يُعالج اليرقان اعتمادًا على السبب المؤدي لزيادة نسب صبغة البيليروبين في الدم، إذ يُمكن أن يتعرّض الجسم لحالة مرضيّة تؤثّر على معدّل تحطم خلايا الدم، أو تُقلل من قدرة الكبد على تنقية الدم من صبغة البيليروبين، أو تُعيق وصول صبغة البيليروبين إلى القنوات الصفراوية بعد تنقيتها من الكبد. [1][2]

يُناقش هذا المقال إجراءات علاج اليرقان عند الأطفال، مثل: العلاج الضوئي وتبديل الدم، ويوضّح العديد من طرق علاج اليرقان عند الكبار اعتمادًا على السبب المؤدي للإصابة.

علاج اليرقان عند الأطفال

قد يستمر اليرقان لأكثر من أسبوعين عند الأطفال الذين ولدوا مبكرًا (قبل 9 شهور)، أو الذين لا يحصلون على كميّة كافية من الحليب خلال الرضاعة الطبيعية، وتُشير هيئة الخدمات الصحية في إنجلترا (بالإنجليزية: National Health Service) إلى أن هذه الحالة تتحسّن دون الحاجة إلى تدخل علاجيّ. [1][3]

يُمكن أن تتعافى حالات اليرقان الخفيفة من تلقاء نفسها ضمن مدّة 1-2 أسبوعًا، ويوصى بضرورة بدء علاج في أقرب وقت؛ إذا كانت نسب صبغة البيليروبين مرتفعة لدى الطفل، أو استمر اليرقان لأكثر من 14 يومًا، أو زادت حدّة أعراض اليرقان. [1][3]

ويُفيد البدء بعلاج اليرقان مبكرًا في التقليل من مضاعفات المرض، التي تتمثّل بحالة اليرقان النووي (بالإنجليزية: Kernicterus)، وهي تعرّض الدماغ إلى الضرر بسبب ارتفاع نسب البيليروبين، ونوضح فيما يلي إجراءات علاج اليرقان عند الأطفال: [1][3]

العلاج بالضوء

يهدف العلاج الضوئي (بالإنجلزية: Phototherapy) إلى تعريض جلد الطفل إلى حدّ مُعين من الضوء، مما يُغيّر التركيب الجزيئي لصبغة البيليروبين، ويُمكّن الكبد من تحطيمها وتقليل نسبها في الدم بسهولة. [1][3]

ويُعدّ العلاج بالضوء خيارًا فعالًا؛ حيث يوضع الطفل في حاضنة أو مهد، وتُغطّى عيناه، ويُسلط عليه نوع محدد من الضوء، وقد يسمح الطبيب بإيقاف الجلسة العلاجيّة مدّة 30 دقيقة، لتتمكّن الأم من إرضاع الطفل أو تغيير الحفّاظ. [1][3]

قد تحتاج بعض حالات اليرقان عند الأطفال إلى تكثيف أو زيادة شدّة الضوء المُسلط على الطفل، أو استخدام مصدر آخر للضوء في الوقت نفسه، مثل: بطانيات العلاج الضوئي (بالإنجليزية: Light-Therapy Blankets)، ولا يُسمح بإيقاف هذه الجلسة العلاجيّة، ولكنْ يُمكن إعطاء الطفل الحليب المسحوب من ثدي الأمّ. [1][3]

وتؤخذ العديد من إجراءات السلامة أثناء العلاج بالضوء المُكثّف؛ حيث تُقاس درجة حرارة الطفل دوريًا، ويتمّ التأكد من أيّ أعراض أو علامات للجفاف، كما تُستخدم المحاليل الوريدية عند تعرّض الطفل للجفاف أو انعدام قدرته على تناول الحليب المسحوب بالقدر الكافي. [1][3]

ويتمّ إيقاف العلاج الضوئي عند انخفاض نسب البيليروبين إلى حدّها الطبيعي عند الطفل، وغالبًا ما يتطلب الوصل إلى هذا الهدف 1-2 يومًا، وللتأكد من فعالية العلاج الضوئي؛ تُقاس نسبة البيليروبين على النحو الآتي: [1][3]

  • تقاس نسب البيليروبين كل 4-6 ساعات بعد بدء العلاج الضوئي.
  • تقاس النسب البيليروبين كل 6-12 ساعة في حال بدأت بالانخفاض.

الغلوبولين المناعي

يُعطى الغلوبولين المناعي وريديًا، في حال فشل العلاج الضوئي واستمرار نسب البيليروبين بالارتفاع عند الطفل، وقد يُقلل من الحاجة لتبديل الدم. [2]

وقد ترتبط هذه الحالة بداء الريسوس (بالإنجليزية: Rhesus Disease)؛ حيث تحمل خلايا دم الطفل عاملًا ريسيسيًا سالبًا بينما تحمل خلايا دم الأم عاملًا ريسيسًا موجبًا، وعندئذٍ تُهاجم الأجسام المضادة خلايا الدم الحمراء عند الطفل، مما يؤدي إلى تحللها، ويعدّ عامل الريسوس بروتينًا موجودًا على سطح خلايا الدم الحمراء. [1][3][4]

أعاني من مغص مفاجئ يتكرر كل أسبوع أو أسبوعين يبدأ بالتعرق ثم مغص مصاحب لإسهال والاستفراغ يخف بعد الاستفراغ أعاني من هذا الشيء من شهور قليلة

تبديل الدم

يُجرى تبديل الدم (بالإنجليزية: Exchange Transfusion) إذا لم يُفدْ العلاج الضوئي المكثف في تخفيض نسب البيليروبين عند الطفل، حيث يُسحب دم الطفل بشكل بطيء من خلال أنبوب رفيع ومرن يُعرف بالقسطرة (بالإنجليزية: Catheters). [1][3]

قد يستخدم الطبيب أكثر من أنبوب قسطرة واحدة، ويوصل كلّ منها بأوعية دمويّة محددة، كما يتم تبديل الدم ضمن دورات، تتضمّن الدورة الواحدة سحب كميّة معينة من الدم، وضخّ كمية دم جديدة إلى الطفل، ويتم تكرارها حتّى الانتهاء من تبديل دم الطفل بشكل تام. [4][5]

وتستغرق كلّ دورة لتبديل الدم دقائق معدودةً، لكنّ هذا الإجراء العلاجّي يرتبط بالعديد من المضاعفات المحتملة، ومنها: [4][5]

  • تسمم الدم.
  • تغير نسب العناصر في الجسم.
  • الانصمام الهوائي؛ حيث تدخل بعض فقاعات الهواء إلى الأوعية الدموية.
  • تخثر الوريد البابي؛ الذي ينقل الدم من الأمعاء إلى الكبد.
  • زيادة العبء على عضلة القلب.
  • التهاب الوريد الخثاري.
  • نقص الصفيحات الدموية.
  • الإصابة بالأمراض المنقولة دمويًا.

وبعد الانتهاء من تبديل الدم، يتم إبقاء القسطرة في موضعها، ويخضع الطفل للمراقبة لعدّة أيام داخل المشفى، وذلك للتأكّد من معالجة اليرقان لديه. [4][5]

للمزيد: اليرقان عند الأطفال أسبابه وعلاجه

علاج اليرقان عند الكبار

توجد العديد من الحالات المرضية التي تُسبب ارتفاع نسب البيليروبين عند الكبار، ويعتمد العلاج في هذه الحالة على السبب المؤدي لليرقان، ونُوضّح أبرز أسباب اليرقان عند الكبار وطرق علاجها فيما يلي: [2][6][7]

  • تليف الكبد: حيث تتعرّض أنسجة الكبد للتلف جرّاء المواد السامة أو العدوى، ويتضمن علاجها التوقّف عن تناول الكحول، والالتزام بنظام غذائي منخفض البروتين، واستخدام المضادات الحيوية وحاصرات مستقبلات بيتا.
  • التهاب الكبد الفيروسي: أحد أنواع العدوى الفيروسية التي تصيب الكبد، ويشمل علاجها المضادات الفيروسية، وتلقي المطاعيم، بالإضافة إلى الراحة.
  • التهاب الكبد الكحولي: تتعرض أنسجة الكبد للتلف بسبب تناول للكحول المفرط والمستمر لفترة طويلة، ويوصى المصاب بالتوّقف عن تناول الكحول، وقد تحتاج بعض الحالات الخطيرة إلى زراعة الكبد.
  • داء البريمات (بالإنجليزية: Leptospirosis): وهي عدوى بكتيريّة تنتشر من خلال الحيوانات أو فضلاتها، وتُستخدم المضادات الحيوية لعلاجها، وقد تستدعي بعض الحالات غسيل الكلى واستخدام جهاز التنفس الاصطناعيّ.
  • سرطان الكبد: تنتشر خلايا السرطان وتتكاثر في الكبد، وقد يستخدم العلاج الكيميائي أو الإشعاعيّ لقتلها، وقد تتطلب بعض الحالات زراعة كبد أو استئصال جزء منه.
  • الملاريا: وهي أحد أنواع العدوى التي تُحطّم خلايا الدم الحمراء، ويمكن علاجها باستخدام الأدوية.
  • فقر الدم المنجلي: يعدّ مرضًا جينيًا يتغير فيه شكل خلايا الدم الحمراء لتصبح شبيهةً بالمنجل أو الهلال، ويمكن التعامل معه بنقل الدم والمحاليل الوريدية والأدوية.
  • كثرة الكريات الحمر الكروية: يُصنف كاضطراب وراثي، وتبدو فيه خلايا الدم الحمراء بشكل كروي غير طبيعي، وتستخدم لعلاجه مكملات حمض الفوليك ونقل الدم أو استئصال الطحال من خلال الجراحة.
  • الثلاسيميا: مرض وراثي تنخفض فيه أعداد كريات الدم الحمراء الطبيعية، ويشمل علاجه نقل الدم، أو زراعة نخاع العظم، أو استئصال الطحال.
  • حصوات المرارة: تتكون هذه الحصوات من الكالسيوم وقد تؤدي لانغلاق القنوات الصفراوية، ويوصى بتغيير النمط الغذائي، واستخدام الأدوية المخصصة لإذابة الحصوات تحت الإشراف الطبي.
  • سرطان البنكرياس: يتمثّل علاج هذه الحالة بالإجراءات الجراحيّة لاستئصال الأنسجة المتضررة، بالإضافة إلى العلاج الإشعاعي والكيماوي.
  • سرطان القنوات الصفراوية: قد يستخدم العلاج الإشعاعي أو الكيميائي للتخلص من الخلايا السرطانيّة، وقد تجرى الجراحة لإزالة القنوات الصفراوية والجزء المتصل بها من البنكرياس والكبد.
  • التهاب البنكرياس: قد يحدث إثر تعرض البنكرياس لعدوى، ويشمل علاجه الراحة، واستخدام المحاليل الوريدية والمسكنات، وقد تستدعي بعض الحالات الجراحة.
  • رتق القناة الصفراوية (بالإنجليزية: Biliary Atresia)‏: يولد المصابون بهذه الحالة الوراثية بقنوات صفراوية ضيّقة أو غير موجودة، ويتطلب علاجها إجراءات جراحيّة تتمثّل بزراعة قنوات صفراوية أو استبدالها.

­نصيحة الطبي

يُعرّف اليرقان بزيادة نسب صبغة البيليروبين في الدم، ويعتمد علاج اليرقان عند الكبار والصغار على السبب المؤدي للإصابة، وتتمثّل الإجراءات العلاجية بتبديل الدم والعلاج الضوئي، ويوصى بإجراء الفحوصات الدورية ومراجعة الطبيب للتأكّد من حالة اليرقان وعلاجها في وقت مبكر.

بإمكانك الآن التحدث مع طبيب معتمد عن علاج اليرقان؛ عبر مكالمة صوتية أو محادثة نصيّة، وذلك من خلال خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يُقدمها موقع الطبي.