يعاني معظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) من تغيرات في الشهية، مثل فقدان أو زيادة الشهية، وفي حين أن هذه التغيرات أمر شائع لدى مرضى الاكتئاب، إلا أنها قد ترتبط ببعض الأضرار والآثار الجانبية الصحية. [1]
في هذا المقال سنتحدث بشيء من التفصيل عن الاكتئاب وفقدان الشهية، وما إذا كان هناك علاقة بينهما؟
العلاقة بين الاكتئاب وفقدان الشهية
تتمثل العلاقة بين الاكتئاب وفقدان الشهية في أن فقدان الشهية هو أحد الأعراض المحتملة للاكتئاب؛ إذ إن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد (بالإنجليزية: Major Depressive Disorder - MDD) قد يعانون من فقدان الشهية كأحد أعراضه. [2]
أسباب فقدان الشهية لدى مرضى الاكتئاب
يعود فقدان الشهية لدى مرضى الاكتئاب إلى العديد من الأسباب المحتملة، بما في ذلك وجود اضطراب في الدماغ يؤثر في قدرته على نقل الإشارات العصبية التي تحفز استجابات الجوع والشهية، وتشمل الأسباب الأخرى المحتملة ما يلي: [2][3]
- فقدان الطاقة والدافع اللازمان لتحضير وإعداد وجبات الطعام وتناولها.
- فقدان الرغبة والاهتمام في تناول أو تجربة أصناف جديدة من الطعام.
- انخفاض مستويات هرمون السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin)، والناقل العصبي النورادرينالين (بالإنجليزية: Noradrenaline)، اللذان يؤثران في مستقبلات التذوق، ما قد يقلل الرغبة في تناول الطعام أو الاستمتاع به.
- الأدوية المضادة للإكتئاب بما في ذلك مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective Serotonin Reuptake Inhibitors - SSRIs)، والذي يعد فقدان الشهية خاصةً بعد بدء العلاج أحد الآثار الجانبية الشائعة لها.
- المذاق المر والمعدني وجفاف الفم الناتجان عن تناول بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، مما قد يقلل الرغبة في تناول الطعام.
- الغثيان الذي قد يعاني منه بعض مرضى الاكتئاب، مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة في تناول الطعام.
هل فقدان الشهية المصاحب للاكتئاب خطير؟
يمكن أن ينطوي على انخفاض الشهية التي يعاني منها الأشخاص المصابين بالاكتئاب بعض الأضرار والمخاطر الصحية؛ إذ أن فقدان الشهية الشديد والممتد لفترة طويلة نسبيًا يمكن أن يسبب ما يعرف بسوء التغذية (بالإنجليزية: Malnutrition)، الأمر الذي قد يشكل خطرًا مهددًا للحياة، وخاصة لدى كبار السن من مرضى الاكتئاب. [1]
نصائح للتعامل مع فقدان الشهية المصاحب للاكتئاب
يمكن أن يساعد الالتزام بعدد من النصائح والإرشادات على الحد من والتعامل مع فقدان الشهية لدى مرضى الاكتئاب، ومنها:
اتباع عادات الطعام الجيدة
يذكر من عادات الطعام التي قد يساعد اتباعها على فتح الشهية وتحسينها لدى مرضى الاكتئاب ما يلي: [4]
- تناول الطعام في جو ممتع مع العائلة والأصدقاء.
- إعداد وجبات الطعام مسبقًا بحيث يسهل تسخينها عند الشعور بالاكتئاب الشديد، أو في حال عدم القدرة على إعدادها.
- اختيار أصناف الطعام التي يسهل تحضيرها.
- إضافة الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية إلى وجبات الطعام مثل الفواكه، والخضروات، والبروتينات الخالية من الدهون.
- تناول وجبات طعام صغيرة ومتكررة على مدار اليوم بدلًا من الوجبات الكبيرة.
- إعداد قائمة بوجبات الطعام الخفيفة وسهلة التحضير، والاحتفاظ بها في الثلاجة أو الخزانة المخصصة لذلك لتناولها عند الشعور بالجوع.
- تناول وجبة طعام خفيفة قبل النوم.
- تناول أصناف الطعام التي يمكن أن تعزز الحالة المزاجية، وتساعد على تقليل أعراض الاكتئاب مثل الشوكولاتة الداكنة، أو الأطعمة التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية، مثل السلمون.
الالتزام بخطة علاج الاكتئاب
يساعد الالتزام بخطة علاج الاكتئاب التي يحددها الطبيب على تحسين فقدان الشهية الناتج عنه، ومن أبرزها: [1]
- العلاج النفسي، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي.
- الأدوية، بما في ذلك مضادات الاكتئاب.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء.
اتباع روتين نوم صحي
يوصي الخبراء باتباع روتين نوم صحي للتعامل مع الاكتئاب وفقدان الشهية الناتج عنه؛ إذ إن عدم الحصول على ما يكفي من ساعات النوم خلال الليل يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الميلاتونين أو ما يعرف بهرمون النوم، والذي قد يتسبب بفقدان الشهية. [2]
تشمل النصائح المفيدة التي يمكن أن تساعد على اتباع روتين نوم صحي ما يلي: [2]
- عدم التعرض للضوء الأزرق بما في ذلك الضوء المنبعث من الهواتف المحمولة قبل الذهاب إلى النوم بمدة كافية.
- النوم في غرفة مظلمة وباردة نسبيًا.
- تجنب تناول الطعام قبل 3 ساعات من النوم.
العلاجات والإجراءات الطبية
تتمثل العلاجات وبعض الإجراءات الطبية التي قد يتم اللجوء في بعض حالات فقدان الشهية المصاحب للاكتئاب ما يلي: [5][6]
- تناول بعض الأدوية باستشارة ومتابعة الطبيب، مثل:
- الأدوية الفاتحة للشهية، مثل درونابينول (بالإنجليزية: Dronabinol).
- الأدوية المضادة للغثيان، مثل أوندانسيترون (بالإنجليزية: Ondansetron).
- التوقف عن تناول الأدوية المسببة لفقدان الشهية، أو تغيير جرعتها، أو استبدالها بأخرى بعد استشارة الطبيب.
- استشارة أخصائي تغذية لتقييم وضع الشخص التغذوي، وشدة فقدان الشهية والمساعدة في تنظيم جدول غذائي يومي وفقًا لحاجة الشخص.
- المحاليل الوريدية المغذية، والتي قد يحتاج إليها الشخص إذا أدى فقدان الشهية إلى الإصابة بسوء التغذية أو أحد مضاعفاته، مثل نقص السوائل.
نصيحة الطبي
يعد فقدان الشهية أحد الأعراض المحتملة للاكتئاب، والذي يمكن إدارته والتعامل معه من خلال التغييرات الإيجابية في نمط الحياة، وبعض الخيارات العلاجية تحت إشراف طبي.