يوجد درجات مختلفة من اضطراب طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism Spectrum Disorder (ASD))، والتي تم تصنيفها وفقاً لمدى شدة الأعراض ومقدار الدعم الذي يحتاجه المصاب في حياته اليومية.
تشمل درجات التوحد 3 مستويات؛ من الأقل إلى الأكثر شدة، حيث يشير المستوى الأول من التوحد إلى أخف درجات التوحد، بينما بشير المستوى الثالث من التوحد إلى أشد درجات التوحد. [1]
تعرف في هذا المقال على درجات التوحد ومستوياته الثلاثة وخصائص كل مستوى.
درجات التوحد
فيما يلي توضيح لكل من درجات التوحد ومستوياته الثلاثة:
المستوى الأول: التوحد الخفيف
يعتبر المستوى الأول من طيف التوحد أخف درجات التوحد، ويشار إليه باسم التوحد الخفيف أو التوحد البسيط. وفي معظم الحالات يتطلب الأشخاص الذين يستوفون معايير المستوى الأول من طيف التوحد إلى الحد الأدنى من الدعم في جانب التواصل الاجتماعي وجانب الأنماط السلوكية. [2]
في معظم الحالات، يمكن للأفراد المصابين بالدرجة الأولى من التوحد التواصل لفظياً مع الآخرين وتكوين جمل كاملة، كما من المحتمل أن يكونوا قادرين على تكوين بعض العلاقات الاجتماعية، لكن قد يواجهون صعوبة في بعض المواقف الاجتماعية وفي الحفاظ على العلاقات دون تقديم الدعم المناسب لهم. [2][3]
تشمل أعراض المستوى الأول من التوحد في مجال التواصل الاجتماعي ما يلي: [1][3][4]
- صعوبة في بدء المحادثات أو التفاعلات الاجتماعية الأخرى.
- صعوبة في الاستمرار في المحادثة بشكل مناسب، مثل الردود غير النمطية، أو عدم القدرة على الرد المناسب في الوقت المناسب، أو عدم القدرة على قراءة الإشارات الإيمائية ولغة الجسد.
- امتلاك اهتمام أقل من المتوسط بالعلاقات والمحادثات الاجتماعية.
يمكن أن يعمل الأفراد المصابون بالدرجة الأولى من التوحد على نحو مستقل، لكنهم قد يعانون من بعض المصاعب والأعراض السلوكية، مثل: [1][2][3][4]
- الشعور بالحاجة إلى اتباع بعض الأنماط السلوكية المتكررة.
- الشعور بعدم الراحة عند مواجهة مواقف جديدة أو الأحداث غير المتوقعة.
- الرغبة بالالتزام بالروتين المعتاد وعدم المرونة بشأن أي تغيير فيه.
- الحاجة إلى المساعدة في التنظيم والتخطيط.
- مواجهة صعوبة عند الانتقال من نشاط لآخر أو عند تجربة أشياء جديدة.
- الرغبة في القيام ببعض الأمور بطريقتهم الخاصة.
المستوى الثاني: التوحد المتوسط
يشير المستوى الثاني من التوحد إلى درجة متوسطة من حيث شدة أعراض التوحد وحاجة الشخص المصاب إلى الدعم، حيث يعاني الأشخاص المصابون بتوحد متوسط الشدة من مشاكل أكثر وضوحاً في التواصل والمهارات الاجتماعية مقارنةً بالأشخاص المصابون بالتوحد الخفيف. [2]
غالباً ما يواجه الأشخاص المصابون بالتوحد المتوسط صعوبة ملحوظة في إجراء محادثة أو التماسك أثناء التواصل مع الآخرين، ومن أعراض المستوى الثاني من التوحد في مجال التواصل الاجتماعي ما يلي: [2][3][4]
- ضعف ملحوظ في مهارات التواصل اللفظي، مثل التحدث بجمل قصيرة أو تكرار عبارات محددة.
- ضعف ملحوظ في مهارات التواصل غير اللفظي، مثل فهم تعبيرات الوجه.
- تجنب التواصل البصري بدرجة كبيرة.
- التحدث بنبرة صوت مختلفة.
- ردود أو استجابات غير طبيعية للتفاعلات الاجتماعية، والتي قد يعتبرها الآخرين غير ملائمة أو مفاجئة.
أيضاً، يواجه الأشخاص المصابون بالتوحد المتوسط بصعوبات سلوكية قد تتداخل مع الأداء الوظيفي، ومن الأعراض السلوكية للمستوى الثاني من التوحد ما يلي: [1][2][3][4]
- صعوبة التكيف مع أي تغيير جديد، وخاصة التغييرات في الروتين.
- صعوبة في تغيير التركيز أو الانتقال من نشاط لآخر.
- تكرار بعض الأفعال على نحو ملحوظ.
- الشعور بالضيق وعدم الراحة عند مقاطعتهم أثناء القيام بسلوك روتيني.
- محدودية الاهتمامات، وخاصة بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد المتوسط.
اقرأ أيضاً: أعراض مرض التوحد عند الأطفال
المستوى الثالث: التوحد الشديد
يعد المستوى الثالث من اضطراب التوحد أشد أشكال التوحد، ويعاني الأشخاص المصابون به من أعراض شديدة تتطلب دعم كبير للغاية. [1][3]
يحتاج الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد من الدرجة الثالث إلى دعم كبير جداً لتعزيز المهارات الاجتماعية المهمة للحياة اليومية، حيث يعانون من أعراض مشابهة لأعراض التوحد الخفيف والمتوسط، لكن على نحو أكثر شدة وأكثر تطرفاً. [1][2]
تشمل أعراض المستوى الثالث من التوحد في مجال التواصل الاجتماعي ما يلي: [1][2][3][4]
- قدرة محدودة جداً على التحدث بوضوح.
- ندرة المبادرة في بدء المحادثات الاجتماعية.
- عجز ملحوظ في مهارات التواصل اللفظي، حيث قد لا يتواصل الأشخاص المصابون بالتوحد الشديد لفظياً على الإطلاق أو قد يستخدمون كلمات قليلة جداً عند التواصل.
- ضعف شديد في مهارات التواصل غير اللفظي.
- اهتمام قليل أو شبه معدوم بالأصدقاء أو الآخرين.
- صعوبة بالغة في المشاركة في الألعاب التخيلية.
- صعوبة بالغة في تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية.
يعاني الأشخاص المصابون بالدرجة الثالثة من التوحد من أنماط سلوكية غير اعتيادية تتعارض بشكل كبيرة مع القدرة على الأداء والعمل في مختلف المجالات. ومن الأعراض السلوكية للمستوى الثالث من التوحد ما يلي: [2][3][4]
- صعوبة بالغة في التكيف مع التغيير.
- اتباع أنماط سلوكية متكررة، مثل التأرجح أو الدوار.
- المعاناة من ضيق شديد أو توتر شديد عند مواجهة مواقف تتطلب تغيير في الروتين أو تغيير في العمل أو النشاط الذي يقومون به.
معلومات هامة عن درجات التوحد
يساعد تشخيص الدرجة من التوحد المصاب بها الشخص في تقدير الأعراض والصعوبات التي قد يواجهها المريض ومقدار الدعم الذي يحتاجه.
لكن مع ذلك، فإن تحديد درجة التوحد لا يقدم صورة مؤكدة حول نقاط قوة وضعف المريض، فقد تختلف أنواع وأشكال الدعم التي يحتاجها مرضى التوحد الذي يعانون من درجة التوحد نفسها. على سبيل المثال، قد يحتاج بعض مرضى التوحد إلى الدعم الاجتماعي خارج المنزل، بينما يكونون بخير في المنزل. في المقابل، يحتاج آخرون الدعم في جميع الأوقات.
كما يجدر الإشارة إلى أن مستوى التوحد الذي يتم تشخيصه لدى المريض لأول مرة قد يتغير بعد تقديم العلاج والدعم المناسب للشخص، مثل تعزيز المهارات الاجتماعية لديه. [1]