يعد وقت لعب الأطفال هو من أمتع الأوقات التي يقضيها الطفل في عامه الأول، إذ يمنحه اللعب المناخ المناسب ليتعلم، ويستمتع، ويملأ البيت بضحكاته.
وللألعاب فوائد جمة في المراحل الأولى من عمر الطفل، فكل لون، وصوت، وشكل هندسي، وملمس جديد، سيضيف تجربة مثيرة لعالمه الصغير.
تعرف معنا في هذا المقال على تعريف اللعب عند الأطفال وفوائده النفسية، ودور اللعب في بناء شخصية الطفل.
تعريف اللعب عند الاطفال
اللعب هو حياة الطفل التي يعرف من خلالها الأشياء من حوله، وينمو، ويكتشف، إنه جانب من جوانب التطور البيولوجي والنفسي والاجتماعي.
يرتبط الوقت الذي يقضيه الطفل في اللعب بالاستقرار العاطفي، ومهارات الإدراك الأفضل، والمزيد من النوم الهادئ المستقر، والمهارات الاجتماعية المحسنة، والوظيفة الحركية المتقدمة، والتركيز المعزز، وتقلص التوتر، وتقليل الغضب، وزيادة الإبداع، والسعادة.
ولهذا فإن حق الطفل في اللعب يساوي حقه في التعلم، وفهم عالمه، وممارسة الأشياء التي تعلمها ولاحظها، وممارسة مهارات جديدة، والتفاعل مع الآخرين، والتواصل.
للمزيد: مراحل نمو الطفل في السنة الأولى
فوائد اللعب للاطفال
يكون دماغ الطفل في العام الأول من عمره بشكل خاص في مرحلة النمو والتطور، حيث تتشكل الوصلات العصبية بين خلايا الدماغ بسرعة كبيرة في هذه الفترة.
يمكن القول أن للعب الأطفال دوراً كبيراً في عملية بناء الوصلات العصبية، وتنمية دماغ الطفل، وهو الأمر الذي يمكن أن يطور مختلف المهارات الحركية والذهنية لديه. تشتمل النقاط التالية على أهم الفوائد التي توضح أهمية اللعب عند الأطفال:
- تنمية قدرة الطفل على التفاعل مع بيئته ومع الآخرين، حيث وجد أن اللعب للأطفال في أي عمر ينمي المهارات الاجتماعية لدى الطفل، ويحسن من مهاراتهالسلوكية في التعامل مع الآخرين، والتعامل داخل الغرفة الصفية في السنوات القادمة.
- بناء روابط بين الطفل والأبوين، وذلك عند مشاركتهما له في وقت اللعب، والحرص على القيام بأنشطة سوياً.
- تنمية حاسة البصر، والتي ما زالت في طور النمو خلال الشهور الأولى من حياة الطفل، وتساعد الألعاب ذات الألوان الزاهية والمتباينة على توفير مدخلات بصرية جديدة للطفل مما يساعد على تطور الإبصار لديه.
- تحسين التناسق بين العينين والأطراف، وذلك بمساعدة الألعاب التي تجمع بين حاستي البصر واللمس، مثل مكعبات اللعب (الليغو).
- تنمية مهارة التتبع البصري، وذلك عند اللعب بألعاب مثل السيارات المتحركة، والكرات التي تتبع مساراً محدداً.
- تعزيز إدراك وجود الأشياء بشكل دائم، حيث تساعد الألعاب الطفل على فهم ديمومة الأشياء، وأنها لا تختفي بمجرد عدم رؤيته لها.
- تنمية حاسة السمع لدى الطفل، وذلك من خلال الألعاب التي تصدر أصوات مميزة وجديدة، مثل أصوات الحيوانات، والأدوات الموسيقية.
- تنمية حاسة اللمس لدى الطفل، وذلك عند استكشافه لملمس الألعاب المختلفة وسطوحها الملساء، والخشنة، والمتعرجة، وغيرها.
- تنمية مخيلة الطفل وقدرته على الإبداع.
للمزيد: أهمية الفن للأطفال
أثر اللعب في بناء شخصية الطفل
يمثل اللعب حاجة نفسية مهمة عند الأطفال، وهو الداعم النفسي الأساسي والصحي بجانب التغذية السليمة خاصةً في السنوات الأولى من عمر الطفل. توضح النقاط التالية أهمية اللعب في بناء شخصية الطفل جسدياً وفكرياً:
- يساعد اللعب على نمو عضلات الطفل، ويدرب كل أعضاء جسمه بشكل فعال، كما يحقق لدى الطفل تكوين اتجاهات معينة نحو كيانه الجسدي، ويساعده على استخدام إمكانياته الجسدية.
- يساعد اللعب الطفل على إدراك العالم الذي يعيش فيه، وينشط أدائه العقلي، ويرفع معدل الذكاء لديه.
- يساعد اللعب الطفل الأكبر سناً على تقبل معايير الجماعة وقواعد اللعبة، وينمي عنده الحاسة الأخلاقية، ويعزز السلوك الاجتماعي لديه من خلال تفاعله مع الأولاد.
- يخفف اللعب من المخاوف والتوترات التي قد يتعرض لها الطفل في مراحل عمره المختلفة، ويساعده على التعبير عن انفعالاته، وتصريف الكبت.
انواع اللعب عند الاطفال
يجب اقتناء الألعاب التي تحفز حواس الطفل التي ما زالت في طور النمو، وخاصةً في العام الأول من عمر الطفل، بالإضافة إلى اختيار الألعاب التي تنمي المهاراتالحركية والذهنية لديه. ومن الأمثلة على الألعاب الأفضل للأطفال في مراحلهم العمرية الأولى ما يلي:
- مكعبات اللعب (الليغو)، وهي من أفضل الألعاب التي يمكن اختيارها لطفلك، فهي تحسن التناسق بين العينين واليدين، وتنمي المهارات الحركية للطفل.
- العرائس، والدمى المحشوة، التي غالباً ما يرتبط بها الطفل ارتباطاً وثيقاً في سنينه الأولى.
- الألعاب التي تعلق فوق سرير الطفل، والتي يتفاعل معها الطفل وتحفز حواسه المختلفة.
- ألعاب تركيب الأشكال، وهي مناسبة للأطفال ممن بلغوا عمر السنة، حيث تساعدهم على تعلم الأشكال الهندسية، والقدرة على التوفيق بين الأشكال المتشابهة.
- الآلات الموسيقية، والألعاب التي تصدر موسيقى وأصوات. تساعد الأصوات المختلفة على تحفيز حاسة السمع لدى الطفل، والقدرة على التعرف على الأصوات المختلفة مثل أصوات الحيوانات.
- ألعاب تحفز الذكاء والقدرات الذهنية، مثل الأحجيات البسيطة، والتي تناسب الأطفال ممن أكملوا عامهم الأول.
للمزيد: النشاط الحركي عند الأطفال
نصائح لاختيار العاب مناسبة للاطفال الصغار
تعتبر فوائد اللعب للطفل في عامه الأول مقرونة بالاختيار الصحيح للألعاب. لتوفير مساحة لعب آمنة وممتعة للأطفال، ولكن في حال تعرض الطفل لألعاب ضارة أو غير مناسبة لعمره، فإنها قد تسبب ضرراً أو أذىً للطفل. لذا يوصى اتباع النصائح التالية عند اختيار ألعاب للطفل:
- يجب التأكد من مناسبة الألعاب لسن الطفل، وذلك بتفقد الملصق الموجود على العلبة. قد يؤدي اختيار ألعاب سابقة لعمر طفلك إلى إصابته بالإحباط وعدم الرغبة باللعب، مما يعيق عملية التعلم.
- ينصح بتجنب اقتناء الألعاب التي تحتوي على زوايا حادة، وتلك القابلة للكسر، لسلامة الطفل.
- ينصح بتجنب اقتناء الألعاب التي تحتوي قطع صغيرة، والتي قد تؤدي إلى الاختناق في حال بلعها.
- يفضل تجنب الألعاب التي تصدر أصواتاً مزعجة، أو أصواتاً عالية أكثر من الحد المسموح، وذلك لتجنب إلحاق الضرر بسمع طفلك.
- يرجى الحرص على اختيار أنواع آمنة وخالية من الكيماويات الضارة للجلد، في حالة شراء الألوان الشمعية والخشبية الطفل.
- ينصح بتجنب إعطاء الطفل أي أجهزة الكترونية قبل عمر سنتين، حتى ولو كان استعمالها لأهداف تعليمية.
للمزيد: مخاطر الأجهزة التكنولوجية على صحة الأطفال
متى يكون لعب الاطفال سلبيا؟
يمكن أن يشكل اللعب ضرراً على الطفل في بعض الحالات، يحكمها عمر الطفل، وسلوكه، وطباعه، وعاداته. وتشتمل سلبيات اللعب عند الاطفال على:
- يؤدي لعب الطفل بألعاب غير مناسبة لعمره إلى شعوره بالإحباط والفشل.
- ينتقل الطفل الصغير -في حالة امتلاكه الكثير من الألعاب- من لعبة لأخرى، دون أخذ الوقت الكافي لاكتشاف اللعبة وملاحظتها، فلا يتعلم المثابرة ولا يبذل مجهودفي التفكير.
- يؤدي الإفراط في اللعب وعدم تحديد مدة زمنية لوقت اللعب، خاصةً مع الأطفال في عمر من 4 سنوات فما فوقه إلى استهتار الطفل، وفقد إحساسه بالنظام وقيمة الوقت.
- يتأثر سلوك الطفل مع أصدقائه، نتيج بعض الألعاب التي قد تحض على العنف والأداء العدواني.
- تؤدي بعض الألعاب إلى تعليم الطفل الخصال السيئة، مثل الكذب، والغش، والخداع.
- يسبب الإكثار من اللعب بالأجهزة الإلكترونية إلى ضعف التركيز والانتباه عند الطفل، ومشاكل الأرق والتوتر، وأحياناً الإصابة بالتوحد.
اقرأ أيضاً: اللعب وأهميته للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة