يعد ضيق التنفس المفاجئ أو الشعور بصعوبة في التقاط الأنفاس لمدة دقيقة أو دقيقتين ليس بالأمر النادر، خاصة بعد ممارسة التمارين الرياضية أو صعود السلالم.
لكن، قد تشير النوبات المتكررة من ضيق التنفس المفاجئ (بالإنجليزية: Sudden Shortness of Breath) إلى حالات طبية مختلفة، والتي يستدعي بعضها طلب الرعاية الطبية على الفور.
تعرف في هذا المقال على أسباب ضيق التنفس المفاجئ المرضية وغير المرضية، ومتى يجب استشارة الطبيب.
اسباب ضيق التنفس المفاجئ غير المرضية
لا يرتبط ضيق التنفس المفاجئ دائماً بمشكلة صحية، بل يمكن أن تسبب بعض العوامل البيئية المحيطة الشعور بعدم الراحة عند التنفس أو الشعور بعدم القدرة على أخذ نفس عميق. ومن أسباب ضيق التنفس المفاجئ غير المرضية ما يلي:
- الارتفاعات الشاهقة
يحتوي الهواء في الارتفاعات العالية جداً كمية أقل من الأكسجين والضغط، حيث تعمل الجاذبية على إبقاء الأكسجين قريباً من السطح.
بالإضافة إلى ذلك، تزداد صعوبة عملية سحب الهواء وقيام الأوردة بضخ الأكسجين في جميع أنحاء الجسم في الارتفاعات الشاهقة؛ إذ حتى تتمكن الرئتين من التنفس دون مجهود، فإنه يجب أن يكون الضغط خارج الجسم أعلى مما هو في داخل الجسم، ولكن في الارتفاعات الشاهقة يكون ضغط الهواء الخارجي أقل مما هو في الرئتين.
يجدر الإشارة إلى اختلاف تأثير المرتفعات على عملية التنفس والجسم، وذلك لاختلاف اللياقة البدنية والبنية الجسمية بين الأشخاص.
- التغيرات الكبيرة في درجة الحرارة
تعتبر تغيرات الطقس، مثل البرودة الشديدة أو الحرارة الشديدة أحد أسباب ضيق التنفس المفاجئ أو المتقطع، وذلك على النحو التالي:
- ارتفاع درجة الحرارة: يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وزيادة رطوبة الهواء إلى صعوبة التنفس، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة، مثل الربو.
- انخفاض درجة الحرارة: تسبب البرودة وجفاف الهواء عند انخفاض درجات الحرارة تضيق في المسالك الهوائية العلوية وتهيج في الرئتين، وبالتالي ظهور أعراض مثل الأزيز، والسعال، وضيق التنفس المفاجئ أو المتقطع.
- القيام بمجهود بدني عالي
يؤدي بذل الجسم لمجهود عالي، مثل التمارين الرياضية، أو حمل الأثقال، أو الجري، أو تنظيف المنزل إلى زيادة حاجة العضلات للأكسجين، ولهذا يواجه البعض ضيق التنفس المتقطع أو الشعور بصعوبة التنفس لمدة دقائق قليلة، وتسارع في معدل التنفس وضربات القلب.
اسباب ضيق التنفس المفاجئ المرضية
يمكن أن يكون ضيق التنفس المفاجئ أحد أعراض العديد من المشاكل الصحية، ومنها:
- فقر الدم
يعتبر فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia) الناتج عن نقص الحديد أحد أسباب ضيق التنفس المفاجئ، إذ ينتج عن نقص الحديد نقص في خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن حمل الأكسجين وتوويعه في جميع أنحاء الجسم.
تشمل أعراض فقر الدم، ضيق التنفس المتقطع، والشعور بالضعف والدوار، وشحوب البشرة، وبرودة في الأطراف. ويوصى في حالات فقر الدم الخفيفة تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالحديد، مثل اللحوم الخالية من الدهون، والخضروات الورقية الخضراء. وقد يصف الطبيب بعض مكملات الحديد الغذائية.
- القلق
قد يسبب القلق أو التوتر تقلص في عضلات الصدر المساعدة في عملية التنفس، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس والحصول على ما يكفي من الهواء.
يمكن أن يساعد الاسترخاء والقيام بالتنفس من خلال الأنف ثم الزفير من خلال الفم لعدة مرات في العودة إلى التنفس بشكل طبيعي.
- فتق الحجاب الحاجز
يمكن أن يكون فتق الحجاب الحاجز من أسباب ضيق التنفس بدون مجهود، إذ يشمل الفتق الحجابي بروز الجزء العلوي من المعدة خلال الحجاب الحاجز إلى الصدر، مما يؤدي إلى ضيق التنفس، وصعوبة البلع، وحرقة في المعدة.
غالباً، يتم علاج فتق الحجاب الحاجز الصغير بالأدوية وتغيير نمط الحياة، ولكن قد يتطلب الفتق الحجابي الكبير التدخل الجراحي.
- الحساسية
تعتبر بعض العوامل البيئية من أسباب ضيق التنفس المفاجئ، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه حبوب اللقاح، أو العفن، أو وبر الحيوانات.
تسبب الحساسية أعراضاً أخرى، مثل السعال والتورم في الحالات الشديدة، والتي قد تتطلب التدخل الطبي السريع.
للمزيد: اعراض حساسية الجهاز التنفسي وطرق العلاج
- الديدان الخطافية
الديدان الخطافية (بالإنجليزية: Hookworms)، هي أحد أنواع الطفيليات التي قد تصيب الإنسان من خلال تناول طعام ملوث أو عند المشي حافي القدمين على تربة ملوثة.
تنمو الديدان الخطافية في الأمعاء وتتغذى على الدم، ولهذا مع مرور الوقت فإنها تسبب انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء والأنيميا. ومن أعراضها ضيق التنفس المفاجئ، والإسهال، وفقدان الوزن. كما قد تسبب بطء في النمو العقلي والبدني عند إصابة الأطفال بها.
يجب استشارة الطبيب لعلاج الديدان الخطافية ووصف الأدوية اللازمة للتخلص منها.
- الوهن العضلي الوبيل
يعتبر الوهن العضلي الوبيل (بالإنجليزية: Myasthenia Gravis)من أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على إشارات التواصل بين الأعصاب والعضلات، مما يسبب ضعف في عضلات الجسم، ومنها العضلات التي تساعد على التنفس، مما يؤدي إلى ضيق التنفس المتقطع والمتكرر.
من أعراض الوهن العضلي الوبيل الأخرى، تدلي الجفن، والرؤية المزدوجة، ومواجهة مشكلات في التحدث أو البلع.
- أمراض الرئة
تسبب العديد من أمراض الرئة صعوبة في التنفس بشكل مفاجئ أو على نحو مستمر ومتكرر، ومنها:
- الربو، وهو التهاب وتضيق في المجاري التنفسية، قد يسبب نوبات ضيق التنفس المفاجئ.
- الالتهاب الرئوي، وهو عدوى رئوية يمكن أن تسبب التهاباً وتراكماً للسوائل والقيح في الرئة. معظم الأنواع معدية. ويمكن أن يكون الالتهاب الرئوي حالة مهددة للحياة و تطلب التدخل الطبي الفوري.
- الانسداد الرئوي، وهو انسداد في الشرايين المؤدية إلى الرئتين نتيجة انتقال جلطة دموية من مكان آخر في الجسم إلى الرئة، ويعتبر من الحالات الخطيرة التي تتطلب عناية طبية فورية.
- ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، وهو ارتفاع ضغط الدم الذي يؤثر على الشرايين في الرئتين، ويحدث غالباً نتيجة تضيق الشرايين أو تصلبها، وقد يؤدي إلى فشل القلب، لهذا يجب علاجه بشكل مبكر وفوري.
- الخناق، وهو حالة تنفسية ناتجة عن عدوى فيروسية حادة، ويعتبر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و3 سنوات أكثر عرضةً للإصابة به، ويجب مراجعة الطبيب على الفور.
- التهاب لسان المزمار، وهو تورم في الأنسجة التي تغطي القصبة الهوائية، ويعد من الحالات التي تتطلب تدخل علاجي فوري.
- أمراض القلب
تسبب الكثير من أمراض القلب ضيق التنفس المفاجئ والمتكرر أو المستمر، حيث يبذل القلب جهداً أكبر لضخ الدم الغني بالأكسجين إلى باقي أجزاء الجسم، مما يسبب الشعور بصعوبة في التنفس. وتتطلب أمراض القلب عناية طبية فورية.
من أمراض القلب التي تسبب ضيق التنفس المفاجئ ما يلي:
- مرض القلب التاجي.
- الذبحة الصدرية.
- فشل القلب الاحتقاني.
للمزيد: ضيق التنفس وعلاقته بصحة القلب والرئتين
- السرطان
يمكن أن يكون ضيق التنفس المتكرر أو المتقطع أحد العلامات التحذيرية للإصابة بالسرطان، إذ تسبب بعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة تراكم للسوائل في الرئتين وجدار الصدر، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة التنفس العميق.
قد يرافق ضيق التنفس المفاجئ في حالات سرطان الرئة، الشعور بثقل في الصدر، والتعب، والحمى، والسعال الذي قد يتخلله دم.
متى يجب استشارة الطبيب
يوصى بطلب العناية الطبية الفورية عند المعاناة من ضيق التنفس المفاجئ أو المتقطع في الحالات التالية:
- زيادة سوء الحالة عن المعتاد بعد التمارين الرياضية أو الأنشطة البدنية الروتينية.
- وجود تورم في القدمين والكاحلين.
- الحمى.
- القشعريرة.
- زيادة صعوبة التنفس عند الاستلقاء.
- ضيق التنفس المستمر الذي يتعارض مع القيام بالمسؤوليات الروتينية والوظيفية.
- ألم في الصدر ينتشر إلى الذراعين، أو الرقبة، أو الظهر، أو الفك.
- الشعور بالارتباك.
- تغير لون الشفاه أو الأظافر إلى اللون الأزرق.
اقرأ أيضاً: أمراض الجهاز التنفسي