-

الإسهال بعد تناول المضادات الحيوية: الأسباب والعلاج

(اخر تعديل 2024-09-09 10:56:25 )
بواسطة

يواجه بعض الأفراد مشكلة الإسهال بعد بدء استخدامهم لأحد أنواع المضادات الحيوية، وهي الأدوية التي تُستخدم لعلاج العدوى البكتيرية والقضاء عليها. فما سبب الإسهال بعد استخدام المضادات الحيوية؟ وما هي الأعراض المميزة للإسهال الناتج عن المضادات الحيوية؟ وكيف يمكن علاج هذه الحالة والحد من حدوثها؟ سنستعرض في هذا المقال كافة التفاصيل المتعلقة بهذه القضية.

الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية

يُعتبر الإسهال من الأعراض الجانبية الشائعة التي قد تظهر نتيجة تناول المضادات الحيوية، حيث يُعاني منه حوالي 5 إلى 25% من الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأدوية. يعود سبب حدوث الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية إلى تأثير هذه الأدوية على البكتيريا المفيدة الموجودة في الأمعاء.

تساعد هذه البكتيريا النافعة في تعزيز عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية، بالإضافة إلى السيطرة على نمو الأنواع المسببة للأمراض، مثل بكتيريا المطثية العسيرة (Clostridium Difficile).

بالتالي، فإن القضاء على البكتيريا النافعة بفعل المضادات الحيوية قد يؤدي إلى ازدهار المطثية العسيرة، التي تُنتج سمومًا تسبب التهاب الأمعاء والإسهال. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر المضادات الحيوية على معدل امتصاص الأمعاء الدقيقة للماء والعناصر الغذائية، مما يجعل الطعام ينتقل بسرعة أكبر عبر الأمعاء، مما يؤدي إلى زيادة عدد مرات التبرز وظهور براز مائي.

أكثر المضادات الحيوية تسببًا بالإسهال

يمكن أن يحدث الإسهال بعد تناول أي نوع من المضادات الحيوية، ولكن هناك بعض الأنواع التي ترتبط بزيادة حدوث هذا العرض. من بين المضادات الحيوية الأكثر تسببًا في الإسهال نجد:

  • السيفالوسبورينات، مثل:
    • السيفاليكسين (Cephalexin).
    • السيفبودوكسيم (Cefpodoxime).
  • الفلوروكينولونات، مثل:
    • السيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin).
    • النورفلوكساسين (Norfloxacin).
    • الأوفلوكساسين (Ofloxacin).
  • الكليندامايسين (Clindamycin).
  • البنسلينات، مثل:
    • الأمبيسلين (Ampicillin).
    • الأموكسيسيلين (Amoxicillin).

عوامل تزيد من خطر الإصابة بإسهال المضادات الحيوية

يمكن أن يُصاب أي شخص بـ الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية، ولكن خطر الإصابة يزداد في الحالات التالية:

  • تناول المضادات الحيوية واسعة النطاق.
  • تناول عدة أنواع من المضادات الحيوية في وقت واحد.
  • تناول المضاد الحيوي لمدة طويلة.
  • تناول جرعات عالية من المضادات الحيوية.
  • تناول المضادات الحيوية مع أدوية أخرى.

سمات الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية

يتم التعرف على إسهال المضادات الحيوية عندما يُعاني الفرد من براز رخو ومائي بشكل متكرر، حيث يكون عدد مرات التبرز ثلاث مرات أو أكثر يوميًا خلال فترة تناول المضاد الحيوي. قد يحدث هذا الإسهال بعد حوالي أسبوع من بدء العلاج، ويمكن أن يستمر أيضًا في الأسابيع التي تلي الانتهاء من العلاج.

قد يصاحب إسهال المضادات الحيوية أعراض إضافية في حال أصيب الفرد بعدوى المطثية العسيرة، مثل:
المتوحش 2 مترجم الحلقة 1

  • ألم أو تقلصات في البطن.
  • حمى منخفضة الدرجة.
  • انخفاض الشهية.
  • غثيان.
  • تعب عام.

هناك أيضًا أعراض تستدعي استشارة الطبيب، مثل:

  • أكثر من خمس نوبات إسهال في اليوم.
  • وجود دم أو صديد في البراز.
  • الحمى.
  • ألم أو تقلصات شديدة في البطن.
  • علامات الجفاف الشديد، مثل الضعف أو العيون الغائرة أو جفاف الجلد.

علاج إسهال المضادات الحيوية

عادةً ما يتحسن الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية بعد التوقف عن تناول الدواء. في الحالات التي تكون فيها الأعراض غير محتملة، قد يوصي الطبيب باستبدال المضاد الحيوي بنوع آخر أقل تسببًا في الإسهال.

يمكن إجراء بعض التعديلات في النظام الغذائي لتخفيف حدة الإسهال وتقليل خطر الجفاف وتعويض نقص الكهارل. من هذه التعديلات:

  • شرب كميات وفيرة من الماء (8-10 أكواب يوميًا).
  • شرب عصائر الفواكه والمشروبات الرياضية التي تحتوي على الكهارل.
  • تناول حساء الدجاج أو اللحم.
  • تجنب الكحول والمشروبات الغنية بالكافيين.
  • تناول الأطعمة المناسبة، مثل:
    • الفواكه كالموز أو صلصة التفاح.
    • الحبوب مثل الأرز الأبيض والمعكرونة.
    • البطاطس المقشرة.
    • مصادر البروتين مثل الدواجن والأسماك.
    • الزبادي.
  • تجنب الأطعمة التي قد تسبب مشاكل، مثل:
    • منتجات الألبان (باستثناء الزبادي).
    • الأطعمة الدهنية والمقلية.
    • الأطعمة الغنية بالسكر.
    • الأطعمة الغنية بالألياف.
    • الأطعمة الحارة.

لا يُنصح عادةً باستخدام الأدوية المضادة للإسهال في حالات الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية، لأنها قد تؤدي إلى إطالة فترة الإسهال وزيادة خطر حدوث مضاعفات.

في حالة الإصابة بعدوى المطثية العسيرة، قد يحتاج الفرد إلى العلاج في المستشفى، والذي قد يشمل ما يلي:

  • السوائل الوريدية.
  • مضادات حيوية مثل الفانكومايسين أو الميترونيدازول.
  • وضع أنبوب أنفي معدي إذا كان المريض غير قادر على تناول السوائل أو الطعام.
  • العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة.

الوقاية من إسهال المضادات الحيوية

يمكن لبعض النصائح أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بـ الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية، ومنها:

  • تناول البروبيوتيك والأطعمة الغنية بها لدعم البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي.
  • اتباع ممارسات النظافة الجيدة، مثل غسل اليدين بانتظام.
  • اتباع التعليمات الخاصة باستخدام المضاد الحيوي، مثل تناول بعض الأنواع مع الطعام.
  • تناول المضادات الحيوية عند الحاجة فقط.
  • تجنب تناول عدة مضادات حيوية في وقت واحد إلا عند الضرورة.

مضاعفات إسهال المضادات الحيوية

قد يتسبب إسهال المضادات الحيوية في جفاف الجسم واضطراب مستويات الكهارل وفقدان الوزن غير المقصود، خاصةً عند الأطفال وكبار السن.

يمكن أن تزيد المضاعفات المحتملة في حالة الإصابة بعدوى المطثية العسيرة من خطر حدوث:

  • تضخم القولون السام.
  • تسمم الدم.
  • التهاب الصفاق.
  • ثقب الأمعاء.

نصيحة طبية: يمكن أن يحدث الإسهال بعد استخدام المضادات الحيوية لدى العديد من الأفراد، وهي حالة غير خطيرة إذا تم تعويض السوائل والكهارل المفقودة. يجب استشارة الطبيب في حال حدوث إسهال شديد أو ظهور أعراض أخرى مثل الحمى أو وجود دم في البراز.

يمكنك الاستفادة من خدمات الاستشارات الطبية عن بُعد المتاحة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع للإجابة على جميع استفساراتك حول إسهال المضادات الحيوية.