بعد الانتشار الكبير لفيروس كورونا وما رافقه من ازدياد في حالات الاصابة وأعداد الوفيات، ازداد قلق الأهل على أطفالهم وبدء السؤال بـهل يصاب الاطفال بفيروس كورونا الجديد يتكرر بشكل كبير، يتبعه القلق من مدى خطر أن يصاب الاطفال بـ كورونا (بالإنجليزية: Corona)، وكيفية حماية الاطفال من الإصابة بهذا الفيروس الجديد، وذلك ما تم طرحه في هذا المقال.
هل يصاب الاطفال بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)؟
انتشر خلال الفترة الأولى من ظهور وباء كورونا بأن فيروس كورونا لا يصيب الأطفال، ولكن مع ازدياد أعداد الحالات المصابة استطاع العلماء أن يحددو بشكل أدق طبيعة الفيروس الجديد، حيث توصلت الدراسات حتى وقتنا الحالي في شهر سبتمبر من عام 2020 بأن نسبة الأطفال المصابين بكورونا من إجمالي نسبة الإصابات الكلية ما يقارب 9.5% من الحالات.
بناءاً على ذلك فإنه نعم يصاب الاطفال بكورونا، إنما تتميز إصابة الاطفال بكورونا بأنها خفيفة نسبياً مقارنة بالبالغين، عدا عن أن نسبة الاطفال الذين يصابون بـ كورونا ولا تظهر عليهم أي أعراض تعتبر نسبة كبيرة. فتظهر الأعراض على 16% من الاطفال المصابين في حين أن 45% من الأطفال المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض (فقط يكون نتيجة فحص كورونا لهم إيجابي).
يحتاج للعلاج داخل المشفى 8 حالات بين كل 100.000 حالة إصابة من الاطفال بكورونا، مقارنة بحاجة 165 للدخول للمشفى من البالغين بين كل 100.000 إصابة. والحاجة للعلاج داخل المشفى تعني وجود أعراض شديدة وهو الأمر قليل الحدوث بالنسبة للاطفال. فإصابة الاطفال بـ كورونا تتميز بأنها خفيفة وتشمل ارتفاع الحرارة، والسعال بشكل رئيسي، مما يجعلها تشبه الانفلونزا الموسمية أو الزكام، كما يمكن أن يعاني الطفل من أعراض معوية مثل الاسهال والاستفراغ.
للمزيد: ما الفرق بين مرض الكورونا الجديد والانفلونزا
لكن على الرغم من ذلك، إلا أنّ إصابة الأطفال تلعب دوراً حاسماً في سرعة انتشار الفيروس، وذلك لأنّ الأطفال كثيرو الحركة، ويتواجدون في التجمعات، وفي ظل غياب لقاح لفيروس الكورونا الجديد، فإنّ يستلزم إغلاق المدارس وأماكن تجمع الأطفال، لتقليل انتشار الفيروس في المجتمع، إذ يُعدّ الأطفال الناقلين الرئيسيين للعدوى، فقد ينقلون العدوى لأفراد عائلتهم بسهولة.
اقرأ أيضاً: تطور أعراض كورونا يوم بيوم
هل يصاب الأطفال حديثي الولادة والرضع بفيروس كورونا الجديد؟
يعتقد العلماء بناءاً على الدراسات التي تم متابعتها حتى وقتنا الحالي إلى أن الاطفال تحت عمر السنة بما فيهم حديثي الولادة عرضة للاصابة بفيروس كورونا أكثر من غيرهم من الاطفال من الفئات العمرية الأخرى. ويُعتقد أن طريقة انتقال كورونا لحديثي الولادة تكون من خلال الرذاذ الخارج من فم وأنف المصاب، والذي يمكن أن يتعرض له حديث الولادة من الام أو من الطاقم الطبي خلال فترة الولادة وما بعد الولادة.
ولا يوجد أي دراسات كافية تؤكد أو تنفي امكانية انتقال فايروس كورونا من الام إلى الجنين خلال الحمل أو الولادة أو عن طريق الحليب، ولكن يعتبر ذلك حتى هذه اللحظة أمر نادر وغير وارد. فقد أشارت الأبحاث التي أجريت في ووهان في الصين أن فيروس كورونا الجديد لا ينتقل من الأم الحامل إلى جنينها خلال فترة الحمل، لكن قد ينتقل بعد الولادة.
فقد تم تسجيل إصابة طفل حديث الولادة بعد 36 ساعة من ولادته من أم كانت مصابة بالفيروس، وقد ظهر أنّ الفيروس لا ينتقل عبر السائل الأمينوسي أو الحبل السري أو حليب الأم، وعموماً فإنّه يُنصح أن يتم عزل الأم المُصابة بالفيروس عن طفلها الرضيع لتجنب إصابته بالعدوى.
ولقد تم إجراء دراسة على 9 نساء حوامل في الثلث الثالث من الحمل، تتراوح أعمارهنّ بين 26 و40 سنة، وقد تم تشخيص إصابتهن بفيروس كورونا الجديد، وبعد ولادتهنّ بعملية قيصرية تم أخذ عينات من السائل الأمينوسي وحليب الثدي ودم الحبل السري، وظهرت النتيجة سلبية، ليستنتج الخبراء أن الفيروس لا ينتقل من الأم إلى الجنين في الرحم.
لكن تجدر الإشارة إلى أنّ الدراسة أُجريت على الحوامل في الثلث الثالث من الحمل، فما زال احتمال انتقال العدوى في الثلث الأول والثاني غير معروف، إضافةً إلى أنّه من غير الواضح إذا كان الفيروس قد ينتقل أثناء الولادة المهبلية، فالدراسة أُجريت على 9 حوامل جميعهنّ تمت ولادتهنّ بعملية قيصرية.
ما هو السبب الذي يقلل من تأثير كورونا في الأطفال؟
يعود السبب في قلة إصابة الأطفال بفيروس كورونا الجديد إلى النظام المناعي في أجسامهم، ومستوى مستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، إذ تعتبر هذه المستقبلات نقطة دخول فيروس كورونا المستجد إلى الخلايا البشرية، إضافة إلى تعرض الأطفال إلى الفيروسات التاجية الأخرى التي تساعد في تكوين الأجسام المضادة تقاوم الفيروسات التاجية عن دخولها مرة أخرى إلى الجسم.
كما يذكر أن الرئتان تلعبان دوراً في عملية التخلص من فيروس كورونا، فعند وصوله إلى الرئتين فإنها تقوم برد فعل مناعي يزيل الفيروس مما يمنع الإصابة بالربو، هذا بالنسبة للأطفال، أم في كبار السن فإن الاستجابة تكون أقل وأبطأ.
ما هو دور مستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين في حماية الأطفال من الإصابة بمرض كورونا المستجد؟
يمكن أن القول أن بروتينات أو مستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين قد تكون مسؤولة عن تقليل ظهور الأعراض للأطفال، إذ إن هذه المستقبلات هي التي يرتبط بها الفيروس للدخول إلى خلايا الجسم، وعند ارتباط الفيروس بهذه المستقبلات تبدأالاستجابة المناعية في الجسم والسيطرة على الالتهاب.
وتوجد أدلة أن بروتينات هذا الإنزيم تتواجد بكثرة في خلايا الرئة لدى الأطفال مقارنة بالبالغين وكبار السن، مما يفسر دور هذه البروتينات في السيطرة على فيروس الكورونا ومنع ظهور الالتهاب في الأطفال.
والجدير بالذكر أن الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة لديهم مستوى منخفض من بروتينات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، مما يفسر ظاهرة إصابة وتأثر هذه الفئة بفيروس كورونا أكثر من غيرهم.
طرق وقاية الأطفال من الإصابة بالعدوى
يمكن اتباع الإجراءات الوقائية التالية التي تقلل من فرص الإصابة بعدوى فيروس كورونا الجديد (COVID-19):
- غسل اليدين بالماء والصابون: لمدّة 20 ثانية، وفي حال عدم توافر الماء والصابون ينبغي استخدام معقم اليدين الذي يحتوي على 60% أو أكثر من الكحول.
- تجنب التواصل المباشر مع الآخرين: والمكوث في المنزل خلال هذه الفترة، وفي حال الاضطرار للخروج من المنزل، فإنّه ينصح بتجنب الأماكن المُكتظة بالناس، واتباع التدابير الوقائية بالحفاظ على التباعد عن الأشخاص المحيطين به بمسافة 6 أقدام.
- تجنب احتكاك الأطفال مع أي شخص مريض: وفي المقابل ينبغي أن يمكث الطفل في المنزل في حال مرضه، لتجنب انتقال العدوى.
- تنظيف وتعقيم الأسطح في المنزل بشكل دائم: باستخدام البخاخات المعقمة ومواد التنظيف.
- تجنب لمس الوجه أو وضع أي شيء في الفم: وتعليم الطفل ذلك.
- الامتناع عن مشاركة الأغراض الشخصية مع أشخاص آخرين مثل أكواب الشرب، أو أواني الطعام، أو فرش الأسنان، أو مرطب الشفاه.
- مراجعة الطبيب عند ظهور أية أعراض تتوافق مع أعراض الإصابة بفيروس كورونا.
اقرأ أيضاً: الدليل الشامل للوقاية من فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)
كيف نخبر الأطفال بفيروس كورونا الجديد؟
ينبغي أن يحرص الوالدين على توعية أطفالهم بفيروس كورونا الجديد، وإخبارهم عن طرق انتقال العدوى وكيفية تجنبها، دون أن يشعر الطفل بالقلق والخوف الزائد، فنخبر الطفل أن فيروس كورونا هو نوع من الجراثيم التي تجعل الأشخاص يمرضون بأعراض شبيهة بالانفلونزا، من سعال وحمى، وقد تسبب صعوبة في التنفس، وينتقل الفيروس من رذاذ الأشخاص المصابين.
لذا ينبغي أن نترك مسافة 6 أقدام بيننا وبين أي شخص آخر، وهي المسافة التي قد ينتقل فيها الفيروس من الرذاذ المتطاير، بالإضافة لضرورة عدم لمس الأسطح الملوثة بالفيروس دون غسل اليدين جيداً، ومن هنا تكمن أهمية عدم لمس الوجه كوضع اليدين في الفم، أو على العينين، أو الأنف، فهي المنافذ التي يدخل منها الفيروس إلى جسمنا.
وقد يسأل الأطفال أسئلة عديدة، عن ضرورة لبس الكمامات، أو عن مدى خطورة المرض، وغير ذلك، وينبغي إجابة الطفل عن أي سؤال يخطر بباله، على أن تكون الإجابة بسيطة تناسب إدراكه، دون إشعاره بالقلق والخوف الزائدين.
اقرأ أيضاً: حقائق عن فيروس الكورونا وطرق انتشاره
ماذا یمكننا أن نفعل للاستعداد؟
لا بد لكل بيت وأم وأب أن يستعدوا لأي طارئ خلال هذه الجائحة، ويتزودوا بجميع اللوازم والوصفات الطبية التي قد يحتاجوها مقدماً، أما الأطفال الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة فلا بد من تأمين أدويتهم لعدة أسابيع، وخصوصاً الأطفال الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة كالربو وما يحتاجونه من مسلتزمات طبية كالبخاخات.