يعد البهاق من الأمراض الجلدية المناعية الشائعة، التي تنتج عن نقص إنتاج مادة الميلانين المسؤولة عن إعطاء الجلد لونه الطبيعي، وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي للبهاق، إلا أنه يمكن اتباع نظام غذائي قد يساعد على تحسين حالة المرضى.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن أفضل نظام غذائي لمرضى البهاق وكذلك الأطعمة التي يجب تجنبها في هذه الحالة.
أفضل نظام غذائي لمرضى البهاق
قد يساعد اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الكثير من العناصر الغذائية الهامة للصحة العامة، وشرب كميات وفيرة من الماء على التخفيف من الالتهاب وتعزيز الصحة العامة لمرضى البهاق.
كذلك يمكن أن يستفيد هؤلاء المرضى من تناول الأطعمة التي تحتوي على المواد التي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة، حيث يمكن أن تساعد على تعزيز جهاز المناعة، وحماية الأنسجة من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي.[1]
ولذلك يوجد عدد من الأطعمة التي لا بد من تضمينها في النظام الغذائي لمرضى البهاق، وتشمل أهم تلك الأطعمة ما يلي:
الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة
تعمل مضادات الأكسدة على التقليل من عملية الإجهاد التأكسدي، ومحاربة الجذور الحرة يمكن أن تؤدي إلى تلف الخلايا، وقد أشارت إحدى الدراسات التي أجريت في بكلية الطب جامعة نيويورك إلى أن الإجهاد التأكسدي يسبب تلفًا في الخلايا المنتجة للميلانين في الجسم، مما يسبب نقص التصبغ، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض البهاق الذي ينتج عن نقص إنتاج الميلانين، وتشمل أشهر الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة كلًا من الفواكه، مثل التوت والفراولة، والخضروات، مثل اللفت والسبانخ،كذلك توجد مضادات الأكسدة في الأطعمة النباتية الأخرى، مثل البذور، والمكسرات، والحبوب، والبهارات.[2][3]
كذلك توصل الباحثون في مراجعة علمية حديثة من عام 2021 بقسم الأمراض الجلدية بجامعة مسيينا إلى نتائج توضح فعالية استخدام مضادات الأكسدة عن طريق الفم في علاج أمراض الجلد مثل البهاق، وتشمل الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة:[2][3]
- الفواكه، مثل التوت والفراولة.
- الخضروات، مثل اللفت والسبانخ.
تساعد هذه الأطعمة على الحد من تلف الخلايا وتقليل الالتهاب، وبالتالي تخفف من حدة أعراض البهاق، وتختلف أنواع مضادات الأكسدة الموجود في الفواكه عن الموجودة في الخضروات، كذلك تختلف أنواعها في الأشكال المختلفة من الفواكه والخضروات، لذلك ينصح بتناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات، للحصول على أكبر قدر ممكن من مضادات الأكسدة.[2]
اقرأ أيضًا: البهاق عند الأطفال
الأطعمة الغنية بالمعادن
يمكن أن يساعد إضافة الأطعمة الغنية بالمعادن إلى النظام الغذائي لمرضى البهاق على الوقاية تفاقم أعراض البهاق، وتشمل أهم تلك الأطعمة ما يلي:[1]
- النحاس: يمكن الحصول على كمية صحية من النحاس من خلال شرب الماء في أكواب نحاسية.
- الحديد: يمكن الحصول على كمية صحية من الحديد عن طريق تناول الطعام المطبوخ في أواني مصنوعة من الحديد.
- الزنك: يمكن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الزنك لتعويض نقصه، حيث أن أغلب الأطعمة الغنية بالزنك مدرجة في قائمة الأطعمة الممنوعة للبهاق.
المأكولات البحرية الغنية بالأحماض الدهنية
تعد الأحماض الدهنية أوميغا 3 نوعًا من الدهون غير المشبعة التي يحتاجها جسم الإنسان، لما لها من خصائص مضادة للالتهابات، وبالتالي قد يساعد تناول هذه الأطعمة على تقليل الالتهابات المصاحبة لمرض البهاق.[2]
تشمل أهم الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية أوميجا 3 ما يلي: [2]
- الأسماك الزيتية، مثل الأنشوجة، وسمك الماكريل، وسمك الاسقمري البحري، وبلح البحر، والمحار، وسمك السالمون، والسردين، وسمك أبو سيف، والسلمون المرقط.
- الأعشاب البحرية.
اقرأ أيضًا: فوائد الدهون الصحية
مكملات غذائية لمرضى البهاق
تشير مراجعة علمية أجريت بقسم الأمراض الجلدية بجامعة كاليفورنيا، إلى أن بعض الأبحاث توصي باستخدام بعض المكملات الغذائية لتقليل أعراض البهاق لدى الأفراد الذي يعانون من مستويات منخفضة من تلك العناصر الغذائية، وتشمل ما يلي:[2]
أشارت دراسة صغيرة أجريت بمستشفى هيليوبليس إلى أن تناول جرعة عالية من فيتامين د قد يزيد من احتمالية إعادة تصبغ الجلد لدى الأشخاص المصابين بالبهاق الذين يعانون من نقص في هذا الفيتامين.[3]
كذلك أشارت مراجعة أخرى أجريت بقسم الأمراض الجلدية بجامعة مسيينا إلى أن فيتامين ه يمكن أن يكون مفيداً جنباً إلى جنب مع العلاج بالضوء، والذي يشمل استخدام الأشعة فوق البنفسجية. [3]
لكن يجدر الإشارة إلى أن الأدلة البحثية حول هذا الأمر محدودة، وبالتالي ينصح بالتحدث مع الطبيب المختص قبل تناول أي مكمل غذائي أو عشبي، حيث يمكن للأطباء المساعدة على فهم الفوائد والمخاطر المحتملة، وقد يقوم الطبيب في بعض الحالات بإجراء اختبارات الدم لمعرفة ما إذا كان هناك نقص في بعض العناصر الغذائية في جسم الشخص المصاب بالبهاق.[2]
أطعمة يجب تجنبها لمرضى البهاق
قد يسبب تناول بعض الأطعمة بكميات كبيرة أو باستمرار إلى زيادة التهابات الجسم، مما قد يؤدي إلى تفاقم أعراض البهاق، وتشمل ما يلي:[2]
- اللحوم الحمراء، مثل لحم البقر.
- اللحوم المصنعة، مثل النقانق واللحوم الباردة.
- الحبوب المكررة، مثل الخبز الأبيض، والأرز الأبيض، والمعكرونة البيضاء، والمعجنات.
- الأطعمة المقلية، مثل البطاطس المقلية ورقائق البطاطس.
كذلك قد يعاني بعض الأشخاص المصابين بمرض البهاق من حساسية أو عدم تحمل الغلوتين، لذا ينصح بتجنب الأطعمة التي تحتوي على هذه المادة، والتي تشمل: [2]
- دقيق القمح والقمح بجميع أنواعه.
- الشعير ومنتجاته والذرة.
لكن ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين استشارة الطبيب قبل منع الغلوتين من نظامهم الغذائي، إذ يمكن للطبيب مساعدتهم في فهم الفوائد والمخاطر المحتملة لنظام غذائي خالٍ من الغلوتين وتحديد ما إذا كان هذا النهج مناسبًا لحالتهم الصحية.[3]
اقرأ أيضًا: علاج البهاق بالأعشاب
نصائح غذائية لمرضى البهاق
يمكن أن يساعد اتباع بعض النصائح الغذائية على التخفيف من الأعراض المصاحبة للبهاق، وتشمل ما يلي:
- يجب تناول الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة بانتظام طوال اليوم، لتغذية الجسم والحفاظ على الشعور بالشبع، وينصح بتناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين يوميًا، ويمكن تقسيم الوجبات إلى خمسة أو ست وجبات صغيرة في اليوم.
- ينصح باختيار الفواكه والخضروات الطازجة قدر الإمكان، كما ينصح بشواء أو خبز الوجبات بدلاً من قليها.
- ينصح بتقليل كميات الزيت المستخدمة عند الطهي، وتجنب استخدام الكريمات الثقيلة والزبدة في وصفات الطعام.
- ينبغي استخدام الأعشاب والتوابل الطازجة.
- يوصى باستخدام ماء مالح قليل الدسم قبل سلق، أو شوي، أو تحميص الطعام، وهي إحدى الطرق الصحيه لطهي الأطعمة بالملح.
- يجب شرب الكثير من الماء، وتجنب المشروبات التي تحتوي على سكريات مضافة، مثل الصودا، والمشروبات الرياضية، والعصائر، كما ينصح بشرب الشاي غير المحلى والقهوة بدون سكر.
- يجب تجنب تناول الكثير من الأطعمة المصنعة، التي تزيد من الالتهابات، لذلك ينصح بتناول كميات صغيرة من الحلويات والأطعمة المعبأة.