفيفة وتزول بسرعة. وبعد الجلسة، يمكن أن يشعر بعض المرضى بالتعب، وهذا أمر طبيعي حيث يقوم الجسم بعملية التعافي، وغالبًا ما يزول التعب في يوم أو يومين.
كما يمكن أن تتفاقم بعض مشاكل الجلد لدى بعض المرضى الذين يعانون من مشاكل جلدية مثل الأكزيما أو الصدفية. أمّا بالنسبة لمخاطر العدوى، فإنها ضئيلة جدًا حيث إن الحجامة الجافة لا تسبب أي جروح في الجلد. [1] [3]
نصيحة الطبي
تُعتبر الحجامة الجافة تقنية طبية تمتاز بفوائد صحية متعددة، حيث تسهم في تحسين الصحة العامة وتخفيف الألم. تعتمد هذه التقنية على وضع أكواب طبية على الجلد باستخدام تأثير الشفط، مما يزيد من تدفق الدم، ويقلل من الالتهابات، ويزيد من الراحة والاسترخاء العام للجسم.
بالإضافة إلى ذلك، تقلل الحجامة الجافة من مستويات الكوليسترول في الدم، وتعزز الجهاز العصبي، وتزيد من إنتاج كريات الدم الحمراء. ورغم وجود بعض الأعراض الجانبية البسيطة مثل التصبغات والتهيج الجلدي، إلا أنها تعتبر خيارًا صحيًا مفيدًا يستحق النظر فيه.